بســم الله الرحمن الرحيم

الإعــلام يصنــع الرأي العـام ..!

بقـدر مايهــتم الإعـلام ويركـز عليه بقـدر مايجـذب الناس لهذا الأمر والإعـلام بشـتى أذرعه مـن قـنوات فضـائية وصـحف ومجلات ومواقـع أنترنتيـة وكتاب وصحفيين ومسؤولين ومربين وأصحـاب الرأي

ولذلك يمكـن أن نقول أن الشـاب والشابـة تربيـة الإعـلام فإذا وجدنـا تقصيرا في جانـب من جوانب ثقافة جيلينا فلنفتـش عن دور الإعـلام وبقـدر من مايعطينا الإعـلام من معلومات واهتمام وتوجيه وتشويـق وجذب بقـدر مانكون عليه نحن الشباب

فلا غرابــة أن يعرف شبـابنا مـن أسمـاء لاعبيـن أكثر من مايعرفون من أسمـاء الصـحابة رضوان الله عليهم لأن الإهتـمام كلـه أو أكثره مركـز على النواحي الرياضيـة انظروا كم قناة رياضيـة في الأقمـار الصناعيـة وأنظرو كم عدد المعلقيـن على المباريات الرياضيـة بأنواعها وأنظروا كـم عدد المحللين للمباريات وأنظرو كم حجـم الأموال التي تستثمر في المجـال الرياضـي ولهذا كله وجـدنا هذه الهالة الكبيـرة التي أحيطت بها الرياضة والرياضيين ومايتعلـق ذلك إلى درجـة أن أهل البيـت كلـهم إلا من رحم الله يهتـمون بريـاضة الأب والأم والرجل والمرأة والصغير والكبير وتمنـح الجوائـز الكبيـرة الأنديـة ولاعبيـن من المبالغ النقدية والسيارات الفارهة إلى الفلل والبيوت وأنظرو إلى رواتـب الاعبيــن المشهوريــن التي تصل إلى عشرات الملايين وانظرو إلى المدربيـن وخاصـة الأجانب

ومع ذلـك قد لايحققون له شيئا له قيـمة في البلد الذي يستقدمهم فغالبـا ماتلغى عقودهم إذا فشلـوا في تحقيق أي بطـولة

وكل هذه العنـاصر الجاذبـة والمبهرجة ولافته للنظـر بل المذهلة أحيانا والمدهشـة جعلتنا جميعـا نلتفت إلى هذا الحقـل على حسـاب الحقـول الأخرى الأهم كمعرفة أسماء الصحابة وأسماء التابعين وأسماء العلماء وأسماء المؤرخين والمؤلفين والمخترعيــن والأطباء العررب على مـدى التاريـخ وأسمـاء القادة المشهوريــن وأسماء الخلفـاء في كل زمن وفي كل بـلد لأن هذه لا يهتــم بها الإعـلام إلا نادرا وإن اهتم بها لا تعطــى الهالـة والجذب والإهتمام التي أعطيتها الريـاضـة

مع أن الجهــل بالريـاضـة لا يعاب على الشـاب بل الذي يعـاب عليـه هو الجهـل بديـنه وتاريخ أمتـه وأدبهـا وعلمها وحضارتـها وماضيـها كلــه

فمتــى نلتفــت إلى هذه الجوانــب المهمــــة المهمــلة ونحـن نقول:

إن على الإعلامـي مسؤولية كبـرى وعلى الأباء والأمهات مسؤولية أيضـا في توجيـه أبنائـهم وبناتهـم وإرشـادهم على ماينفعهـم وعلى مايوسـع ثقافتهـم ومايهمهم في دينهم ودنياهم
كما قال الشاعر:

وينشـأ ناشئ الفتيـان منا ** على ماكان عوده أبـوه
ولا نعفـي المربيــن والمدرسيــن من المسؤوليـة ولا نعفـي أنفسنا أيضـا فالشاب إذا بلغ الرشـد لابد أن يعرف مايفيـده وما يضـره

ولذلك حينما سئل ابن المقفـع :
من أيـن لـك هذا الأدب؟

قال: من نفـسي إذا رأيت شيئا حسنـا فعلتـه وإذا رأيت شيئا سيئا أجتنبـه..
فمتـــى نعـرف الفرق بين السـئ مـن الحسـن بـل متى نعرف الأهـم من المهــم.

كــان معـكم:
أبوجواد العرااابـي

الإعلام هو من يسعى خلف إهتمامات المشاهد ، فجذب أكبر عدد من المشاهدين يعني جذب أكبر عدد من ( المعلنين ).
فسخافه البرامج والمسلسلات ( التي تعتبر ناجحه لكثره المعلنين ) تعبر عن سخافه المشاهد!!.
فلذلك تجد أن القنوات الهابطة ناجحة ، على عكس القنوات الأخرى التي تسعى لنشر الإصلاح ، ولا تتبع إهتمامات المشاهد.
ولا أخص بالإهتمامات ( الرياضة ) ، وإنما أقصد ( البرامج والمسلسلات السخيفة ) وقنوات الغناء.
على أن بعض القنوات إستطاعت أن تجمع بين عاملي :
1- جذب المشاهد والمعلن.
2- ما يعود على المشاهد بالنفع.
وذلك مما شاهدناه بالعامين السابقين بسلسلة قصص الأنبياء وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام للشيخ نبيل العوضي.
فقد إعتمدت قناة الوطن ميزانية لهاتين السلسلتين بتقديم شيخ يحب أغلب الناس السماع لحديثه.