[ نحو مؤتمر وطني لتطوير الرياضة السعودية] مقال رائع للدكتور علي القرني - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

المــalmojــوج · #1 24/08/2002, 10:47 AM

هذه المقاله للدكتور علي القرني نشرت في جريدة الجزيره يوم السبت 4/4/1423 هـ اي قبل صدور قرار سمو ولي العهد بتشكيل لجنة لتطوير الرياضه السعوديه بيوم ونظرا لأن المقال يعتبر من المقالات الرائعه التي كتبت في هذا المجال فقد رأينا اعادة نشره هنا تحقيقا للمصلحة العامة

إقتباس


	أعرف ان آخر من هو مؤهل للحديث في الرياضة بشقها الفني هو صاحب هذه السطور، لكن أعدكم ان ابتعد عن التحليل الفني لمباريات كأس العالم التي شاهدت منها فقط مباريات الفريق السعودي «بفضل الامتيازات الحصرية للمباريات، والتي سآتي إليها لاحقاً».. ومهمتي هنا هي مهمة مراقب محايد على دكة الاحتياط الإعلامي.. ولكني كنت أتابع بعض التحليلات الإعلامية الفضائية والصحفية والإذاعية وتحليلات مجالسية.. وبناء على ذلك أبدي الملاحظات التالية في هذه المسألة: 1 من أهم ما يميز التحليلات الإعلامية كونها عاطفية إلى أقصى درجات العاطفة.. ونحن لسنا ضد الكتابة العاطفية لا سيما انها منطلقة من عاطفة وطنية جياشة وهذه ثروة وطنية غالية نعتز بها جميعاً.. إلا أن الكتابة والتحليلات تجاوزت العرض الموضوعي للمواقف والأحداث إلى الهجوم على الأشخاص والتعدي أحياناً على الفكر الرياضي المتخصص.. 2 نظراً لأهمية حدث كأس العالم فقد جاءت التحليلات والتغطيات بشكل موسع جداً، وصدرت الملاحق الرياضية وأعدت البرامج الإذاعية والتلفزيونية لمواجهة هذا الحدث الكبير.. وهذا ربما أعطى فرصة لكثير ممن أراد أن يهرف بآرائه ويجرف بملاحظاته كل ما أمامه من أشخاص ومؤسسات وإنجازات. 3 تميل بعض الملاحظات التي طرحتها التحليلات الرياضية عبر وسائل الإعلام إلى الذاتية الصرفة، فهذا يميل لفريق معين، وآخر يستعدي المدرب، وثالث ضد ترشح لاعب معين لصفوف المنتخب، ورابع يريد ان يبرز عبر بوابات الهجوم على كل شيء يتحرك باسم المنتخب الوطني.. 4 التلفزيون السعودي باعتباره جبهة إعلامية مهمة في مناقشة أوضاع المنتخب خاصة والكرة السعودية بشكل عام وربما وهذا حكم خاص مني لم يتمكن من أداء المهمة على الوجه الأكمل.. ولم تكن التغطية ترتقي إلى مستوى إعلام منتخب مشارك في كأس العالم.. وتم الاكتفاء بعرض ملاحظات وتعليقات اجتهادية كلامية بدون أي حضور مرئي مصور فاعل مع المنتخب أو بث مباشر متابع لتحليلات قبلية وبعدية من موقع الحدث الرياضي.. 5 أربكت الART التغطيات الرياضية لكأس العالم في العالم العربي، ونحن نقدر حقوق الامتياز الحصري لهذه الشبكة.. ولكن عدم الاستعداد وعدم التهيئة الإعلامية لهذا الامتياز أربك كثيراً من أمور المشاهدة العربية.. ومن وجهة نظري التخصصية لو ان شبكة الART استخدمت قنواتها المفتوحة وبثت خلالها كل مباريات وتغطيات كأس العالم بدلاً من الاشتراك المدفوع وقامت بالتالي باستثمار الإعلان المحلي والعربي والدولي لكانت قد جلبت لها أرباحاً هائلة تفوق أضعاف كل ما تحقق لها من خلال أسلوب الاشتراك الالزامي.. 6 الهجوم القاسي على المدرب واللاعبين والجهاز الإداري من قبل الوسط الإعلامي يعكس بلا شك رؤية غير حكيمة تجاه معالجة الوضع القائم وتطوير آليات تنفيذية.. فالفريق السعودي لم يكن الوحيد الذي ترك الجولة الأولى من كأس العالم، كما انه ليس بأفضل من فرق عريقة تقلدت سلالم عليا في المجد الكروي مثل فرنسا مثلاً، أو الأرجنتين.. وقريباً ستترك فرق أخرى الجولة الثانية بعد مباراة واحدة فقط.. 7 من المهم ان ندرك الظروف المحيطة بكل مباراة حتى نستوعب الظروف التي أدت إلى ملابسات كل مباراة.. ونعترف ان اللاعب والمدرب والفني والإداري هم عناصر إنسانية تتأثر بكل ما يكتب ويقال ويبث من أخبار وتحليلات ومواقف.. 8 البعض من التحليلات كان يرى ضرورة ان تتصدى وسائل الإعلام بالنقد القاسي لكل الهيئات المحيطة بالمنتخب، في محاولة للتشفي من أشخاص أو مؤسسات حول المنتخب.. متناسين ان دور الصحافة توجيهي بناء، وإرشادي هادف وليس هدفه اكتساح الآخر وتدمير الإنجازات.. وبناء على هذه الملاحظات وغيرها، فإن ما اقترحه في هذا الشأن هو استراتيجية وآلية لمحاولة تطوير الرياضة السعودية.. دون تجريح أحد أو نقد شخص أو التصدي لمؤسسة.. الهدف الاستراتيجي: إعادة هيكلة مؤسسات الرياضة السعودية restructuring بما يحقق تطويراً نوعياً للكرة السعودية عامة والقدم بشكل خاص، وذلك يتأتى من خلال وضع أسس أولية لاستقطاب اللاعب الموهوب، وقواعد احترافية للاستفادة من اللاعب المصنوع.. أو وضع آليات لصناعة اللاعب السعودي عامة.. آلية العمل: الدعوة إلى تنظيم مؤتمر وطني كبير تحت رعاية الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، يضم هيئات استشارية محلية ودولية لمناقشة سبل النهوض بالرياضة السعودية إلى آفاق أوسع ومنافسات أعلى ومستويات أفضل.. ويتم لمثل هذا المؤتمر الوطني الكبير دعوة أهل الاختصاص والتأهيل ضمن محاور أساسية في المؤتمر.. على سبيل المثال.. صناعة اللاعب.. دور النادي المحلي.. قضية الاحتراف.. التدريب الوطني والدولي.. الإدارة العلمية للكرة.. دور الإعلام.. الجمهور الرياضي.. المنظمات الدولية.. تجارب دولية.. وغير ذلك.ولربما نحتاج إلى تنظيم مثل هذا المؤتمر في أسرع وقت للبدء مبكراً للاستعداد لكأس العالم في ألمانيا عام 2006م.. والله الموفق. د. علي بن شويل القرني رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الاتصال أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بجامعة الملك سعود