قد نختلف وقد نتفق مع الأستاذ فهد المصيبيح، ويعود ذلك إلى الإختلاف في وجهات النظر، ولكن هناك معايير إداريه صرفة عن طريقها نستطيع تقييم العمل الإداري بأكمله ومن ثم تحديد نجاح الرجل من فشله.
في علم الرياضيات الأرقام لا يختلف عليها أحد أبدا فالعدد 1+1=2 كما أن 2X2=4 هل هناك إختلاف؟ أبدا الكل متفق. وفي علم الإداره هناك طرق تقييميه حديثه يتم بموجبها تقييم الأداء، ربما تكون معقده بعض الشيء خصوصا إذا ماحاولنا تطبيقها في نادي يشهد فراغ إداري كبير منذ أكثر من شهر.
ولكن لنمضي في تقييمنا البسيط الذي يستطيع أي طالب في الثانويه عمله. الأستاذ فهد تولى إدارة فرق كرة القدم بدأ من النشء وحتى لاعبي الدرجه الأولى مالذي حصل؟
نضب معين المواهب الصغيره وأبتعد كثير منهم إلى فرق أخرى منافسه، والسبب أنهم إرتكبوا بعض الأخطاء. الإنضباط أمر مطلوب ولكن المبالغه في طلبه أمر مستحيل. الكل بخطيئة، والأستاذ فهد يتعامل مع بشر وهم خطاؤون ولا يتعامل مع ملائكه، لذا كان لا بد من حسن التعامل مع هؤلاء الصغار وإرشادهم إلى الطريق الصحيح لا حرمانهم من النادي.
بسبب هذا العمل الإداري (المنضبط) الفريق يهزم بأربعة من الإتفاق والسبب قلة المواهب. قبل قدوم الأستاذ فهد كان الهلال يفوز بجميع البطولات السنيه، والآن هو مهزوم في معظمها. أذكر، إن لم تخني الذاكره، أن الهلال فاز في بطولة وهو يفتقد لثمانية من لاعبيه الأصليين الذي إنضموا إلى المنتخب، أي فاز بوجوه صاعده وشابه، وكان يوسف جازع، على ما أعتقد، النجم الساطع في ذلك الفريق(على العموم لم يكن من الشباب ولكن معظم الفريق كان كذلك).
يجب أن نقر ونعترف أن بيئة كرة القدم والأنديه الرياضيه ليست كبيئة حلقات الدرس التي تعقد في المساجد، فنسبة كبيره من اللاعبين لا يتمتعون بأدنى قدر من التعليم، وهم أيضا ليسو على نسبة عاليه من الإنضباط، وهذه ليست صفة خاصة بنا فقط بل أن بعض لاعبي الأنديه الأوربيه كذلك.
أنا لا أقلل من قدر اللاعبين ولا أتهم أحدا، ولعلهم يكونون أفضل منا عند الله، كذلك لا أعمم بل أكرر وأقول البعض، ولكن ما أردت توضيحه هو واقع الحال لكي نصل إلى الهدف.
إذا يجب على الإداري أن يعي هذه البيئه ويتعامل معها بفنية إداريه وحنكه، قد يقلل من الأضرار والأخطاء ولكنه قطعا لن يصل إلى مستوى الكمال أبدا، فإن أصر على الكمال فلابد من البتر وهو ماحصل في نادي الهلال. بترت كثير من المواهب، وشردت إلى أنديه أخرى، ثم جاء الدور على اللاعبين الكبار فأنفرط العقد الهلالي. وأضن أننا سنفاجأ قريبا بفقد بعض جواهر عقدنا الفريد.
إذا الأستاذ فهد كان سببا مباشرا، وليس الوحيد، لندرة المواهب ولأبتعاد كثير من اللاعبين عن الفريق، وهو بذلك مسؤول عن حال الفريق ونتائجه الحاليه. هل نتفق على ذلك؟ قطعا البعض يخالفني الرأي ولكن النتائج لا تكذب أبدا.
نصل إلى السؤال المهم: مالذي يريده النادي هل يريد البطولات وتفريخ المواهب واللاعبين، أم يريد أن يطبق الأنظمه الصارمه ويعيد تشكيل شخصيات اللاعبين للوصول بهم إلى الشخصيه المثاليه التي ينشدها الأستاذ فهد؟ الكل يبحث عن المثاليه ولو أستطاع أحد إعادة تكوين الشخصيات لأصبحنا نعيش في " المدينة الفاضله " لا سجون ولا عقوبات ولا جرائم، ولكن ذلك أمر مستحيل.
أرجع للسؤال، النادي يريد أن يحقق البطولات وأن يفرخ المواهب واللاعبين، ولكن يريد قدرا من الأنضباط الذي يحمي النادي وكل من ينتمي إليه. هذا القدر من الإنضباط يحتاج إلى رجل إداري محنك يستطيع الوصول إليه دون قطع ولا بتر، وهو أمر سهل المنال وأفضل من نجح في هذا الأسلوب هو الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله.
الأنضباط لا يمنع حدوث الأخطاء الفرديه، وللتدليل ليس هناك أكثر من الأنضباط في كليات الأمن ولكن مالذي يحدث خلف الكواليس؟ أمور كثيرة لا يعلم بها إلا الله.
أخلص إلى القول، وقلبي يتقطع ألما، أن الأستاذ فهد المصيبيح لم يخلق لأدارة الأنديه واللاعبين وهو سيواجه الفشل بعد الفشل ولن ينجح أبدا، ولا أدعي الغيب، ولكن نهجه الإداري ليس بالنهج الذي من الممكن أن ينجح مع اللاعبين. لكي لا يتهمني أحدا بأنني أطالب بترك الحبل على الغارب، فإني أأكد أن الذي أعنيه هو: أن يتولى إدارة الفريق رجل يستطيع تطبيق نظريات الأدارة الحديثه التي تبنى على حل المشاكل وتحويلها إلى طاقة قوة تدفع الفريق إلى الأعلى، رجل يؤمن بأن البتر هو أبغض القرارات وأصعبها لديه، وحدوثه يعني أن يوصم بالفشل في تعامله مع اللاعبين، لذا يعمل المستحيل لأحتواء المشاكل وحلها قبل أن تتعاظم كما تتعاظم كرة الثلج.