
20/08/2002, 03:26 PM
|
عضو سابق باللجنه الإعلاميه | | تاريخ التسجيل: 26/08/2001 المكان: السعودية "الــخــبـــر"
مشاركات: 13,852
| |
أôْè هو أشعب بن جيبر كني بأبي العلاء وكان يقال له (ابن أم حميدة ) ولد بالمدينة المنورة وتوفي عام 154هـ 771ميلادية وعاش غي كنف عائشة بنت عثمان بن عفان وكان مولى لعبدالله بن الزبير وكانت أمه اسمها حميدة مولاة أسماء بنت أبي بكر وقيل أنها كانت مولاة لأبي سفيان بن حرب وكان أشعب يجيد الغناء حسن الصوت وورد عنه أخبار كثيرة في كتب الأدب وقد عاش عمرا طويلا وسكن المدينة في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه وقدم بغداد بغداد في أيام المنصور العباسي وكانت وفاته بالمدينة وقد اشتهر بالطمع والجشع وحب الأكل حتى أنه كان ولا يزال مضرب الأمثال في هذا المجال .
تزام أشعب مع أحد التجار في الطريق أثناء إحدى الرحلات التجارية وبالطبع لم يكن أشعب من التجارة بشيء ولكنه كان يريد الانتقال من ماكن إلى مكان وكانت مشاركته كعادته قائمة على التطفل فهو لايحمل معه أي شيء فكان يركب الجمل مع الرجل يقوم معه ويجلس معه ويأكل معه وينام معه وهكذا وقد لاحظ الرجل أن أشعب لم يقم بأي عمل طول الطريق فأراد أن يشركه في تجهيز طعام إحدى الوجبات فقال له قم اليوم فاطبخ فقال أشعب : لا أحسن ذلك . فقام الرجل فطبخ ثم قال لأشعب قم بقطع الخبز واغمسه في المرق فقال أشعب : والله أنا كسلان فقام الرجل فثرد ومن ثم قال لأشعب قم فاغرف فقال أشعب أخاف أن ينقلب على ثيابي . فقام الجل فغرف ثم قال لأشعب : قم الآن فكل . فهب أشعب واقفا ثم قال: والله لقد استحييت من كثرة خلافي عليك ! فانقض على الطعام فأجهز عليه!!
مرت على أشعب عدة أيام عصيبة لم يحظ فيها بوليمة لم يحظ فيها بوليمة واحدة حيث كان الناس يتحاشون وجوده على أي مائدة.
وفي أحد الأيام وأثناء سيره في الطريق وجد أمامه جماعة من الناس يتناولون غذاءهم وكانوا غرباء لا يعرفونه فاقترب منهم أشعب وألقى السلام قائلا: السلام عليكم معشر اللئام ! فردوا عليه قائلين : لا والله بل كرام! فألقى بنفسه على الأرض سريعا وجلس بينهم وهو يقول: اللهم اجعلهم من الصادقين واجعلني من الكاذبين! ثم مد يده إلى الطعام الموجود بين أيديهم وهو يقول : ما هذا؟ فأرادوا أن يحدوا من هجومه على الطعام فقالوا: إنه ســم! فملأ فمه وجعل يبتلع وهو يقول : ما أحلى أن نموت سويا فالحياة بعدكم عذاب!!!
قام البواب في حفلة عرس بمنع أشعب من الدخول مع المدعوين فابتعد أشعب عن المكان ليبحث عن حيلة يدخل بها.
ثم عاد يحمل فردة حذاء في يده ويعلق الأخرى داخل كمه وقد أمسك بخلة طويلة ينظف بها أسنانه ثم اقترب من البواب على عجل وقال له:
لقد أكلت في الفوج السابق وخرجت مسرعا فنسيت فردة حذائي بالداخل فهل يمكن ان تتفضل وتخرجها لي؟ فقال له البواب: إني مشغول الأن ادخل فأخرجها بنفسك.
فدخل أشعب واجتر الموجود وخرج!!!
عاد أشعب من رحلة فاشلة للبحث عن طعام حيث لم يجن من ورائها شيئا. وفي طريق العودة لمح رجلا قرويا قادما من بعيد يمتطي حمارا, فانتظره أشعب على أمل أن يكون هذا هو الفرج! ولما دنا منه الرجل قابله أشعب بترحاب غير عادي صائحا: حياك الله يا أبا زيد ! من أين قبلت؟ وأين نزلت؟ ومتى وافيت؟ هيا بنا إلى البيت! انتابت الرجل حالة ذهول لأنه لم ير أشعب من قبل ! وإنما هو أبو عبيد! فلما أخبر أشعب باسمه الحقيقي رد عليه قائلا: لعن الله الشيطان, لقد أنسانيك طول العهد! هلم إلى بيتي كي نتغدى! فاستجاب القروي وذهب معه وفي أثناء الطريق طلب أشعب أن يعكفا على محل شواء به لحوم وحلوى وكل ما تشتهيه النفس . ثم قال لصاحب المحل : افرز لأبي زيد من هذا الشواء ثم زن له من تلك الحلوى ثم اختر من تلك الأطباق ثم افرش أوراق الرقاق ورش عليها بعضا من السكر وماء الورد ليأكله أبو زيد بالهناء والشفاء!! فقدم الرجل كل ذلك فأكلاه عن آخره . ثم قال أشعب زن لأبي زيد رطلين من اللوزينج فهو أجرى في الحلوق وليكن رقيق القشر كثيف الحشو لؤلؤي الدهن ليأكله أبو زيد هنيئا فقدمت لهما الحلوى فأجهزا عليها!!! ثم نظر أشعب إلى صاحبه وقال له:يا أبا زيد نحن محتاجون لماء مثلج يبرد جوفنا بعد هذه الأكلة الجميلة فوافقه الرجل. فقام أشعب وقال للرجل: اجلس يا أبا زيد ولا تترك مكانك حتى أعود بالماء المثلج. وخرج أشعب إلى غير رجعة! ومر الوقت وانقضى النهار والرجل جالس مكانه في انتظار أشعب حتى شعر أنه لن يعود فهم بالخروج هو أيضا فتعلق بثوبه صاحب المحل صائحا: أين ثمن الأكل يا رجل؟!! فقال الرجل: لقد أكلت ضيفا!! فلكمه صاحب المحل وانهال عليه ضربا , وقال له : أي ضيف أنت؟! متى كنا دعوناك ؟ والضرب لا ينقطع !! فأخذ القروي يصرخ ويلعن ويصيح : (( لعن الله ذلك الشيخ المحتال, لقد قلت له أنا أبو عبيد, فيقول لي أنت أبا زيد!!)))
كان لأشعب صديق يتزاوران سويا.!!وذات يوم قال له صديقه : أعطني خاتمك لأذكرك به. فقال له أشعب: اذكرني أني منعتك إياه ، فهو أحب إلي منك!!!!
كان لأشعب تلاميذ ومريدون يلتفون حوله ويستشيرونه في مشكلاتهم ومواقفهم ويتعلمون منه ما يفيدهم في صنعتهم وكان من بين هؤلاء التلاميذ تلميذ يلازمه كل ليلة طالبا منه النصيحة والإرشاد فجاء ذات ليلة إلى أستاذه أشعب ومعه طبق من تمر وضعه بين يديه قائلا له: انصحني! فانقض أشعب على الطبق يأكل منه حبات التمر بالجملة لأنه لا يصبر على الأكل واحدة واحدة ثم قال لتلميذه: إذا دخلت عرس فلا تلتفت تلفت المريب، وتخير المجالس! وإذا كان العرس مزدحما فلا تنظر في عيون الناس ليحسب أهل الزوجة أنك من أهل الزوج ويظن أهل الزوج أنك من أهل الزوجة!! وإن كان البواب غليظ الطباع فتبدأ به وتأمره وتنهاه دون عنف وعندما تقف أمام الطعام كل منه أكل لم يره قط وتزود منه زاد من لا يراه أبدا وإذا دعيت إلى وليمة إن شاء الله فإياك إياك أن تتأخر لآخر الوقت لأن من يحضر أول الناس هم الخيرة والجلوس وسطهم له فائدة عظيمة حيث تجلس مطمئنا مسرورا متمتعا بأحسن الكلام وأطيب الطعام وهنا ستكون أول من يجلس على المائدة وأول من يغسل يديه وسيوضع الخوان بين يديك وستكون أول من يكشف عن جميع أصناف الطعام أما من يجلس على آخر المائدة فهم الضعفاء و المساكين فإذا قاموا إلى الطعام انقضوا عليه وليس أمامهم من اللحوم إلى عظمها المتبقي بعد الطبقة الأولى وهنا يخرج من يجلس معهم ولم ينله من العرس إلا شم الطعام وتمشيش العظام*!!! (*) مصها بعد مضغها الخوان: مائدة الطعام
بينما كان أشعب يجوب المدينة ذهابا وجيئة بحثا عن مائدة يقتحمها أو وليمة ينقض عليها فإذا به يشم رائحة عرس فذهب إليه ولكنه وجد أمامه بابا مغلقا وقد وقف عليه بواب خشن غليظ الطبع لم يسمح له بالدخول ولكن أشعب لم ييأس وحاول في حيلة يصل بها إلى مبتغاه فسأل عن جميع الظروف المحيطة بصاحب العرس فعلم أن له ولدا باليمن شقيقا للعروس فبدأ من هذه النقطة حيث أخذ ورقة ولصقها وكتب عليها من الخارج (( من الأخ إلى العروس)) ثم ذهب بها إلى البيت المقصود قائلا لكل من يقابله إنه من طرف شقيق العروس
دخلت امرأة على أشعب وهو يتناول طعام الغداء مع زوجته فدعاها إلى الغداء فجلست. وبدأت المرأة فأخذت العرقوب وما عليه وكان أهل المدينة يسمونه عرقوب رب البيت فتعجب أشعب من هذه الجرأة ثم قام من مكانه وخرج من البيت ثم عاد وطرق الباب فنظرت إليه امرأته مذهولة : ماذا دهاك يا أشعب؟! قال: أستأذن في الدخول! قالت: أتستأذن وأنت رب البيت؟ قال: لو كنت رب البيت ما كان العرقوب بين يدي هذه المرأة!!
جلس أشعب في احدى الولائم وكان معه ابنه على نفس المائدة وظل أشعب يأكل من الطعام دون أن يشرب مرة واحدة بينما كان ابنه يشرب كثيرا وبعد الانتهاء من الطعام وأثناء الطريق إلى البيت نظر أشعب إلى ابنه ولطمه لطمة شديدة على وجهه وقال له :كيف تشرب كل هذا الماء ؟ لو جعلت مكانه طعاما لكان خيرا لك !! فنظر الابن إلى أبيه وقال له: يا والدي إنك ظننت خطأ حيث أن الماء يوسع للطعام ويفسح له المجال . فاستشاط أشعب غيضا، وصفع ابنه أشد من الأولى ! وقال له : إذا كانت لك كل هذه الدراية فلم تخبرني بها قبل الأكل؛لقد أضعت علي فرصة كبيرة أيها التعس!!!!!!
مر أشعب بمجموعة من الصبيان فأخذوا يلعبون به حتى تعرض للضرر والأذى وحاول أشعب أن يهرب منهم بحيلة ذكية فقال: ويحكم!إن سالم بن عبدالله يوزع تمرا! فصدقه الصبيان وتركوه وراحوا يجرون إلى بيت سالم ! ولكن أشعب لم يتركهم بل جرى وراءهم قائلا: ما يدريني والله لعله حق!!
كان أشعب يصلي في المسجد بجوار مروان بن أبان بن عثمان ومروان هذا كان رجلا ضخم الجسم كبير البطن وحدث أثناء النهوض في الصلاة أن خرج ريح من مروان بصوت واضح فما كان من أشعب إلا أن خرج من الصلاة واعتقد الناس أنه هو الذي أحدث وعقب انتهاء الصلاة وانصراف مروان إلى منزله أتاه أشعب وطلب منه دية!! فقال مروان: علام الدية؟! فقال أشعب: دية الفضيحة التي تحملتها عنك هذا وإلا شهرتك. وأصر أشعب على طلبه ولم يترك مروان إلا بعد أن أخذ ما يريد!!!!
اجتمع حشد من الناس عند رجل من أهل المدينة على مأدبة الغذاء فظهر لهم أشعب عن بعد وكان على المائدة عدد من الحيتان فما كان منهم إلا أن أخفوا الحيتان الكبيرة في حلة ووضعوها في ركن البيت خوفا من هجوم أشعب وعندما جلس أشعب على المائدة سألوه عن رأيه في الحيتان! فأجاب بأنه غاضب منها وحانق عليها حيث إن أباه كان في البحر ذات يوم فمات وأكلته الحيتان! فطلبوا منه أن يأخذ بثأر أبيه من الحيتان الموجودة أمامه فأخذ أشعب أحد الحيتان الصغيرة ووضعه عند أذنه ثم نظر إلى القصعة البعيدة قائلا: هل تعلمون ما يقوله لي ها الحوت؟ قالوا: لا. قال : إنه يخبرني بعدم رؤيته لأبي حيث لم يكن ولد بعد وأن زملائه الكبار الموجودين في ركن البيت هم المسئولون عما حدث لأبي!!
قال هيثم بن عدي : سألت أشعب عن رأيه في هذا الزمان فقلت له: كيف ترى أهل زمانك يا أشعب؟ قال: أهل هذا الزمان يسألونك عن أحاديث الملوك، وإذا أعطوك يعطونك إعطاء العبيد!!
منقول |