أخبرنا : أبو الحسين بن بشران العبد ، ببغداد ، أنبئنا : إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا : أحمد بن منصور ، حدثنا : عبد الرزاق ، أنبئنا : معمر ، عن الحجبي ، عن إبن المنكدر ، أن سفينة ، مولى رسول الله (ص) أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر في أرض الروم ، فإنطلق هارباً يلتمس الجيش ، فإذا هو بالأسد ، فقال له : يا أبا الحارث ، إني مولى رسول الله (ص) كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبصه ، حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتاً أهوى إليه ، ثم أقبل يمشي إلى جنبه ، فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد ، والله تعالى هو أعلم.
عن جعفر بن زيد رحمه الله قال : خرجنا غزاة إلى [ كأبول ] وفي الجيش [ صلة بين أيشم العدوي ] رحمه ، قال : فترك الناس بعد العتمة ( أي بعد العشاء ) ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس ، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه ، فدخلت في أثره ، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة ، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي !! ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة ، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد !! ولا خاف من زئيره ولا بالى به !! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت : الآن يفترسه !! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء ، ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم ، التفت إلى الأسد وقال : أيها السبع اطلب ر**ك في مكان آخر !! فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال !! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر !! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ، ثم قال : الله إني أسألك أن تجيرني من النار ، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة !!! ثم رجع رحمه الله إلى فراشه ( أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً ) فأصبح وكأنه بات على الحشايا ( وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية ) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من ال**ل والخمول شيء الله به عليم .