إذا أردنا من الفنان عبدالوهاب المهدي أن يرسم لنا لوحة فنية للتعريف عن نفسه .. فماذا سوف تحمل ريشته من ألوان ؟
ستحمل ريشتي رسالة إلى الإنسان للإحسان إلى خلق الله عز وجل والعدل والاتزان في التعامل مع محتويات الأرض والنظر إلى الحياة بإيجابية ...
تبقى البداية دائما ما تحمل المنعطف الأول الذي يرسم ملامح المستقبل .. كيف كان ذلك ؟ وما هي المحطات والتحديات التي واجهت عبدالوهاب المهدي في مسيرته في هذا الحقل من الفنون ؟
إن كان هناك منعطف رسم ملامح مستقبلي التشكيلي وغير مسار أو بالأصح دعم مسيرة حياتي الفنية فهو التحاقي بنادي الهلال السعودي النشاط الثقافي الذي قدم لي الدعم المعنوي الكبير الذي كنت احتاجه وكذلك سهل لي الاحتكاك بالتشكيليين والمثقفين والأدباء والفنانين وتكوين علاقات كبيرة ساعدتني في مسيرتي ،، أما بالنسبة للمحطات والتحديات فهي كثيرة سيطول شرحها ولكن سأختصر حديثي بالقول أن المحطات وذكريات الطفولة ومراحل الحياة التي مررت بها دائما ما اتكئ عليها عندما أخطو خطوة إلى المستقبل والحمد لله الذي وهبني هذه الموهبة من صغري حيث كنت استشعر كل ما يدور حولي وأتأمل فيه ،، علما أن حياتي لم تكن تلك الحياة المفروشة بالورود وإنما تقلبات مستمرة وكأنما الأقدار تجرفني للتعلم من أنواع وأشكال الحياة وتجاربها ..
( الرسم ) .. تلك اللوحة والألوان والفرشاة التي تتناغم فيما بينها لكي تشكل معان مختلفة .. نستميحك العذر بالقول : ماذا يعني هذا النوع من الفنون في فكر الفنان عبدالوهاب المهدي ؟
هذا النوع من الفنون ليس مجرد مساحة من التسلية وإنما هو ثقافة وحضارة وعلم فالألوان لها معاني ودلالات والفكرة كذلك الناتجة من تجاربي في الحياة أو تجارب غيري، وقد أثبتت الدراسات أن الألوان لها تأثير على نفسيات البشر وكذلك الحيوان ومن الممكن معرفة الشخصية من خلال الألوان التي يفضلها .
هل الرسم بالنسبة للمبدع في حاجة إلى ظرف يستفز خياله الإبداعي أم يمكننا القول إن ( الرسم ) ليس في حاجة إلى الذهاب به بعيدا عن فكرة نقل الصورة بالفرشاة والألوان ؟
بلا شك المبدع بحاجة إلى ما يثير ما بداخله ويستفزه ( فلكل فعل ردة فعل ) كما يقال. سواء في حالات الفرح أو الحزن أو اللقاء والفراق كل هذي حالات استفزازية .
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بإبداعاتك الفنية عند افتتاحه لمعرضك التشكيلي الأول .. ماذا تحمل ذاكرة الفنان عبدالوهاب المهدي عن تفاصيل تلك المحطة الأولى في مسيرته ؟
يوم الأحد 21/2/1425هـ الساعة الثامنة مساء كانت أجواء الرياض ممطرة ولم تكن الحركة في شوارع الرياض بالسهلة وقلبي يخفق بقوة ولكن لم يطل الانتظار حيث هدئت نفسي برؤية ذلك الرجل صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل رعاة الله يتقدم وسط تلك الكوكبة من المسئولين والشخصيات والفنانين الحضور القوي ويشرفني بافتتاح معرضي التشكيلي الشخصي الأول ( خطوة الألف ميل ) رغم صعوبة الأجواء وقتها وليس بالغريبة على شخصية مثل نواف بن فيصل،، والشكر موصول لصاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي تلك المرآة العظيمة التي لولا الله ثم وقفتها لما وصلت إلى هذه المرحلة.. فكان ذلك اليوم بالنسبة لي يوم تاريخي احمد الله عز وجل الذي وفقني وسهل أمري ولا أنسى دعاء والدتي لي حفظها الله ومتعها بالصحة والعافية .
عرف ( الرسم ) خلال مسيرته الحضارية مدارس شتى لكل منها خلفيتها التاريخية وقواعدها التي تميزها عن الأخرى كالتشكيلي والتجريدي والسريالي ... الخ ، من خلال المعارض التي تقيمها .. كيف تستطيع أن توضح لزوارك من غير ذوي الاختصاص النبذة التاريخية والملامح الرئيسية التي تميز كل مدرسة عن الأخرى ؟
أسعى دائما في أعمالي إلى الوصول حتى للإنسان العادي بحيث يستطيع أن يتلمس ويحس بأبعاد اللوحة التشكيلية من خلال ما عاشه أو تعايشه ولا ادخله في متاهات الفلسفة التشكيلية .. وأحاول أن أعطية مدخل للوحة بحيث أسهل له قراءتها ومعرفة دلالاتها إما عن طريق عنوان للوحة أو عن طريق توضيح معاني الألوان وبعض أساسيات الفن التشكيلي .
يتحدث التاريخ أن المسلمين الأوائل كانوا في تحدي مع الذات عندما انحنوا بالرسم من خلال إبداعاتهم الفنية نحو فنون النقش والخط والعمارة والتي استطاعوا من خلال ذلك رسم ملامح حضارية ميزتهم عن الآخرين .. ويرجع المؤرخين سبب ذلك إلى رغبة المبدعين في تلك الحقبة إلى الابتعاد بعيدا عن شبهة الكراهية في تجسيد الأرواح .. أين يقف عبدالوهاب المهدي من هذا المفهوم في الثقافة الفنية لدى المسلمين الأوائل ؟
أولا الحمد لله الذي من علينا بالإسلام ،، ولكل زمان ظروفه وحضارته وثقافته ففي السابق كان الجهل منتشر بشكل كبير والتخلف كذلك فأدى ذلك إلى استغلال تلك العقليات بصنع أصنام وتماثيل ورسومات ودعوة الجهال إلى عبادتها من دون الله والتي قام الإسلام بنفيها بعد ذلك وتحريمها لما فيها من شرك بالله ومضاهاة لخلقه.. وقد اختلف العلماء في زماننا في تحريم وتحليل الرسومات لذوات الأرواح والتماثيل ..والحمد لله من الله علينا بالعقل فلا يوجد احد يستطيع مضاهاة خلق الله ومن لا يعلم يتم تعليمه فنحن في عصر العلم والحضارة التي يجب أن نستغلها في خدمة أهداف هذا الدين الحنيف بشتى الطرق ودائما الأعمال بالنيات ،،( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فيجب علينا أن ننضر للعمل إلى ماذا يهدف قبل أن نقوم بلحكم عليه. والمسلمون هم بناة الحضارات .
الجميع شاهد أو قرأ عن لوحات فنية زينت جدران وقباب كثير من المتاحف العالمية والقصور بنوعيها العامرة والتاريخية ناهيك عن تلك المزادات التي تتحدث بملايين الدولارات .. أين تكمن قيمة المعنوية والحضارية للوحة الفنية حتى تنال كل ذلك ؟
بلا شك قيمة العمل من قيمة صانعه فمتى ما أصبحنا نقدر المواهب والمبدعين الذين ميزهم رب العزة والجلال سيكون هناك قيمة لتلك الأعمال .. ولكن طالما هناك حسد وتهميش لتلك المواهب فمن أين يأتي التقدير ..
في حديث سابق إلى صحيفة الجزيرة تحدثت إلى كونك سعيد بوصفك ( فنان نادي الهلال ) ! هل نستطيع القول إن الفنان عبدالوهاب المهدي ينتمي إلى مدرسة فنية أسمها الهلال ؟
بالطبع انتمي لهذا الصرح الشامخ نادي الهلال فهو كمؤسسة تعني بقطاع الشباب في جميع المجالات وقد أسهم هذا النادي في دعم الكثير من الشباب لتحقيق الإنجازات واني اعد نفسي من الذين ساهم نادي الهلال في انتشار أعمالهم على مستوى كبير وافتخر كل الفخر بوصفي فنان نادي الهلال الأول .
ما قصة العشق الذي ألقى بك في أحضان اللون الأزرق الهلالي ؟ وهل كان للهلال كمؤسسة ( رياضية – ثقافية - اجتماعية ) مساهمة في دعم مسيرتك الإبداعية ؟
أنا بالفطرة أحب اللون الأزرق ودرجاته ويكفيني فخرا أن هذا اللون هو شعار زعيم الأندية السعودية نادي الهلال ..
يتصف عادة المبدع عبدالوهاب المهدي بأنه فنان ( تشكيلي ) .. هل تعتقد إن توجه المبدع نحو مدرسة بعينها أحرى من تنوع المدارس الفنية ؟
بصراحة لا أحب أن احصر نفسي في مدرسة واحدة فهناك مواضيع للوحات تخدمها مدرسة أحسن من الأخرى فيجب إجادة جميع الطرق في إيصال الفكرة للمتلقي بتنوع أذواقهم فان حصرت نفسي في مدرسه معينة فقد حصرت جمهوري .
ما هي اللوحة التي شاهدها الفنان عبدالوهاب المهدي وتمنى أن يذيلها بتوقيعه ؟
بالنسبة للوحة التي تمنيت أن أذيلها بتوقيعي لم ترسم بعد .
المتواضع المغرور ! هنالك ما يجمع هذه العبارة بشخص عبدالوهاب المهدي .. أين ذلك ؟
بتواجدي على شبكة الزعيم اعتبر ذلك نعمه من الله ورفعة شأن لي بالتالي إنني بأذن الله بعيد عن الغرور وجميل أن يتصف المرء بالتواضع .. فمن تواضع لله رفعه .
عادة ما يخطو المبدعين في مراحل عدة للوصول إلى الشخصية التي يطمحون إليها .. هل نستطيع القول إن الفنان عبدالوهاب المهدي قد بلغ الشخصية التي كان يطمح إليها أم لا زال البحث عنها جاريا ؟
إني سائر لبلوغ تلك الشخصية بإذن الله فهي نصب عيني .
هل استطاع فن ( الرسم ) أن يضع لنفسه مكان في المقدمة من الخارطة الإبداعية في السعودية .. أم لا زال بعيدا عن الفنون الأخرى ؟
بصراحة في ظل تسارع العلم والتقنية والتكنولوجيا في هذا العصر يثير وضع الفن التشكيلي أو الرسم في السعودية الكثير من التساؤلات ؟؟؟؟ رغم توفر الإمكانيات فلماذا هذا التأخر رغم تواجد المبدعين . فمن هم القائمون على هذا الحقل من الفنون ؟؟ وهل هم راضون عن هذا المستوى ؟؟؟
أين شبكة الزعيم من ريشة الفنان عبدالوهاب المهدي ؟ وما هي الكلمة التي تود أن تختم بها هذه المقابلة لأعضاء شبكة الزعيم خاصة وجماهير الزعيم عامة ؟
إن شاء الله اعد شبكة الزعيم بعمل فني أتمنى أن يليق بمكانة هذه الشبكة الكبيرة والراقية في جميع طرحها .. وأتقدم بجزيل الشكر والعرفان للقائمين على هذه الشبكة ولجماهيرها الذين تفاعلوا مع أعمالي بشكل لم أكن أتخيله وهذا يدل على ذائقة هذا الجمهور ورقيه و الذين يستحقون أن تكون لهم شبكة كشبكة الزعيم واكرر شكري وتقديري وامتناني لكم لتكرمكم باستضافتي واعتبر نفسي من الآن قد دخلت العالمية من خلال شبكة الزعيم وختاماً أقدم اعتذاري إذا أخطأت في شيء فأنا بشر واسأل الله التوفيق للجميع والحمد لله رب العالمين .