אֲרִיאֵל שָׁר‏וֹן - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

دوق فليد · #1 17/10/2009, 04:29 PM

אֲרִיאֵל שָׁר‏וֹן

قبل نحو 42 عاماً كانت نكسة يونيو حزيران وقبل كذلك 36 عاماً كانت هزيمة أكتوبر - والتي كانت في بدايتها انتصار للعرب انقلب بسبب الخلاف بينهم فيما بعد إلى هزيمة - ومن قبل كل ذلك حرب 1948م في هزائم مُدوّية ومتتالية ظل العرب يتكبدونها بسبب عدم إتباعهم لحكمة صينية قالها "تزو" قبل ثلاثة آلاف عام "اعرف عدوك"..!!
في كل تلك الحروب كان هناك شخص هو قاسم مشترك فيها كلها إذ أنه شارك في جميعها بفعالية بل وحتى في الحروب التي تليها "احتلال العاصمة بيروت" والعمليات ضد إخواننا في فلسطين.. ذلك الشخص هو صاحب هذا الكتاب الذي أنا بصدد تقديمه..
آرييك شارون..
بالطبع اعتدنا على اقتفاء وتلقي وجهات نظر أُحادية بفضل إعلامنا الذي يتبنى التعتيم الفكري؛ هذه المرة سنرى وجهة نظر الطرف الآخر وذلك عن طريق مذكرات شارون؛ فمذكرات شارون من الكُتب التي تعرفنا عن شكل الحياة العسكرية والسياسية والاجتماعية في إسرائيل.

الكاتب:
آيريك.. من أعظم القادة الإسرائيليين الذي لا يكاد يغيب عن أي مواجهة "أو مصيبة" ضد العرب كما قال أحدهم، حارب كتائب من أغلب الجنسيات العربية.. السوريون، المصريون، الأردنيون، البطل السوداني سعيد طه العراقيون، وحدات سعودية؛ كل أولئك كان لهم مواجهات ساخنة ومُباشرة مع آرييل شارون كقائد عسكري.
شارون نعرفه "أبناء هذا الجيل" كسياسي مُتطرف دنس المسجد الأقصى وأشعل بفعلته الإنتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م ثم تسلم رئاسة الوزراء الإسرائيلية وغاب عن الوعي بعد إدعاء متطرفين دين يهود بأنهم سلّطوا عليه لعنة يهودية من التلمود..!!
إلا أن تاريخ شارون لم يكن سياسيّاً؛ بل أن دخوله عالم السياسة كان مُحصلةً وتتويجاً لنجاحاته العسكرية الصاعقة لصالح دولة إسرائيل.

نبذة عن حياته وموضوع الكتاب:
ولد عام 1928م في "فلسطين" كفر الملال من أبويين هاجرا من روسيا واستقرا في "الأرض الموعودة" حسب اعتقادهما.

شارون الطفل في ثياب البوريم في كفر الملال بفلسطين
"صورة من الكتاب"

كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي عانى الأمرّين من هجمات عصابات اليهود بسبب زعمهم أن البريطانيين يتعاطفون مع العرب وكذلك من هجمات العرب "لذات السبب".
انظم شارون إلى عصابة الهاجانا والتي تحولت بعد قيام دولة إسرائيل إلى جيش الدفاع الإسرائيلي فقام بعمليات غاية في الأهمية ضد القوات العربية "العراق سوريا ومصر ووحدات من السعودية واليمن والسودان" التي دخلت إلى فلسطين.
لاقى نجاحات كبيرة في عمليات عسكرية وأصيب من قوة فلسطينية في اللطرون إصابة كادت أن تفقده رجولته كما يذكر في كتابه بشكل طريف؛ وبعد انتهاء الحرب أكمل دراسته ثم عاد إلى إسرائيل وقاد كتيبة مظليين قامت بالكثير من العمليات ضد قوات عربية "وكذلك بعدد من العمليات ضد الأهالي".

شارون عام 1966م

شارك في احتلال سيناء الأول عام 1956م وخرج مع خروج القوات الإسرائيلية عام 1957م بعد أن درس مسالك ودروب سيناء التي سيعود إليها مرتين ويقدم انتصارات مُدوية بها.
عام 1967م قاد فرقة في حرب الأيام الستة "حسب التسمية الإسرائيلية" ونكبة حزيران حسب التسمية العربية.
خرج من الجيش بعد أن عانى عدد من الخلافات مع عدد من القادة ودخل عالم السياسة وكاد أن يعيد تشكيل حزب الليكود الذي لم يكسب منذ نشأة إسرائيل أي دورة انتخابية إلا أن قيام حرب الغفران "حسب التسمية الإسرائيلية" وحرب أكتوبر حسب التسمية العربية "هزيمة أكتوبر حسب تسميتي الشخصية" أعاقت ذلك.
عاد إلى الجيش يوم حرب الغفران واستطاع أن يحول الهزيمة الإسرائيلية على الجبهة المصرية إلى انتصار صاعق بل إنه استطاع حصار الجيش الثالث المصري في الإسماعيلية لأكثر من شهر.
بعد الحرب قدم استقالته ثم دخل عالم السياسة وشكل ائتلاف الليكود بطريقة سبق العالم كله فيها وهي تشكيل الحكومة من عدة أحزاب "ائتلاف" لكي يستطيع التغلب على الحزب الحاكم "حزب العمل".

شارون مع ابنه غور قبل مقتله 1967م "الصورة من الكتاب"

تولى شارون عدة حقائب وزارية منها وزارة الدفاع وقام باحتلال لبنان مرتين الأولى في عملية "سلام الجليل" والثانية الاحتلال الكبير عام 1982م والذي تورط فيها في فضيحة أخلاقية بسبب عدم توفيره الحماية لمخيمات الفلسطينية "صبرا وشتيلا" التي دخلتها القوات المسيحية وعاثت فيها قتلاً واغتصاباً ضد الفلسطينيين.
بعد عدة تقلبات كان شارون باستمرار بأفكاره البراغماتيكية والوطنية محط تطلعات الإسرائيليين ولذلك كان نجماً بازغاً على الدوام إلى أن أتى عام 2000م حيث قام بتدنيس المسجد الأقصى فقامت الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلا أنه للأسف كان من نتائجها سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي وتولى شارون الوزارة مكانه..!!
عام 2004م أصيب بجلطة دماغية ادعى متطرفين يهود أنها كانت بسبب تسليطهم لعنة يهودية قديمة عليه بسبب معارضته لهم في توجهاتهم.
هذه حكاية شارون وكتابه باختصار.

الثقافة الواجب توفرها لدى قارئ الكتاب:
يجب على من يقرأ الكتاب أن ينبذ وراء ظهره كل الخزعبلات والأكاذيب التي تلقاها عن طريق الإعلام العربي لأكثر من نصف قرن من الزمان لكيلا يُصاب بصدمة ثقافية وحضارية؛ أما من اعتاد تلقي الأخبار من الإعلام الغربي فهو في مأمن من ذلك.
إلا أني أنصح لكي يتم فهم الكتاب بشكل كامل أن يُقرأ أي كتاب غربي عن الحروب العربية الإسرائيلية أو كتاب "عبور القنال" لمخطط العبور الداهية المصري سعد الدين الشاذلي الذي ذكر الحقائق مجردة عكس ما فعل أقرانه من مُزوري التاريخ في الجانب العربي من القادة المصريين والسوريين.

مميزات الكتاب:
يعرض الكاتب الأفكار والأحداث بطريقة سلسلة ويحاول أن يحكي الأحداث بدون نظرة "ارتجاعية" مما يعطيه مصداقية أكبر؛ كذلك توجد بين ثنايا الكتاب أحداث يرويها شارون تكسبه الكثير من التعاطف الصادق حتى من قبل أعداءه مثل اعتماده على مبدأ لم يحد عنه اليهود وهو افتداء جثث موتاهم بأي ثمن حتى لو كان بمزيد من القتلى وكذلك روايته لحادثة ابنه "غور" الذي قُتل في 4 تشرين الأول من عام 1967م وكذلك كونه أول من قام بتهجير يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل بناءاً على فتوى أحد الحاخامات بثبوت يهوديتهم على الرغم من اعتراض الكثير من العنصريين في الجانب الإسرائيلي؛ أو صداقته مع القائد اللبناني بشير الجميل وحزنه على موته وكذلك غضبه من دخول المسيحيين إلى المخيمات والمجازر التي قاموا بها...

مواصفات طبعة الكتاب:
الكتاب قرأته قبل عامين وكتبت عنه هذا الموضوع وهنا أعيد نشره.
يتكون الكتاب من 766 صفحة متوسطة الحجم للأسف لم أجده كنسخة إلكترونية أو في المكتبات السعودية سوى مكتبة الجامعة وكدت أن أُصعق عندما رأيت النسخة الموجودة في المكتبة وقد قام أحد المتخلفين ممن يحملون كلمة "جامعي" بمحاولة شطب صورة شارون وكتب عليها "لماذا تضعون كتاب هذا الخنزير"..!!