بسم الله الرحمن الرحيم
’’
الحمد لله الحمدْ , قابل التوب وغافر الذنبْ , الحمد لله الذي جعل الموت حق , وجعل الفناء مصير كل حي , أسأل الله أن يجعله راحة لنا من كل شر , وأصلي على صاحب الحوض الأطهر , والجبين الأنور , من كان بموته لنا عزاء , وبتذكر فنائه طمانينةً وراحةً لكل مودعا , وأسلم عليه وعلى صحابته الذين أبقو الذكر وخلدوا الفعال ,,
نعيش في هذه الدنيا خبط عشواء , سكرى تسيرنا حسب أهواءها وتوجهنا صوب ملذاتها , كيف ومتى شاءت , نغفل عن المصير ونتناسى المآل المحتوم , فلا تذكر لليوم الموعود , ولا استعداد لدار الخلود , نشاهد الصحب تفنيهم يد الردى , وتفجعنا بين الحين والآخر بغالٍ , دون إدراكنا بأن الدور علينا قد يحل , فينزل بنا الموت ويفجع بنا الأهل والصحب , فلا نذير للموت ولا تنبيه , ولا انتقاء للميت ولا تمييز ,,
لله في الآفاق آيات لعـــل * * * أقلهـــا هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته * * * عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا * * * حاولت تفسيراً لهــا أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى * * * من يا طبيـــب بطبه ارداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما * * * عجزت فنـون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة * * * من بالمنـــايا ياصحيح دهاكا
لــذا :
فالحياة لوحةً فنية , ألوانها أقوالكـ , وأشكالها أعمالكـ , وإطارها عمركـ , والرسام أنت , تكتمل اللوحة بموتكـ وفنائكـ , وعلى قدر روعتها تكون القيمة , حتى إذا قامت القيامة عرض كل إنسان لوحته وانتظر نتيجته , فابرع بلوحتكـ وأبدع برسوماتكـ وتحرّ مايقربكـ للفوز والفلاح , فما زالت الفرشاة بيدكـ ,,
,,,
إخوانٌ لنا شاركونا السراء والضراء عايشونا الفرح وقاسمونا الألم , دعتنا الحاجة للنجدة بهم فهبوا ملبين غير آبهين , لهم علينا حق بمثل ما لهم بالقلب من قدر , أخذهم الموت وغيبهم القدر فيا تُرى ماهي أمنيتهم وغاية مطلبهم بعد الموت ؟!
روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍفقال : ( من صاحب هذا القبر؟) فقالوا : فلان، فقال : ( ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم ) ، وفي رواية قال : ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدها هذا في عمله، أحب إليه من بقية دنياكم )
ماداموا إخوانن لنا أبكانا فراقهم وأغمّنا رحيلهم , ومادمنا مدركين قدر حاجتهم ومدى فاقتهم , ألا يسعنا تقديم ماينعمون به ويكون لهم نورًا وضياءً في قبورهم , ورفعة وزيادةً في درجاتهم وأعمالهم ؟!
روى مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعوله )
حكى النووي : ( الإجماع على أن الصدقة تقع عن الميت ويصله ثوابها سواء كانت من ولد أو غيره ، لما رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة : أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص ، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : "نعم" .
وعن الحسن عن سعد بن عبادة . أن أمه ماتت. فقال : يا رسول الله : إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال : "نعم". قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : "سقي الماء" قال الحسن : فتلك سقاية آل سعد بالمدينة . رواه أحمد والنسائي وغيرهما ) .
ولذا :
ابتدع بعض الأصحاب سنة حسنة أود أن أنقلها لكم إخواني , علّنا بشهمٍ كريمٍ جوادٍ يتكفل بإستفتاحية تكون خير بداية مع صديقنا ( A S D ) الذي يرقد تحت الثرى جعل الله الفردوس له منزلة ,
وذلكـ بأن يفتتح باب التبرعات في حساب من سيتكفل بإذن الله , كلٌّ وما تجود به نفسه , ويكون ريعها لأحد وجوه الخير التي تكون صدقة جاريةً ثوابها لأخونا فيصل غفر الله له , كأن تُسلم لإدارة شؤون الأوقاف والمساجد لتكون وقفًا على شراء برادة وخزان ماء توضع في أحد المساجد التي تحت الإنشاء , أو تُعطى لإحدى دور رعاية الأيتام وتخصص وقفًا لتنفيذ إحدى منشآت الدور ,
,
أرجو وأناشد أحد أصدقاء أخونا المرحوم فيصل بأن يتكفل بتولي المقترح والعمل على تمامه ,
فالأمر هيّن والنتيجة عظيمة , العمل يسير والمردود جبار ومبهج للميت أولاً ولكل متبرع لأن الله تعالى يقول : (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا ))
,,,
هذا ما أحببت أن أقدمه لكم عللنا أن نفرج عن أخونا فيصل أولاً , وأن نحقق معنا الأخوة ونحوز الأجرمن عزيزٍ حكيم , فإن تم المقترح واكتمل المشروع فمن الله تعالى ثم منكم , وإن لم يتم هنا فلا تحرم نفسكـ وتبخل أو تكسل في تقديمه وعمله لوالديكـ أو من مات من إخوانكـ واصدقائكـ ,
أسأل الله أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين , وأن يجمعنا بهم في جناتٍ النعيم ,
0000