26/08/2009, 01:47 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 06/04/2006 المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
| |
سورة الكهف.. لا تنشغل بالتوافه سورة الكهف من السور التي ذُكر في فضلها الكثير. من ضمن الآيات التي استوقفتني وشدتني آية عدد أصحاب الكهف: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً [الكهف : 21] سَيَقُولُونَ ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً [الكهف : 22] في الآية السابقة تم إبهام عدة أصحاب الكهف ولكن في الآيات التي تليها مباشرة كان هناك قضية أخرى لها علاقة بالأعداد كذلك وهي كم لبثوا في الكهف عدد سنين وهي أيضاً قضية خلافية بين أهل الكتاب وبين المسلمين ولكن تأملوا إجابة القرآن: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً [الكهف : 25] قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً [الكهف : 26] في الآيات السابقة كانت إجابة القرآن مختلفة في هذه القضية الخلافية؛ ففي الآيات إجابة واضحة ودقيقة عن "كم" لبثوا في الكهف ولم يتم إبهامها كما في الآيات التي قبلها..!! إذاً ما هو الفرق بين تلك وهذه مع إنهما قضيتان خلافية في الأعداد بين مسلمين وأهل كتاب..؟؟ حيث أحال الله في القضية الأولى العلم إليه ووجه النبي بـ فلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً بينما في القضية الآخرة أجاب القرآن عن العدد. المسألة تستحق التأمل. ففي قضية مسألة عدة أصحاب الكهف ما هو الفرق في كون عددهم ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو مئة..!! ذلك الأمر لا يصنع فارقاً كبيراً في قصتهم وأحداثها لذلك تم إغفال ذكر عدتهم في القرآن. بينما مسألة كم لبثوا في الكهف فهي قضية لها علاقة بالإعجاز، فلبثهم في الكهف أكثر من ثلاث مئة فيها اظهار لكرامتهم ولقدرة الله عز وجل. كان من الممكن أن يذكر القرآن عدة أصحاب الكهف وعدة لبثهم فيه ولكن وكأن القرآن يريد أن يوجه المسلمين بأن الأمور التي لا طائل منها ينبغي عدم الاهتمام بها. كم من المؤرخين يحفظون أشياء غريبة منها أن فرعون اسمه الوليد بن مصعب وأن اسم عاقر ناقة قوم صالح هو قُدار بن سالف وغيرها من "العلم" الذي لا يُقدم ولا يُؤخر في قضية من القضايا. بل كم من المسلمين الآن اهتماماتهم دونية يغرقون في قضايا تافهة ولا يستعينون بمنهجية القرآن؛ ولو تشربنا بذلك المنهج القرآني لقلنا لأنفسنا في وجه العديد من القضايا: لا تنشغل بالتوافه. |