نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/f1/)
-   -   محمود الغزنوي.. روحٌ اتقدَتْ بحبِّ الإسلامِ (http://vb.alhilal.com/t832483.html)

hedaya 06/11/2009 11:50 AM

محمود الغزنوي.. روحٌ اتقدَتْ بحبِّ الإسلامِ
 
محمود الغزنوي (سيف الدولة)

عِندَمَا امْتَلأتْ رُوحُ (محمودٍ الغزنوي) بِحُبِ الإسلامِ اتقَدَتْ جَذوةُ الإيمانِ فِي فُؤادِهِ حَتى تَسامَت هِمَّتهُ لِيقضيَ جَلَّ عمرهِ فِي نَشرِ مَا آمنَ بِهِ، فهوَ وإن أجْحَفَ مُؤرِخُونا فِي ذِكرِ أمجادِهِ إلا أنّهم كَتَبوا عَنْهُ سِجِلاً بِالأمْجَادِ يَزْخَر وَبِالنورِ يسطر، وَسَيَظلُّ اسمَهُ لامِعَاً يَذكُرُهُ التارِيخُ بِأعْمَالِهِ وَبطولاتِهِ، كما سيذكرُهُ كُلَّ هندي مُسلِمٍ أوغَيرَ مُسلِمٍ باعتِبَارِهِ الرَّجُلَ الذي أسَّسَ بِشجَاعَتِهِ وَجُرْأتِهِ حُكمَاً إسلامِياً فِي الهندِ ظلَّ يَزدَهِرُ وَيقوى مِنْ بَعدِهِ عَلى يَدِ عِدَّةِ أسَرٍ نَحوَ ثمانيةِ قُرونٍ وَنِصفَ قَرنٍ حَتى انْطَوَتْ صَفحَتُهُ نِهائياً عَلَى يَدِ الإنجليزِ عام 1857م .

ولادته ونشأته

في مَدينةِ غَزنةَ الأفغانية أبْصَرَ محمودٌ النورَ لأولِ مَرةٍ سَنَةَ 375هـ / 967م، وارْتَقَى أبُوهُ عَرشَ المُلكِ وَهوَ صَغيرٌ لَمْ يَتعدََ العَاشِرةَ مِن عُمُرِهِ، فَشَبَّ وَاكتَمَلَ شَبَابه فِي رِعايةِ أبيهِ، وَأتيحَ لَهُ أنْ يُشارِكَ فِي الحُرُوبِ الكثيرةِ التِي خَاضَهَا أبُوهُ حتى اشتَهَر أمرُهُ وَسمّيَ سَيفُ الدولةِ، كَمَا لُقِّبَ أباهُ بناصرِ الدولةِ.

وَلمَّا تُوفِيَ وَالِدَهُ، عَهِدَ بِالمُلكِ لأخيهِ الأصغر إسماعيل، غَيرَ أنّ مَحمود -وَكانَ سَندَ والِدِهِ فِي غَزَوَاتِهِ وَحُروبِهِ- رَفَضَ أنْ يُقِرّ لأخيهِ بِالمُلكِ لِضَعفِهِ وَسوءَ تَدبِيرِهِ، فَثَارَ عليه وَاسْتَطَاعَ بَعدَ سَبعةِ أشهُرٍ أنْ يَنتَزِعَ المُلكَ لِنَفسِهِ، وَيقبِضُ عَلى زِمَامِ الأمورِ، لكِنَّهُ كَانَ كريماً مَعَ أخيهِ فَعامَلَهُ مُعامَلةً حسنةً.

وَبَعدَها بَدَأ عَهْداً جَدِيدَاً لَمْ تَشْهَده المنطقة مِنْ قبْل، فلَمْ يكد يَستقِرُ الأمرَ لَهُ، حَتى بَدَأ نشاطاً واسعاَ فِي الفتوحِ، وأثبَتَ أنّهُ واحدٌ مِنْ كِبارِ الفاتِحينَ فِي تاريخِ الإسلامِ، حَتى قيلَ إنّ فتوحَهُ تعدِلُ فِي المساحَةِ فتوحَ عُمرَ بنِ الخطابِ رَضي الله عنه.

محمود الغزنوي فاتحاً عظيمًا (يمين الدولة)

كانَ محمودٌ طموحَاً جريئاً وَكانَ مُسلِمَاً غَيورَاً، وَقد رَنَى بِبَصرِهِ إلى السّاحَاتِ التِي يُرضِي فِيها طُموحَهُ وَغيرتَهُ الإسلاميةَ، فَلَم يَمكثَ طويلاً حَتى اتْجَهَ إلى الهِندِ التي كانَ قدْ طَرَقَ أبوابَها وخاضَ حروباً مَع بَعضِ مُلوكِها فِي عَهْدِ أبيهِ... ففيها يَجِدُ مَا يُرضِي طُموحَهُ وَغيرَتَهُ الإسلاميةَ، فهي بِلادٌ واسعةٌ مترامية الأطرَافِ، يحكمُهَا مُلوكٌ مُختلِفُونَ وَيسكنُهَا أنَاسٌ لا يَزَالُونَ يَعكِفُونَ عَلى أصنَامٍ لَهُم يَعبدونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ، فهيَ إذنْ سَاحَةُ الجِهادِ التي تُناسبهُ، لِهَذا أمْضَى محمودٌ نَحْوَ خَمس وَعشرينَ عاماً فِي حَربٍ وَجِهادٍ وَفتحٍ لِبِلادِ الهندِ، وَرَفعَ لِواءَ الإسلامِ فوقَ أراضِيهَا وأخذتْ شهادةُ التوحيدِ يَترددُ صَدَاهَا وَيعلُو، بَينَما تتداعَى الأصنامُ وَالهياكِلُ وَاحِداً تِلوَ الآخرِ، وَتقومَ عَلى أنقاضِهَا وَبَدَلاً مِنهَا بُيوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمَهُ.

وَكانَ السلطانُ محمود كُلمَا غَزَا غَزوةً وَأحرَزَ انتصاراً وَجَمَعَ غَنائماً، رَجَعَ إلى عَاصِمَةِ مُلكِهِ (غَزْنَة) وَعَلَى جَبِينِهِ أكليلُ النصرِ وَبَينَ يَديهِ الغنائِمَ الوافرةَ يَعْرِضُهَا عَلى شَعْبِهِ لِيَلتَحِقُوا رَاغِبينَ بِجَيشِهِ، وَمِنْ ثَمَ يُوزِعُهَا عَليهِم لِيُؤلِفَ قلوبَهُمُ، وَيستعينَ بِهَا فِي مَشاريعِهِ وَإصلاحَاتِهِ العديدةِ، وَيَستريحَ وَيُباشِرَ أمورَ الحُكمِ بَينَمَا قُوادِهِ وَنُوابِهِ يُوَطِدونَ سُلطانِهِ فِي الهندِ، ثمَ يعودُ مِنْ جَديدٍ إلى مَيدانِ الجهادِ ليُحرِزَ نَصرَاً وَفخرَاً وَيَضمُ بِلاداً جديدةً إلى مَملَكَتِهِ التي تَتسِعُ يَومَاً بَعدَ يومٍ.


فتوحَاته

بَدَأ محمودٌ رحمةُ اللهِ عليهِ غَزَوَاتِهِ لِلهندِ سنةَ 1001 م وَلَمْ يَتوقفَ حَتى أصابَهُ المَرض عَامَ 1028م، لِيتوفى بَعدَها بِعامَينِ ويُدفَنَ بِغزنَةَ فِي قبرٍ يُحيطُ بِهِ مَسجِدٌ عظيمٌ، وَقدْ احتفظ فِيهِ ببعضِ آثارِهِ مِنَ الهندِ مِنهَا القضيب الذي كَانَ يُحطِمُ بِهِ الأصنامَ وَكذلِكَ أبواب مَعبدِ سومنات.


وَبالسنواتِ سَنوردُ باختصارٍ انتصاراتِ القائدِ يمينِ الدولةِ وَفتوحاتِه المظفرة:-

* فِي سِنةِ 1001م، التَقَى المَلِكَ چيبال وَحاصَرَهُ وانتصرَ عليهِ وأسَرَهُ، ولمَّا فَرِغَ مِنْ غَزوتِهِ أحبَّ أنْ يُطلِقَ سراحَهُ لِيراهُ الهنودَ فِي شعارِ الذلِ، وَلمَّا كانَ مِنْ عادَةِ الهنودِ أنَ مَنْ وَقعَ فيهِم أسيراً فِي أيدي المُسلمينَ لمْ تنعَقِدَ لَهُ بَعدَها رياسةٌ، حَلقَ چيبالُ رَأسَهُ وَألقى بِنَفسِهِ في النارِ.. وَفِي هذِهِ الغزوةِ استولى السلطانُ محمود على بيشاورَ وَبهندا التي حاصَرَها حتى استسلَمَتْ.

* سنةَ 1004م، غَزَا بهاطية بجانبِ مولتان، وَهيَ مَدينةٌ مُحصّنَةٌ يُحيطهَا خندقٌ عميقٌ، استمرَّتِ المعركةُ ثلاثةَ أيامٍ انتهتْ بانتصارِ محمودٍ واستيلائهِ عَليها وقتلِ واليهَا الذي فرَّ إلى صَحراءِ السِّندِ.

* سنةَ 1005م، توجّهَ لِفتحِ مولتان، وَقبلَ أنْ يَصلهَا حَاربَ والي لاهور لاستنجادِ صاحِبَ مولتان بهِ، فكانَتِ الغلبةُ لمحمودٍ. كما أنّهُ سَارَ فِي العامِ نَفسِهِ إلى قلعَةِ (كواكير) وكانَ بِها ستمائة صنمٍ، فاقتَحَمَها وَحَرَقَ أصنامَهَا، فهرَبَ صاحبُهَا إلى قَلعَةِ (كالنگر) فسارَ خلفَهُ وحاصَرَهُ ثلاثةً وأربعينَ يوماً فتصالَحَ مَعهُ عَلى خمسمائةِ فيلٍ وثلاثَةِ آلافٍ مَنٍّ مِنَ الفضةِ.

* سنةَ 1008م، وَقعَتْ مَوقِعةٌ عظيمةٌ تَجمَّعَ لَها الهندوسُ وملوكُ (أجين وگواليار وكالنگر وقنوج وأجمير ودهلي)، لكِنَ اللهَ أرادَ النصرَ فِي النهايةِ لِمحمودٍ وَجيشِهِ المسلم، وَرَجعَ مُنتصِراً إلى غزنةَ بَعدَ مَعركةٍ شديدةٍ محمَّلاً بالغنائمِ الوفيرةِ. ثُمَّ سَارَ بَعدَها إلى قلعةِ ( نگركوت) واستولى عَليها، وكانَ الهندوسُ قدْ جَعلُوهَا مَركزاً وَخِزانَةً لِصنَمِهِم الأعظم يَنقلونَ إليها أنواعَ الجواهِرِ وَأنفسَها تقرُبَاً إلى آلهتِهِم.

* سنةَ1011م، توجَّهَ محمودٌ لِغزوِ (تهانسير) لِمَا سَمِعَهُ مِنْ أنَّ الهندوسُ يَتخِذُونَ صَنماً يَعتقِدُونَ قِدَمَ وجودِهِ وَيحيطونَهُ بضروبِ التعظيمِ، فأرادَ محمود أنْ يَقضيَ عَلى هَذا الصنمِ، وَرُغمَ أنّهُ لَقيَ كثيراً مِنْ ضُروبِ المشقَّاتِ لكِنهُ استطاعَ التغلبَ عليهَا والانتصارَ على عدوِهِ فهَدَمَ المعبدَ وَكسَرَ مَا فيهِ مِنْ أصنامٍ إلا صِنماً كبيراً أرسَلَهُ كَمَا هُوَ إلى غزنةَ حيثُ ألقاهُ فِي الطريقِ يَمرُّ عليهِ الناسَ ويطئونه بِأقدامِهِم عَلى رُغمِ مِنْ أنَّ ملوكِ الهندوسِ ترجّوهُ أنْ لا يَفعَلَ مُقابِلَ أيِّ فِديةٍ يَطلبُهَا، لكنهُ أجابَهُم أننا نَحنُ المسلمونَ نعملُ أولاً على نشرِ الإسلامِ وَهدمِ مَعابِدَ الأصنامِ وَنعتَقِدُ أنّنا سَنَجِدُ أضعافاً مضاعفةً مِنَ الأجرِ وَالثوابِ وَلا حَاجَةَ لَنا إلى أموالِكم.

تَوالَتْ انتصاراتُ محمودٍ وَفَتَحَ القِلاعَ الواحدةَ تِلوَ الأخرَى، فَمِن قنوج الى ميرت وگلجند ومترا التي كانَتْ تابعةً لِمُلكِ دلهي وگواليار وَغيرَهَا الكثير حَتى حَانَتْ ساعة سومنات التي كانت مِنْ أهمٍ الغزواتِ.


في سومنات

تَوجَّهَ محمودٌ إلى گجرات وكانَ يقصَدُ بِالذاتِ سومنات وَمَعْبدَهَا الشهيرَ، وَكانَ مِنْ أعظمِ أصنامِ الهندِ يحجّونَ إليهِ كُلَّ ليلةِ خسوفٍ وَيُحيطونَهُ بهالةٍ عظيمةٍ مِنَ التقديسِ وَينسِبونَ إليهِ الكثيرَ مِنَ المُعجزاتِ وَيدَّعونَ أنّ المدَّ والجزر هُوَ عِبادةُ الماءِ لَهُ، وَيكونَ عِندَهُ مِنَ البراهمةِ كُلَّ يومٍ ألفَ رَجلٍ لِعبادَتِهِ وَثلاثمائةِ رَجُلٍ يَحلِقونَ رؤوسَ الزوارِ وَلحاهم وَثلاثمَائة يُغنونَ وَيرقصُونَ، وَقدْ أغدَقَ الهندوسُ عَلى مَعبَدِهِم كُلَّ نفيسٍ حَتى عَجِزَ الواصفونَ عَنْ إحصاءِ مَا فيهِ مِنْ نفائس.

ورُغمَ المشاقِ وَالأخطارِ التي وَاجههَا محمود فِي طريقِهِ فِي عُبورِ الصَّحراءِ إليهِ، إلا أنّهُ استطاعَ اجتِيازَهَا، ثم استَولَى عَلى البلادِ وَالقِلاعِ التي فِي طَريقِهِ دُون مشقة، فكانَ الهندوسُ مَطمئنينَ أنّهُ لَنْ يقدِرَ عَلى صَنَمِهِم الأكبر، الذي أشيعَ أنّه لَولا غَضَبه عَلى بقيةِ الأصنامِ مَا استطاعَ محمود أن يُحطِمَهَا.. فَعزَمَ محمودٌ عَلى غَزوِهِ وَتحطيمِهِ ظنّاً مِنهُ أنّ الهنودَ إذا فَقدُوهُ ورَأوا مَا حَلَّ بِهِ عَرَفوا كَذِبَ ادعائهم وَفاقُوا إلى رُشدِهِم وَرَجَعُوا عَنْ عِبادَةِ الأصنامِ وَدَخلُوا الإسلامَ، وَهكذا سيَّرَتهُ عقيدته الدينية التي تستهِلُ الصعبَ ولا تَعْرِفُ الخَطَر.

وَكانَ وصولَهُ إليهَا فِي مُنتصَفِ ذي القعدةِ سنةَ 1026م، فوَجَدَ حِصناً عالياً مَنيعَاً مَبنياً عَلى سَاحِلِ البَحرِ، وَرَأى أهلَ سومنات قائمينَ عَلى الأسوارِ يَتفرَّجُونَ عَلى جيوشِ المُسلمينَ يَنتظرونَ مَصيرَهُمُ المحتوم على يَدِ سومنات، فقدْ كانوا واثقينَ أنّهُ سَيقطعُ دابِرَهُم وَسَيأخذُ بِثأرِ الأصنامِ مِنهم، وكانوا يقولونَ: تعالوا يَا مُسلمينَ لَقد دَعَاكم سومنات لِيهلكَكُم جميعاً وَيَأخذُ بِثارَاتِ الأصنامِ التي كَسَرْتُموهَا، وَلكنهم مَا لبِثوا حَتى فَاقُوا مِنْ أوهَامِهِم وَسيوفُ المُسلمينَ تحصدهم حصداً، وَلَمْ يُجدهِم استبسَالهم أو لَواذِهم بسومنات وَلا تعفيرَ الوجوهِ في دَفعِ قوةِ محمودٍ وَجيشِهِ المُسلِمَ، كانَ أنْ لاذوا بِالمراكِبِ وَتركُوا المَعبدَ فِي أيدِي المُسلمينَ يَفعلُونَ بِهِ مَا يشاؤون، وَلَحقهم المُسلِمُونَ فَقَتَلُوا بعضاً وأغرَقوا بَعضاً، وَهكذا تَمَّ النصرُ لِلمسلمينَ واستولى البطل محمود الغزنوي رحمهُ اللهُ على نفائسِ المَعبدِ وَمُجوهراتِهِ بَعد أن هَدَمَه وحَطّمَ الصنم. وَيذكرُ المؤرخونَ أنَّ محمود رحمه الله بَعدَ أنْ كسرَ الصنمَ أخذَ بَعضَهُ وَجعلَهُ فِي عتبةِ المسجدِ العظيمِ الذي بَناهُ فِي غزنةَ، كمَا أخذَ أبوابَ سومنات وَحَملَهَا مَعَهُ إلى عَاصِمَةِ مُلكِهِ (غزنة)،
وَفِي طريقِ محمودٍ إلى غَزنةَ اخْضَعَ بَعضَ البلادِ وَضمَّهَا لِمَمْلكتِهِ الواسِعَةَ.. وَقدْ ظلَّ محمود بَعدَ هَذا يُواصِلُ جِهادَهُ وَحروبَهُ فَِي الهندِ وخراسانِ حَتى مَرِضَ واستمرَّ مرضُهُ سنتين، وَمَع ذلِكَ لَمْ يَحتجِبْ عَنِ الناسِ وَبقيَ يُبَاشِرُ أمورَ مَملكتِهِ حَتى تُوفي فِي عامِ 1030م، رَحِمهُ اللهُ رحمةً واسِعةً وَجزاهُ عَنْ المُسلمينَ خيرَ الجزاءِ.


http://sarayablog.net/wordpress/wp-f...1/8na39717.jpg

محمود في نظر التاريخ

مَاتَ محمودٌ وَأصبَحَ فِي ذِمَّةِ التاريخِ، وإن كنّا قد نسيناهُ وَتغاضينا عَنْ إنجازاتِهِ العظيمةِ فَقدْ شَغلَ المؤرخينَ وَتعِبُوا فِي تتبعِ أعمالِهِ وَسردِهَا.. وَمَا دوَّنُوا كلَّ أعمالِهِ، حَتى قالَ ابنُ الأثيرِ بَعدَ أنْ كَتبَ الكثيرَ عنهُ: هذا هُوَ بَعضُ مَا بَلَغَنَا عَنْ أعمَالِهِ وَفتوحَاتِهِ، وإنَّ الإنسانَ لَيدهَشُ حِينَ يَقرأ مَا قامَ بِهِ، كيفَ استطاعَ أنْ يَقومَ بِكلِ هَذا وَيقطعَ كلَّ هَذِهِ المسافاتِ وَيفتحَ هَذِهِ الفتوحاتِ؟ بَلْ إنّهُ مِنْ أعيانِ الفقهاءِ وَلهُ مَؤلفاتٍ مِنهَا: التغريدَ فِي الفروعِ، وَهوَ مَشهورٌ فِي بِلادِ غزنةَ فِي غايَةِ الجودَةِ وَكثرَةِ المَسائلِ وبِهِ نَحوَ ستينَ ألفَ مَسألةٍ، وَلا نَدرِي مَتى تَفرّغَ لِمِثلِ هَذا التأليفِ؟؟!
فهكذا يكونُ النادرونَ مِنْ عُظماءِ الرجالِ ننظرُ إليهِم وَكأنَّهُم عَمالِقةٌ، نَسرَحُ بِبصرِنا إلى أعلى فيأخُذنا الدوارُ مِنْ طُولِ النظرِ، وَمَا أحطنا بِمَنْ ننظرُ إليهِ



بقلم وريشة:
هداية

باسكن روبنز 06/11/2009 02:42 PM

رحم الله القائد والحاكم محمود الغزنوي :smilie47:

فقد كان نجماً من نجوم التاريخ الإسلامي :yes:

يرجع له الفضل بعد الله سبحانه في نشر الإسلام في الهند وتحويلها من الظلام إلى النورs13s

جزاك الله خيراً هداية ونفع بك المسلمين :rose:

Dexter Morgan 06/11/2009 05:04 PM

جزاك الله الف خير اخي على الموضوع المهم

الهلالي دائماً 06/11/2009 05:36 PM

حقيقة وانا أقرأ هذه السيرة ذكرت احد الابطال وهو نور الدين محمود وله قصة رائعة روتها كتب التاريخ وهي :

(( ذكر الإسنوي في رسالة له، و السمهودي في وفاء الوفا ، أن نور الدين محمود زنكي السلطان البطل الذي أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية كان يصلي في الليل. فلما نام بعد تهجده رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام يقول: أنقذني يا محمود ! أنقذني يا محمود ! فتعوذ من الشيطان وصلى ونام.
فرآه ثانية يقول: أنقذني يا محمود ! فتعوذ وصلى ونام. فرآه ثالثة يقول: أنقذني يا محمود . فجمع نور الدين محمود العلماء في الصباح وقص عليهم رؤياه.
قالوا: نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤذى عند قبره فأدرك قبره.
وقد كان رأى نور الدين في المنام بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم رجلين في زي مغربيين أشقرين خبيثين.
فقام نور الدين محمود وأخذ كتيبة من الجيش وأخذ أموالاً ووصل المدينة ، وكتب أسماء أهل المدينة ودعاهم إلى مأدبة، وقال: من تخلف منكم ضربت عنقه بالسيف. فأتوا جميعاً إلا المغربيان أو النصرانيان، فسأل: هل تخلف أحد؟
قالوا: أتى أهل المدينة جميعاً عن بكرة أبيهم إلا رجلين. قال عليَّ بهما.. فأتي بهما فرآهما كالوصف الذي رآه في المنام.
فدخل معهما في غرفة لهما وكشف سرهما وجلدهما جلداً عظيماً مبرحاً، حتى اعترفا وكشفا له عن خندق فتحاه إلى القبر، يريدان أخذ الجثمان إلى ملك النصارى ! فأخذهما فضرب رأسيهما وعلقهما بأرجلهما عند مداخل المدينة .))


اولئك أبائي فجئني بمثلهم ** اذا جمعتنا يا جرير المجامع ..

شكرا هداية ’’’

جـزل العـطـايـا 06/11/2009 08:59 PM

ماشاء الله

سيرة عطرة

لكن هل يتكرر محمود الغزنوي

اسأل الله ذلك

جزاكم الله خيرآ

hedaya 15/11/2009 07:39 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جذوة الإيمان التي أنارت قلب محمود الغزنوي، ومحمود زنكي... هي ذاتها التي ستحرّك قلوباً مؤمنة بالله، واثقة بنصره، ليحكم شرع الله هذه الأرض جميعاً

محمود الجديد قد يكون أي واحد فينا، ولكن نحتاج صدقاً مع الله

دلّنا الله وإياكم على طريق الصادقين، وألحقنا بعباده الصالحين

ابو طـــــلال 15/11/2009 11:15 PM

الللللللللله

تذكرت أيام الثانوي !!

إسمها ثانوية محمود الغزنوي ... هذا الثناويات وإلا بلاش ..

تخيل تتخرج من ثناوية على المدفع ؟؟

رحم الله القائد .. ماعرفته إلا الحين

هلالي من ارض اليمن 16/11/2009 01:25 AM

الله يعطيك الف عافية أختنا : هداية

سيرة جميلة وعطرة أبدعت في الحديث عنها

جزاك الله كل خير

والله يعطيك العافية ،،،

أبو سواج 16/11/2009 01:40 AM

إقتباس:

بقلم وريشة:
هداية
سلمت يداك ،،
قطرات العرق بدت واضحةً لي بين أحرف موضوعك ،،
تخيلي أني بحثت عن أي خطأ حتى لو في تشكيل الحروف ، فلم أجد ، بارك الله جهدك أختي الغالية ، ولاحرمت الأجر ..
موضوع أتمنى لو أراه معلقاً في الأعلى بمسمار من مسامير بوابة سمنات ،،
رحم الله الفاتح العظيم ، وياليت بواحد مثله في هذا الزمان ، ليعيد بعث الإسلام من جديد في بلاد الهند ،،

شكراً لك ، ولو أنها لاتكفي ، إلا أنني أحس ولأول مرة بأنني كنت صادقاً فيها ، ولم أجامل ..
جزاك الله خيراً .. :rose::rose:


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:25 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd