نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة النمل (1) (http://vb.alhilal.com/t806582.html)

سامي صعب يتكرر 02/09/2009 05:11 AM

تفسير سورة النمل (1)
 
‏{‏طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏1‏]‏
‏{‏طس‏}‏ سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة‏.‏ هذه آيات القرآن، وهي آيات الكتاب العزيز، بينة المعنى‏,‏ واضحة الدلالة‏,‏ على ما فيه من العلوم والحكم والشرائع‏.‏ فالقرآن هو الكتاب، جمع الله له بين الاسمين‏.‏
‏{‏هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏2‏]‏
‏{‏الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏}‏ ‏[‏3‏]‏
وهي آيات ترشد إلى طريق الفوز في الدنيا والآخرة‏,‏ وتبشر بحسن الثواب للمؤمنين الذين صَدَّقوا بها‏,‏ واهتدَوْا بهديها‏,‏ الذين يقيمون الصلوات الخمس كاملة الأركان‏,‏ مسوفية الشروط‏,‏ ويؤدون الزكاة المفروضة لمستحقيها‏,‏ وهم يوقنون بالحياة الآخرة‏,‏ وما فيها مِن ثواب وعقاب‏.‏
‏{‏إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ‏}‏ ‏[‏4‏]‏
‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ‏}‏ ‏[‏5‏]‏
إن الذين لا يُصَدِّقون بالدار الآخرة‏,‏ ولا يعملون لها حسَّنَّا لهم أعمالهم السيئة‏,‏ فرأوها حسنة‏,‏ فهم يترددون فيها متحيِّرين‏.‏ أولئك الذين لهم العذاب السيِّئ في الدنيا قتلًا وأَسْرَا وذلًا وهزيمةً‏,‏ وهم في الآخرة أشد الناس خسرانًا‏.‏
‏{‏وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ‏}‏ ‏[‏6‏]‏
وإنك ـ أيها الرسول ـ لتتلقى القرآن من عند الله‏,‏ الحكيم في خلقه وتدبيره الذي أحاط بكل شيء علمًا‏.‏
‏{‏إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ‏}‏ ‏[‏7‏]‏
اذكر قصة موسى حين قال لأهله في مسيره من ‏"‏مدين‏"‏ إلى ‏"‏مصر‏"‏‏:‏ إني أبصَرْتُ نارًا سآتيكم منها بخبر يدلنا على الطريق‏,‏ أو آتيكم بشعلة نار‏;‏ كي تستدفئوا بها من البرد‏.‏
‏{‏فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏8‏]‏
‏{‏يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏[‏9‏]‏
‏{‏وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ‏}‏ ‏[‏10‏]‏
‏{‏إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏[‏11‏]‏
‏{‏وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ‏}‏ ‏[‏12‏]‏
فلما جاء موسى النارَ ناداه الله وأخبره أن هذا مكانٌ قدَّسه الله وباركه فجعله موضعًا لتكليم موسى وإرساله‏,‏ وأن الله بارك مَن في النار ومَن حولها مِنَ الملائكة‏,‏ وتنزيهًا لله رب الخلائق عما لا يليق به‏.‏ يا موسى إنه أنا الله المستحق للعبادة وحدي‏,‏ العزيز الغالب في انتقامي من أعدائي‏,‏ الحكيم في تدبير خلقي‏.‏ وألق عصاك فألقاها فصارت حية‏,‏ فلما رأها تتحرك في خفة تَحَرُّكَ الحية السريعة ولَّى هاربًا ولم يرجع إليها‏,‏ فطمأنه الله بقوله‏:‏ يا موسى لا تَخَفْ‏,‏ إني لا يخاف لديَّ من أرسلتهم برسالتي‏,‏ لكن مَن تجاوز الحدَّ بذنب‏,‏ ثم تاب فبدَّل حُسْن التوبة بعد قبح الذنب‏,‏ فإني غفور له رحيم به‏,‏ فلا ييئس أحدٌ من رحمة الله ومغفرته‏.‏ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء كالثلج من غير بَرَص في جملة تسع معجزات، وهي مع اليد‏:‏ العصا، والسنون، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم؛ لتأييدك في رسالتك إلى فرعون وقومه‏,‏ إنهم كانوا قومًا خارجين عن أمر الله كافرين به‏.‏
‏{‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ‏}‏ ‏[‏13‏]‏
فلما جاءتهم هذه المعجزات ظاهرة بيِّنة يبصر بها مَن نظر إليها حقيقةَ ما دلت عليه‏,‏ قالوا‏:‏ هذا سحرٌ واضحٌ بيِّن‏.‏
‏{‏وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ‏}‏ ‏[‏14‏]‏
وكذَّبوا بالمعجزات التسع الواضحة الدلالة على صدق موسى في نبوته وصدق دعوته‏,‏ وأنكروا بألسنتهم أن تكون من عند الله‏,‏ وقد استيقنوها في قلوبهم اعتداءً على الحق وتكبرًا على الاعتراف به‏,‏ فانظر ـ أيها الرسول ـ كيف كان مصير الذين كفروا بآيات الله وأفسدوا في الأرض‏,‏ إذ أغرقهم الله في البحر‏؟‏ وفي ذلك عبرة لمن يعتبر‏.‏
‏{‏وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏15‏]‏
ولقد آتينا داود وسليمان علمًا فعملا به‏,‏ وقالا‏:‏ الحمد لله الذي فضَّلنا بهذا على كثير من عباده المؤمنين‏.‏ وفي الآية دليل على شرف العلم‏,‏ وارتفاع أهله‏.‏
‏{‏وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ‏}‏ ‏[‏16‏]‏
وورث سليمان أباه داود في النبوة والعلم والملك‏,‏ وقال سليمان لقومه‏:‏ يا أيها الناس عُلِّمنا وفُهِّمنا كلام الطير‏,‏ وأُعطينا مِن كل شيء تدعو إليه الحاجة‏,‏ إن هذا الذي أعطانا الله تعالى إياه لهو الفضل الواضح الذي يُمَيِّزنا على مَن سوانا‏.‏
‏{‏وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‏}‏ ‏[‏17‏]‏
وجُمِع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير في مسيرة لهم‏,‏ فهم على كثرتهم لم يكونوا مهمَلين‏,‏ بل كان على كل جنس من يَرُدُّ أولهم على آخرهم‏;‏ كي يقفوا جميعًا منتظمين‏.‏
‏{‏حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ‏}‏ ‏[‏18‏]‏
‏{‏فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ‏}‏ ‏[‏19‏]‏
حتى إذا بلغوا وادي النمل قالت نملة‏:‏ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يهلكنَّكم سليمان وجنوده‏,‏ وهم لا يعلمون بذلك‏.‏ فتبسم ضاحكًا من قول هذه النملة لفهمها واهتدائها إلى تحذير النمل‏,‏ واستشعر نعمة الله عليه‏,‏ فتوجَّه إليه داعيًا‏:‏ ربِّ ألْهِمْني‏,‏ ووفقني‏,‏ أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ‏,‏ وأن أعمل عملًا صالحًا ترضاه مني‏,‏ وأدخلني برحمتك في نعيم جنتك مع عبادك الصالحين الذين ارتضيت أعمالهم‏.‏
‏{‏وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ‏}‏ ‏[‏20‏]‏
‏{‏لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏21‏]‏

وتفقد سليمان حال الطير المسخرة له وحال ما غاب منها‏,‏ وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده‏,‏ فقال‏:‏ ما لي لا أرى الهدهد الذي أعهده‏؟‏ أسَتَره ساتر عني‏,‏ أم أنه كان من الغائبين عني‏,‏ فلم أره لغيبته‏؟‏ فلما ظهر أنه غائب قال‏:‏ لأعذبنَّ هذا الهدهد عذابًا شديدًا لغيابه تأديبًا له‏,‏ أو لأذبحنَّه عقوبة على ما فعل حيث أخل بما سخر له‏,‏ أو ليأتينِّي بحجة ظاهرة‏,‏ فيها عذر لغيبته‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

لا اله الا الله

ابوشوق الاحمري 02/09/2009 02:02 PM

بارك الله فيك وفي مجهودك

وجعل ما قمت به في موازين حسناتك

^ولد الزعيم^ 02/09/2009 02:59 PM

مشكور


جعله الله في ميزان اعمالك

(ابن الوطن) 02/09/2009 03:43 PM

جزاك اللـــــــــه الف خير وبارك فيك

وجعلها في ميزان حسناتك

Mag!c Spirit 02/09/2009 06:04 PM

آلله يجعلهآ في ميزآن حسنآتكــ


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:16 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd