
13/10/2009, 02:18 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/07/2004 المكان: أرض الله الواسعة !
مشاركات: 2,160
| |

قل لي كم رصيدك .. أقل لك من أنت !
قلت غفر الله لي : قل لي كم رصيدك أقل لك من أنت !
نعم , بتُّ أؤمن كثيراً بهذه الجملة التي عنونت بها هذا الموضوع و تزداد قناعتي بها يوماً
عن يوم فرأس مال المرء قديماً و حديثاً هو حجم الرصيد الذي يملكه !
لكن على رِسلكم _ يا أحبة _ فأنا لا أعني هذا الذي قد خالج نفوسكم و استحضرته عقولكم
أول ما وقعت عليه أعينكم من هذه الكلمات , فما أقصده لم يكن إطلاقاً الرصيد البنكي أو عمّا يملك الإنسان من ثروات و أموال طائلة و عقارات , بل ما أعنيه هو ما يملكه من العلم و المعرفة 
فأصحاب الأموال و الجاه و المناصب قد يجدون شيئاً من تقدير الناس في الظاهر , لكن متى ما ذهبت و زالت انفضّ عنهم الناس و تركوهم و ربما احتقروهم !
غالباً ما يُعرّف الإنسان بأنه جسد و روح و عقل ....
و إذا كان الجسد يُغذّى بالأكل و الشرب , و الروح تُغذّى بالذكر و العِبادة و الإيمان ,
فالعقل يُغذّى بالعلم و المعارف و الأفكار .
لدينا مع الأسف نظرة قاصرة لبعض الأمور , فمثلاً يعتقد البعض أن اكتساب المعرفة و التعلم يقتصر على المدرسة أو المعهد أو الجامعة و هذا خطأ جسيم , فالمعرفة كالبستان الغني بالأشجار المثمرة الوارفة الظلال و الأنهار الجارية الممتدة من أي موقع تذهب إليه تجد فيه الفائدة و تنهل منه الجديد و المفيد و الممتع 
كلنا يتفق أن التزود من العلم و المعرفة يُعتبر غاية دائماً لأفراد المجتمعات التي تريد أن تنهض بنفسها و تُسابق الأمم الأخرى في ميادينِ النجاح و التطوّر
لكن هذه الغاية لا يمكن تحقيقها إلا بعدة وسائل لعلّ من أهمها القراءة .
فبالقراءة نستطيع أن نعيش مع الأجيال السابقة و نُحلّق في سماءِ الحضارات و نرتشفُ من معينِ آدابها و علومِها و نتجوّل في عقولِ علمائِها و مفكريها ...
و آثارها ستنعكس بلا شك على القارئ و ستكون سبباً بعدَ الله لتوسيعِ أفقه و إدراكه للأمور و حُسن منطقه و خطابه .
و هي من وجهة نظري تتعدّى كونها مجرّد هواية إلى أن تُصبح عبادة ننال عليها الأجر إن أخلصنا النيّة و استحضرناها .
فأوّل آية أنزلها اللهُ _ عزّ و جلّ _ على نبيّه محمد _ صلى الله عليه و سلّم _ كانت { إقرأ باسم ربّك الذي خلق }
و هذه الآية نزلت في الفترة المكيّة التي يقول عنها العلماء أنها كانت تهتم ببناء الإنسان قبل الدولة , و رغم ذلك فإن الكثير يُهملها
و لا يُلقي لها بالاً و بالخصوص فئة الشباب و من يُرتجى منهم أن يكونوا صُـنّاع المستقبل الذين يحملون على عاتقهم رِفعة أمتهم و وطنهم 
إنّه من المُعيب جداً أن ينتشر في أمةِ إقرأ مرضُ ( الأميّة الفِكرية و الثقافية ) بعد ما كانت السبّاقة في إزالةِ ظلام الجهل عن العالم في أوقاتٍ كثيرة
و إمداده بالعديد من العلوم و الأطروحات التي كانت النواة الحقيقية لما وصل إليه الغرب في هذه الأيام و إن أنكروا ذلك .
فليس من المعقول أن يكون معدّل القراءة للفرد العربي 4 % من معدّل القراءة في الغرب بعد ما كانت توجد مكتبة في كل بيت في وقت مضى .
و خلاصة مقالي هذا و النقطة التي أريد الوصول إليها ...
هي أن يحرص كلّ واحدٍ منا على تنمية ِعقله و إمداده بشتّى العلوم و المعارف و أن نهتم بالقراءة في كل فنّ نافع يعود علينا بالفائدة ...
فما أجمل أن يكون المرء على قدرٍ من العلم الشرعي وعارفاً بالتاريخ و متذوقاً للأدب و على إطلاعٍ لا بأس به من علوم العصر . عندها تكونُ قد استثمرتَ في عقلكَ بربحٍ وافر , و زدتَ من قدرِك , و احترمتَ ذاتِك قبل أن يحترمها الناس .
شكراً من أعماق قلبي لكل من قرأ و وعى  ...............................................
اخر تعديل كان بواسطة » A.K.N 505 في يوم » 13/10/2009 عند الساعة » 11:35 AM |