
03/02/2010, 10:54 AM
|
 | من كبار محللين العالميّة | | تاريخ التسجيل: 06/10/2005 المكان: قلبها, لبا والله قلبها .. !
مشاركات: 964
| |

! .. طوبى لِمَن لم يلتقيهم .. !
على مُختلف العقائد و الأديان و تِلك العادات و التقاليد و الجنسيات و التربيات << كُل هذا و ماهو أكثر مِنهُ بكثير, يختلف بنو البشر و هُم بداخل حيز صغير صغير جِداً يكاد لا يتسع لـ ألف شخص في آنٍ واحد << فهل يُعقل أن مكاناً كهذا لـ رُبما يجمع منهم مُختلفينَ عن بعضهِم البعض ؟! << بِكُل تأكيد مع كُل تِلك الإختلافات و غيرها سيكون الجواب, نعم .. !
الجميع عاش تحت ظل الأسره في البدايه و شيئاً فشيئاَ بدأ بالتحرر حتى وصل إلى ما وصل إليه من هذا التحرر, الذي لرُبما يكون إيجابي أو سلبي << كلاهما على حسب تِلك التربيه التي زُرِعتَ بالشخص ذكراً كانَ أو أُنثى, و كُلٌ على حسب المؤثرات من حوله << المجتمع و الرفقه (<حسنةً كانت أو سيئه) يبقى للدور الأسري العامل الأبرز و الأقوى في تكوين حياة الإنسان و نشأته و إنطلاقته نحو التحرر الإيجابي و الوصول لهُ في الوقت المناسب.
هُناك آخرون وُلِدوا متحررين من الأساس و هُناك من عاشوا و طيبهمُ الثرا بعد أكثر من نصف قرنٍ من الزمان و هُم لم يذوقوا طرفة تحرر مِما حولهم .. !
بين هؤلاء و هؤلائك هُناك فرق شاسع و شتان كما يقول المثل بين الثرى و الثُريا << الأكيد أنهُ و كما تطرقت, و بوجهة نظر شخصيه الأمور من أساسها عائِده عل النشأه و التربيه السليمه في باديء الأمر و كيف كانت و هل رسخت في ذهن المرء مُنذُ نعومه أظافِره.
سأتطرق إلى بدايات التحرر << للشخص الذي سار بالمسار الصحيح و عاش حياة تحت النطاق الأسري بوقتها المحدود و بداية التحرر كانت سليمه و الإنطلاقه إلى ما بعد ذلك << أيضاً جميعهم كانت بينهم فروقات و بكل تأكيد هي تعود للنشأه الأولى. ! .. أصحاب الأقنعه, مارأيُكَ بِهم .. !
الأقنعه تلك التي يرتديها في حياتنا اليوميه ملايين ملايين البشر, بعضهم يُكشف من الوهله الأولى و الآخر يموت المرء و لا يعلم بأن أقرب قريبٍ لهُ كان أحد هؤلائك مرتدين الأقنعه و الذين دائِماً و أبداً كان ما يُظهر عكس ما يُضمر و كانت الحقيقه كُل الحقيقه منطويه خلف ذلك القناع الذي أحسن إرتداءه أيما إحسان.
لأنهم أتقنوا النفاق و لأننا أتقنا و بزياده حُسن النوايا و طيبة القلب, كانت مسيرتهم في أقنعتهم ناجحه فاشله بكل ما تحمله الكلمتان من معنى << ناجحه من منطلق أنهم أتقنوا إرتداءها و لم نعرفهم أو يتعرف عليهم أحد << فاشله كون هذه الخصله هي النفاق بعينه و أساسُه و لا يستحقون أبداً أن تُلقى عليهم التحايا أو يُسأل عنهم متى مالم يكونون في الجوار << و الصحيح أنهم متى مالم يكونوا, هذا لأنهم لا يُريدون شيئاً و متى ما ظهروا, هذا لأنهم يحتاجون لأشياء.
كان أحد أولائِك المقربين المقربين, لطالما كان بالنسبة لي الأخ الذي لم تلده أمي << كُنت أجده عندما أُريده و لم أكن أعلم في يومٍ من الأيام أن هذا التواجد حتى ينال ما يُريد << كانت تِلك الحاجه التي بحثتُ عنهُ فيها ليست إلا شيئاً لا يُذكر مُما كان يبحث عنه << لا أعلم لماذا لم أكن لأراه على حقيقته و لماذا لم يكن الآخرون معي من حوله لا يرونه كما هو على حقيقته, حتى اللحظه لا أعلم من أي البشر هذا الكائن الحي << لازلت أجهل كيف لذلك الأب الشامخ صاحب الأخلاق العاليه و الذي يُلاقي جُلّ الإحترام مِن مَن هم حوله أن يكون هذا الكائن الحي إبناً له.
حقاً << شتان بين الثرى و الثُريا .. ! \\
الحياة تستمر بدونهم و ستبقى مُستمره بدونهم إن شاء الله و لن تتوقف على منهم أقرب مِنهم و لن تكون تلك الصدمه إلى مُجرد عابر سبيل << يمضي و لا يعود << حدث ما حدث و كُشِفَت الأقنعه و أصحابها لا يستحقون فقط تسميتهم على أنهم من الجنس البشري << هؤلاء ليسوا مِن البشر في شيء بتاتاً .. !
اليوم بيدي أن يكون في ذلك الركن البعيد الهاديء, اليوم أستطيع أن أجعله يندم على كُل لحظه إرتدى بِها ذلك القناع أمامي, ليست لحظة عرض العضلات و ليست من الجبروت و التكبر بشيء, إنما لأنهُ يستحق أن ينال جزاءه من ذلك الذي كان يقوم به مع الآخرين, ذلك الذي يُسمى (الضحك على الذقون), يستحق أن ينال تِلك العقوبه التي أستطيع القول بأنها سترميه بعيداً عن المجتمع الذي بات يمقته و لا يوجد بِه من يُريده إلا أولائك الذين لايزالون يبحقون عن حقوقهم التي إختلسها بِكل بجاحه و حقاره و إستخفاف.
لكن ما ذنبُ ذلك الرجل الطيب, التي أفعالُها كُلها طيب أن يحدث لهُ شيء في أكبر أبناءه << لأن هذا أباه و هؤلائك هُم أقاربه << هو لايزال يحمل بطاقه الحمايه من أن يتعرض للنفي .. !
ماكان لـ يُعطى لو لم يكن ذلك أباه, ماكان لكي يرقى لو لم يُجيد إرتداء ذلك القناع الذي كان يرتديه و لم يكن لكي يكون من المقربين يوماً لو لم يكن من تِلك العائله الكريمه التي ما أثمرت إلا كُل ما هو طيب.
أراه اليوم يخشى المشي في الطرقات هيبةً من أن يراه أحد أصحاب الحقوق, بعيد كُل البعد عن المجتمع, وحيد يمقته من يعيش معه تحت سقفٍ واحد, لايزال و سيظل ذلك الكائن الحي الذي يُعد أكبر ندم في مسيرة أي إنسان عرفه أن يكون قد تعرف عليه << هو ذلك الذي لا حزن على فراقه بل السعاده كُل السعاده بغيابه و بإنطواءه و لا عادة أيام ماكان بِها من المٌقربين .. ! \\
إلتفت من حولك و أبحث جيداً هم كثيرٌ كثير, قد يكون أحدهم بجوارك و لا يتسحق هذه الجيره. ! .. طوبى لمن لم يلتقي بحياته بأي قناع .. !
|