السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأول مرة أكتب في هذا المنتدى الرائع والذي ألتهم منه أخبار الهلال أولاً بأول
ندخل في الموضوع
لو ذهبت إلى أحد معارفك ووجدت أن جدار منزله مائل . وقمت بنقده أو الإستهتار به وقلت ماهذا الجدار المائل كانه ....!!! وبدأت تشبه الجدار بأشياء غير محببه وأستهتارية .
في هذه الحالة أسألك أخي الحبيب من تنتقد هل تنتقد صاحب المنزل أم من قام ببناء ذلك الجدار؟
طبعاً ليس هناك مجال للشك بأنك تنتقد من قام ببناء ذلك الجدار بطريقة غير مباشرة بأنك تقوم بسب الجدار أو تستهر به وهذا يعود بالتالي طبعاً للذي قام ببنائه فهو لم ينبناء من حاله .
مادعاني للهذه المقدمة هو مارأيته في بعض الردود من بعض الأعضاء هداهم الله أذا بدأو يتكلمون عن شخص معين من الناس أياً كان ـ ظالماً أو حاقداً أو غيوراً ـ فتجده يسب في خلقته التي خلقها الله عليه ويشبه بأشياء غير محببه وأستهتارية كسبه في أنفه أو عينيه أو أي شيء آخر من خلقة الله سبحانه وتعالي وهذا معناه بأنك تسب الخالق وتستهتر بخلقت الله سبحانه وتعالى
وهذا لا يجوز ويجب أن نتقي الله ونعلم حرمة الأستهتار بعباد الله أو بخلقتهم .
وقد يكون هولاء الذين تسخر منهم خيرا منا وإن كان في الظاهر غير ذلك.

قال الله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) . {الحجرات : 11}.

قال ابن كثير رحمه الله:

ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكِبْر بطر الحق وغَمْص الناس. ويروى: وغمط الناس. والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له. انتهى كلامه رحمه الله
وهناك نقطة مهمه يجب التنبه عليها :ـ فأنت يأخي الحبيب بهذا العمل تعطي هولاء الناس الذين تسخر منهم من حسناتك يوم القيامة وأذا أنتهت حسناتك أعطوك من سيئاتهم وهم جالسون في بيوتهم بلا تعب ولا كد فكلنا نعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :ـ (( أتدرون مالمفلس ؟ قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع , فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) .. (رواه مسلم)
وأخير أختم بهذه الحديث فقد روى ابن حيان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :ـ { مَنْ سَمَّعَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَلَهُ النَّارُ } ومعنى سمعه أسمعه ما يؤذيه . وهذا يهودي أو نصراني فما بالك بالمسلم .
والله يا أخوان إنها نصيحة من محب إلى محب .