سعوديون - الرياض - جهينة ابراهيم:

في ظل تقصير واضح من التلفزيون السعودي بقنواته الاربع في نقل الصورة الماساوية لكارثة جدة ، ومعها وكالة الانباء السعودية ، وهذه الاخيرة مثار عجب الكثير من متلقطي الاخبار ، حين زفت البشرى لقرائها في أول خبر عن سيول جدة حيث قالت بان أهالي جدة قد خرجوا من منازلهم ابتهاجا بالامطار ، وزادت بأن الاطفال عبروا عن فرحتهم باعتلاء السطوح ، وذكرت الوكالة أن مندوبها"رصد فرحة أهالي جدة بالمطر وتوجههم إلى الكورنيش للاستمتاع بالأمطار التي هطلت على المحافظة".

كل ذلك يأتي في مهنية ردئية وجارحة لمشاعر المواطنين الذين خرجوا من منزالهم هروبا من الموت المحدق بهم بعد أن رأوا بقيتهم يصارعون الموت في أعماق المياه التي داهمت منازلهم .

ومن العجيب ان وزير الاعلام والثقافة الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وجه انتقادا شديدا لوكالة الانباء السعودية في تغطيتها لامطار جدة وذلك من خلال صفحته الشخصية على (الفيس بوك) ، ومع تقديرنا بأنه يشارك بصورة غير مباشرة في سوء تغطية الوكالة بحكم انها تابعة لوزارته ، فانه كان ايضا ان يوجه اللوم والانتقاد الى نفسه أولا بحكم أن التلفزيون يدار مباشرة من الوزارة ، وكأن خوجه لا يعرف تقصير التلفزيون في نقل ماساة بحجم كارثة جدة ، وقنواته تنقل لنا يوميا احداثا اقل شأنا ولا تعيرنا اهتماما من حوادث تجري في العالم ، وآخرها عملية القطار الروسي ، وكان نقل كارثة جدة من خلال التلفزيون يؤثر على سمعة المملكة ، أو ان اعلان تفاصيل الماساة يجر على المملكة الويلات والثبور.

وبظني أن هذا التصرف من قبل وزارة الاعلام كان محبطا للمواطنين الذين يعتقدون أن التلفزيون هو الوحيد الموثوق الذي ينقل صورة الحدث كما وقع بدلا من موقع اليوتيوب الذي سحب البساط من التلفزيون السعودي ، وكان هو الفرصة الوحيدة لنقل الصورة الكارثية لسيول جدة ، حيث استقطب اليتيوب ما لا يقال عن 500 مشهدا أوضحت حجم الكارثة ، كما سلطت بعض اللقطات مشاهد مخزية استغلها بعض ضعفاء النفوس الذين امتدت ايديهم للسيارات التي ظلت الى هذا الوقت للبحث عن غنائم فيها ، كما نقلت بعض المشاهد دخول بعضا من اللصوص الى محلات تجارية ليسلبون ما تستطيون حمله ، وطبعا هذه حالات السطو قليلة جدا ، ولكنها صورة حقيقية لكارثة اعقبت كارثة السيول التي تفنن الهواة في التقاط زواياها.

فقط لمن يريد معرفة حجم اللقطات على اليوتيوب عليه أن يدخل على الموقع ، ويبحث بكلمة "سيول جدة" وسوف يرى الكارثة التي يحاول التلفزيون السعودي تغطيتها بغربال.