السلام عليكم ورحمة الله,,
قبل الشروع في القراءة, أمل التفضل بقراءة هذا الرابط, فالقصة تدور عنه,,,
http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/aug/30/fr2.htm]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ونحن نبكي أربعة,,,
ونحن نعدها " كارثة!!",,,
وبعضنا يصنفها " طامة",,,
وهي كما يقول الكاتب الكبير صالح السليمان " تراها جلد منفوخ.."
في نفس اليوم كنت أقلب تحليلات المباراة, وقعت عيني على هذا الخبر فخجلت من نفسي أشد الخجل,,,
ولكن ألا ليت شعري, فمن لهؤلاء الاربعة!!
فلعل في كتابة أو قراءة هذه " الخلجات", تكفير عن تقصير نقترفه تجاه هؤلاء فالالتفات لهم محتم والدعاء لهم واجب,,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** موسم القطاف سيبدأ غداً...
ففي حصيلته تسترد العوائل "الضاربة في جذور الكدح" شيئاً من أنفاسها..
وفي هذا الموسم فقط, يسمح للأماني أن تحلق في سماء " ألاحلام", وهي التي لم يستطع " المغتصب" أن يصادرها,,,
يا لبؤسهم!! فهم لهم فقط " متعة الحلم",,
أما بقية العام, فليس هناك مايغري لممارسة متعة كتلك,,,,,,
إجتمعوا " الاربعة" على ضوء السراج, وهو الذي قد أوقد بزيت إستدانوه من جارهم, ولعله يكون أخر دين لهذا العام, فغداً موسم القطاف, وسيتم تحرير ديون العام بكامله,,,,
كان العشاء قطعة خبز وزيت زيتون وشيء من الزعتر,,
هذا عشاؤهم!! وهم ليسوا في نظام ريجيم, ولكن في الصالون علقت لوحة ذات برواز مهتريء مائلة نحو الارض كثيراً, وكأنها تهمس في أذانهم, في اللوحة " العين بصيرة واليد قصيرة.."
وكذلك لم يكن هدفهم أن يناموا خفيف على رأي أطباء الطبقة البرجوازية و نصائح مختصي مرض " النقرس" ولكن البنت قد كتبت على جدار المطبخ بالفحم " مد لحافك على قد رجليك",,
أطفي السراج, وإنسل الجميع بهدوء إلى حيث ماسمى " تجاوزاً" مضاجعهم ,,,
وكل واحد منهم قد سحب معه" سلته" لتنام بجانبه وتكون سلوته في" متعة الحلم",,
كل واحد من ألاربعة, يعتقد أن ألاخرين طرحهم النوم إلا هو,,
ولكن كيف يكون للنوم سبيلاً!!, وفرصة التلذذ بالحلم قد أزفت,,
فكثير من الفرص لاتأتي بالعام مرتين, وهذه إحداها,,
فالام, قد إحتضنت " سلتها" تمني النفس أن هذا الموسم سيكون وفيراً, حيث ستكون فرصة لتسديد أجار البيت المتأخر, وديون السمان, وأن بقي في الحصيلة شيئ فسيصلح به تسرب المياه في سقف صالون المنزل,,,,
والبنت, لم تكن تحلم بشاب وسيم وغني يأتي على حصان أبيض ليخطفها, ولكن كانت تحلم بأن يكون لها " دولاب" خاص بالغرفة المشتركة مع إخوانها الذكور, فهي قد بلغت منذ ثلاث سنوات, والفتاة لها حاجياتها "الخاصة جداً " والتي لاينبغي أن يشاركها الاخرين حتى مجرد " النظر" لها,,,
والابن كان ينتظر هذا الموسم, فحذاءه المتقطع بالكاد يحمل قدميه, فهو قد عاهد نفسه أن يستبدله بحذا ء صناعة " جنوب أفريقيا" ذا جلد ممتاز, سمع أنه يدوم لخمس سنوات قادمة, هو يتمنى أن يشتري " حذاءاً إنجليزياً" ولكنه صاحب مبدأ فهو مقاطع للمنتوجات الانجليزية,,,,
وإبن العم, كان همه أخته الصغيرة " سارة" والتي تعاني من فشل كلوي منذ عدة سنوات حيث تراجع مستشفى القرية ثلاث مرات بالاسبوع لعمل الغسيل, ولكن المستشفى أخبروه بأن عليه أن يدبر تكاليف المحاليل بنفسه حيث لايوجد ميزانية لها, وإلا فإن أخته ستوجه مصيرها المحتوم,,,
هجع الجميع, وران في البيت سكون مخيف لم يقطعه إلا " صرصار العشب" وصوت مزعج منتظم لقطرات متسربة من سقف الصالون,,,
كان هناك وحشاً رابضاً خارج البستان لم ينم,,
وبكل خسة ودناءة وغدر, بدأ الوحش يقترب من المنزل حتى أصبح على مرمى حجر منه,,,
فالغدر صفة متأصلة في أحفاد القردة والخنازير, فهم يتوارثون الغدر كما يتوارث العرب الكرم والانجليز البرود,,,
سحب قائد " الوحش" سيجارة من علبته, وضعها بين شفتيه ولم يشعلها فركنها في أطراف الشفتين,,
هو لم يظبط الهدف بجهاز الكمبيوتر, فالهدف قريب جداً وظبطه بالعين المجردة كاف,,
كان على يمينه زر أحمر مشيراً ألى " Power", مد يده إليه ولم يتردد للحظة, ضغط على الزر وإنطلقت القذيفة بكل قسوة متحدية سكون الليل,,,
المنزل لم يكن ليحتاج لأكثر من قذيفة,,,
إمتزج كل شيء...كل شيء,,
اللحم الأدمي, الاسمنت المسلح, سلال القطف وأحلام الموسم,,
حتى أمل " سارة" بالعيش قد إمتزج معهم,,
هبط الغبار المتطاير وعاد السكون مرة أخرى يلف المكان فليس حتى ثمة أنين,,,
إلتفت قائد الوحش إلى رفيقه سائلاً إياه وبكل برود أن يشعل له سيجارته, وإستدارا إلى الخلف وقهقهاتهم تملأ المكان مع " صرصار العشب",,
وأما تسرب الماء فقد أسكتوه إلى ألابد...إلى ألابد.....
ـــــــــــــــــ
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..."
* ملحوظة: ليس هناك حقوق محفوظة لهذه الخاطرة إلا لشبكة الزعيم, فإني أمل لمن لديه إشتراك في أكثر من منتدى أن ينشرها هناك مشيراً إلى منتدى الزعيم دون الاشارة لكاتبها,,,
الوضع العادي
