
17/08/2002, 08:51 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 16/04/2001
مشاركات: 11
| |
عبدالرحمن بن سعيد.. عملاق التاريخ الرياضي تنظر المجتمعات الرياضية المتحضرة بفكرها الواعي إلى رعيلها الأول ورواد حركتها بعين الاجلال والعرفان لكل ما قدموه من تضحيات وجهد وعطاء دون مقابل خدمة لوطنهم فحفظ التاريخ أسماءهم وحفرها في الذاكرة للأجيال مثمناً أعمالهم الجليلة بكل تقدير وامتنان.
وظلت مكانة الرموز الرياضية وألقابهم التاريخية عالية المقام دون ان يجرؤ (قلم) بالإساءة إليها أو المساس بأسمائها انطلاقاً من احترامهم لذاتهم ووعيهم بدورهم وأمانة القلم التي تمنعهم من التطاول على رموزهم ورواد حركتهم الرياضية.
أما نحن فلدينا إعلام رياضي عجيب فيه من يبدي استعداده لمخالفة كل المبادئ الرياضية والخروج عن قواعد الأدب والاحترام على طريقة "خالف تعرف" بحثاً عن إساءة لرمز رياضي ومحاولة لتشويه صورة رائد ولا كل رواد الرياضة في المملكة العربية السعودية شيخ الرياضيين وحكيمهم مؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد "متعه الله بالصحة والعمر المديد" الذي لا نتذكر منه إساءة لأحد في أحاديثه الإعلامية "المقلة".
الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى.. والاسم العريق في تاريخ الرياضة السعودية التي خدم مسيرتها بكل تضحية وإخلاص طوال الـ 58عاماً الماضية من خلال دوره الريادي كواحد من أعضاء أول جيل رياضي مارس كرة القدم بمدينة الرياض عام 1365هـ وبعدها بعامين أسس نادي الشباب وعقب عقد من قيام شيخ الأندية أسس (أبو مساعد) زعيم الأندية "الهلال" وبقي في سدة رئاستهما (17) سنة متتالية تخللها تأسيسه أيضاً نادي الاتفاق بجدة ورئاسته لنادي الأهلي لعامين متتاليين وشارك في دعم الكثير من أندية الوسطى والغربية بجانب تولي مناصب إدارية وإشرافية رياضية رسمية في وزارة المعارف واللجنة الأولمبية ورعاية الشباب.
فضلاً عن مساهمته في وضع أسس الحركة الرياضية بمدينة الرياض بشهادة المؤرخين الرياضيين "د. أمين ساعاتي" الذي أكد ان عمر الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في الساحات الرياضية قد تجاوز الستين عاماً منذ عام 1362هـ وحتى اليوم ولا يزال يمارس حقوقه الرياضية من خلال نادي الهلال.
أما المؤرخ الأستاذ "عبدالله جارالله المالكي" فيكشف جانباً اجتماعياً من حياة "شيخ الرياضيين" حين يشير في مقال له بالزميلة الرياضية إلى ان (أبو مساعد) رغم كل ما قدمه من خدمات جليلة وما بذله من جهود مخلصة تتمثل في دعمه المادي والمعنوي للعديد من الأندية السعودية إلاّ أنه يعيش حالة من التواضع وعدم المنة على الآخرين ولا يحب التباهي بالألقاب التي أطلقها عليه محبوه وأصدقاؤه من الرياضيين ومنها "شيخ الأندية وعلامة الرياضة السعودية".
وأتذكر بهذه المناسبة حديثا أدلى به لجريدة "الرياض" عميد المعلقين وسكرتير نادي الهلال في مطلع الثمانينيات الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان في شهادة رياضية للتاريخ أوضح فيها ان الشيخ "عبدالرحمن بن سعيد" اضطلع بدور جبار ودعم الرياضة بشكل غير عادي وقال: أنا شخصياً أؤمن بنقطة هامة وهي ان المهام التي قام بها "عبدالرحمن بن سعيد" لم يستطع أحد تنفيذها حتى الآن.. فقد خدم الرياضة السعودية منذ عام 1365هـ وحتى يومنا هذا.
وتطرق (الرمضان) إلى حرص (أبو مساعد) على فتح أبواب نادي الهلال أمام رياضيين كل المناطق دون تفرقة أو تمييز بينهم قائلاً: أسس ناد تزاول فيه كل الألعاب وصرف من جيبه الشيء الكثير واستقطب وجوه وشباب ورياضيين من كل مناطق المملكة ولم يكتف (عبدالرحمن بن سعيد) بفوزه بكأس جلالة الملك عام 1381هـ حيث تضاعفت عليه الالتزامات المالية وبالذات في الموسم التالي الذي يشكل البداية الفعلية للاحتراف الكروي.
وكان الشيخ (عبدالرحمن بن سعيد) ينفق من جيبه الخاص ويصرف مرتبات للاعبين أحضرهم من خارج المنطقة الوسطى أمثال "كريم المسفر وفرج مبروك" من نادي التضامن بالطائف و"سليمان الكبش" من الوحدة بمكة المكرمة و"زين العابدين عقاب وإبراهيم أبو الخير" من العلمين بمكة المكرمة "وسالم إسماعيل" من الطائف وقبلهم "حامد عباس" من الثغر بجده و"محمود زرد" من الوطن بمكة المكرمة وهذه المجموعة من اللاعبين كانت تتسلم مرتبات من جيب (أبو مساعد) الذي ما يزال خيره يعم الرياضة والنادي الذي أسسه حتى وقتنا الحاضر "انتهى كلام الرمضان".
إن الحديث عن مآثر شيخ الرياضيين "عبدالرحمن بن سعيد" وبصماته التاريخية، التي تركها طوال ستة عقود في مسيرة الحركة الرياضية السعودية عامة ورياضة الوسطى خاصة.. يحتاج إلى مجلدات.. ولكن يبقى (أبو مساعد) كساه الله ثوب الصحة والعافية عملاق تاريخنا الرياضي الخالد والاسم الهلالي الأول.. محفوراً في قلوب الملايين جيلاً بعد جيل.
أما أقزام الرياضة الذين يلهثون من أجل الصعود على أكتاف العمالقة الناجحين فمصيرهم مزبلة التاريخ الرياضي ! |