13/12/2009, 02:49 AM
|
| عضو شرف هلالي | | تاريخ التسجيل: 08/10/2009
مشاركات: 2
| |
|
كل 100 عام ... وانت انا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
اعرف ان البعض قد يعتبر الموضوع متأخر قليلا .. اعذروني فما زال امامنا 100 عام لنحتفل
ليلة ككل الليالي .. لا تختلف عن اخواتها كثيرا .. فالوحدة صديقتي الدائمة مجددا لا تخلف وعدها فتلازمني .. وسياسات العالم ترفض ان تمر الليلة بهدوء فالاحداث الدامية تطل برأسها.. وصوت الآمال أمال ماهر يحاول ان يبدد كل ذلك .. وها هو القلم مجددا يحاول إغرائي للإمساك به ...
لا أدري لم لا ارغب به فهو الصديق .. والأخ .. والعاشق .. والمعشوق في أغلب الأحيان ...
كل هذه المشاعر تتكالب علي ... لكني ارى بوضوح ضوءا أزرق في نهاية النفق .. ضوء واضح ... لكنه قديم حديث او حديث قديم لا ادري .. المهم انني أراه بوضوح .. اراه يغزوا حجرتي .. يغزوا مخيلتي .. لا ادري كيف ولكنه يتمكن من أوراقي ودفاتري .. يتمكن من كل شئ ..
يبعثر حروفي .. ويعود ليجمعها .. يقتل بنات افكاري .. ويصور لي غيرهن .. يحرق مسوداتي .. ويمزق دفاتري ..
لا ادري ما هو ؟؟ .. ولا من اين اتى !! ..
ولا كيف سينتهي ..
كل ما ادركه انني امر بإحساس غريب .. مختلف ولكنه عذب .. مختلط ولكنه نقي .. ازرق ولكنه صافي ..
يأبى هذا الضوء إلا ان يلقي بي على الأريكة .. يأبى إلا ان يعيدني للوراء .. لتاريخ لم اعش معظمه ولكنه يعيدني رغما عني .. يلقي بي على ظهري في منطقة بكر لم ازرها قبل ذلك منطقة غريبة الملامح ولكني آراها دائما في مخيلتي .. اشم رائحتها دائما فهي مزيج من مسك وعنبر وذهب وعرق الرجال .. مزيج غريب قد لا تستسيغه انوف البعض ولكنه يعجبني فانا اطرب لهذا المزيج ...
بالكاد أشاهد ...فغبار الزمن .. و ذرات غبار العمل تحجب بيني وبين من يدور من حولي ... أخيرا وجدت رجلا ..
سألته: أين انا ؟؟ وفي أي عام ؟؟
جاوبني مبتسما : انت هنا ... تشهد بناء التاريخ ... انت في 1377 ..
رحل الرجل .. وتركني وحيدا ..
سرت في المكان .. أحاول التعرف على أي شئ .. أي شخص .. أي وجه ... أي صورة ..
مجددا اشاهد مجموعة من البشر تحتفل وترقص .. هرولت لهم .. لالالالا ركضت لهم ...
ما اغربهم .. يتحدثون بلغة غريبة .. لم اسمعها من قبل .. يرقصون بطريقة عجيبة ...
"توفقوا ... من انتم .. لم لا افهمكم .. !!؟؟ "
انه الرجل مجددا : اننا نتحدث لغة "الإنجاز" .. نخترع مفردات جديدة ... بإسلوب فريد .. لا يعرفه سوانا ..وسيكون لنا بمفردنا ..
ارجووك ايها الضوء اعدني لعالمي .. لحجرتي .. لأوراقي .. لدفاتري .. لوحدتي ..
مجددا الضوء يأخذني معه لنفس المكان ... لنفس الرائحة .. ويلقي بي مجددا على ظهري .. اعتقد انه يحاول ان يريني شيئا ..
ارجوك .. اتوسل إليك كن واضحا معي .. كن صريحا .. فعقلي ارهقه التفكير .. وجسمي اعياه الترحال في الزمن ..
لا انتظر ... اتركني انا استنتج .. اتركني اتعب .. فهذا المكان كان يزورني في نومي .. يداعب احلامي .. يتغلغل في مشاعري ..
لذا هذه فرصة لأرد له جزءا من الجميل فقد جعل احلامي سعيدة .. ومشاعري مرهفه ..
ارحل ايها الضوء ان شئت فانا سابقى في هذا المكان .. فقد احسست بالإنتماء إليه او ان احببت سمه ارتماء .. فانت لا تعنيني الآن ..
ارجوك ارحل الآن فالرجل عاود الظهور ..
مجددا الغبار يثير جنوني .. يثير غضبي .. اخيرا اتضحت الرؤيا ..
ارى رجالا شمروا عن سواعدهم ... ارى جباههم تتصبب عرقا .. ارى ألسنة الشمس تجلد ظهورهم ..
أراهم يسابقون شيئا ما .. ما هو ؟؟ !!
اعتقد انهم يسابقونك ايها الضوء ... او بمعنى آخر يسابقون الزمن ..
سباق مضحك .. مبكي .. مرعب .. طريف ...
ايها الضوء .. انظر معي انهم يحتفلون مجددا .. يتراقصون بتلك الطريقة الغريبة .. أيها الضوء انظر اليهم انهم يشيرون إليك متحدين !!!
هل ما أراه حقيقة ؟؟
نعم فعلا هم يتحدونك .. ولكن كيف يمكنهم تحدي الزمن !!!
يعود الضوء مجددا للسطوع في وجهي .. يسطع ليبدد ملامحي .. ليثبت لي ان ما اراه ليس وهما ولا حلما .. يسطع ليعري أمامي الحقائق .. يسطع ليجعلني افق متزنا امام ما اراه ..
ايها الضوء انهم يحملون بين ايديهم شيئا .. هم فرحين .. منتشين .. أوهذا اول انجازاتهم ؟؟ !! هل هذه هي خطوتهم الأولى ..
كم استغرقوا حتى يبدوا قطف حصادهم .. 4 سنوات فقط على اول إنجاز .. ألم أقل لك انهم فعلا يسابقون الزمن ..
ايها الضوء ماذا تفعل ؟؟ أراك تنحت اسماءً على الصخر .. دعني ارى من هم :
عبدالرحمن بن سعيد ، محمد بن غشيان ، عبدالرحمن بن شعيل ، محمد المصيبيح ، عبدالعزيز أبو شنق ، فهد بن حيزان ، عبدالرحمن السماري ، عبدالعزيز بن حيزان ، عبدالرحمن الهايف ، عثمان شوقي ، عبدالحميد أحمد ..
من هم ؟؟ هؤلاء ؟؟ ..
انه الرجل مجددا : انهم أول مجلس ..
ايها الضوء بدأت افقد وعي مجددا .. بدأت الدنيا تدور من حولي .. اشعر انني تحولت لورقة .. ورقة قديمة .. قديمة جدا .. كتب عليها "امر ملكي " .. متى اصبحت أنا امرا ملكيا !! ومتى كنت حبرا أو ورقا !! ..
ها انا اعود إلى ذلك الرجل مرة اخرى ... امسكني .. واخذ يبتسم .. مررني كورقة لرفاقة ..
الجميع يصرخ .. الجميع يهلل " نحن الهلال .. تغير مسمانا " ..
ايها الضوء بدأت اعي اين انا .. بدأت استوعب سبب تواجدي ..
ارجوك ايها الضوء ..
تلبسني كمارد .. اغزو حواسي .. تملك مشاعري .. ولكن لا تغادرني في هذه اللحظات ...
ارجوك تعال معي .. سايرني ولو لثواني ..
خذ مثلي حجرا من الأرض ولنحاول سويا ان نبني بها هرما ... وليكن هرما شامخا .. هرما قويا .. هرما يصمد لقرن من الزمان ..
خذ هذه الأحجار من الأرض .. وصدقني ستكون هذه الاحجار كريمة زرقاء يفوح منها رائحة الاخلاص والتضحية والحب ..
خذ بيدي .. ولنبدء سويا بنحت اسماء عليها .. ولتكن اسمائنا كالتالي :
عبدالرحمن بن سعيد ، عبدالرحمن الحمدان ، عبدالرحمن العبدان ، فيصل الشهيل ، عبدالله بن ناصر ، هذلول بن عبدالعزيز ، عبدالله بن سعد ، محمد مفتي ، خالد بن محمد ، فواز المسعد ، بندر بن محمد ، سعود بن تركي ، عبدالله بن مساعد ، محمد بن فيصل ، عبدالرحمن بن مساعد ..
هل انتهيت ... ؟؟
انظر ما اجمله من هرم ... وما اروعه من صرح .. وما احلاه من كيان ..
انظر اليه ..
ألا يعجبك ؟؟ ألم تفتتن به ؟؟ ....
بالنسبة لي فقد جننت به .. لأعلنها وبصوت عالي ومن اعلى قممه انا مجنونه .. أنا " مجنون الهلال " ..
إيها الضوء .. لم لا ترافقني لنجلس على تلك الروضة العالية .. لنجلس فوقها ولنستنشق هذا الهواء المنعش .. ولنمتع ناظرينا ب"مهد الإنجاز " .. ولنتفرغ لنشاهد المادة الأصل أو الجام لصناعة البطولات ..
يا صديقي الجديد .. انقل نظرك هناك .. لأسفل التل .. للقاع .. استمع إلى صوت هؤلاء القوم .. انظر إليهم أقزام جدا بالكاد يرون .. انظر اليهم انهم يحاولون قذف هرمنا .. يحاولون النيل منه .. يقذفونه بالحجر يالغبائهم .. ما احقرهم ألا يدركون ان قذف الجبل والهرم بالصخر لا يزيده إلا قوة وصلابة .. يحاولون زعزعته من مكانه بشتى الوسائل .. ولكن هرمنا شامخ .. قوي .. عنيد ..
انظر في الطرف الآخر .. انهم نفس الرجال الذين كانوا يتحدونك .. انظر اليهم انهم يعرقون مجددا .. انهم يعملون .. الغريب انهم لا يلقون بالا لؤلائك الذين يحاولون هدم هرمهم .. يا الله انهم منغمسين في العمل لا يرتاحون ..
اخيرا اتى الليل .. وقت نومي .. وقت احلامي .. وقتي الخاص ..
احاول إغلاق عيني المثقلة بمشاهد العمل والإنجاز .. لكنها لا تطاوعني .. تأبى تريد ان تكون "شاهدة على العصر" ..
يالي من مغفل .. لم اريد النوم ؟؟ لم اسير بملئ ارادتي إلى حتفي .. !! .. مشاعر كثيرة تتصارع بداخلي فالنوم "سلطان " .. وصوت عمل الرجال يبدد أي رغبة في هذا السلطان ..
أيها الضوء تعال نسترق عدة نظرات لعملهم بالمساء فمن المستحيل انهم ما زالوا يعملون بلا نوم وبلا راحة ..
فعلا انهم يعملون .. انهم يحملون فأسا ومعولا .. يتجهون لأرض قاحلة .. يزرعونها يضعون فيها بذرا غريب اللون .. لونه أزرق "ملكي " .. لونه " سامي " .. ثم يغمرون الأرض بماء "نقي " يكاد ان يكون شفافا ..
أشجار غريبة تخرج من الأرض .. أشجار اوراقها اشبه بالأرحام .. نعم انها تشبه الأرحام .. غريب أمر هؤلاء القوم ..
انظر ايها الضوء .. انظر إلى الأرحام انها تنتج اشخاصا اشبه بالنجوم .. نعم انها نجوم تترك الأرض وتحلق عاليا في السماء .. تتحد سويا .. تكون "كتيبة خاصة " وتعود إلى الأرض .. لتحارب .. لتخوض معارك .. بإختصار لتحمي هرمنا ..
تعود إلى الأرض .. تعود للوطن .. تتحول فجاة وبلا مقدمات لنسيم عليل .. تتحول لنسمة هواء نستنشقها مع كل نفس .. تتحول لهواء يبدد ما كان قبله من عك .. تتحول إلى نوع من الهوس .. إلى إدمان .. تتحول إلى قهوتنا اليومية .. إلى معشوقتنا متى نشاء ..
يعودون لأرضهم .. لحقلهم .. ويدفنون انفسهم .. نعم يدفنون انفسهم لينقلوا دمهم الأزرق الصافي للجيل الذي يليهم .. يالله كل هذا حب .. كل هذه تضحية ..
انظر ايها الضوء .. انظر انها الأرحام تظهر مجددا .. ها هي نجوم أخرى تسطع .. نعم نجوم مجددا .. تكرر عمل سابقتها بنفس التفاني ونفس الإخلاص مع إختلاف المسميات ..
يا لهذه الأرض .!! ألا تنظب ؟؟ .. ألا يصيبها الجفاف ؟؟!!
ارجووك ايها الضوء مزق ما شئت من كتب الفلسفة والشعر في مكتبتي .. أحرق ما ترغب به من كتب الأدب و التاريخ ... اطفئ إسطوانة آمال .. حطم ما تريد مني .. شوه احرفي .. يتم كتاباتي .. ولكني ارجووك اعدني للواقع .. اعدني ليومي .. لمللي .. لوحدتي ..
احاول الكتابة عن أي شئ .. لالا .. بل أحاول الكتابة عن كل شئ .. بإختصار احاول الكتابة عن الهلال .. أي انني اكتب عن كل شئ .. فهو الصديق الذي يفرحني إذا خانني البعض .. وهو المعشوقة التي اتغزل بها شعرا ونثرا .. هو قصيدة لم ولن تكتمل فالحبر لا يسعه وصف البحر والكلمات تقف عاجزة امام رونقه وابداعه ..
أيها الهلال ..
قد تستغرب حديثي معك ولكن عذري الوحيد أنك رافقتني في كل مراحل عمري ..
ففي صباي كنت لعبتي المفضلة .. غذائي الأروع .. كنت رسمتي على الحائط .. وخربشاتي الأولى ..
في مراهقتي كنت هوايتي الوحيدة .. معشوقتي السرية .. كنت القلوب الحمراء في دفاتري ..
في شبابي .. كنت لي كل شئ .. علمتني ما لم اتعلمه من الحياة او من المدارس .. علمتني ان الحب يعني التضحية وان التضحية لا تعني الضعف ..
علمتني الفلسفة .. علمتني الأدب .. والنحو والصرف .. كنت مفرداتي .. كنت لغتي .. كنت دفاتر شعري .. علمتني التحليق والطيران فوق المستحيل ..
علمتني أن "حجر الفلاسفة " موجود لدينا .. وانه يتمثل بك .. اثبت لي أن عباقرة اليونان كانوا اغبياء جدا عندما بحثوا عن " مدينتهم الفاضلة " ... فأنت مديتنا الفاضلة ..
أيها "الزعيم " ..
اعرف انني اطلت عليك الحديث ولكن لا تلمني فالذنب ذنبك .. جعلتني اتعلق بك لدرجة الجنون .. حديثي معك طويل .. طويل جدا .. فانا انتظرها منذ زمن .. منذ زمن وانا اريد ان احادثك والآن اتت الفرصة .. فلنتحدث ل 100 عام قادمة .. ولنرقص ل 100 عام .. ولنحتفل ل 100 عام .. ولنعلن للأجياء القادمة أننا شهدنا مولد الهلال .. وشهدنا يوم تتويجه .. رغم عن الكل بما فيهم عقولنا التي لن تستوعب ان يكون كيان عمره 50 عام سيدا للعالم وزعيما لأكبر قارته عمرا ومساحتا ..
"زعيما لنصف الكرة الأرضية " ... ألا يكفينا هذا ؟؟
أيها الهلال ..
يعتقد البعض ان طريقك مفروش بالورود .. يالغبائهم ألم يدركوا ان للورود اشواك ؟؟ نعم طريقك لم يكن سهلا .. لم يكن ميسرا كما يتخيله البعض .. منذ ميلادك والحروب تحاك ضدك .. منذ ميلادك وعناقيد "الغضب " و " الحقد " و "الكراهية " تقصف احلامك .. ولكنك بقيت وستبقى بإذن الله لإنك متسلح بدرع من المحبة و الإخلاص و " النيات الحسنة " ..
ألا يكفي كل هذا لتيقى سيدا لآسيا ل 100 سنة قادمة ..؟؟!!!
تحياتي
أنا 
اخر تعديل كان بواسطة » الهـ الفيصل ـلالي في يوم » 13/12/2009 عند الساعة » 04:44 AM |
الوضع الشجري
