سلاااااااااااااااام
التاريخ: 8/26/2002 م
يوم السبت الماضي قرأت في "الشرق الأوسط" خبراً طريفاً عن مخالفات الدبلوماسيين في نيويورك.. (ولماذا نيويورك!؟) لأنها مقر الأمم المتحدة حيث يوجد فيها 189بعثة دبلوماسية جميعها لا تدفع المخالفات المرورية.
أما لماذا ترفض الدفع!؟ فلأنها تتمتع بحصانة دبلوماسية تمنحها حق المخالفة - واختراق القانون إن أرادت - بدون أن تملك الدولة المضيفة حق مقاضاتها أو إخضاعها للعقاب!
وحسب الصحيفة وصلت قيمة الغرامات المستحقة على البعثات الدبلوماسية 22مليون دولار. واحتلت البعثة المصرية قائمة المخالفين بـ 15924قسيمة بلغت قيمتها , 163مليون دولار.. ومن الدول التي تجاوزت مخالفاتها نصف مليون دولار نجيريا والكويت والبرازيل وروسيا والمغرب وأندونوسيا..!!
* وبيني وبينكم ياليت الأمر ينتهي عند قطع الإشارة أو إيقاف السيارة في المكان الخاطئ ؛ فمن الملاحظ أن معظم التجاوزات الدبلوماسية تتم من زوجات وأبناء وخدم الدبلوماسيين في العام الماضي فقط.
وفي إنجلترا أشارت وزارة الخارجية إلى قيام زوجات الدبلوماسيين - خلال العشرة أعوام الماضية - بـ 240عملية سرقة و 228مخالفة مرورية.. أما الدبلوماسيون أنفسهم (في لندن) فسجلوا 104690مخالفة مرورية وأتى على رأس القائمة "شيخ بندر" البعثة النيجيرية بـ 6618مخالفة طوال فترة إقامته.
* أيضاً تعاني العواصم الكبرى مما يسمى بجرائم الحقيبة الدبلوماسية؛ فحسب البند 27من معاهدة فينا يمكن للدبلوماسي حمل (أي) حقائب أو صناديق أو لفائف كـ "حقيبة دبلوماسية". وحسب تلك المعاهدة لا يجوز تفتيش تلك "الأشياء" أو التجسس عليها أو إخضاعها للجمارك. والغرض من هذا التشريع هو المحافظة على سرية الوثائق والمتعلقات الخاصة بالدولة.
ولكن يبدو أن الجميع يخالف الغرض من هذه الحقيبة - بل ويتوسع في حجمها إلى درجة غير معقولة؛ ففي يوليو 1994م مثلاً رفضت السلطات السويسرية دخول شاحنة روسية ادعي أنها "حقيبة دبلوماسية". وأدى هذا الرفض إلى توتر دبلوماسي بين البلدين انتهى برفض الروس تفتيش الشاحنة وأعادوها من حيث أتت!
* وفي كتابه Diplomatic Crime يستعرض الكاتب اشمان بالنت العديد من المخالفات والجرائم التي تمت باسم الحصانة الدبلوماسية. ويورد كمثال تهريب 22رطلاً من الهيروين بحقيبة دبلوماسية تخص لودوفيكس فوندت سكرتير السفارة البلجيكية في الهند (في 25مايو 1985م). وفي عام 1990م تمكن البوليس الياباني من كشف شبكة لتهريب المخدرات اتضح أن رئيسها هو سفير.. الدومينكان!
أما أغرب عملية تهريب في حقيبة دبلوماسية فأجهضتها السلطات الإنجليزية في يوليو 1984م. فبالصدفة اشتم أحد الضباط رائحة مخدر نفاذة تقوح من حقيبة دبلوماسية تخص السفارة النيجيرة. وبعد الاتصال بوزارة الخارجية أعطي الأذن بفتح الحقيبة فوجد بداخلها وزير مواصلات نيجيريا السابق "اماروديكو" الذي اختطف عنوة (وكان حينها معارضاً لحكومة الرئيس شاجاري).. الطريف أن الحقيبة كان مكتوباً على جانبها العنوان التالي:
أغراض خاصة بوزير الشؤون الخارجية في لاجوس - مبعوث من لندن حسب الطلب!
برضه سلااااااااااااااااااااااام