( 1 )
ماذا نعني لك الليبرالية من وجهة نظرك ؟
الليبرالية والليبراليين أرى أن هذه الجملة تشابه إلى حد بعيد النفاق والمنافقين
فالمنظر العام للمجتمع الليبرالي ، يكون بحسب القانون المفروض من الدولة في حالة قوة تنفيذ النظام وتطبيقه ..
أما المنظر الخاص للفرد بعيد عن أعين النظام فهو يكون بحسب أخلاقيات ذلك الفرد فإن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ..
الفكر الليبرالي او النظام الليبرالي ، يتغنى بالحرية الكاملة للفرد من خلال محيطه الخاص فقط ، بينما يكفل أيضاً نظاماً يتماشى مع الرغبة الغالبة على أبناء المجتمع .
وبإعتقادي أنه فكر يتميز بأعلى درجات الخبث ، بحيث أنه يبدأ بإفساد المجتمعات بشكل تدريجي من خلال حرية الفرد ، حتى يكفل فساد أعداد كبيرة من أفراد المجتمع بحجة أن هؤلاء الأفراد أحراراً في حياتهم الخاصة ، بينما أن كثرة هؤلاء الأفراد الفاسدين تعني تشكيلهم أقلية بالنسبة للمجتمع ، فبالتالي سيكفل النظام حرية ممارسة الفساد إستناداً على تشكيل هذه الفئه لأقلية من المجتمع ، ولعلي هنا لا أجد أبلغ مثلاً من مسألة الشذوذ الجنسي في أوربا وفي أمريكا ، ففي أمريكا مثلاً تدرج الحكم على مثليي الجنس من التحريم حتى الإباحة والمباركة بعد زيادة أعداد الشاذين جنسياً وتنظيمهم للتجمعات والمظاهرات ويتضح تسلسل هذه العادة الشاذة من خلال الآتي :
(( ملاحظة البيانات التالي منقولة من أحد المنتديات ))
1970 الذكرى الأولى لثورة الSTONEWALL
• 1973 ألغت الجمعية الأمريكية للطب النفسى الشذوذ الجنسى من قائمة الأمراض العقلية.
• 1977 أصبح "هارفى ميلك" أول شاذ يعين مشرفاً على نشاطاتهم فى سان فرانسيسكو.
• 1981 بداية ظهور الحالات الأولى من الإيدز والذى لم تكن طبيعته معروفة حينذاك، ولذلك لم تتم تسميته.
• 1982 إنعقاد أول مؤتمر للشاذين جنسياً من الرجال والسيدات فى دالاس.
• 1983 النائب "جيرى ستودز" يعلن بصراحة عن هويته الشاذة جنسياً، ويصبح بذلك أول نائب فى الكونجرس يعلن ذلك (ملاحظة: أعيد إنتخابه مرة أخرى).
• فى العام السابق أيضاً تم إكتشاف 3000 حالة إيدز فى أمريكا وكان عدد الوفيات من هذا المرض 1283.
• 1987 خروج مظاهرة من 300 ألف شخص فى واشنطن للمناداة بحق الشواذ.
• 1989 إقرار زواج الشواذ جنسياً فى سان فرانسيسكو.
( 2 )
قيم ( الحرية - العدالة - المساواة ) التي ينادي بها الليبراليين .. هل تعتقد أنها تتفق مع الأسلام أو تختلف معه ( نأمل التوضيح ) ؟
قذ تتفق لغةً لكنها لاتتفق بالمعنى بتاتاً ، لأن القيم السابقة في الإسلام لها حدود منطقية تسعى للسمو بالإنسان عن أي مستنقع قذر قد يصادفه ، فالحرية الليبرالية تسمح لك بالشرب والزنى واللواط والكذب والخيانه وكل فعل خبيث ولكن بشرط إتباع القانون أو التخفي عنه ..
بينما الإسلام يضمن لك تلك القيم ولكن بشرط أن يكون ظاهرك وباطنك واحد لايختلف فما تفعله في الخفاء وبعيداً عن النظام الإسلامي فأنت محاسب عنه ..
مع ملاحظة أن أخطر مافي الليبرالية هو إنفلات الأمن و انهيار النظام ، لأن الوازع الذاتي لدى أبناء المجتمع الليبرالي يكون معدوماً ، بعكس النظام الإسلامي السياسي فهو يحرص على حماية الفرد إنطلاقاً من ذاته ..
( 3 )
أنا ليبرالي مسلم .. ما مدى قناعتك بهذه العبارة ؟
تستطيع أن تكون مسلما ً ليبرالياً ، لأنك ستأخذ من الليبرالية مايتوافق مع إسلامك فبالتالي لن يختل المعنى لو ذكرت أنك مسلماً فقط ..
لكن إن قدمت ليبرالياً على مسلماً ، فيعني ذلك أنك مسلماً نظراً لإسلام المجتمع من حولك ، يعني مسلماً في الظاهر ، بينما في محيطك الخاص فأنت ليبرالياً تفعل مايحلو لك بعيداً عن أعين النظام الإسلامي من حولك ، وقد يكون مما يحلو لك في الخفاء مايخرجك عن دائرة الإسلام فبالتالي نعود إلى حيث جوابي للسؤال الأول وهو أنك قد تصبح منافقاً ..
( 4 )
يتهم بعض الليبراليين أن الاسلام لم يعد لدى المجتمعات العربيه سوى عبادة فقط .. فالانظمة والقوانين والأخلاق في المجتمعات العربية ليست اسلامية من حيث النص والتطبيق معا .. مما يستلزم إيجاد أنظمة وقوانين يصوغها المجتمع وتتوافق مع رغباته وتطلعاته وحفظ حقوقه وأحترامه .. ما تعليقك على ذلك ؟
اتفق تماما مع ذلك الرأي ، فأغلب المجتمعات العربية للأسف تسير بإتجاه تطبيق الليبرالية الكاملة من حيث تدري أو لاتدري ، فالهجمات الليبرالية من المثقفين وبعض الحكومات بدت تؤتي أكلها للأسف وأنا متفق معهم تماماً على إقتراحاتهم بإعادة صياغة الأنظمة والقوانين مرة أخرى لكن بشرط أن يتوافق ذلك مع الرغبة السائدة للمجتمع المراد وبطرق شريفة ونزيهه ، فهم من حيث لايدرون سيساهمون بإعادة إحياء الإسلام كنظام دولة ، لأني متأكد تماماً بأن الشعوب العربية ولله الحمد مازالت متمسكة بدينها وإن كان هناك قليلاً من التفريط والله المستعان ..
( 5 )
يتحدث الليبراليين أن التطورات والأصلاحات التي تشهدها بعض المجتمعات العربية في النواح التنظيمية والاقتصادية والإجتماعية والقانونية هي نتاج مطالباتهم وأطروحاتهم .. بينما أكتفى الفريق المعارض لهم بالبحث عن أخطائهم دون تقديم بدائل إيجابية في نواحي الحياة المتعددة للمجتمع .. ما رأيك ؟
في الحقيقة أنا لم ألمس أي تطور غير طبيعي سواء على المجال الإجتماعي أو الإقتصادي أو الثقافي في أغلب البلدان العربية للأسف ..
لكني ألمس ذلك حقيقةً ومن دون محباة أو تحيز لبلدي المملكة العربية السعودية ، فالأنظمة في المملكة بدأت تتقدم وتتحسن وكان هناك العديد من الأخطاء التي تم تداركها وحلها وذلك كان بسبب الهجمات الليبرالية على التيار الإسلامي السائد في بلدي ولله الحمد حكومة وشعباً مع أنه لايزال هناك بعض الخلل وهو بإنتظار المزيد من الهجمات من المنادين بالليبرالية ، ولكن تلك الهجمات العديدة من الليبراليين لم تساهم في التطور والتحسن في بلدي لجودتها أو صلاحيتها ، أو لأنها مخالفة للدين ، بل لأنها ساهمت بطريقة غير مباشرة وبطريقة الحق الذي أريد به باطل ، في إعادة النظر في بعض الأراء الدينية الصادرة من علمائنا حفظهم الله والتي أيدها ولاة أمرنا بحكم البيعة ، والتي إجتهدوا بها ولكنهم جانبوا الصواب ، فكان التغيير بها للأفضل ومن نفس مصدرها السابق وهم علماء الدين ، الذين يستقون تلك النظمة والقوانين من الشرع المطهر ..
بقي أن أذكر بأن الليبراليين في وطني لايبحثون عن مثل تلك النتائج ، بل هم بمثابة من يرمي الحجر على بلادي ليهدموا مابنيناه بديننا ، وتمسُكِنا بعقيدتنا ، لكن علمائنا وحكامنا ولله الحمد يلتقطون حجارتهم من الأرض ليكملوا بها البناء ..
( 6 )
الليبرالية في شمال القارة الأمريكية ( كندا - الولايات المتحدة ) وأوروبا قدمت خدمات جليلة للمسلمين حين أحترمت ديانتهم وحفظت حقهم في حياة كريمة وممارستهم لشعائرهم وتقاليدهم .. مما يستلزم تبني الليبرالية لجميع دول العالم خدمة للأنسانية وحفظ لحقوقهم .. ما وجهة نظرك ؟
لا شك في أن تلك الدول تمنح الحرية للأقليات المسلمة مادامت أقليات ، بينما مع تزايد أفراد المسلمين في تلك الدول في العقدين الماضيين خصوصاً ، بدأت تلك الدول بتشويه سمعة الإسلام والمسلمين عن طريق تضخيم الخطأ من الفرد المسلم ومحاولة إسقاط ذلك الخطأ على الفكر الإسلامي ، بواسطة الإعلام الموجه والمسيطرعلى عقول المجتمعات (( المضيفة )) للمسلمين ، فبالتالي نشوء جماعات مضادة للوجود الإسلامي في تلك الدول ، مما يمنح تلك الدول حقاً دستورياً إستناداً إلى الليبرالية ، بالحد تدريجياً من حرية الجماعات الإسلامية لديهم ، وأعتقد أننا مدركين لحجم الضغوطات التي يواجهها الفرد المسلم في أمريكا والدول الأوربية كبداية لزوال تلك الحرية أو إكراه المسلمين على العودة إلى ديارهم ، بقوة النظام الليبرالي الفائق الذكاء ، فهو من يصنع السبب وهو من يصنع القرار ..
( 7 )
هل وجود تباين بالأفكار في المجتمعات العربيه تعد من وجهة نظرك ظاهرة صحية أم فتنة ؟ لماذا ؟
هي على وجهين ولن أحاول التفصيل بهما لأني لا أرغب الإطالة إضافةً إلى أن التفصيل قد يستطيع القارئ أن يستشفه من خلال الأجوبة السابقة ..
الوجه الأول / يعد فتنة وبداية للنهاية الإسلامية في تلك البلدان ، والتي تكون السمة الطاغية على مجتمعاتها هي البعد عن التعاليم الدينيه ..
الوجه الثاني / هي إيجابية لأبعد الحدود في البلدان التي يظهر على صناع القرار فيها من حكام وعلماء ومسؤولين وعلى غالبية الشعب مظاهر التمسك بالدين الإسلامي لأن من يكرهك دائماً يحاول أن يبرز أخطائك وعيوبك فبالتالي ستعمل على إصلاحها عن طريق نفس الثقافة السائدة لدى المجتمع وصناع القرار ..
هذا والله أعلم ،،
بقي أن أقول بأن العلمانيين والليبراليين في المجتمع السعودي على خبث مانراه منهم إلا أنهم أصبحوا لمجتمعنا بمثابة الوقود الخارق للعادة ، حيث أنهم ساهموا في الإسراع بمركبة التطور لمجتمعنا .. والله من وراء القصد
شكراً لكل من ساهم في هذا العمل
.
.
.
.
.
.
.