بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .
في ظل الأحداث القائمة في جنوب مملكتنا الحبيبة ، و في ظل تضارب الأنباء حول الدعم الإيراني - حيث يؤكد العقل ذلك - ، أحببت أن أقوم ببعض البحث هنا و هناك من أجل أن نتشارك سوياً فيما يخفى على كثيرين حول النظام الإيراني القائم ، و من هنا أردت أن أسرد بعض المعلومات و التفاصيل لعلها تكون مرجعاً ( مبسّطاً ) عن ذلك النظام ، حيث أنني قمت بتجاهل الكثير من الأحداث ( الأضعف تأثيراً ) لكي لا أطيل عليك سيدي الكريم .
فـ"ثورة المسلمين المستضعفين" الساعية إلى "تحرير فلسطين" و "إزالة الهيمنة الأمريكية" لقيت ترحيباً كبيراً من شتى البقاع الإسلامية حتى أن كثيراً من علماء السنة وفقوا إلى جانبها ، فبغض النظر عن كون الثورة حالة جديدة في الفكر الشيعي - حيث يُحرم عليهم حسب عقيدتهم الإعتراض على الواقع لحين ظهور الإمام من سرداب "سامراء" في "العراق" ليغير الواقع - و الإعتداء على وظيفة الإمام المنتظر ، إلا أن عامل توحيد المسلمين و تجاوز الخلافات كان هو الهم الأكبر الذي يراود علماء السنة الذي ناصروهم في تلك الحقبة .
و لكن سرعان ما إنكشف زيف هذه الثورة ، و ان شعارتها ما هي إلا لذر الرماد في العيون و من أجل التضليل و كسب التأييد ، فأول دلائل زيفها هو إستضعاف السنة الإيرانيين هناك و إغتيال علمائهم و حصرهم سياسياً في مناصب دون المتوسطة ، حتى المسجد السني الوحيد في طهران تم هدمه ، مع العلم أن 40 % من الإيرانيون هم بالأصل سُنـه !
كما أن النظام الإيراني تعامل بحزم مع كل من يتعامل ( بلـطف ) مع السنة ، و مثال على ذلك ما حدث لـ"المنتظري" ، حيث تم عزل "المنتظري" نائب و شريك "الخميني" بسبب تسامحه مع أهل السنة و إنزال رتبته الدينية من ( آية الله ) إلى ( حجة الإسلام ) و وضعه تحت الإقامة و إعدام صهره !
التعامل السياسي و إستغلال الدين كواجهة يمكن قياسه على ما حدث من بعد وفاة "الخميني" ، حيث تم ترفيع "خامنئي" من رتبة ( حجة إسلام ) و هي مرتبة تعتبر متدنية دينياً إلى رتبة ( آية الله العظمى ) بدون أي مقدمات أو حتى تناسب تسلسلي ، ليكون بذلك ترفيعاً سياسياً و ليس دينياً ، فلا يمكن لمرشد الثورة إلا أن يكون برتبة ( آية الله ) ليتناسب مع ولاية الفقيه التي يقوم عليها نظام الحكم في إيـران .
و لأن ما يحكم إيران هو تعصب قومي و عرقي و مذهبي و ليس إسلامي إطلاقاً ، فهاهم يثبتون ذلك من خلال عدة حوادث أنهم غير آبهين بالإسلام أو المسلمين ، أو حتى من مَن يؤمنون بالمصير المشترك للأمة ، و من تلك الحوادث :
(#) الرفض القاطع و الغير قابل للجدال تسمية "الخليج العربي" بإسمه ، بل و حتى رفضهم تسميته بـ"الخليج الإسلامي" كحل وسـط ، فهم متمسكون تماماً بتسميته بـ"الخليج الفارسي" !
(#) تحريمهم على سكان "عربستان" تسمية أولادهم بأسماء عربية أو حتى التحدث بها ، و منعهم من جميع المناصب العليا و الغير عليا في الحكومة لأنهم فقط ذوي أصول عريبة ، مع العلم أنهم شـيعة !
(#) دعمها اللوجستي و العسكري العلني للغزو الأمريكي على كل من "أفغانستان" و "العراق" ، و إرتكابها للعديد من المجازر التي نقلت على شاشات التلفاز بحق السنـة ، كما أنها كانت ( أول دولـة ) تعترف بإحتلال "أمريكا" لـ"العـراق" ، فوزير خارجيتها هو أول وزير خارجية يزور "العراق" ، حتى قبل وزير الخارجية الأمريكي !
(#) تصريح وزير الخارجية الإيراني في العام 1999 م و هو على رأس وفد "منظمة المؤتمر الإسلامي" في "موسكـو" ، حيث قال : [ إن ما يحدث في الشيشان هو شأن داخلي روسي و من حق روسيا أن تدافع عن أمنها القومي ] ، فكمكافأة على قتلها للسنة هناك إنطلق "هاشمي رفسنجاني" إلى "روسيـا" ليبرم صفقة بقيمة 20 مليار دولار !
(#) دعمها لـ"حزب الله" الشيعي الطائفي ، و الذي إتضح فيما بعد أهدافه في "لبنان" و المنطقة .
(#) ما فعله "رفسنجاني" عند زيارته لـ"المدينة المنورة" ، حيث شتم علناً صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حيث تنبه له إمام المسجد النبوي فغضب و طرده من المسجد النبوي !
(#) إعترافهم بحوزة مصحف مختلف عن مصحفنا ، فهم يملكون مصحفاً يسمونه ( قـرآن فاطمـة ) ، يزعمون أن "جبريل" عليه السلام نزل به على "فاطـمة" رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم !
(#) دعوتهم الأخيرة لإقامة المظاهرات السياسية و الإحتجاجات في حج هذا العام و الهجوم المباشر و المكثف على علماء المملكة و على نظامها !
و هناك الكثير من المعلومات و الإثباتات التي تدحض إدعاءاتهم الكاذبة بأنهم أهل سلام و صـدق ، فتجلى الظلم و الكذب و الخداع و التدليس في كثير من شئون النظام الإيراني ، و ما يحدث الآن هناك من بلبلة سياسية صاخبة يثبت أن القهر و تغليب المصالح الشخصية و المذهبية و العرقية كان هو السائد ، فهاهم يحصدون ما زرعت أيديهم من ظـُلم ، و الله عليم بالظالمين .
|-| خــاتــمــة|-|
قال صلى الله عليه و سلم :
{ آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا اؤتمن خان }
اللهم اكفنا شـرهم ، اجعل كيدهم في نحورهم ، و أحفظنا و أهلينا و أراضينا اللهم من شر صنيعهم .
ردودكم وقودٌ لقلمي ، فلا تحرموني منها ، و أعتذر عن الإطالة .
[-] مـــرور الــكــرام [-]
.