100 مواطن
فـي صدر صفحتها الأولى، تنشر صحيفة المدينة خبرا عن إقامة 100 مواطن دعوى قضائية ضد مواطن ظهر في إحدى الفضائيات مجاهرا ومفاخرا بالعديد من الانحرافات الأخلاقية، بل وتدريب آخرين على ممارسة أصناف من الرذيلة وتوزيع الممنوع من المنشطات ومن الكتب.
يقول الله سبحانه (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «كل أمتي معافى إلا المجاهرين»، وهذا المواطن لم يجاهر فحسب ولكنه ذهب بعيدا في المجاهرة والإسفاف.
القنوات التي لا تجد وسيلة لترويج نفسها ونشر حضورها إلا بتدمير أخلاق الناس لا تستحق البقاء لأنها تحارب المجتمع وتنشر فيه بذور الخراب والدمار، وهي تفعل ذلك ليس على حساب ما تجنيه من الأموال من جيوب المغفلين والمغفلات، لكن على حساب الغافلين والغافلات عن هذا الحريق الذي تشعله بما تبثه من هبوط.
يـدعي الشاب بأن الحوار معه قد تمت دبلجته وتحريفه وأنه سوف يقاضي القناة، وله الحق في ذلك، وهو إن صدق في دعواه يحتاج إلى أكثر من 100 مواطن يقفون معه ويساندونه أمام قناة تلفق على الناس وتخدعهم وتحرجهم.
لكن إن لم يكن الأمر كذلك، فإن أولى من يقوم برفع الدعوى عليه هي الجهة الحكومية التي يعمل بها والتي على صلة وثيقة بالجمهور كي تحمي نفسها من عبث العابثين من المنتسبين إليها، ثم جيرانه الذين لا يسرهم أن يعيش بينهم من لا يحفظ حقوق الجار فيما يقول وفيما يفعل.
كما أن الفضاء كالماء له حرمته وطهره، فمن ألقى في المياه الجارية سموما تفتك بالناس فيجب محاسبته ومحاسبة من آزره وناصره على هذا، وكذلك من ينشر في الفضاء سموما تفتك بالقيم وتدمر الأخلاق يستحق المحاسبة والمساءلة، وهنا يأتي دور وزارة الثقافة والإعلام باعتبارها شريكا في فضاء الإعلام وفي مواثيق الأخلاق التي تمنع نشر الإساءات من خلاله، ويأتي دور الشركات والقطاع الخاص أن تقاطع الإعلان في هذه القنوات.
هذا المواطن ـ إن صدقت الدعوى ـ خائن لوطنه وأهله ونفسه، صديق لمن يكسبون بتدمير الأوطان والمجتمعات، مهما حاولنا التهوين من الأمر والتخفيف من آثاره.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0722293245.htm