السلام عليكم
مرحباً بالغائب الحاضر دوق فيلد
بعيداً عن المسميات التي أنهكت عقولنا في التصنيف والبحث والتأصيل ..
وبعيداً عن التفسيرات المتنوعة من كل من يمتلك قلم وزاوية يطل بها على القراء ..
لايهمني أن يكون الإسم الليبرالية أو الصهيونية أو الباش أفندية
مايهمني هي قواعد السير ، وطريقة التطبيق للخلاص بالمجتمعات مما تعانيه من كبت وظلم ..
أولاً سأتحدث عن مصطلح رنان لطالما إستخدمه السياسيين لكسب التأييد من الشعوب المغلوبة على أمرها ، هذا المصطلح هو الحرية ..
الحرية بإطلاقها لايمكن أن تنتهي ولايمكن أن تستقيم بها أحوال الناس ، لأن من حريتي الشخصية أن أسير عارياً على الشاطئ ، ومن حريتك الشخصية أن تسيرعلى نفس الشاطئ ولاتشاهد إنساناً عارياً ، فإن منعوني فقد حدّوا من حريتي ، وإن سمحوا لي فقد حّدوا من حريتك ، وقس على ذلك ماشئت من تصرفات قد تعجبني ولا تعجبك ..
في النهاية سيكون الحل هو في الحرية المقيدة ، أو الحرية بحدود ، والتي تعني ، النظام العام الشامل ، وهي ماتعيشه وتطبقه كل مجتمعات العالم ، ولكن بتفاوت ، مابين نظام يكفل العيش بتناغم ويحفظ ميزة العقل للإنسان الذي به إختلف عن الحيوان ، ومابين نظام يولد التنافر مابين الحاكم والمحكوم ويهمش ميزة العقل ليتساوى الإنسان بالحيوان ..
هذا فقط ما وددت أن أنبه له بخصوص مصطلح الحرية ، كونها كلمة تشدنا دوماً بينما هي في الحقيقة لاتستطيع تطبيقها إلا إن عشت وحيداً على سطح القمر ، وإن أردت تقييدها فستعود إلى دائرة النظام المنظم للمجتمع ، وهكذا سندور في حلقة مفرغة ، تبدأ بالوهم وتنتهي بالحقيقة ..
أعود إلى الليبرالية فأقول :
أهلاً بها إن كنت ترى أن الشريعة الإسلامية لا تصلح للتطبيق أو أنها تعارض كرامة الإنسان أو تحقر العقول ..
فأنا مسلم ليس لأني ولدت مسلماً فقط ، بل لأني تأكدت تمام التأكيد بأن الإسلام هو النموذج الكامل والصالح المصلح لكل المجتمعات المتبعة لعقولها لا أهوائها ..
إن كان مايعجبك في الليبرالية هو أنها تكفل لك حق إختيار الحكام والمسؤولين ، فالإسلام يكفل لك ذلك وهو أول من أوجب الشورى في أمور الناس .. فلماذا نبحث عن منطلق جديد غير الإسلام مع أنه يكفل لنا ما تريده عقولنا ؟؟
 | إقتباس |  | | | | | | | |
أي أن الغرض من الليبرالية هو إقرار الحريات الفردية وضمانها لأفراد المجتمع حتى لو كانت هذه الحرية في اتخاذ مواقف معارضة سياسية أو اجتماعية.
وبالتأكيد أن المُعارضة السياسية والاجتماعية ليست على الدوام سيئة أو تحمل الشرور؛ فالذي كفل التقدم في عصور الإسلام الأولى وبالذات في عهد الخلافة الراشدة هو توفر مناخ التعددية السياسية ولا تأتي الويلات إلا مع أُحادية الرأي. | |  | |  | |
أثبت هنا بأن الإسلام تقدم في عهد الخلفاء الراشدين لتوفر مناخ التعددية السياسية ، فلماذا تبحث عنها من منظور الليبرالية ، مادامت متوفرة في الإسلام ؟؟
 | إقتباس |  | | | | | | | | إذاً.. الرغبة في نقد الخرافات الدينية بحرية، وكذلك نقد الحكم السياسي الجائر في أوربا والتقاليد الاجتماعية البالية هو الذي أدى إلى انتشار قيم التحررية "الليبرالية".. | |  | |  | |
مادام الليبراليين كما تقول في أوربا ساهموا في نقد الخرافات الدينية بكل حرية ، فإن العلماء المسلمين بل والعامة من المسلمين أيضاً يساهمون في نقد الخرافات الدينية المتعلقة بالإسلام وهو منها براء ، فهم ينتقدون الخرافات والبدع المتعلقة بالقبور ، والأولياء ، والسحر ، والتبرك ، وعشرات البدع الملحقة بالإسلام ، ولكن بشرط أن يكون الناقد عالماً بما يقول ، فالجهل خراب الأمم ..
كما أن الإسلام يكفل لك إنتقاد العلماء والحكام والتنبيه إليهم إن أخطؤا أو قصروا في واجباتهم تجاه المجتمع أو الدولة ، ولكن بشرط التأدب والنقد بخلفيةٍ علمية ، تماماً كما يعلمنا ديننا مع الكل وليس العلماء فقط ..
في النهاية شكراً لك أخي الغالي دوق فيلد ، وإن أجبت على هذه الأسئلة مع نفسك فأنا واثق تمام الثقة بأنك ستعلم لماذا الليبراليين منبوذين في المجتمع ..
تحياتي لك ..