- ما رأيك في الساحة الإعلامية الرياضية في السنوات الأخيرة الماضية ؟
- الساحة الإعلامية أصبحت متنوعة الأصناف فيها الرديء وفيها الجيد حالها كحال البضائع في الأسواق ، صحيح أن الإثارة قد تكون حاضرة ولكن في نفس الوقت هنالك الكثير من الممارسات السلبية الخاطئة التي يقوم فيها البعض سواء في الإعلام المرئي أو المكتوب وحتى المسموع كذلك .

- ألا تعتقد بان كثرة الفضائيات أفقدت المسابقات الرياضية بريقها ؟
- في السابق لم تكن هنالك فضائيات والعملية الإعلامية كانت مقتصرة على صحيفتين متنافستين فقط ومن ثم تطور العمل الإعلامي مع التطور الحاصل في البلد والرياضة نالت نصيب الأسد من ذلك التطور فكثرت وسائل الإعلام والفضائيات من ضمنها وهذا الأمر طبيعي جدا خصوصا انه سيعطي المستهلك ( المشاهد ) حرية اختيار قناته المفضلة وبرنامجه المفضل ، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح فالمادة الجيدة ستفرض نفسها وبقوة على الجميع بعيدا عن مسميات تلك الفضائيات وشهرتها ، ومن ناحية أخرى يجب ان نقارن القنوات الفضائية الرياضية مع الفضائيات الغنائية فعلى سبيل المثال توجد هنالك قناة مخصصة لأغاني أم كلثوم ولها مشاهدوها الخاصين بينما هنالك قناة أخرى تبث الأغاني الهابطة وتعتمد على المسجات وشريط الاهداءات وهي الأخرى لها مشاهدوها ، والذي أريد الوصول اليه ان العملية أصبحت تجارية ولكل شخص عقل وتفكير يقوده الى مشاهدة ما يرغب والابتعاد عما لا يرغب في مشاهدته .

- لاحظنا تهافت الكثير من الفضائيات الخليجية على السعودية كي ينالوا نصيبهم من كعكة الدوري السعودي ، فكيف تصف هذا التوجه القادم من خارج الحدود ؟
- التسويق الرياضي يدخل في نطاق التجارة الربحية التقليدية واتحاد الكرة السعودي لم يبذل جهدا في التسويق للدوري فالعالم العربي بشكل عام أصبح يبحث عن الدوري السعودي سواء على الصعيد الإعلامي او الجماهيري وهذا ما يؤكد تميز فرقنا المحلية على البقية ولله الحمد ، وباعتقادي ان المقياس الحقيقي لنجاح أي عامل هو تفاعل الناس مع نتائجه وهذا ما يؤكد بأن دورينا قد نجح ، وبضاعتنا أصبحت مطلوبة وبقوة في السوق السعودي .

-بعض المحللين أصبحوا لا يفرقون بين التحليل الرياضي وبين مناقشة القضايا العامة فاختلط الحابل بالنابل ، فبرأيك أين تكمن المشكلة ( المهنية ) و ما هي الحلول ؟
يا عزيزي يجب أن نؤمن بالاختصاص والتخصص ، فالطبيب لا يمكن ان يقوم بدور المهندس والعكس صحيح ، وفي المجال الإعلامي لكل مناسبة مقام ومقال فعندما أكون في الأستوديو التحليلي فلا يمكن التطرق لأي قضية عامة والإسهاب في مناقشتها بل تكون معظم الدقائق مخصصة للأمور الفنية فقط وتترك القضايا للبرامج الحوارية وانا شخصيا لا يمكن ان أتحدث في القضايا الا في برنامج الجولة او في مساء الرياضية عبر القناة السعودية اما في الاستوديوهات التحليلية فهذا خط أحمر يجب على كل المحللين عدم تجاوزه معرفة الدور المناط بهم ومالهم وما عليهم خصوصا ان المسألة تحتاج للتخصص .

- تبنيت قضايا حساسة جدا ، وطرحت آراء جريئة للغاية بعكس الكثير من المحللين والإعلاميين ، فما الذي دفعك لذلك ؟
المحلل مثل الطبيب في التعاطي مع الآخرين ، فالمشاهد يريد مني الصدق كما يريد المريض ذلك من الطبيب وشخصيا لا أفضل استخدام ( الطبطبة ) في عملي حيث أفضل أن أحترم مهنتي كي ألقى قبولا بين الناس مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الشطح للأمور الشخصية والاكتفاء بالنقد العملي المهني البناء ، وبما أن الناس وضعوا ثقتهم بي كمحلل فيجب علي قول الصدق وعندما أكون صادقا مع نفسي ثم مع الآخرين فأنني سأحظى بقبول لكل من يستمع الى كلامي وهذه عملية بسيطة جدا في الحياة العامة وليس في الإعلام فقط .

- هل أوقعتك تلك الآراء في حرج أمام الآخرين ؟
- حرج أمام من ؟ ، أنا لا أخشى من أحد ولا أخاف سوى من الله سبحانه وتعالى ولو كنت جبانا او خوافا لجلست في بيتي أفضل لي ويجب أن نتذكر كلا منا بأنه ( لن يقطع عيشك الا من رزقك ) وانا سائر على هذه المقولة ورزقي على الله عز وجل وليس على احد وفي نفس الوقت فان كرامتي تساوي ملايين من الريالات ولا يمكن ان أتنازل عن كرامتي مهما كلفني الأمر .

-يردد البعض بان الحرية الإعلامية كانت ولا تزال غائبة في وسطنا الرياضي فهل لك تعليق على ذلك ؟
- هذا الكلام غير صحيح فنحن وللأمانة نعيش في حرية إعلامية لا مثيل لها ويستطيع كل منا قول رأيه كما يريد هو بدون أي تحفظات ، ولكن يجب ان نفرق بين مفهوم الحرية وبين السفاهات والأمور التافهة وعلينا ان ندرك المفهوم الصحيح للحرية لان الكثير من مدعيي عدم الحرية فهموا معناها بالشكل الخاطئ وبدؤوا في شخصنة الأمور مع الكثير ممن يختلفون معهم بالآراء والتوجهات .

- نلاحظك تخرج عبر برنامج مساء الرياضية في القناة الرياضية السعودية في أوقات متفاوتة فهل ظهورك في هذه القنوات يعتبر متنفسا لك لزيادة مقدار الجرعة في الطرح بعيدا عن الحسابات المعقدة في أي ار تي ؟
- عندما أخرج عبر القناة الرياضية فإنني أستأذن من المشرف العام على قنوات أي ار تي محي الدين كامل وهو مؤيد وبشكل كبير لخروجي عبر القنوات الاخرى وذلك من باب التسويق لقناة أي ار تي ثم ان آرائي التي أطرحها في برنامج الجولة لا تختلف عن مساء الرياضية فالتوجه متطابق تماما وان اختلفت المواضيع المطروحة للنقاش والآن لدينا فكرة كي أظهر عبر مساء الرياضية مرتين في الشهر الواحد وحلقة اليوم الجمعة سأكون متواجدا في البرنامج .

- أنت متهم بمحاباة نادي الاتحاد أثناء تحليلك على مباريات الفريق الاتحادي كونك عضو شرف اتحادي وفي نفس الوقت تمارس اسلوبك النقدي تجاه المنتخب السعودي ، هل لك من تعليق ؟
- اتحدى من يقول هذا الكلام ان يثبته فانا أكثر شخص انتقدت الاتحاد على جميع الأصعدة وبالعكس فان الاتحاديين دائما يقولون انني متحامل عليهم والأمر الذي أود أن يدركه الجميع أن أجواء العمل لا تتطلب المجاملة والاتحاد بالنسبة لي مثل أي فريق آخر والدليل انني انتقدت محمد نور وحمد المنتشري مؤخرا وقلت إن غيابهم عن الاتحاد سبب في الانتصار الاتحادي الأخير على نجران مع العلم بان نور والمنتشري يمثلان قوة ضاربة في الاتحاد لكن هذا الأمر لا يعنيني مطلقا ، وبالنسبة للمنتخب السعودي فنقدي له من المحبة والغيرة ولو يلاحظ الجميع انني لم انتقد الأطقم الإدارية او حتى مسؤولي اتحاد الكرة وهذا ليس خوفا وانما ادراكا مني بان الإخفاقات تسبب بها اللاعبون والمدربون وليس هم ، وأتذكر انني وجهت نقدا صريحا لمسؤولي الاتحاد عندما تم تعيين ناصر الجوهر فقلت لهم إن الكابتن ناصر لن يصعد بنا للمونديال وقدراته محدودة كمدرب ووقتها لم يسمعوا آرائي ونصائحي وبعد عدة جولات صدق كلامي فالجوهر لم يحقق سوى 4 نقاط من أصل 12 ولو حقق 6 لصعدنا للمونديال ، ومع كل احترامي للأخ ناصر الجوهر الا انني قلت رأيي وقتها بدون أي تحفظ وفي نفس الوقت دون أن أقلل من قيمة الرجل او التطرق لأمور شخصية قد تمس كرامته كما فعل البعض .

- بالمناسبة ما رأيك بعمل الدكتور خالد المرزوقي في رئاسة نادي الاتحاد ؟
- عمل أكثر من رائع فهو يسير بشكل صحيح لولا تدخل بعض المخربين في عمله ولو قسنا الفترة التي قضاها حتى الآن كانت معظمها جيدة فالمرزوقي صاحب خبرة فهو تدرج من لاعب الى نائب رئيس في عهد عدنان جمجوم وعندما ترأس الاتحاد كان يلعب في دور الثمانية بالبطولة الآسيوية وقاد الفريق للنهائي وعندما خسر المباراة النهائية كانت الأمور جدا طبيعية ولكن بعدها دخل المخربون في الأجواء حيث خرج أحد أعضاء الشرف وذكر بان كالديرون اتصل به واتضح في النهاية بان كل ما قاله هذا الشرفي غلط في غلط .

- في السابق كنت تكتب الكثير من المقالات في الرياضية وعكاظ والمدينة لكن قلمك اختفى فماهي الاسباب ، وهل واجهت ضغوطا للابتعاد عن الصفحات الرياضية ؟
- تضيع الأفكار مني فور ان أمسك بالقلم ويبدو ان لسنوات الدراسة الطويلة دور في عدم تقبلي للكتابة فانا قضيت سنوات طويلة جدا مع القلم حتى نلت شهادة الدكتوراه وبعدها علمت في التعليم عبر العديد من الجامعات ولم تعد لي القدرة على الكتابة وكذلك لا يوجد لدي وقت لكتابة المقال وحتى عندما كنت أكتب في بعض الصحف كنت أعطي الفكرة على ان تكتب لي من قبل بعض الأشخاص ، وشخصيا أجد نفسي متحدثا عبر الإعلام أكثر من كوني كاتبا وهذه قدرات متفاوته بين الناس .

- نلاحظك كثير الهجوم على مسؤولي الأندية عندما يتطرقون للأمور الفنية ، ما الذي دفعك لذلك ؟
- لا أعلم ما هي مؤهلات الكثير من مشرفي الكرة في أنديتنا فمعظمهم لم يمارس كرة القدم في حياته ولا يعرف قوانين اللعبة ومع ذلك يخرج عبر الإعلام ويقول: سنحاسب المدرب على أخطائه وسنسأله على أسلوبه الذي لعب به وبودي أن أسال هذه النوعيات من الناس ( من أنت حتى تحاسب مدربا له باع طويل وخبرة في المهنة ؟ ) وعلى سبيل المثال فان الاخ العزيز مناحي الدعجاني مشرف قدم الوحدة يقول سنحاسب المدرب وهو في الأساس تاجر أغنام فهل يعقل ان يقوم تاجر أغنام بمحاسبة مدرب له باع طويل في التدريب انه فعلا أمر محير .

- الاتحاد السعودي لكرة القدم شكل فريق تطوير شامل لكافة المنتخبات ، كيف تراه ؟ ولماذا لم يكن اسم الدكتور مدني رحيمي من ضمن الأعضاء المختارين ؟
- لا يهم ان يكون مدني رحيمي من ضمن الأسماء المختارة فألاهم هو النجاح في تقديم رؤى عملية صادقة تساهم في تطوير كرة القدم السعودية لان الاستماع للناس مطلب مهم من أجل التطور و ( حذاري حذاري ) من البطانة غير الصادقة .

- كلمة أخيرة.
- شكرا لصحيفة اليوم على هذه الاستضافة والشكر موصول للأخ الأستاذ محمد البكر وأتمنى دوام التوفيق للجميع .