نقاط قبل يوم عرفة...
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لا أحد منا يجهل معنى الدعاء و لا اعتقد انه يوجد عاقل لا يستخدم الدعاء فالدعاء هو سلاح المومن و سلاح المظلوم و سلاح المحتاج وسلاح المضطر ...
فحياتنا بكل ما فيها بنيت على مناجاة الله و دعاه فالرجل يدعو الله ان يرزقه زوجة و الزوجة تدعو الله ان ترزق بزوج وبعد ان يرزقان بالزواج و يتزوجان يدعوان الله ان يرزقهم طفلا و ان يجعل لهم ذرية و يولد الطفل فيدعوان ان يمتعه بالصحة والسلامه فيكبر الطفل و يدخل المدرسة فيدعوان ان ينجح و ان يحفظه الله فينجح الطفل و يكبر حتى يفهم هو ما معنى الدعاء و يدعي لنفسه ان ينجح في دراسته و بعد ان يصل الى نهاية المرحلة يدعو ان يدخل الجامعة واذا دخل الجامعة يدعو ان يدخل القسم المحبب له و اذا دخل القسم المحبب له دعاء ان ينجح في هذا القسم و يتخرج واذا تخرج دعاء الله ان يرزقه الوظيفة و ان يرزقه عملا واذا رزق دعاء ان تكون الوظيفة قريبه من مدينته و ان لا تبعد كثيرا عن اهله و أحبابه ...و هكذا هي حياتنا دعوات و مناجاة لله ليلا نهارا لانه هو ربنا و ليس لنا ناصر سواه عزوجل ...
أحدهم كان يقول لي انه كان يدعو الله ليلا نهار و صبح مساء و في السراء و الجهراء ان يرزقه وظيفة يعيش منها و تكون رزقه لكن ظل فترة طويلة و هو يدعي و لم يرزق و اصبح يدعو الله ان تاتيه وظيفة بأي مكان و بأي مستوى و لو كان الراتب ليس بذاك المقام ...
يقول صاحبي انه قابل عجوز مسكين كان يخدمه و يقوم بأحتياجاته و كانت هذه العجوز تدعي الله ان يرزقه و ظيفة عاليه و بأعلى مستوى و ان يصبح مديرا وكانت تدعوا العجوز ببساطته يقول صاحبي انه كان يقول في نفسه (مدير مره وحده)
يقول المهم بعد شهور قليلة رزقه الله وظيفة و احلى وظيفة و لا كان يحلم فيها بحياته كلها يقول رحت للعجوز بعد فترة و قدمت لها خدمه اخرى فقالت له بعدما علمت انه توظف (لسى الخير جايك و انا دايم ادعيلك تصير فوق فوق ) يقول ضحكت بنفسي و قلت الحمدلله على الوظيفة في ناس تخصصات و خبرات قدامي بالالف و لسى ما صاروا مدراء ) و بعد أسبوعين فقط و يصير اعادة تشكيل كبيرة في الادرات و يصبح مديرا على اصحاب الخبرات و اصحاب الشهادات العليا و الجميع يعتقد ان لديه و اسطه وهم لا يدرون ان خلفه (عجوز تدعي بثقة الله ) يقول لي انه نزل لها بعد ان اصبح مديرا فقالت لها هذه السنه خليك في مدينتك البعيده عن سكنه و السنه الجايه بأذن الله سوف تكون هنا عند اهلك و في بيتك ...
يقول لي انه لا يوجد فرع للعمل الذي يشتغل فيه بمدينته لكن ايمانه و ماحصل له جعله يثق بالله ان سوف يرجع بعمله الى مدينته ...
ما حصل لصاحبي يكاد ان يحصل لنا جميعا وهو اننا ندعو الله و نحن نشك في فضله ومدى قوته (تعالى الله عزوجل ) وهذا واضح لكثيرا من العاطلين وهو ان يدعو ان الله بطلب وهو احيانا لا يثق في رزق الله و فضله فأذا تأملت حالهم وجدتهم يدعون دون ثقة في الاجابة ودون وثوق برب العالمين ...
فكثيرا من العاطلين تجدهم يدعي ان يتوظف لو في خرخير او يقول ياليتني أتوظف لو أي وظيفة و هنا النقطة الفاصلة في عدم الثقة بالله عزوجل ...فلو كانت الثقة موجودة كما كانت عند العجوز فسوف يكون المطلب هو الرزق الحلال و الدعاء بثقة ان الله يستطيع ان يوفر لك رزق حلال وانت ببيتك او بديرتك او احلى وظيفة واحلى رزق...
نبي الله سليمان دعاء ربه ان يزرقه ملك ليس ملك على بشر او ملك على قبيلة بل دعاء ان يرزق ملك لم يكن لا ينبغي لاحد بعده وهذا هو الثقة بالله فلعلمه و ثقته بالله دعاء ان يرزق رزقا كبيرا و كبير جدا و حصر هذا الرزق لنفسه و لا يكون لاحد ابد على وجه هذه البشرية فضلا له و كرما له
قال تعالى في سورة ص على لساِن سليمان عليه السلام...
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
فتأمل هذا الطلب وهذه الثقة بالله التي جعلته ان يطلب طلب لا تدركه العقول و كان على ثقة بالاجابة ...
فكانت النتيجة ...
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (٤٠)
فرزقه الله ما هو اكبر من المال و الوظيفة و الزوجه و الجاه و الملك رزقه طاعة الريح و خدمة الجن و تسخير الحيوانات و فهم اللغات وغيرها مما لا تدركه العقول ..
*******
واحد من معارفي يدرس بعرعر و هو من سكان المدينة المنوره و كان يقول ياليت بس ربي يرزقني ان اكون بينبع او بجده او مدينه على بعد 200 كيلوا او بحدودها من المدينة ... هنا المصيبة و الاعتقاد ان هالشي صعب جدا و لا يمكن تحقيقه و كأنه بالمعنى العامي انه صعبه و مستحيله وهذا هو القنوط من رحمة الله و رزق الله و سبحان الله الذي اصبح كثير من المسلمين الذين يثقون بالله و يومنون بالله ويمنون بالجنه والنار و الصراط و الميزان و القبر و منكر ومنكير والملائكة وغيرها من اسرار الغيب ومع هذا لا يومن بقوة الله ان يعطيه مسالته البسيطة في الدنيا
فسليمان نبي الله علم بقوة الله و عظمته و انه بكلمة كن فيكون يفعل الامر و لهذا اختر لنفسه اعظم الملك و اعظم الطلبات واعظم الامنيات فرزقه الله وأعطاه و سخر له ما يريد و اكثر من ما يريد تكرما و هبة منه سبحانه..
*****
يوم عرفة قريب جدا على الابواب وهو أفضل يوم طلعت فيه الشمس و كلنا ينتظر هذا اليوم ليدعو الله و يناجي الله و يطلبه من خيري الدنيا و الاخرة .
لهذا ثقوا بالله كما وثق فيه نبي الله سليمان و دعوه دون ان تستصعبوا الامور على العظيم المنان و تذكروا اية دعاء سليمان و اعملوا بها وتأكدوا انه بأذن الله ان الخير اتي لامحالة و ان الله يستحي ان يرد يدي عبده صفرا ..
فاما يستجيب له او يرد بها مكروه او يحفظها له عندنه يوم الحساب الاعظم ...
*****
كان هناك وزير عابد من الدولة العباسية في الحج فأصاب الناس جفاف واحتاجوا الى المطر فقام يدعي ربه و يناجيه ان يرزقهم المطر وما فرغ من دعاه الا و المطر ينهمر على الحجاج ..
فأخذ يبيكي و يصيح لانه علم ان ربه استجاب له و تمنى لو دعاء ان يغفر الله له ...(قصة من برنامج الشيخ عائض القرني)
لهذا تفنون بالدعاء و اكثروا من الدعاء الجامع كما كان يحب صلى الله عليه و سلم حتى اذا وافقت ساعة استجابة واستجاب الله لكم تكون اصبيت خيرا كثيرا دون ان تحيطوا ذالك...
*****