جمـاد ( أســود ) حـي .. يبيـع ( بضــاعة رخيصـة الثمـن ) .. هل من مشتري .؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير
.
.
عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الظهيرة ..,
الشمس في عز ( توهجها ) ..
والحرارة قد تصل إلى ما فوق الـ ( 55 ْ ) .. !!
كنت في طريق العودة إلى المنزل .. وكالعادة لابد من السير على نقاط التوقف الإجباري تلك التي يُطلق عليـها ( الإشارات المرورية ) .. !!
وأنا أحب أن أسميها بـ ( التـايم بريـك ) .. !!
أو ( فرصة ) للتفكير ولو للحظات قليلة بما حول الإنسان من مشاهد .. !!
كنت أتأمل الأجواء المحيطة في تلك ( الدقائق الطويلة ) التي سأقضيها
بين طوابير من ( السيارات ) التي تحمل ماركات متعددة بالضبط مثل ( سائقيها ) .. !!
تجولتْ ( عيني الحائرة ) في جميع الاتجاهات بدون أخذ الإذن الرسمي من ( عقلي ) ..
تركتها أنا وعقلي تفعل ما تريد .. لنرى إلى أين ستقودنا تلك ( الحائرة ) وعلى ماذا ستستقر ..؟؟
حتى تسمرت بـ ( حيرتهـا ) أمام ذلك ( السـواد ) الذي يتكئ على عمود الإشارة .. !!
جمـاد ( حـي ) يتكئ على جمــاد ( ميـت ) من الحديد .. !!
الفرق بينهم أنَّ ( الجماد البشري ) بدأ التحرك بخطوات ( ثقيلة )
تصف حجم ( المعاناة ) التي تختفي بشكل ( واضح ) لكل من في قلبه ( رحمـة ) .. !!
جسـد ( ممتلئ ) بطعنات الزمن القاسي .., يتجول بين السيارات في ( عز القايلة ) ..
ممسكاً بـ ( بضاعة رخيـصة القيمة المادية ) ولكنها في غاية ( الأهميـة ) .., !!
دنى ( السـواد ) من السيارة الأولى .. واضعاً بعض ( آماله ) في ( بضاعته الرخيصة ) أمام ( زجاج السـائق ) ..
ولكن .. باءت المحاولة بالفشل .. واكتفى ( الجسد الراكب ) برفع ( السبابة ) إلى
( السماء ) .. بمعنى ( هو الرازق سبحانه وتعالى ) .., !!
نفس ( السـواد ) .. تحرك بنفس الخطوات الثقيلة ولكن هذه المرة بشكل ( أسرع )
لأنه أحس بأن السباق مع ( الزمن ) الذي تجاوزه بمراحل قد بدأ فعلاً بكسب
مرحلة جديدة في السباق الغير ( متكافئ ) .., !!
وبلا تفكير ( رمى بفشل المحاولة الأولى ) إلى ( أرشيف الصدمات ) .. وتجاوز الواقع المؤلم وتوجه ببضاعته إلى سيارة أخرى , ربما أن يكون بداخلها ( قلب )
عله أن يشتري تلك ( البضاعة ) وله خير الجزاء إن شــاء الله .. !!
لكن .. لا إجابة سوى ارتفاع ( سبابة الجسد المستيقظ ) أمام ( فتحات التكييف )
في ظل ( سبات القلوب ) التي تسكن تلك ( الأجســـاد ) .. !!
" الله يعطـينا ويعطيـك "
.
.
عاد ( الجماد الحي ) إلى ( الجمـاد الميت ) ..
ليتكئ عليه مرة أخرى وبضاعته ( الرخيصة ) لا تزال في يده ( الممزقة ) ..
يرتشف ( جرعات ) من ( معاناة ) تجرع مرارتها حتى ( ارتـوى ) ..
ونظراته ( الحزينة ) تخترق زجاج السيارات بكل ( سخريـة )
وكأنها تنطق وتقول :
( ربنا فوق الجميـع ) .. !!
.
.
* أتعلم عزيزي القارئ من يكون ذاك ( الجماد الأسود الحي ) .؟
_ إنها ( امرأة ) .. بلغت من العمر ما يفوق ( الخمسـين ) .., !!
..
* أتعلم ما هي بضاعتها ( الرخيـصة ) .؟
_ إنها مجرد ( قارورة مـاء ) .. تبيعها بريال واحد فقـــط .. !!
لم تكن ( تتسول ) بالمعنى الصريح .. لكنها كانت ( تسترزق ) .. !!
فهل أخـطأتْ في ذلك يا أصحاب القلوب الرحيــمة ..؟؟
..
* أتعلم ما هو المؤلم بحق .؟
_ أن جميع ( الأيادي ) التي أشارت بالسبابة إلى السماء كانت تحمل ( سيجارة قاتلة ) .. !!
..
* أتعلم ماذا كان يجول في خاطري في تلك اللحظات .؟ _ تخيلت أن الزمان قد ( جـار ) .. والأحوال انقلبت إلى ( دمــار )
وإذا بتلك البائعة العجوز التي تتحدى ( الشمس الحارقة ) هي .. ( أمي ) .. !!
. .
إلى الله سبحانه وتعالى أتوجه بالدعاء :
اللهم اجعل ( أرصدتنا ) مملوءة بطاعتك وذكرك .. اللهم نرجو ( الغنـى ) بحلالك عن حرامك ..
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم يوم لا ينفع ( مال ) ولا ( واسطـة ) .. !!
مشهد مؤلم جدا جدا .. وياليت الكل يعتبر منه ويحمد ربه على النعمه اللي هو فيه .. وينفق من ماله لـ يتبارك .. اللهم اعطي كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا ..
ولكن مايجرح قلبي هو منظر ذلك الشاب الذي يتمشى بين السيارات ليمارسه مهنة (الشحاذه ) وهو بغنى عنها لو مارس مايمارسه حتى البنقالي في (غسيل السيارات) فهذا العمل مربح واقل ذلا من التسول وهناك من يعطيك وهناك من يتكلم عليك ويطردك
الف شكر لك على هذا الطرح الجميل اخي العزيز
المشهد لوحدهـ بحاجهـ لكم هائل من التأملات فلله في خلقهـ شؤون ..
دعني اسجل اعجابي هُنا حتى المساء .. وبعدها سأتذوق كل كلمهـ لوحدها .. بعد السبااااات العميق
عُدت
بقدر ماتؤلمني هذهـ المواقف .. بقدر ما اشمئز من كثرت الظاهرهـ تلكـ .. وليست بنفس تلك الي طرحت .. بل اعني بحديثي ذاكـ التسول الصريح .. وليس (البيع والرزق على الله )
لدي نظريهـ شخصيهـ .. تقول بأن المحتاج فعلا .. لن يمد يدهـ صريحهـ فلديهـ من عزة النفس مايكفيهـ فقط .. سيأتي بطرق يكسب بها مايحتاجهـ ويعف نفسهـ عن سؤال الناس ..
.. سكون الجرح .. دعني ارفع القبعهـ احتراماً لهذا الطرح فهنيئاً لكـ هذا الفكر المطوّع لخدمة قلمكـ
مثل هالمواقف الحزينة مالنا غير الدعاء لهم ومساعدتهم بقدر المستطاع ! الكثير منا يتحسف على دفع الريال او الريالين على المسكين .. ولا يتحسف على شرائه ساعة تقدر بالآف , وفوق ذلك أجر مضاعف بإذن الله
يااالله موقف مؤلم , تنفطر له الكبد وتشمئز النفس وينكسر الخاطر وينهمر الدمع , فنرفع الأيادي ونتضرع إلى الله تعالى بأن يرحم حالنا وحالهم وأن يرزقهم الله بمايرفع العوز عنهم ويسد حاجتهم ,, فليت شعري لو أن بعض تجارنا أدّو زكاة مالهم لم يبقى فقير ولا معتاز بيننا ,
أتساءل في قرارة نفسي بعد ما انتهيت من القراءة ...
كم جماداً يتحرك حولنا ؟
مر بي موقف يشبه الذي ذكرت غير أن " البطل " هذه المرة كان طفلاً !
أتى و معه كيس فيه بعض علب الماء فتحت الشباك و مددت يدي له و فيها ريال واحد و قلت له احتفظ بالماء عندك ..
لكنه رفض و أصر إلا أن آخذ الماء ...
لقد علمني هذا الطفل جيداً كيف تكون عزة النفس رغم الفاقة ..
إقتباس
* أتعلم ما هو المؤلم بحق .؟
_ أن جميع ( الأيادي ) التي أشارت بالسبابة إلى السماء كانت تحمل ( سيجارة قاتلة ) .. !!
أي والله مؤلم و محزن!!
شكراً لك أخي الكريم ..
و رزقنا الله و إياك الرزق الحلال من حيثُ لا نحتسب ..
دمت بخير