|
مذكرات مغترب (قصص X قصص) محدث يومياً http://www2.0zz0.com/2009/11/10/09/988573781.jpg بسم الله الرحمن الرحيم إستكمالاً لما بدأ الإخوة هلالي و لكن و عقيل.........>>>من زمان والله عنكم...........في ذكر قصص و مواقف حصلت لهم ............أقدم لكم اليوم مذكرات مغترب و التي سوف تحدث يومياً.....و إن أردتم أن أزيد كمية القصص أبشر بسعدك: (1) قبل صعود الطائرة قرار السفر بحد ذاته ليس صعباً, وإنما الخلفيات التي تتبع هذا القرار صعبة !, أصدرت قرار الرحلة وأنا في مكتبي وبجواري كأس من الشاي الأخضر -الذي يعتبر من الموضات الصحية-,وبدأت في خوض غمار المشقة من تبعات ذلك القرار. وقبل السفر يعتبر الوقت متذبذب السرعة,فعندما ترقب اللحظة التي تحط فيها رحالك في البلد الذي تريد, تشعر بأن الوقت يسير ببطء شديد, وحينما تتذكر الكم الهائل من الأمتعة التي لم تجهزها بعد, تلاحظ السرعة الرهيبة التي يسير بها الوقت !. كانت الوجهة نحو كوالالمبور عاصمة ماليزيا الإسلامية, إحدى دول شرق آسيا, وتعتبر هذه الرحلة بالنسبة لي خارجة عن المألوف, لكونها أول رحلة لي خارج دول الخليج العربي, ولأنها من الرحلات النادرة التي أسافر بها بلا رفقة. في مجتمعنا لم يعد السفر يحمل الهالة الكبيرة التي كانت تلازمه في السابق, فلعل العولمة أسقطت هذه المخاوف لكون العالم لم يعد مجهولاً, فلقد كان سفري ممهدا بالنسبة لأفراد عائلتي ولم أجد تلك المخاوف التي كنت أتوقعها, ومع هذا وجدت من إنكباب كثيف لعدد ضخم من النصائح والتوجيهات, ابتداءً من أمور المأكل والمشرب والملبس وانتهاء بالأمور القانونية والدولية!, فمن العجائب أنني وجدت من الأخوة من قدم لي نصائحاً وإرشادات حول البلد الذي أريد وهو لم يخرج ولو لمرة واحدة خارج حدود وطنه!, وهذه من الخدمات التي توفرها اليوم الكتب والمواقع الإلكترونية التي تتحدث عما تريد من دول العالم, يذكر أحد الكتاب أن أحد سائقي الأجرة كان يدور في شارع من شوارع نيويورك فطلب منه الراكب أن يمر بمنطقة معينة, قال السائق: إنها بعيدة جدا عنا, رد عليه الراكب الذي وصل لأول مرة بل هذه المنطقة التي نحن فيها الآن وذلك المبنى على اليمين هو مقصدنا, وبجواره كذا ويبعد عن المبنى الآخر بمسافة كذا ! والسائق النيويوركي ذاهل ومستغرب لمعرفة المسافر للمدينة التي يدّعي أنه غريب عنها, ويصلها لأول مرة!, والسبب قراءة طويلة بالمواقف والمواطن والأحداث, فما كانت الزيارة إلا تأكيدا لما اختزنت ذاكرته من صور ذهنية ومرئية كانت مقروءة. لعل من الأمور التي يحسب لها المسافر عدة حسابات هي لحظة الوداع, وأنا شخصيا من النوع الذي يتحاشى هذه اللحظات قدر الإمكان, أذكر أن والدي حفظه الله كان إذا أراد السفر نأتيه ونحن صغار, فننكب عليه بالعناق والتقبيل وهو يردد : لا .. لا أحب التوديع !, برغم هذا المزاج إلا أن المرء يُغلب على أمره مع من يحب, فلقد اتصل بي صديقي سامي وطلب مني الموافقة لدعوة بعض الأصدقاء كجلسة عشاء أخيرة قبل السفر, كنت بين أمرين أحلاهما مرُ!, بين الإجابة لما لا أحبذ أو رد دعوة كريم!, فاستكبرت الثانية وقبلة الدعوة. كان اللقاء ظريفا بحكم نوعية الجلسة حيث كانت خلوية, تناولنا فيها عدداً من الأحاديث التي يصعب تحديدها في إطار واحد!, وكان كل من أراد الذهاب استأذن من الحضور وعانقني وأوصاني ثم رحل, كانت جلسة جميلة بكل ما تعنيه الكلمة, حوت الكم الكبير من الحميمية والألفة مع السمر وشيء من الضحك. وفي صباح يوم الرحيل استيقظت وإذا بالحمى قد تسربت إلى جسدي, وأخذت بي كل مأخذ, بدأت أعد الدقائق واللحظات,فزيادة على الامتحان البدني بدأت بالامتحان النفسي فموعد الحضور للمطار كان في الثامنة والنصف مساء, كنت قد وضعت ثلاث حقائب,اثنتان للشحن وواحدة يدوية تحوي الحاسوب المحمول, وبعض الكتب لأتسلى بها في الطائرة, فمع أذان الظهر تم الإعلان في كافة أرجاء المنزل بأنه تم الدمج بين حقيبتي الملابس لتصبح واحدة!, وكان هذا الخبر سارا بالنسبة لي, لأنني لا استبعد أن أحمل هذه الحقائب في حالة عدم سلوكي الطريق السليم داخل المطار!. في الساعة الثانية ظهرا وصلني اتصال من صديق آخر, كان الأخ عمر حيث طلب حضور لقاء مع مجموعة من الإخوة قبيل صلاة العشاء, ولأن الوقت سيزاحمني ودعت أهلي, وحملت أمتعتي في سيارة صاحبي وانطلقنا لمكان اللقاء, حضرت وأنا لابس اللباس الأعجمي, وقد كنت متأكداً بأنه سيكون مثار سخريتهم!, ولا بأس بأن نكون محل سخرية إخواننا بعض الوقت!,أمتد اللقاء إلى نصف الساعة تقريباً, حرصت ألا يكون اللقاء جادا, فتبادلنا عدد من الطرائف والمواقف, كانوا يتسامرون ويتبادلون الأحاديث وأنا أنظر إليهم وأقول في نفسي ربما يكون هذا آخر لقاء لك مع هذه الصحبة الطيبة!, وجدت في نفسي وهجاً كادت أن تظهر منه عبرتي غير أني كتمتها كما كتمت ألم الحمى!. |
ما شاء الله بدياه طيبه ومشوقه متابع لك اخي الكريم |
مبــدع و الله يعطيك العافيهـ ,, برايفت لك لاهنت لاعاد تكتب بالفصحى ,, خلهـا عامي افضل |
سجل ثالث واحد متابع لك اخوي ننتظرك والله بفارغ الصبر ومشكوووووووووووووووووور |
جميل ، يعطيك العافية يالغالي والله يوفقك يدراستك .. |
يالله عجل كمل :d فـي انـتـظـارك :yes: |
يالله كمل خل نستمتع بمواقفكم يالمغتربين :d |
آحد المتابـ ع ـين لـكـ وشوقتنـي ان اضع تجربتي انا ايضآآ,,, |
الله يعافيكم.........و ترى ردودكم ذي مشجعة بشكل غير متوقع |
**فوق السحاب** كثير من الأفكار التي لا ننجح في تطبيقها غالبا ما يكون السبب من وراء ذلك هو أننا ألبسناها مشاعرنا وحالتنا النفسية التي كانت خلال فترة التفكير, أذكر أن دكتورا أعرفه تعرض للتوقيف لقطعه إشارة المرور,ففي لحظة ما أمروه بالركوب معهم خطر بباله فكرة معينة, وهي أن يأخذ كتاباً من سيارته ويستثمر فترة توقيفه –وكانت أربع وعشرين ساعة-بإفادة النزلاء الذين سيكون معهم بقراءة هذا الكتاب, فقد كانت الفكرة رائعة خلال التفكير, لأنه ألبسها مشاعره وحالته النفسية حيث كان يتوقع أنهم سيكونون محبي للفائدة واستثمار الوقت, ولكنه فوجئ بخلاف ذلك, ولم يستطع أن يطبق ما فكر به. وأنا وقعت في هذا الفخ الفكري, حيث أنني قد حملت في حقيبتي اليدوية مجموعة من الكتب لأستفيد منها فترة الانتظار قبل إقلاع الطائرة, فقد كانت هذه الفكرة جداً رائعة يوم ما كنت في منزلي, وأمام جهاز التكييف, مقبلا بوجهي على مكتبتي الخاصة!, ولكنها لم تكن قابلة للتطبيق لحظة الواقع!, فقد كان ذهني على غير ما أحسب من الصفاء والارتياح,فقد كان عامرا بالتشويش والضجيج, لحظات لاهبة انتظر فيها الطائرة, وأتألم لفراق الأهل, وأفكر بالبلد الذي سأصل إليه, والمدة الطويلة التي سأكون فيها بين السماء والأرض, كل هذا لم أحسب له الحساب لحظة حضور هذه الفكرة, ولهذا استبدلتها بجلسات الاسترخاء والعبث بجهاز الجوال كما يصنع باقي المسافرين العرب!. أخيرا .. صعدت إلى الطائرة وأنا ثقيل الكاهل بثلاثة أحمال, حقيبة الملابس, والجهاز المحمول, والثالثة (حمى) من الحجم العائلي!. وسط الطائرة لا حضت كثرة الأسر الخليجية وقد ترقبت مشهدا لم يحدث,ذلك الذي ذكره العشماوي في أحدى قصائده, حيث يذكر أنه رأى فتاة خليجية خلعت لباس الحشمة بعدما أقلعت الطائرة إلى بلد غير إسلامي!, وكان من ابياته: من أين أنتِ ، أأنجبتْك رُبا *** خُضرٌ ، فأنتِ الزَّهر والوردُ ؟ من أينَ أنت، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي – لهفةً – تعدو قالتْ ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغْري ، وفي كلماتها جِدُّ : عربيةٌ ، حرِّيَّتي جعلتْ *** مني فتاةً مالهانِـدُّ أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَتْ *** لي فرصةٌ ، بالنفس أعتـدُّ عربيّةٌ، فسألتُ : مسلمةٌ ؟*** قالتْ : نعم ، ولخالقي الحمدُ فسألْتُها ، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقْدُ : من أينَ هذا الزِّيُّ ؟ ما عرفَتْ *** أرضُالحجاز ، ولا رأتْ نجدُ هذا التبذُّلُ ، يا محدِّثتي *** سَهْمٌ من الإلحادِمرتدُّ فتنمَّرتْ ثم انثنتْ صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبْدُ قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدُّ فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي - : *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدىوالفسقُ والصَّدُّ والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُحدُّ ولكني الحمد لله لم أجد ذلك المشهد!, كانت الطائرة تحمل النقائض بين مشارب البشر, فلقد وجدت الوثنيين, ووجد عصبة من أهل الخير طهروا الطائرة بأريجهم , كانوا قرابة العشر رجال من حملة الدكتوراه من كلية الشريعة وأصول الدين, بتوفيق الله لي كان مقعدي بجوارهم, ودارت بيننا عدد من الأحاديث الممتعة, حتى إذا أتى وقت صلاة الفجر قام أحدهم وأذن, وأمرنا بأن نصلي على شكل جماعات مترادفة لعدم اتساع المكان, قد أقرأ في عيون بعض الشباب أصحاب (الجنز) التحرج من الصلاة جماعة أمام الناس, ولكنهم تشجعوا مع أهل الخير, صلى بنا الإمام وقد قرأ في الركعة الأولى سورة الماعون, وفي الثانية الناس-خففها حتى يتسى الصلاة للذين هم بعدنا-لم أجد في حياتي ذلك الأثر الذي وقع في قلبي في تلك الصلاة, بين السماء والأرض, وإلى بلد لا تعرفه, يالعظم الحاجة إلى رحمة ربي. كانت تلك الرحلة درساً عملياً لي في أهمية الصحبة الصالحة, أحب الصالحين ولست منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ** ولو كنا سواء في البضاعة |
سؤال: إن لم يعجبكم الجزء هذا أخبروني لأضع الجزء الذي بعده |
يا شيخ كمل وليرحم لي والدي والديكـ..:mad:<<<<<<<<<<<<<<<<< تراه يهدد ويترجأ بنفس الوقت..:s2::s2: تصدق وانا انزل ادور الصفحه الثانيه ما فيه شي من القهر صكيت الاب توب بطراااق وطاح من المكتب بس الحمدلله جت سليمهـ..:laugh::laugh: كلامك متعه وكمل اي جزء تبي عشان كتابك خوقآآق..:wub::wub: |
^^^^^^^^^^^أجل سليمة.........سليمة المرة الذي أما ألي بعدها أخاف يتشرشح قطعةً تتلو الأخرى>>>>اللغة الفصحى مقطعته يشكر مرورك يا الغالي |
http://www2.0zz0.com/2009/11/10/09/988573781.jpg التصميييم اعجني جدا خخخخخ :d الله يرجعك لاهلك سالم ويوفقك ان شاء الله .. (f) << الله يذكر ايام وردة بالخير خخخ :( |
الله يوفقك آن شـآء الله ويحقق مبتغـآك يــآرب ويجمعك بأهلك قريب ان شاء الله صرآحة آسلوب ممتع وعذب في نفس الوقت الله يقويك <<<<<<<< متــآبع بعمق:d |
إقتباس:
مــتــابع مـعـاك وبــقــوهـ :ba: |
السلام عليكم.......اسبيحكم عذراً بأن أقص لكم هذا الموقف باللهجة العامية: موقف محرج مرة من المرات كنت راجع أنا وخويي،في الليل.......المهم، الساعة وحدة بالليل و الناس نايمة و حنا مالنا خلق نطبخ>>>الله اكبر يالشيف:s2: مرينا ماك (24ساعة) و أخذناه سفري.....المهم، يوم رجعنا البيت قلت لخويي رح ونا بشوف البريد. ونا بطريقي للبريد كنت دايخ>>>>رجولي ألي يشوفها يقول ما فيها بنزين من الدوخة شفت البريد و رحت للشقة>>>>>الشقة رقمها 41.......و أركب المصعد واضغط على رقم الدور وصلت لدورنا....و أروح للشقة ونا منهد حيلي و دايخ... و أطق الباب.......رن ررررررن رنن رنننين رنتات ...و الله محد رد علي و أضغط الجرس للمرة عشرين.........و أخيراً أنفتح الباب...........بسم الله وش ذا الي قدامي..زوج و حرمته طالعين لي _قاعدين يناظروني مستغربين _وت دو يو ونت _أناظرهم بإستغراب و اقول بنفسي:حلوة ذي شقتي....يله ذف أنت وياها _أنا ما زلت أناظرهم _يرد علي بصوت عالي:وت دويو ونت _بصوت واثق من نفسه: ذس از ماي هوم _يرد علي بثقة زايدة: ذس روم نمبر 14 ....الترجمة:الشقة ذي رقمها 14 _أطالع باب الشقة......>>>>آآآآآآ آ سوري..........ركضت لم المصعد......ركض الحمار الي توه طالع من بطن أمه. أتكلم مع نفسي: وش جابني للدور الثاني ونا بالرابع و الله يوم طلعت من المصعد....ونا مفتح عيونا>>>زي الصقر>>>لا تتقطع:d أروح لم الشقة....و أدخل يسألني خويي ليه تأخرت؟بعدين قلتله القصة و ما فيها بعدها يا هو أستقعد علي........لكن خليته يعقل و يهجد المهم.....يا شباب.....تعليقكم على القصة ورايكم فيها.....و بكره أببدأ الجزء الثاني إن شاء الله |
ماشاء الله اسلوبكـ بالفصحى جداً رااائع,, واااصل ابدداعكـ,,, الله يوفقكـ ويرجعكـ بالسلامة,s13s, |
ذكرتني بخـآلي :cry:..الله يرجعه بسسسلامـه ويرجع كل مغترب بالسسلامه ...:smilie47: بسس مرآآ ثانيه فتح عيوونك زين ..خخخخخ:s2: تحياتي ..:smilie47: |
ابدااااع الاسلوب روعه واصل ..~ |
آنت مبــدددددددع تكفــى قلنــآآ مره ثــآآنيه متى بتكــووون منزل المقطــع لآن موضــووعك صرآآحــه من اهتمــآآماتــي ,,, ربي يوفقك يالذيـــــب ,,, |
هههههههههههه القصه ذي ذكرتني بنفسي ولاكن انا كان باب الشقه مفتوح وروحت بالعشاء ةانادي على خويي يحظر الشاهي الى بحرمه تطلع تقلي خير ان شاء الله اي خدمه يابو (مترجم) قلت شقتي توكلي وانا اوري خويي القليل حيا مصدق اني اطلع وحضرك الشقه (مترجم) قالت هذي شقتي الشقه رقم 24 (مترجم) واني ابلع العافيه واقوله ذي مو 42 (مترجم) قالت لا(مترجم) واطلع شقتي وخويي يقولي فين العشاء علمته القصه ضحك الين بكاء والله وشربنا الشاهي بدون عشاء وجلس خوي يعلق علي اسبوع |
إقتباس:
إقتباس:
|
ماليزيا .. اللقاء الأولى " ألو .. يا شيخ سـ .. نحن أبناءكم الطلبة في ماليزيا لدينا بعض الأسئلة التي تهمنا.. الشيخ سـ ..: تفضلوا .. , بشرونا عن أحوالكم؟ … … (أنقطع الخط!!), ألو .. يا شيخ لدينا خلل في شبكة الهاتف. الشيخ سـ..: تفضلوا , كنت أنتظركم! …". من أروع الأمور التي يجدها المغترب في اتصالاته من الخارج ذلك الحس والرعاية من أهل العلم, وهذا الأمر يعد من الأسباب المعينة له. *** نزلت في مطار كوالالمبور وأنا متيقن بأنني سأقضي زمنا في متاهات المطار,لاحظت أن هذا الشعور كان مكشوفا لدى الأخوة العرب, فكل من قابلني إما أن يسألني أين الطريق؟!, أو يعرض علي خدمته في الإرشاد, بتوفيق الله وصلت الفندق في غضون أربع ساعات من نزولي من الطائرة فقط!. أثناء مسيري عبر سيارة الأجرة كان يجول في فكري خواطر حول هذه اللغة الإنجليزية التي جابت أطراف الكون!, فاللغة ليست أسلوب تواصل فحسب, بل هي روح للحضارة!, فالحضارة الغربية حتى المسلمون ساهموا في ترويجها -وللأسف- وذلك من خلال بسط نفوذها وإعطائها أكبر من الحد الذي تستحقه, هذا ما يلحظه كل من يدخل دولة ذات أغلبية مسلمة مثل ماليزيا!, ومن السذاجة أن نبرر ذلك بأن الإنجليزية هي اللغة الأولى تداولا في العالم, لقد نشر الإنجليزي لغتهم بالإصرار والمثابرة, حتى هذا التاريخ لا زالت بريطانيا تخيّر المتقدم للتجنيد الإلزامي بين العمل في الجيش أو الإيفاد لتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها في الخارج!, وهذا دليل بحد ذاته على أن هذه العالمية لم تنطلق من النفوذ العسكري أو اليورو والدولار فقط , إذا سلمّنا بأن هناك جزء من المسلمين بحاجة إلى تعلم اللغة الأجنبية, ليس معنى ذلك أن نضاعف هذه الحاجة من خلال جعل بلاد المسلمين تعج باللوحات الإنجليزية!. …. دولة ماليزيا بصفتها دولة سياحية تجد شعبها مرح ومحب للتداخل مع السياح والزائرين وتبادل الحديث معهم, وأكثر شريحتين تحظى بالقبول هم الغرب والعرب!, فإعجاب الماليزيين بالغرب والنهضة المادية ولّد لهم حب الاحتكاك بالغرب, وعاطفتهم الدينية ولّدت لهم حب العرب والسعوديين على وجه الخصوص. سألني سائق الأجرة عن بلدي فطلبت منه التخمين!, فقال هل أنت باكستاني؟!, أما مُدرستي ذات الأصول الصينية فقد كانت أكثر منه فطنة حيث خمّنت بأنني من أهل اليمن!. إن القادم لماليزيا يلاحظ عددا من المعالم الإسلامية, فهي من الدول التي دخلها الإسلام عن طريق التجارة,والشعائر الإسلامية محترمة في ماليزيا كلها, والأذان يُسمع فيها, حتى البوذيين والهندوس في ماليزيا يحترمون الشعائر الإسلامية ويعرفونها, فقد تعايشوا فيما بينهم على ذلك,أذكر أن بعض الهندوس والبوذيين كانوا يهنئوننا بقدوم شهر رمضان المبارك. ففي أيامي الأولى في ماليزيا لاحظت ظاهرة غريبة في المساجد, وهي وجود مكان مخصص للوزر (الإزار), فالداخل للمسجد يتجه للوضوء, ويخلع سراويله ويبدلها بالإزار!, وبعد فترة عرفتُ أن منشأ هذه العادة كانت من إخواننا الحضارمة التجار الذين أدخلوا الإسلام لهذه البلاد, حيث أنهم كانوا يتناولون القات (التخزين) وهو مسبب لنزول المذي, فعندما يذهبون إلى المسجد يخلعون سراويلهم ويلبسون الإزار حتى يؤدوا الصلاة بملابس طاهرة, وعلى أثرهم أصبح الماليزيون يفعلون ذلك عند كل صلاة مع أنهم لا يتناولون القات!. وعندما تناقش بعضهم في هذا الأمر وتبين لهم منشأ العادة وأنها كانت متعلقة بسبب وقد زال, فيقولون: ونحن كذلك نختلط في الشارع مع البوذيين وهم نجس ولا بد أن نغير ملابسنا قبل الصلاة. *** من أعجب الأشياء وأمتعها في الغربة هي سرعة التعرف على العرب, فأي عربي تجده في الشارع ليس مستبعدا أن يصرّ على دفع الحساب بدلا عنك!, وكذلك إن أردت بتر أي علاقة تصلك بشخص فكل ما تفعله هو أن تحذف اسمه من قائمة هاتفك!,وهذا الأمر قد يتعذر في بلادنا, فمن الملاحظ أننا ندفع ضريبة علاقات قد تضرنا ولا تنفعنا!, قابلت في الأيام الأولى.. سعود الجميعي: ابن القرية .. الذي لا يعرف مدينة غير مكة المكرمة التي تبعد عن قريتهم قرابة 30 كيلا, يدرس الماجستير ويعطي كل من قابله دروساً في الوفاء من خلال سلوكه الفطري. عيسى القحطاني: ذو الـ 19 عام, من أهل جدة.. عاشق لكرة القدم وخصوصا حينما يدخل فريق النصر السعودي في الموضوع!, وهو من أعجب من رأيت في سرعة التداخل مع الناس, تُسلم عليه في اليوم الأول, وتفاجأ من الغد بأنه يربّت على كتفك (من شدة الألفة)!, حضر للدراسة هنا ورجع إلى أهله بعد شهر واحد متراجعا عن قراره, ولكنه عاد لماليزيا مرة أخرى بعد إصرار والده. عبد الكريم حسن: من السودان, ويحضر الدكتوراه في الفنون التشكيلية,وهو ذو عقلية سياسية بحتة, في كل لقاء يسب أثنين: جمال عبد الناصر والأخوان المسلمين!. عبد الرحمن السالم: مدرس تربية إسلامية, وكثير السفر لأمريكا للسياحة, من مواليد جدة وعاش في المنطقة الشرقية, فأصبح يمتلك لهجة ساحرة تجمع بين حلاوة الكلمات الحجازية وبين نبرة الشرقية الرقيقة!. أكثر من لاحظت من الجاليات هم أهل إيران وليبيا واليمن. وغالب الإيرانيين المتواجدين هنا, هم من الفارين من قهر حكومتهم, ويعيشون هنا, ويمارسون التجارة, ولا يفكرون في العودة لبلادهم!. أما اليمنيين فهم كثر لتواصلهم مع المد الحضرمي في البلاد, ولأن ماليزيا من الدول ذات الألوية لدى حكومتهم في البعثات الدراسية, وأكثر الذين قابلت من الدارسين على حسابهم الخاص. أذكر أنني مصادفة قابلت أحد الليبيين في القطار لبضع دقائق, دار الحديث حول قضية جيرانهم الجزائريين والهجرة إلى فرنسا, لأنني كنت أحمل تصورا سابقا عن الشعب الجزائري, وقد ذكر لي الأخ بأن الجزائري يتخيل بأن الثراء الذي يحلم به لن يكون إلا في فرنسا, فيهاجر كثير منهم عبر طرق غير نظامية, ويبقون هناك بلا سبلٍ للحياة غير الإجرام وعمليات النهب التي ينظمونها على شكل عصابات! *** أول ما وصلت إلى هنا آمنت بأنني أمام عدة تحديات .. وأول ما صادفت منها هي الوحدة!, ففي الأيام الأولى كدت أفقد عقلي من شدة الوحدة!, قضيت على كل الكتب التي أتيت بها من بلدي خلال الأسبوع الأول!, وصلت بي الحال أن أقرأ المقطع مرتين أخشى أن ينتهي الكتاب ولا أجد شيئا يؤانسني!, فماليزيا كلها تنام بعد العاشرة ليلاً, ويبقى العربي (سماحتي) وحيدا لأنه لم يعتد النوم مبكرا!. وكان التحدي الآخر .. هو الطعام !, حيث فقدت أربع كيلوغرامات خلال الأيام الأولى!,فطبيعة الأكل لدى الماليزيين غير مناسبة للعرب, والمصيبة أنني نسيت أن أتعلم الطبخ قبل مجيئي!, ولكن لا صعب مع الإصرار!, بدأت في الشاي والمحاولة ناجحة من المرة الأولى, وثم انتقلت إلى طبخ (الشكشوكة)!, وفي المرة الأولى صنعت شيئا قريباً منها لكنه ليس شكشوكة!,وتنفست الصعداء عندما أتقنها في المرة الثالثة, بعد ذلك -ولأنني مكره لا بطل- كانت الشكشوكة هي الأكلة الرئيسية على مدار الأيام!!, أصبحت الحياة عندي عبارة عن شكشوكة!, شكشوكة مع الشاي, شكشوكة مع العصير, … إلخ. من الدروس التي تعلمتها في المطبخ (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)!, فإذا لم تغسل أطباق طعامك اليوم فإن في الغد كارثة تنتظرك!, ولا أقل من أن تغمرها بالماء حتى يسهل غسلها في الغد!, وعرفت أن دروس القراءة التي كنا نأخذها في المرحلة الابتدائية لم تكن على قدر كبير من الصحة يوم وضعت قدر الأب في كده بالنهار, وقدر الأم في حنانها وسهرها إذا مرضنا فقط, فلو كان الذي كتب ذلك الدرس قد جرب عناء الطبخ وغسل الصحون لغيّر من كلامه وبدّل!. *** بعد ذلك بأسبوعين بدأت دراستي, وخلال تلك الفترة انتقلت لسكن آخر, كانت تلك من أروع الأيام بالنسبة لي, حيث شعرت بأنني للتو بدأت رحلتي, أستيقظ في الصباح على أصوات المآذن, وأتناول الإفطار بجوار نافذة الصالة التي تطل من الدور التاسع على الجبال الخضراء حيث تغطي نصفها السحب, وأتوجه إلى مقر دراستي عبر القطار الكهربائي الحديث وأنا أحمل حقيبة الكتب على ظهري مع الأمبريله (ليت المجمع اللغوي يسعفنا!) -المظلة التي تقي من المطر-, لأنني على موعد من رذاذ المطر في كل يوم !, وفي طريقي أسير عبر الجسر لأعبر النهر الذي يعترض طريقي!, لم أكن أتصور أن الفتى النجدي (أيضا سماحتي), ابن نجد والصحراء القاحلة سيقضي وقتا من عمره بطبيعة خلابة كهذه, فسبحان مغير الأحوال!. *** بعد ذلك عشت شهر رمضان المبارك بلا تلك الروح كنت أجدها في مساجد وشوارع الرياض!, لا شيء سوى صلاة التراويح التي كنت أصليها ويصليها أكثر العرب هنا في المستشار الإسلامي, وهو مركز دعوي إسلامي تابع للسفارات السعودية في عدد من دول العالم- والحقيقة أنه موطن فخر لكل سعودي-أقابل فيه عدداً من سفراء الدول الخليجية والعربية!. لم يتغير وقت الدراسة في رمضان عن غيره, ولم يكن فيه إجازة ولو ليوم واحد, وبعد ذلك أتى العيد والذي فقدت فيه كثير من المشاعر التي أعتدت عليها, فبعد صلاة العيد والسلام على الأخوة المسلمين عدت إلى سكني, ومر الصباح وأنا أردد قول المتنبي: عيد بأي حال قد عدت يا عيد … بما مضى أم لأمر فيه تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم … فليت دونك بيدا دونها بيد ,,, بما أنك وصلت إلى هذا الحد من قراءة المذكرة فلابد أنك تتحلى بقدر لابأس به من الصبر على تحمل قراءة مالا يستحق القراءة .. أشكرك مرة أخرى. تعبتوا.......أنا أيضاً.........هل من الممكن التعليقات الكثيرة>>>ما شبع:d |
إقتباس:
والله اني احن للوطن مع ان اخبارهم تجيني اول باول واخبار الحوثيين لعنهم الله |
: رآئـع , رآئع لـ حد الثمآله ! إنسجمـت إنسجــآآآآم عجيب .. تمنيت أني لم أنتبه لـ موضوعكـ إلآ بعد إنتهآئكـ من كتآبة مذكرآتــكـ عشت جوًّآ آخـــــر معهآ ~ أتمنّــى منكـ أخي , أن تدمج أجـزآء في رد وآحـد حتى يتسنّـى لـ الجميع الإستمتـآع بأكبر قدر ممكـن منهآ لغتكـ الفصحـى رآئعه , أفكآركـ مترآبطه وصفكـ لـ الحدث و تفصيلكـ فيه إبــدآع آخر ~ أسأل الله أن يوفقكـ , وجميع المبتعثين وأن يردكم إلى الوطن , وإلى آهآليكم سآلمين غآنميــن بشهآدات نفتخـر بهآ جميعًـآآ .. ننـتظر بآقي المذكرآت لآ تطيـــل علينآ أخي : |
إبـــدآآآع هي تلــكـ كلـ م ــآآآتــك وحــرووفـــك ,,, آدخــــل معــهـآآآ جــو ثــآآآنـــي ,,, مــآتصــدق لو اقــولك دخلـت من الجامعــه صليـت وجيـت لصفحتــك آشـــوووف الجديــد هنــآآآآ ,,, دآآوم على الكتآآآآبـــه فآسلـــوووبك له رونــق خـآآآـص ,,, بآنتظـــآآآـر بــآآآقـي الاجزآآء ,,, لك من آخـــيك كل التـ ح ـيه والتقديـــر والدعــآآآء ,,, |
:ranting: كمل والله اندمجت بالسالفه <<<بررررراا في اتزاار قدييدك |
اسلوووب راااائع الله يعطيك العافيه عجل علينا انسجمت معها ياليت تحط الباقي كله في رد واحد |
إقتباس:
إقتباس:
إقتباس:
إقتباس:
|
وااااااااااصل اسلوووبكـ شي ماشاء الله,, متاااااااااااابعين ,,,:) |
وااااااااااااااااااو مااجمل ماخط قلمك اخي العزيز روعه فالاسلوب ..تميز في سرد الحدث...جذب للقرأه اعتذر لتأخري عن الرد لموضوعك كما اعتذر اني لست من المغتربين ولم اجرب معاناتك ولكن قد جربت جزء بسيط منها في سفر من دون اهلي ولكن مااصعبه:cry: الله يكون بعونك إقتباس:
|
ا لوطن .. شوق متأخر ! أعتذر لكم لأقول بأنه آخر جزء....كانت القصائد الوطنية –في سابق أمري- من المواضيع التي لا أفهمها في كتب الأدب!, أعرف الوجد والخمريات والغزل …, كلها أشياء محسوسة يمكن أن يُكتب بها ويُتوجّد عليها, حتى ولو كانت أمورا تافهة!, لكن الوطن لم أقتنع قناعة تامة بأن هناك شعور وعاطفة تحن للتراب أو الصخر أو الشوارع والأبنية الصماء !!, قد تُذكر عرضا كما عرّض بها قيس ابن الملوح في قوله: أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا و ما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا وكان كل ما أعرفه عما يملأ الصحف اليومية من نثر وشعر وطني أنه ضرب من ضروب التسول والتزلف!, وأن ما يكتبه الشعراء والأدباء المغتربون إنما هو لأبعاد سياسية بحتة !, كل هذه المفاهيم كنت اختزنها وإلى فترة قريبة , وبعدما أتيت إلى هنا حيث الغربة, استقبلني ذلك الشعور, وجدت في نفسي شوقا إلى الوطن, شوق ليس كشوق قيس بن الملوح وإنما شوق يجتذبني إلى حقيقة لا حسية ليس إلى شخص معين ولا إلى (جدار معين)!!,أو نظام معين, إنما إلى لا شيء … !! أرضي .. وطني .. مداي .. نطاقي .. وكل ما ينتسب إلى هذا الأمر من شخصيات وعادات وأجواء وأشياء!, أحن للوطن كلما رأيت الماليزيين يتحدثون عن ماليزيا, وكلما تحدث الأوربيين عن أوربا (وما أكثرهم هنا) !!, بدأت أعيد وجهة نظري حول كل ما أنكره في وطني, انظر إليه بعين غير العين التي كنت أنظر فيها, بدأت أفهم معنى الشوق للوطن والحنين لثراه: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها أذكر أن أحد الأصدقاء كان يصرف جل أحاديثه حول السلبيات التي في وطنه!, ولم أسمعه يعترف بميزة لوطنه طول معرفتي به!, وفقدته فترة من الزمن حيث كان يدرس في الخارج وكان هذا الخروج الأول له خارج الحدود, وبعدها بفترة قدر الله لنا أن نلتقي فكان ثلاثة أرباع حديثه حول محاسن وطننا والنعم التي ننعم بها, فسألته على شكل مداعبة: لم أعهدك مداحاً للوطن هل تعرضت لإغراء معين؟!!, فأجابني بأن أكبر إغراء تعرض له هو معرفته لقيمة بلده بعدما رأى غيرها!, وهذا جزء مما يجده المغترب. كانت المرحلة الثالثة بالنسبة لي في الغربة هي مرحلة التأقلم , حيث تجاوزت مرحلة الاستنكار ومرحلة التعرّف, فقد وجدت في نفسي الكثير من التأثر في أساليب البيئة المحيطة, فقد نسيت عادة السهر ليلاً!, هذه العادة التي كثيرا ما يُعرف بها العرب!, ولعل من أسباب ذلك هو مناخ المنطقة, فجزيرة العرب من المناطق الحارة فلا تحلو أجواؤها إلا في الليل, حيث يستمتع أهلها بهبوب النسمات العليلة ليلا, وفي هذا فسحة لهم لجلسات السمر والقراءة ونحوها, أما أصحاب المناطق المعتدلة جواً فهم يثمنون أوقات النهار لأنهم يشاهدون فيها الخضرة والأنهار والأجواء الممتعة, ولا يكون لهم في الليل سوى النوم, وكان من العادات التي وجدتها هنا حب النظام والسير على وتيرة واحدة , وصل بهم هذا الحب إلى حد الغباء, فلا تستبعد أن ترى في مركز التسوق طابورا طويلا يمتد عند أحد النوافذ, وفي جواره نافذتين فارغتين بلا أي زحام!!, حيث يستطيع القادم أن يدفع حسابه مباشرة دون انتظار!!, وكثيرا ما تجد عند إشارة المرور طابور السيارات ممتدا على خط واحد بينما المسار المجاور بنفس الاتجاه فارغ تماماً!!, وكثيرا ما يكون التنظيم والترتيب أداة تقدم فلم أتضايق من دخان السجائر كما كنت أجده في مجمعات الرياض!, فهنا لا يُتصور بأنك ستشم رائحة الدخان داخل أي مبنى!, الأسواق والفنادق والدوائر الحكومية !, حتى في سيارة الأجرة لا يستطيع السائق أن يشعل سيجارته وأنت معه, وما أسوأ هذا الدخان الذي أتلف الصحة والمال, ولم تستطع الشعوب المسلمة أن تتغلب عليه , فمن المؤسف أن تذكر الدراسات أن أكبر نسبة مدخنين بين الشباب في العالم هم في دولة عربية (الأردن)! *** وفي هذه المرحلة أيضا كنت أكثر توغلا في ثقافة الشعب وعاداتهم, حيث منحني التقدم في اللغة فرصة أكبر, وقد تجاوزت تلك المواقف المحرجة التي كنت أرتكبها على شكل شبه يومي مع الباعة والسائقين وغيرهم .. , أفهم من لغة أجسادهم وأبني على أساس ذلك ردة فعلي, وكثيرا ما تخونني فطنتي!, فلا استنكر سماعي لضحكات الموظفين وأنا خارج من المحل!!, ولا ألقي عليهم باللائمة حيث أني مقتنع بأن تصرفي فعلا كان غير ذكي !, ففي انعدام اللغة تتبين قدرة الإنسان على التعبير بالفطنة والذكاء, حدثني أحد أقاربي أنه دار بينه وبين أحد مدرسي اللغة في بريطانيا نقاش حام حول البعث, حيث أن الأخير كان يسخر من عقيدة البعث بعد الموت أمام الطلاب, وكان صاحبنا في الأسبوع الأول من الدراسة, بمعنى آخر لا يستطيع أن ينطق إلا بكلمتي (Yes \ No) وقد فهم مضمون كلام المعلم, وطلب من المعلم أن يسمح له بأن يرد على وجهة نظره عبر لغة الإشارة!!, فأجابه المعلم بالقبول وحدد موعدا بعد نهاية المحاضرة, وفعلا استطاع أن يشرح له عبر الورقة والقلم أغلب ما كان يريد قوله, وفي الغد فاجأ المعلمُ الطلاب وهو يعلن اعتذاره مضمنا بثنائه على ذكاء التلميذ في إيصال الفكرة, ومثل هذه المواقف تحدث حينما تثار حفيظة المرء وهو لا يملك اللغة المناسبة. في إجازة نهاية الأسبوع عرض علي أحد الأصدقاء مرافقته في نزهة صباحية, فذهبنا مع الصباح الباكر إلى قرية بعيدة يذكر أنه يعرف شيخا مسنا يسكن فيها اسمه عبد الله عبد الغفور, وكان يتحدث عن كرم خلقه ورقة أسلوبه, وجمال الطبيعة المحيطة به, فوصلنا إلى منزل هذا الرجل عبر طريق شديد التعرج في منطقة شبه نائية, ونزلنا من السيارة فإذا بنا نسمع صوت الترحيب من بعيد إذ عرف سيارة صاحبي, أول ما فاجأنا -غير المنطقة النائية وافرة الشجر- قِدم البيت حيث كان بيتاً ريفياً يسع القادم أن يرى كل غرفه بلا أي حواجز, كان مبنيا من الأخشاب الطبيعية, عرفت فيما بعد أن هذا المسن هو الذي بناه بنفسه قبل ما يزيد على خمسين عاما, أقبل علينا من جهة الصوت رجل متوسط الطول عريض المنكبين , ذو لحية كثة غمرها البياض, تكتنز وجها أجعداً, وعينين غائرتين, وابتسامة مضيئة, كان يظهر من سحنته أنه ذا أصول هندية!, رحب بنا وعانق صاحبي, وكان لا يتحدث سوى لغة الماليزيين (الماليه) و اللغة الإنجليزي التي كانت لغة التواصل بيننا,طلبنا منه أن يأذن لنا بالتجول في مزرعته وبيته قبل أن يأذن لنا بالجلوس, فرحب بنا وأستأذن لصنع الشاي, وخرجت مع صاحبي للمزرعة, كانت المزرعة متباعدة الأطراف زاهية الخضرة, تحفها الأشجار باسقة الطول والتي تعتبر مصدر رزق لصاحبها, لندرتها وغلاء أثمانها, وعلى بعد مئة متر تقريبا حظيرة للأغنام مصنوعة من الخشب, لاحظت أن الأغنام لديهم تحمل سمات غير المعروفة لدينا في جزيرة العرب, وعلى بعد مئة متر أخرى نهر ماء نمير متدفق يشق المزرعة من منتصفها, كان المكان ساكنا عدا أصوات الأغنام ونغمة الماء الهادئة, تقدمنا أكثر فإذا بحارس الأغنام يشير مرحبا بنا من بعيد وعلى رأسه قبعة الخوص التي تقي من المطر, سرقنا الوقتُ سريعا في المزرعة حتى سمعنا بصوت صاحب الدار ينادينا للشاي, دخلنا فإذا بالجلسة مصنوعة هي الأخرى من الأخشاب الطبيعية, وقد قدم لنا الشاي وذكر أن أوراق الشاي طازجة حيث تُزرع قريبا من هنا, بدأ صاحبي بالحديث مع الرجل المسن عن آخر لقاء كان بينهما, أما أنا فأخذت أجول بنظري في أطراف المنزل, وقد شد انتباهي مكتبة عامرة في ركن من أركانه, فأخذني الفضول إلى سؤاله عن المكتبة وهل هي خاصة به ؟, فأجابني بـ"نعم", فدفعني ترحيبه إلى سؤاله مرة أخرى عن نوع الكتب التي يفضل ؟, حيث كان وجود المكتبة العامرة في مثل هذا المكان الريفي غالباً ما تكون متعلقة باهتمام ديني, فالكتب العلمية التطبيقية وكتب التسلية أبعد ما تكون عن الفقراء وأهل الأرياف, فكانت إجابته غير متوقعة حيث ذكر بأنها مجموعة من القصص المسلية!, بدت لي ابتسامته مشوبة بالصفرة من سؤالي الثاني, وكأنها رسالة بعدم الاسترسال بهذه الأسئلة , ولكن إجابته أثارت التناقضات في ذهني , فلم يكن هذا الذكاء الذي يظهر من هذا العجوز يوحي بأن كل هذه المكتبة لا تعدوا سوى كتب قصص للتسلية!, لم استطع أن أكبت فضولي فطرحت سؤالي الأخير لأجعله على مفترق الطرق, وسألته عن أفضل من يقرأ له من كتاب القصة؟!, لم أنتهي من إتمام سؤالي إلا وبه يقول (هاري بوتر) وينفجر بضحكة عالية وضحنا معه !!, لأن العالم كان في تلك الأيام يرقص طرباً لصدور العدد الأخير من قصص (هاري بوتر) التي غسلت أدمغة الشباب بخرافتها!, بعدها تغير مسار الحديث حيث وصل بنا إلى بعض القضايا السياسية التي لا يمل الناس من طرحها, وتسلسل الحديث إلى أن ذكر ذلك الرجل أن أكثر المشاكل السياسية الحالية تنطلق من مشكلات فقهية!, وبدأ يذكر بعض الأمثلة وذكر رأيا يتباه كثير من الماليزيين هنا ومن هم مفتونون بما يقوله الإعلام, حيث أنه يرى أن الأئمة الأربعة كانوا يسيرون على مسارات متنوعة يجتمعون فيها بمنهج واحد, ثم أتى شيخ الإسلام ابن تيمية وخرج عن منهج السلف بعدد من المسائل, وتبعه بعد ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب وسار بأبعد مما سار به ابن تيمية!, ومن عجائب قوله أنه يرى أن البيعة التي كانت بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب كانت مبنية على تسخير الدين لإخضاع الشعب بالقوة والسلاح!, أما أنا وصاحبي فقد فاجأنا صدور هذه الآراء من هذا الرجل الريفي, ولم نجد وسيلة لثنيه أو هز قناعته, فأشار لي خفية صاحبي أن هذا مضيعة للوقت ولعلنا أن نهدي له كتابا حول هذا الموضوع بما أنه محب للقراءة, عرض عليه صاحبي ذلك فعادة له لطافته ورحب بذلك, وقال صاحبي بأنه يملك كتابا يتحدث حول الشبهات المثارة حول دعوة الإمام محمد عبد الوهاب مع الرد عليها, بعد ذلك استأذنا وخرجنا من عنده وقد ودعنا بلطافته التي استقبلنا بها,وخرجت من عنده وأنا أقول في نفسي "ويريدني أن أصدق بأن مكتبته لا تحوي غير قصص للتسلية"!!, كان هذا النقاش جزء من كثير من النقاشات التي كثيرا ما تثار مع العرب في ماليزيا, فكارثة الإعلام والتغييب الفكري مصيبة أكبر مما نتصور!. و إن كمنتم تريدون السلسلة الثانية أبلغوني.........و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
كمل كمل ماشاءالله عليك والله انسجمت بسرعه لاهنت حمستنا هههههههههههه |
أنا متأسف لك.......السلسلة إنتهت........لكن إن أردتم السلسلة الثانية أبلوغني بأسرع وقت |
إي إي نبيهااا .. :ap: .. السلسلة الثانية ..؟؟؟!!!! >> لأيش إنتا تقرأ من كتاب ولا إيش .. :rg: |
في قوله تعالى (لا يسخر قوماً من قوم)^^^^^^^^^^^^^^ |
السلسلة الاولى جميلة وآسلوب شيق <<<<< في انتظارالسلسلة الثانية الله يعطيك العــآفية |
افااا يوم تحمست اعتذرت شوف يالطيب احنا متحمسين وبقوه اول ماصحيت من النوم ع طول دخلت عندك بشوف باقي القصه بس لو كنت مشغول بدراستك فأحنا بنوقف معاك وبعد الدراسه كملنا والله يوفقك ويرجعك للوطن في انتظارك |
إقتباس:
تراا انا لا أسخر ولا أستهبل .. إنت تقول السلسلة الثانية .. >> بس ودي أعرف إيش قصدك بالسلسلة الثانية ؟؟ يعني إنتا تقرأ من كتاب ولا إيش ؟؟ :s3s: |
إقتباس:
|
أخوي العزيز .. اسطورة العالم :smilie47: بكل صراحه .. و بدون أية مجامله :) موضوع متميز و رائع و ممتع بشكل لا يوصف :) أستمتعت بقراءة كافة الإجزاء في هذا الموضوع .. التي طرحتها أنت :smilie47: ما شاء الله تبارك الله .. تملك أسلوب شيق جداً .. و لغه غربيه فصحى .. سلسلسه و واضحه جداً :) .. موضوع يستحق القراءه .. و إدعوا الجميع إلى زيارة هذا الموضوع المتميز جداً .. اخي العزيز :smilie47: واصل في أستكمال هذه السلسله .. المتميزه و الرائعه .. و لا تتوقف :) و حبذا لو تضع لنا .. بين الحين و الآخر .. مواقفك الظريفه التي حصلت معك هناك في ماليزيا :d تملك قلماً رأئعاً و مميزاً للغايه .. ما أقول .. الا الله يوفقك في دراستك .. و ترجع لأهلك .. سالم غانم بأذن الله تحيتي و تقديري |
إقتباس:
إقتباس:
قوم .. مضمومة .. >>> تراني ما إختبرت لغة عربية الثلاثاء اللي راح .. :d ----------------------- وبصراحة آسف إدا كنت فهمتني غلط .. لأنو صراحة كتاباتك ما تخلي أحد يستهزئ عليك بيها .. متميز بصراحة .. ويديك الله ألف عافية .. s13s |
إقتباس:
افــآآآآ افـــآآآ ليش كذآآآ يالغـــلااـآآ ,,, والله انــي انتظــر حروفـك على احـر من الجمــر ,,, ع العمــوووم ربـي يوفقــك واذا ان الكتـآبـه تآثر على دراستك لا والله لا تكتـب ولكن اذا انهــا ماتآثر تكفـى هات المزيــد ,,, لك من اخــوك كل التحيـه والتقديــررر ,,, |
يب يب كمممممل تكفى والله عليك اسلوووب شيق جداً ماشاء الله بس على قوله ام متعب اذا مانعتك الدراااسه فـــ خذ راحتك لان الكتابه قلق والله يوفقك ان شالله :to: |
إقتباس:
إقتباس:
كملو ردود.......أرجو على كل من جاء هالصفحة انه يرد:s2: |
إقتباس:
|
قلمك راااااااااااااااااااااااااااااائع .. اسلوبك عذب .. يعجبني فيك تسلسل افكارك .. واستطرادك الجميل .. متابع لك وبقوه .. نحن بنتظار السلسله الثانيه والثالثة إن شاء الله .. :rose: الله يوفق كل مغترب ويرجع بالشهاده اللي هو يتمنا~~ |
ماشاء الله أسلوبك في اللغة العربية الفصحى رائع ننتظر المزيد من ابداعاتك |
كمل كمل دام عندك الاسبوع الجاي اجازه حط كل الاجزاء مره وحده ههههههههههههههههههه>>>>>>يتشرط خخخخخ والله اسلوبك شيق |
لآآآ :( كمل يرحم والديك نبي الجزء الثاني |
إقتباس:
إقتباس:
إقتباس:
|
ألــف ألـف مـبـروكـــ بسب حـصولك على شهـادة الـمـاجـسـتير :clapping: وبالتوفيق لك أخـوي يـعيني خلصن القصص :cry: :ba: :rose: :ba1: > كل ذولي لـك :yes: |
إقتباس:
لالا الحمدلله ...نجحت....لكن الذاكرة موجودة .....و إن شاء الله تشوف الزين. |
شــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــرا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـا شـــا الـــلـــه كــــــــــــــل هــــذي ردود / / الــــــــــــــــــردود اكـــــــــــــــيـــــــــد بـــــســــبـب مــوضــوع مــمــيـــز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ |
شوف انا قريت حقت السحآب والأولى ماشاء الله شيييييييييييق .. مررره الله يوفقك بدراسك |
يعطيك العـــافيه يامبدع والى الامام |
وش دعوه كمل كمل وان كان الديزل قاظي اعطيك بنزيم :d كمل لا اجي واخلي عيوني وعيونك اربع :d |
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ طيب........خلني أشوف أهلي بعدها البنزين فل عندي.. بس أنا أخبرها أذاني و أذانك أربع>>>>تصدق عاد أني متحمس للكتابة. |
مشااء الله عليك متى ناوي تنزل السلسله الثاانيه ياا خوي اشتقناا لقصصك |
| الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:19 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd