غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
 

غـــــــزوة بدر

سميت بالفرقان وحدثت عام اثنين هجرية وكان السبب في حدوثها قدوم قافلة أبو سفيان من الشام ورغبة المسلمين بالاستيلاء عليها ليثبتوا لقريش أن المسلمين أقوياء وقد أصر الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم مرور تلك القافلة وعندما أحس أبو سفيان بالخطر الذي يحدق بقافلته فغير وجهتها ولكن المسلمين أصروا على تحقيق هدفهم السامي الذي أمنوا به فكانت غزوة بدر والتي مني فيها المشركون بهزيمة ساحقة وحدثت هذه الغزوة منسجمة مع تسلسل الأحداث في السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة وكان على رأس المشركين أبوسفيان في البداية ثم أبو جهل الذي تسلم القيادة بعد ذلك وبالطبع كان قائد المسلمين الرسول الكريم

ونتائجها هي أولا تحقق للمسلمين ثقتهم بالله وبأنفسهم وبقدراتهم ثانيا تعززت مكانة الرسول في المدينة وعلت كلمة الإسلام فدخل فيه كثير من المشركين وضعفت شوكة اليهود والمنافقين ثالثا كسب المسلمون من انتصارهم في بدر تجربة جديدة ووضعت بعدها قواعد لتوزيع الغنائم والأنفال وتنظيم افتداء الأسرى

غزوة أحد

وقعت هذه الغزوة في العام الثالث للهجرة بسبب رغبة المشركين برد اعتبارهم بعد هزيمتهم والإنتقام من المسلمين وكان قائد المسلمين في هذه المعركة الرسول صلى الله عليه وسلم وقائد المشركين ابوسفيان في بداية المعركة انتصر المسلمون بفعل قوة الرماة الذين خالفوا الرسول الكريم واوامره فنزلوا عن جبل احد الذي كانوا يختبئون فيه لجمع الغنائم فباغتهم خالد بن الوليد الذي كان لايزال على الكفر حينها والتف حول الجبل حيث كان قائد خيالة المشركين فتمكن من هزيمة المسلمين يومهاوقد اخذ المسلمون درسا قاسيا من تلك المعركة في طاعة اوامر رسولهم وعدم الخروج عنها وقد بين ذلك الموقف المنافقين من المسلمين الذين لم يثبت الدين في قلوبهم بعد حيث سرتهم الهزيمة التي لحقت بالمسلمين

غزوة الخندق أو الأحزاب

وقعت هذه الغزوة في العام الخامس من الهجرةحيث رغبت قريش في القضاء على المسلمين نهائيا ورسولهم الكريم وقد سميت بالاحزاب لاجتماع المشركين من قريش وحلفائهم في جيش واحد ضد المسلمين وسميت بالخندق لان المسلمين حفروا فيها خندقا حول المدينة لحمايتها ولاضعاف هجوم المشركين عليها الذين قادهم ابوسفيان وقاد المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خطط نعيم بن مسعود لتنفيذ مكيدة تحطم حلف المشركين مع بني قريظة الذين طردوا من المدينة بعد هذه الغزوة وقد نجحت هذه المكيدة وانتصر المسلمون وهزم المشركون بسبب صبر المسلمين وجلدهم في القتال وهبوب ريح صرصر عاتية على معسكر الشرك والخندق الذي كسر حدة هجوم المشركين وتركهم مكشوفين للمسلمين

صلح الحديبية عام السادس من الهجرة

رغب الرسول صلى الله عليه وسلم باداء العمرة في ذلك العام وتوقع رفض المشركين لذلك الذين أرسلوا وفدا مفاوضا بقيادة سهيل بن عمرو فوضعوا مع المسلمين شروط صلح الحديبية اولها انه لاعمرة للمسلمين هذا العام على ان يعودوا في العام القادم وتخلى لهم مكة ثلاثة ايام ويجردون من سلاحهم إلا سيوفهم وثانيها انه لاحروب بين الطرفين لمدة عشر سنوات ومن اتى الرسول مسلما دون إذن وليه يرد ومن اتى قريشا مرتدا لاترده وقد راى المسلمون في ذلك الشرط ضغطا عليهم وبإذن الله اصبح من صالحهم حيث تخلصوا من المنافقين والمسلمين الذين ردوهم عسكروا في منتصف الطريق ليقطعوا الطريق على تجارة قريش التي طلبت من الرسول ضمهم اليه بعد ذلك لتتخلص منهم ومن شروط الصلح انه من دخل في حلف محمد له ما اراد ومن دخل في حلف قريش له ما اراد ايضا وقد دخلت قبيلة خزاعة بعهد النبي الكريم ودخلت قبيلة بكر في عهد قريش ولكن قريش ما لبثت ان نقضت هذا الصلح بعد عامين منه حيث تحرشت قبيلة بكر بقبيلة خزاعة ولم ينجح موفد قريش ابو سفيان في احياء المعاهدة من جديد فادرك الرسول ضرورة فتح مكة بعد ان فشل السلم في ارضاخها وفتح الرسول مكة عام الثامن من الهجرة

فتح مكة

خرج غليها الرسول بجيش كثيف من المسلمين لم تشهد له الحجاز مثيلا وما أن وصل جيش ذا الحليفة حتى جاء أشراف مكة ليعلنوا اسلامهم وليأخذوا الأمان لأهل مكة لكل من احتمى بالمسجد الحرام أو دخل دار أبو سفيان أو أغلق عليه الباب ولم تسل دماء غير دماء بعض شباب قريش على القتال وبفتح مكة تحققت المرحلة الأولى من توحيد الجزيرة وخرجت الدولة الإسلامية من نطاق الدولة إلى نظام الدولة الكبيرة وبفتح مكة أيضا سقط اللواء الأهم من ألوية المعارضة للإسلام وحدث فتح مكة في العام الثامن من الهجرة

غزوة خيبر

في محرم من السنة السابعة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجهز لغزو يهود خيبر الذين كانوا أعظم مهيج للاحزاب ضد النبي الكريم وولى فيها النبي الكريم على المدينة سباع ابن عرفطة الغفاري وكان معه من أزواجه أم سلمة ولما وصلوا عند خيبر قاموا بالتكبير وكانت حصون خيبر منيعة ومنقسمة غلى ثلاث حصن منفصلة عن بعضها وهي حصون نطاة وحصن وحصون الكثيبة وحصن الشقوأمسك الراية علي بن أبي طالب فخرج من اليهود يهودي يريد الرباز فقتله علي فخرج أخوه فقتله الزبير ومن ثم دخلوا إلى الحصن الذي يليه وهو حصن الصعب وغنم المسلمون بعض الغذاء منهومن ثم إلى الحصن الذي خلفه ومنه قطعوا بعض جداول الماء التي كانت تغذي بعض اليهود ومن حصن لأخر حتى حصني الوطيح والسلالم فلم يقاوم أهلها وخرجوا منها لايحملون إلا الأثواب التي كانت عليهم وغنم المسلمون من هذين الحصنان مائة درع وأربعمائة سيف وألف رمح وخمسمائة قوس عربية وامر بقتل كنانة بن أبي الحقيق لأنه أنكر على حيي بن أخطب وقد عثر عليها المسلمون فوجدوا فيها أساور ودمالج وخلاخيل وقرطة وخواتيم الذهب وعقود الجواهر والزنرد وغير ذلك والذين استشهدوا من المسلمين بخيبر خمسة عشر رجلا وقتل من اليهود ثلاثة وتسعون رجلا وفي هذه الغزوة أهدت احدى نساء اليهود كراع شاة مسمومة لرسول الله فأخذ منه مضغة ثم لفظها حيث أعلم أنها مسمومة وأكل منها البشر بن البراء فمات لوقته واحتجم الرسول صلى الله عليه وسلم وجيء له بالمراة التي فعلت ذلك فسالها عن سبب ذلك فقالت غن كنت نبيا فلن يضرك وان كان كاذبا اراحنا الله منه فعفا عنها عليه السلام وفي هذا نعلم أن اليهود أينما كانوا ولو كانوا في الحصن المحصنة فإنهم جبناء وليس أهلا للحرب ومنها نقول لو كان عند اليهود أعتى الأسلحة فإننا نملك سلاح الإيمان الذي هو أهم شيء وأن نعلم أن اليهود جبناء وهم من يريد الخراب لهذه الأمة ولا يريدون أبدا السلام لأنهم كالأفعى لا تأمن هجماهتا فيجب علينا علم ذلك والدعاء لتحرير الأقصى المبارك والعمل على نشر الجهاد الذي هو فرض وواجب على كل مسلموفي نفس وقت غزوة خيبر رجه مهاجروا الحبشة بعد أن أقاموا هناك عشر سنين أمنين وفرح عليه السلام بعودتهم ومن بعدها طلب من يهود فدك الانقياد والطاعة فصالحوا رسول الله على ان يحقن دماؤهم ويتركوا الأموال وكانت أرض فدك هذه لرسول الله خاصة ينفق منها على نفسه ويعول منها صغير بن هاشم ويزوج منها أيمهموصالح يهود تيماء المسلمين ودفعوا الجزية واعقب هذه الغزوة اسلام ثلاثة طالما كانت لهم اليد الطولى في قيادة جيوش الأعداء وهم خالد بن الوليد المخزومي وعمرو بن العاص السهمي وعثمان بن أبي طلحة العبدري فسر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لخالد:الحمدلله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا للخير

غزوة حنين

وحدثت في الثامن من الهجرة وقادها خالد بن الوليد وكانت سببا لنشر الإسلام في قبيلة ثقيف وهوازن وانتصر المسلمون فيها

غزوة تبوك

في السنة التاسع للهجرة وكان وقتها زمن عسرة وحث فيها الموسرين على تجهيز المعسرين فانفق عثمان بن عفان عشرة ألاف دينار وأعطى ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وخمسين فرسا فقال صلى الله عليه وسلم لعثمان: اللهم ارض عن عثمان فارض عنه وجاء أبوبكر بكل مالهوهو أربعة ألاف فقال له النبي هل أبقيت لأهلك شيئا؟ قالأبقيت لهم الله ورسوله وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله وجاء عبدالرحمن بن عوف بمائة أوقية وجاء العباس وطلحة بمال كثير وتصدق عاصم بن عدي بسبعين وسقا من تمر وأرسل النساء بكل ما يقدرون عليه من حليهن وخرج الرسول بثلاثين ألفا وولى على المدينة محمد بن سلمة وعلى أهله علي بن أبي طالب وتخلف كثير من المافقين يرأسهم عبدالله بن أبي سلول واعطي اللواء العظم لأبو بكر الصديق واعطى راية المهاجرين للزبير بن العوام وأسيد بن حضير راية الاوس والحباب بن المنذر الخزرج وحرس الجيش لعباد بن بشر وجاءت وفود أيلة وأذرح وجرباء للصلح فرجع الرسول إلى المدينة

بيان براءة

وكانت في التاسع من الهجرة وسببها انذار المشركين ونشر الدعوة الإسلامية في شبه الجزيرة كافة ونتج منها انتشار الاسلام في شبه الجزيرة العربية وبدأت القبائل العربية بارسال وفودها لمقابلة النبي الكريم وسمي بعام الوفود وإرسال الرسول الرسل والكتب إلى الملوك والأمراء خارج شبه الجزيرة العربية

نهاية الغزوات

انتهت الغزوات في العام العاشرمن الهجرة وادى الرسول حجة الوداع في العاشر من الهجرةومن ثم توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين من الثاني رعشر من ربيع الأول في عام احدى عشر هجرية

منقول

جزاك الله خير أخوي سبورت


يجب أن نتذكر هذه الغزوات في صدر الإسلام وأيام الرسول اللهم صلي وسلم عليه ومن بعده من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ..... يجب أن نضعها نصب أعيننا دائما لكي نعرف ماهو السبب في النصر على الأعداء وهو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف فهو المخلص والمنجد لما نحن فيه من وهن وضعف ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم ..


تقبل تحياتي

مشكووور أخوي ساز على الرد