.
عمتم مساءً
قصتي حقيقية و رجالها حقيقيون ؛ لكنني سأختصر قدر الإمكان
الأحد :
صاحبكم موظف في أحد الوزارات وعندي صديقٌ في العمل غريب في كل شيء
غريب في تفكيره , غريب في مشاعره , غريب في مخاطرته .. << الزبدة إنه مهبول
وقع في مشكلة في العمل فأردت له النصح لتصحيح الحال فدعوته مساءً وذهبت أنا وإياه إلى مقهى في شارع التحلية في الرياض..<< أنا وهو عزابية فأنواع الفضاوة
فبدأت ألتمس طريقاً ممهداً للدخول إلى ما أريد فدلفت إلى أعماقه بعمقي مقاصدي وكلماتي فثارت ثائرته وقال لي بالعامية : ماهو شغلك أنا بسوي ألي أبي , وأنت سو اللي تبي
حاولت أن أكون لطيفاً فقلت له كلاماً عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل أن أنهي ماقاله عمر قاطعني بحدة قائلاً : يا أخي عمر رجال وأنا رجال , فصدمت و آثرت الصمت حينها , وأن أغلق الموضوع
فأمتنا الموضوع وانصرفنـا
يوم الأربعاء :
رنّ تيلفون رقم هاتفي في المكتب فرفعت السماعة وإذا به المدير فقال لي : عبدالعزيز أبيك شوي تعال ..!!
ذهبت إلى المدير فقال لي بعد أن تناولنا القهوة والشاي : أنت تعرف ياعبدالعزيز أن عملنا قائم على الشفافية و المصارحة وعلاقتنا مع بعضنا أخوية .. لاحظ عليك بعض زملائك (
فقال لي نفس الكلام الذي قلته أنا لصاحبي في المقهى )
فعلمت أن سعداً - وهو اسم الذي كان معي في المقهى - قد ذهب إلى المدير وقال له اتهاماً كاذباً فقلت للمدير : سعد اللي أخبرك ..؟
فقال : مو مهم سعد وإلا غيره .!!
فسكت ..
خرجت من الدوام وأنا مهموم مخنوق وذهبت إلى د.كيف القريب من نادي الشباب فتناولت جوالي وقلت أبيات من الشعر أرسلتها لإثنين أحدهما كان المدير .
الأبيات هي :
قَدّمْتُ يَوْمَاً للفَتَىْ ::: نَصِيحَتَاً عَلَىْ عَجَلْ
فَإِذَا بِوِجْهَةِ نَاْظِرٍ ::: مَدْسُوْسَةٌ فِيْهَاْ العِلَلْ
فَأَبَى انْقِيَاْدَاً عِنْدَمَا :: أَبْعَدْتُ عَنْهُ المُحْتَمَلْ
حَدَّثْتُهُ بِكَلامِ صَحْبٍ :: حَفِظُوا شَرِيْعَتَنَا الأُوَلْ
فَإِذَا بِهِ يَأْبَىْ هُنَا ::: عَنْ رَأْيِهِ أَنْ يَنْتَقِلْ
فَتَرَكْتُ عِنْدَ صُدُوْدِهِ :: وَبَعَدْتُ عَنْهُ إِلِى أَجَلْ
فَإِذَا بِهِ يَأْتِيْ الأَمِيْرَ :: بِشَكْوَةٍ فِيْهَا العِلَلْ
فَغَدَىْ المُسِيئ نَاصِحاً :: وَالنّاصِحُ صَارْ الهَمَلْ
فَاسْتَفْهَمَ الشّهْمُ الأَمِيْـ :: ـرُ وَأَتَىْ يُسَوِّي ذَاْ العِلَلْ
فَإِذَاْ بِذَاكَ النّاْصِحُ ::: يَسْتَعْجِبُ الخَطْبَ الجَلَلْ !!
كَيْفَ اسْتَطَاْعَ السَّيئ :: أَنْ يَقْلُبَ الأَمْرَ الأَصَلْ
كَيْفَ اسْتَطَاْعَ السّيئ :: أَنْ يَرْمِ ذَاكَ المُبْتَجَلْ
سُبْحَاْنَ مَنْ قَلَبَ الأُمُوْرْ :: فَصَاْرَ مَنْ نَشْكُ البَطَلْ
فلم يرد المدير , وهو يظن أني أنا المخطئ والحقيقةُ عكس ذلك .
أما ثاني من أرسلت إليهم فهو أحد أساتذتي الكرام الذي لا غنى لي عن رأيه , فشرحت له الوضع وقال لي لابد أن تخبر المدير عن الحقيقة , وتخبر زملائك أيضاً .
فقلت : لا , قال : ولمَ ؟ , فقلت : أشياء كثيرةٌ في نفسي سأصوغها لك في أبيات
فقلت له :
هَيْ الكَرَامَاتُ مَنْ يَدْفَعْنَنَا جَزَعَاً :: إِلِىْ السّيَاطِ فَتُدْمِيْ ظَهْرَنَاْ الطّاْهِرْ
وَتَمْنَعُنَاْ البُكَاءَ جَزَاْءَ سَوْطٍ ::: تَلَهّبَ فَوْقَ أَظْهُرِنَاْ وَكَاْبَرْ
كَرَاْمَاتٍ أَبَيْنَ نُزُوْلَ رَأْيٍ :: تَمَخّضَ فِي جَوَانِحِنَاْ وَخَاْمَرْ * عبرت بالامير في أبياتي الأولى فتكون مناسباً للفظ .
* حتى الآن الكل بما فيهم المدير يظنوني أنا المخطئ ؛ إلا سعد (
صاحبي في المقهى )
ومع ذلك لم أنبس ببنت شفه ؛ بسبب أن والده أحد الذين أثروا في حياتي الخاصة , فسكت تقديراً للعشرة ووفاءً للأيام التي عشتها مع وآلده .
* هذه الأحداث واقعية , وقد كتمتها في نفسي حتى أعيتني وكلت مني نفسي , فلم أجد بعد الله إلا إياكم لأطرحها بين أيديكم , وأستفيد منكم أيها الأحبة المكارم / فمـا رأيكم ؟!
خارج النص
سيناتور هلالي .. قد يكون غريباً أو غير مفهوم , السيناتور هو : عضو مجلس الشيوخ الأميركي ( الكونجريس ) وهم الذين يرسمون سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ولا يكون الرئيس الأمريكي إلا سيناتوراً ..<< تراي ما ني سهل احم احم
* أعتذر عن الإزعاج , ودمتم سعداء .
..سيناتور هلالي..