على تلك الجزيرة اخترت ان أنئا عن الحضارة و كل منغِصات الاسترخاء لا مكان هُنا لغير الهدوء و التمتع بكل ما هو بدائي , وجدت وحدتي وكنت أحسب أني كذلك أو صرت له , و على غرار ماتوقعت وظننت , فحين كنت انتظر المساء وتلاشيء آخر خيوط الضوء , وجدت أني غارق في محيط الأمس ..

القرية لا تبتعد عن مكان إقامتي ذلك المحيط ممتليئ بالتسارع وصخب الحياة والأصوات على غير تناغم متقاربة فلا تستطيع ان تميز بينها , اسير في الطُرقات على غير رشد متجولا فاحص المكان , الأبنية مشيدة على طراز غربي لاتزل محتفظة بتلك السمة , وكأنها شوآهد على تواجده , تحدثني عن ماضي كانت ...!! هُناك الزمن حاضر , يعود بي لحقبة غاب به توآجدنا !! أكمل خُطاي لتنحرف بي للأزقة وللسوق لأجد النقيض والعشوائية في تراصف البسطات الصغيرة و من خلفها وجوه ودودة تتقن رسم ابتسامه تمتهن الحرف اليدوية و ما وتجود به معطيآت الطبيعة ..

لوحة رُسمت بإتقان لم تشوهها ايدي العابثين , امتزج ما كان مع براءة لا زالت , محتفظة بقيمتها الفنية وروحها الإستوائية , الغيوم تُرى مطوقة عنق الجبل و هو مكسوا بأشجار كثيفة وارفة الأغصان , ينحدر منه طريق ملتوي ينتـهي للمرفأ , حيث صرت للشاطئ , قوآرب صغيرة للصيآدين تزين صفحة الماء الفيروزية , تتراقص بإقاع مع حركة الأموآج المتكسرة على احضان الساحل ..

بخطئ متثاقلة أعود , حاملا بديع ما شاهدت وشهدت , وفوضى ماكنت عليه وحيدا تتواتر الأفكار في مخيلتي فتارة اكون مغتبطا وتارة أخرى متذبذبا مابين ذلك و ذلك , يبدُ ان الأمس انتصر , اقترب من القنديل أطفئه ..

الهارف