:: مقدمـة ::

في بادي الأمر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمد الشهداء من أبناء المملكة واليمن الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل التصدي للفكر ( الحوثي ) الضال .. وندعو المولى أن ينعم على الدولتين وجميع بلاد المسلمين بالرخاء والأمن والسلام وأن يكفي بلادنا وأرض المملكة وكل بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اذا أردنا الحديث عن العلاقة بين الدولتين الشقيقتين والروابط العديدة المشتركة بينهما فأننا في حاجة الى مجلدات من القطع الكبير للحديث لكي نستعرض علاقة ممتدة منذ الآف السنين .. وبالتالي ليس من العقل بمكان أن يتم الحديث عن هذه العلاقة الوطيدة في بضع سطور ..ولكن يمكننا أن نجمل القول أن السعودية واليمن حقيقة عرقية وتاريخية وإجتماعية وعقائدية .. هكذا حقيقة لا يسعنى القول أمام من يحاول أن ينال منها أو يتجاوزها سوى أنه نيل وتجاوز يعاني دعاته من قصور في نواح شتى ،،،

تتبادل مؤخرا وسائل الأعلام مصطلحات وتساؤلات عدة كالحوثيين والزيديين وصعدة وايران والسعودية واليمن .. الخ .. الذي يجعل المتابع الفطن يتسائل عن ماهية علاقة هذه بتلك ؟ وماذا تعني بعض المفردات أعلاه ؟ خاصة وهنالك بعض الأحبة ممن ظنوا ان المعارك الأخيرة هي بين السعودية واليمن لا سمح الله ! وبالتي رأيت لزاما أن أحاول وضع تعريفات مختصرة ومتسلسلة تمكن أحبتنا من المتابعه مع قليل من المعرفة اللازمة التي يجب أن يتحلى بها المتابع لحدث ما ،،،


:: تعريف مختصر للمذهب الزيدي ::

أختلف أهل السنة والجماعة في رؤيتهم نحو المذهب الزيدي ! فمنهم من يعده من المدارس السنية كمدرسة الأمام الحسن البصري أو مدرسة الأمام سفيان الثوري .. الخ .. ومنهم من ذهب إلى اعتباره فرقه شيعيه أقرب في أفكارها إلى منهاج أهل السنة والجماعة .. وفي كلا الحالتين لا ينكر ارتباط المذهب الزيدي بمدارس الفقه السنية .

مؤسس المذهب هو العالم الجليل الأمام : زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام .. وينسب المذهب الزيدي إلى أسمه زيد . ( ملاحظة : آل البيت يقال فيهم عليهم الصلاة والسلام .. بدليل الصلاة الإبراهيمة عند التشهد .. لذي وجب التنويه ) .

يتوافق المذهب الزيدي مع كثير من الآراء الفقهية في المدارس السنية الكبرى ( الشافعية – الحنبلية – المالكية – الحنفية ) بل أن الأمام : زيد بن علي أرتبط بهم أما طالب للعلم من أحدهم أو معلم لأحدهم .. وبالتالي فأن المذهب الزيدي ينكرون سب الخلفاء أو الصحابة أو أزواج رسول الله عليه الصلاة والسلام كما أنهم لا يميلون إلى ( التقية ) وينكرون كثير من الخرافات والأفكار التي يعتقدها الشيعة .


:: موقف المذهب الزيدي من الشيعة ::

يتفق المذهب الزيدي مع الشيعة حول مفهوم ( الإمامة ) .. حيث يرى المذهب الزيدي ضرورة أن تكون إمامة المسلمين في آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وتحديدا من نسل الإمامين الحسين أو الحسن رضي الله عنهما أبناء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجه فاطمة رضي الله عنها .

من جانب آخر تشير المصادر التاريخية أن مؤسس الزيدية الأمام : زيد بن علي كان أول من أطلق على الشيعه مسمى ( الرافضة ) كما أنه كفرهم ودعى إلى قتلهم .


:: قصة الزيدية في اليمن ::

في أواخر عصر الدولة الإسلامية العباسية شهدت اليمن فتن وحروب داخلية بين القبائل لم يتمكن عقلاء اليمن من السيطرة عليها .. وكان أن أجتمعوا من أجل التوصل إلى طريقة تنهي هذا الصراع الدموي واتفقوا على دعوة الأمام : يحيى بن الحسين .. الذي كان يسكن المدينة المنورة .. ويعود نسبه الى آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام .. والذي عرف عنه في عصره بالشجاعة والعلم والتقوى ناهيك أنه من دار النبوة .. حيث يفرض نسبه الشريف ومكانته الدينيه أحترامه بين الغرماء في اليمن .

لبى الأمام الدعوة وأتى اليمن وسكن مدينة ( صعده ) حيث منحه رجالات اليمن زمام السلطة والحل والعقد والطاعة .. فتمكن من ذلك أن يحكم اليمن وأستطاع أن يقضي على الفتنه .. ومن خلاله حيث كان ينتمي لمذهب جده الأمام : زيد بن علي .. عرفت اليمن المذهب الزيدي ورضت به كثير من القبائل التي تسكن مدينة صعدة .. ولا تزال صعده حتى الآن معقل رئيسي للمنتميين للمذهب الزيدي .. ( ملاحظة : نسبة المسلمين في اليمن تقارب 100 % .. ويبلغ تعداد السكان قرابة 25 مليون نسمة وتوجد أقلية يهودية تتراوح بين 3 و 5 الآف يهودي .. نسبة الزيود 30 % ونسبة أهل السنة 70 % ) .


:: المدارس الدينية في اليمن ::

التدين هو طابع المجتمع اليمني .. لذى كانت الحكومة اليمنية لا تمارس إي نوع من الرقابة على المدارس الدينية باليمن .. في عام 2004 م تنبهت الحكومة اليمنية إلى مخاطر المدارس الدينية وكذلك الدروس العلمية التي تعقد بالمساجد والتي لا تخضع الى رقابة وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والأرشاد في تفريخ العناصر المتطرفة كعناصر تنظيم القاعدة ( سني ) وحركة الشباب المؤمن ( شيعي - الذي أطلق عليهم مؤخرا الحوثيين ) .. فصدر القرار الرسمي بأغلاق إي مدرسة دينية أو أهلية أو خاصة أو الحلقات العلمية التي لا تخضع الى رقابة الوزارات المختصة بالحكومة اليمنية .


:: مـن هـم الحوثـي ؟ ::

عائلة الحوثي من العائلات المعروفة في محافظة ( صعده ) شمال العاصمة صنعاء ( 250 كلم ) .. وهم من العائلات التي تنتمي إلى المذهب الزيدي .. وعرف عنهم أهتمامهم بدراسة الشريعة والفقه .. كما أنهم ينسبون إلى بني هاشم .. لذلك أستغل الحوثيين جيدا عاملي الدين والنسب للترويج لأفكارهم بين أبناء تلك المحافظة وبعض المغرر بهم من المحافظات الأخرى .


:: كيف كانت البداية ؟ ::

كان يعرف عن ( بدر الدين الحوثي - 85 عام ) أحد قادة الحوثيين ووالد كل من قادة جماعة الحوثيين ( حسين " قتل " 53 عام - يحيى - عبد الملك " المتحدث بأسم الحركة في المانيا " 30 عام - أضافة الى ثلاثة آخرين تم قتلهم في المعارك ) .. إنه رجل علم قام ومجموعة آخرون في منتصف الثمانينات الميلادية بتأسيس مدارس دينية في صعده كان ظاهرها يعني بتحفيظ القران الكريم وتعليم الحديث والفقه .. وخلال تلك المرحلة عمل الحوثي على الترويج للفكر الشيعي ( الأثنى عشرية ) من خلال تلك المدرسة .. وكان يعلم الطلاب المذهب الأثني عشرية أضافة إلى كتب ومنشورات أفكار الثورة الأسلامية التي قام بها الخميني في إيران .

عرفت ميول بدر الدين الحوثي الأثني عشرية في حادثة تاريخية في التسعينات الميلادية عندما أصدر العلماء المعنيين بالفقه الزيدي في اليمن فتوى بأن شرط النسب الهاشمي ليس واجبا في الإمامة وأن الشعب له الخيار في انتخاب من يراه مناسبا في تولي السلطة باليمن وليس شرطا أن يكون من نسل الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما .. أشتهر الحوثي بعد ذلك من خلال معارضته الشديدة لهذه الفتوى وخاض مساجلات عدة بينه وبين بعض العلماء حول صحة هذه الفتوى .. وبدأ يستند في مزاعمه إلى وجهة نظر الشيعة الأثني عشرية في هذا الأمر .. وعندما أنكر عليه العلماء الأحتجاج الى فقه الأثني عشرية وعدم الأعتداد به لدى المذهب الزيدي .. قام بتأليف كتاب يريد من خلاله أن يثبت توافق المذهب الزيدي مع الأثني عشرية .. ولكن علماء اليمن تصدوا بشدة لتلك الدعاوى عطفا على الأنحراف الكبير مما أضطره أخيرا إلى مغادرة اليمن وتوجه إلى العاصمة الإيرانية ( طهران ) ! التي قضى بها عدة سنوات ثم طلب الوساطة من وجهاء اليمن لدى الرئيس اليمني للعودة إلى اليمن مجددا .. فوافق له الرئيس اليمني بالعودة عام 2002 م .


:: الوحدة اليمنية ::

في عام 1990 م حدثت الوحدة بين شطري اليمن وكانت أبرز بنودها أعطاء مساحة كبيرة من حرية العمل السياسي وتشكيل الأحزاب السياسية وكان من ضمن الأحزاب السياسية التي شكلت في ذلك الوقت ( حزب الحق ) وكان أبرز قياديه ( حسين بن بدر الدين الحوثي ) الذي كان متأثرا بأفكار والده ومناصر لها والذي استطاع أن يفوز بمقعد في الانتخابات البرلمانية في دورتين عامي 1993 و 1997 م وأن يصبح عضو في مجلس النواب اليمني ( السلطة التنظيمية في اليمن ) .. قبل أن يستقيل بعد ذلك من الحزب الذي بدا له أنه لن يستطيع من خلاله أن يحقق أهدافه وعاد مجددا بجماعة الشباب المؤمن ( الحوثيين ) .


:: بدايـة الحـرب ::

عاد بدر الدين الحوثي من طهران بإيران في عام 2002 م وتزامن ذلك مع أغلاق المدارس الدينية الغير نظامية وتنامي قوة شباب الإيمان وكذلك مشاعر السخط الشعبي من الممارسات الأمريكية بعد أحداث سبتمبر 2001 م تجاه دول العالم الاسلامي .. كل ذلك أستغله حسين الحوثي وهو رجل متعلم وخطيب مفوه في شحذ التأييد الجماهيري بين أتباعه من خلال عبارته الشهيرة : ( الله اكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) .

وقد كان الرئيس اليمني شاهدا على حالة مماثلة ممن ممارسات أتباع الحوثي عندما توجه للحج ( برا ) من صنعاء الى مكة المكرمة وتوقف للصلاة في أحدى مساجد مدينة صعدة .. بعد ذلك أصبح هنالك تنامي لممارسات غير قانونية لجماعة الحوثيين الأمر الذي دعى الرئيس اليمني لطلب حضور : حسين بدر الدين الحوثي .. لمقابلته ومعرفة حقيقة التقارير التي ترده من الجهات الأمنية التي تتحدث عن بوادر تمرد وتكوين شبه دولة في محافظة صعده .. ولكن حسين الحوثي لم يلبي طلب الدعوة كما أنه لم يلتفت إلى وساطات رجال العلم وشيوخ القبائل والمسؤولين الحكوميين والذين حاولوا معه مرتين متتاليتين حقنا للدماء وأزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات ولكن كل ذلك لم يكن ذى جدوى .. وفي عام 2004 م أعلن ( حسين بدر الدين الحوثي ) التمرد على النظام الحاكم والأنتفاضة المسلحة ضد الدولة وحقه الشرعي في حكم اليمن !


:: صور من علاقة اليمن مع إيران ::

في حرب الخليج الأولى أمرت الحكومة اليمنية وحدات عديدة من قواتها المسلحة في المشاركة إلى جانب القوات المسلحة العراقية في حربهم ضد إيران كما أتاحت الفرصة للمدنيين ممن يرغبون في المشاركة الذهاب إلى ساحة الحرب .. مما يعني إعلان الحرب بين الدولتين وأن لم يتم التصريح بذلك علانية .

بعد سقوط بغداد وقبل عدة سنوات قامت الحكومة اليمنية برعاية مؤتمر جماهيري هو الأول من نوعه في العاصمة صنعاء استضافة من خلاله الشيخ : حارث الضاري ( رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق ) والذي تحدث من خلال المؤتمر بشكل رسمي إلى الجرائم الشيعية التي تمارس في حق أهل السنة بالعراق ودور المخابرات الإيرانية في ذلك .. والذي عدته بعض الأوساط الإيرانية والشيعية تدخل سافر من الحكومة اليمنية يجب وضع حد له ! وقد كانت تهدف الحكومة اليمنية من خلال هذا المؤتمر إلى لفت نظر الشارع اليمني والعربي إيضا من مخاطر الشيعة وتطلعاتهم .. خاصة وأن تصريحات أحمدي نجاد المعادية لأمريكا والكيان الصهيوني ونتائج حرب حزب الله ضد الكيان الصهيوني وجدت صدى إيجابي لدى شريحة واسعة من أبناء المجتمع اليمني وكذلك هو الحال لدى عدد كبير من سكان العالمين العربي والإسلامي .

هاجمت الحوزات الشيعية في كل من العراق وإيران من خلال المرجع الأعلى للشيعة ( آية الله على السيستاني ) في النجف وقم .. ما سمته بالممارسات العدوانية والتمييز والتصفية الدموية على أساس مذهبي للحكومة اليمنية وأصدرت بيان ونداء عاجل الى جميع المنظمات الدولية وحقوق الأنسان بالتدخل السريع لحماية الشيعة من زيود وأثني عشرية من العدوان الذي يمارسه الرئيس اليمني في حقهم وتمييزهم عن أهل السنة ! وتكفل بالرد عليهم جميعة علماء اليمن .. الذي تضمن خطابهم عدم وجود للمذهب الشيعي باليمن .

وأخيرا يبدو أن العلاقة بين البلدين تتجه نحو مزيد من التوتر خاصة بعد أن أقدمت الحكومة اليمنية مؤخرا على احتجاز سفينة إيرانية في البحر الأحمر وكذلك ألقاء القبض على عدد من الإيرانيين والتحقيق معهم .


:: اليمن وحرب الحوثيين ::

خلال العام الأول من أشتعال الفتنة عام 2004 م أستطاع الجيش اليمني القضاء على حركة التمرد من خلال قتل قائد الحوثيين في ذلك الوقت : حسين بدر الحوثي والقبض على عدد كبير من أتباعه المقاتلين وتحويلهم إلى القضاء الشرعي والذين صدرت بحق البعض منهم أحكام بالقتل ولكن الحكومة اليمنية في عام 2005 م أصدرت عفو عام على المقاتلين وأوقفت الأحكام الصادرة في حقهم ! كانت تهدف الحكومة من خلال ذلك إلى طوي صفحة من التاريخ كما حدث في مواقف سابقة لها مع أعضاء حركة الانفصال ضد الوحدة في عام 1994 م .

في أواخر عام 2005 م عاد التمرد مجددا بقيادة ( بدر الدين الحوثي – الأب ) وأبنائه الآخرين ( يحيى و عبد الملك ) .. وأخذت المعارك تشتد حينا وتتوقف حينا آخر حتى عام 2008 م عندما توسطت الحكومة القطرية الشقيقة لإنهاء النزاع وتوقفت المعارك ومن ثم نقض الصلح الحوثيين مجددا !

قبل 3 شهور أعلنت الحكومة اليمنية رغبتها النهائية في استئصال شرذمة الحوثيين بعد أن استنفذت معهم كافة الوسائل والطرق السلمية فشنت حربا جديدة شاملة يبدو أن نتائجها الإيجابية سوف تظهر قريبا .


:: لماذا تأخرت اليمن في حسم المعركة مع الحوثيين ؟ ::

1 - في التمرد الأول عام 2004 م .. اعتقدت الحكومة اليمنية أنها تمكنت من القضاء على الحركة من خلال مقتل قائدها والقبض على أبرز عناصرها .. ويبدو أن الحكومة اليمنية كانت مستعدة ومخططة جيدا لهذه الحرب حيث تمكنت من تحقيق أهدافها في وقت قياسي وقبل أن تدخل الحكومة اليمنية في مبررات قانونية مع أحزاب المعارضة أو تواجه ضغوط خارجية من المنظمات الدولية .

2 - خلال الفترة من 2005 م الى 2008 م .. كان هنالك تحديان آخران يواجهان الحكومة اليمنية :

( أ ) محاولة الأنفصاليين في الخارج للأستفادة من الأحداث مع الحوثيين والتغرير ببعض أبناء المحافظات الجنوبية في التمرد والعصيان على الحكومة اليمنية .

( ب ) تحركات تنظيم القاعدة في الداخل اليمني وتهديد أستقرار اليمن وأستقرار الدول المجاورة .

كل ذلك أستلزم على الحكومة اليمنية أن توزع جهودها الأمنية والعسكرية في ثلاث جبهات مختلفة في بيئة أجتماعية وتضاريسيه غاية في التعقيد .

3 - دراسة وأحتمالية حدوث تحالفات قبلية قد تتعاطف مع تنظيم الحوثي وكذلك إيجاد المبرر القانوني أمام تساؤلات وأعلام صحف المعارضة ومجلس النواب .. مما جعل الحكومة اليمنية تقبل مرات عدة جهود الوساطات التي ترغب بالقيام بها بعض القبائل أو الأحزاب السياسية .. والبحث عن موافقة شعبية تجيز ما تقدم عليه الحكومة نحو الفئة الضالة .

4 - دراسة الأحتمالات والأخذ بالأعتبار أثر هذه المعارك على الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية .. والبحث عن غطاء دولي يتفهم حقيقة هذه المعارك .

5 - لا نغفل صعوبة المناطق التي يتحصن ويتحرك بها الحوثيين .. أضافة إلى أتباعهم منهجية إجرامية ضد كل من يفكر بالأستسلام للقوات النظامية حتى أن الأمر يصل إلى أرسال أفراد لقتل آخرين تم القبض عليهم من قبل الحكومة اليمنية .

6 - التحقق من ضلوع إيراني في هذه الحرب قبل أصدار إي تصريحات رسمية تدين النظام الإيراني وتطالبه للأمتثال أمام المنظمات الدولية .

7 - تشير بعض التقارير الصحفية إلى دور إريتري في دعم حركة الحوثيين !!

8 - يتحرك الحوثيين بين جموع المدنيين في القرى والمدن الصغيرة مما يعيق الجيش النظامي من توجيه ضرباته الجوية والبرية .. كما أن الحوثيين يستخدمون في كثير من مواجهاتهم المواطنيين العزل كدروع بشرية .


:: ماذا يجمع بين أريتريا واليمن ::

خلال فترة الثمانينات الميلادية ساهمت اليمن في تمويل ودعم حركة التحرير الأريترية ضد الأستعمار الأثيوبي على أراضيها عطفا على رؤية عربيه في المحافظة على أن يكون البحر الأحمر عربيا أضافة إلى حماية المسلمين العرب الأرتريين من الممارسات الإجرامية الأثيوبية .. لذلك مدت اليمن الأرتريين بالسلاح وجعلت من جزيرة ( حنيش ) مركز لعملياتهم حتى تمكنت أريتريا من نيل أستقلالها .

الحكومة الأريترية كافئت الدول العربيه بنكران أنتمائها الى منظومة الجامعة العربية كما قامت بأحتلال جزر حنيش اليمنية ! في تصرف جعل الحكومة اليمنية تحاول معرفة الأسباب التي دفعت أريتريا نحو هذا التصرف وكان تخشى اليمن أن هنالك محاولة لأستدارج اليمن نحو حرب ظاهره الحسم المبكر .

مما دعى الحكومة اليمنية بالرغم من المعارضة الشعبية الى قبول التحكيم الدولي بخصوص جزر حنيش والذي تمكنت اليمن من خلاله أسترداد جزرها .

هنالك أخبار صحفية تتحدث أن أريتريا عادة مجددا للتحرش باليمن من خلال دعم الحوثيين ! ومن غريب أمر هذه الدولة أنها تتحرش بكل الدول المحيطة ومنها السودان وأثيوبيا !!


:: ماذا يريد الحوثيين من السعودية ؟ ::

تبعد مدينة صعده معقل الحوثيين قرابة 40 كلم من الحدود مع السعودية ويبدو أن القصف المستمر من الجيش اليمني تجاه معاقل الحوثيين ومحاصرتهم دفعتهم للتقهقر الى الوراء بأتجاه الحدود السعودية القريبة منهم .. ويبدو أن الحوثيين فكروا بالزج باسم المملكة العربية السعودية في هذه الحرب من أجل التالي :

1 - محاولة تضليل المجتمع اليمني وكسب تعاطفه مع الحركة من خلال ترويج الأكاذيب والأشاعات نحو المملكة .. ولكن هذه الأكاذيب لا تلقي صدى لها لدى المجتمع اليمني بعد أن ظهرت حقيقة خبث وكذب جماعة الحوثي .. كما أن الحكومة اليمنية قد تعاملت مع هذه التصاريح في حينها ناهيك أن هذه الحرب التي نعدها الخيرة بأذن الله تمت بمباركة الشعب اليمني ومساندته للحكومة الرسمية بعد أن أستنفذت كافة الوسائل ومحاولات الصلح لتجنب هذه الفتنة .

2 – محاولة أعطاء المعارك مع الحوثيين بعدا أقليميا وليس شأن داخليا من خلال محاولة الحوثيين والقنوات الداعمة لها من تصوير المعارك بانه محاولة سعودية - يمنية تستهدف المذهب الشيعي ! على أمل التدخل الدولي لوقف الحرب التي يبدو أن نتائجها أن شاء الله سوف تظهر قريبا .


:: قبل الختام ::

حركة الحوثيين ليست مجرد حركة تستهدف اليمن فحسب .. بل أنها حركة يبدو أن لديها مخططات لتجعل من نفسها حزب الله جديد في جنوب الجزيرة العربيه .. يستهدف أمن وأستقرار دول المنطقة قاطبة ويضع موطء قدم لإيران في جنوب الجزيرة العربية يمكنها من ممارسة تطلعاتها نحو السيطرة على المواقع الاستراتيجية في المنطقة من باب المندب مرورا بمضيق هرمز الى العراق وسوريا وجنوب لبنان ناهيك أن لم يكن لإيران دور في دولة إريتريا !

خروج الحوثيين من أوكارهم في مرتفعات اليمن وفرارهم نحو الحدود السعودية يبشر بأن المواجهات مع هذه الفئة الضالة سوف تحسم قريبا أن شاء الله وأن العمليات العسكرية التي باشرتها القوات اليمنية منذ شهرين يبدو أنها سوف تأتي أكلها قريبا مع كل الشكر والفخر والأعتزاز بأبطال الجيش العربي السعودي الذين أغلقوا على الحوثيين كل المنافذ للفرار من مواجهة الموت الذي بحثوا عنه بعد أن ضاق الشعب اليمني بكافة الوسائل للبحث عن السلم وحقن الدماء .


:: ختامـا ::

أرض المملكة العربية السعودية ومقدساتها وقيادتها وعلماؤها وشعبها
عزيزة وغالية على قلب كل يمني وقلب كل مسلم

نسأل الله ان يحفظ الوطن السعودي واليمن وبلاد المسلمين من كل شر وكل فتنة
وأن ينصرنا على من يعادينا ،،،



في حفظ الله ورعايته ،،،