تقديم الكلاسيكو: انتقامي للشياطين وحياة أو موت للحمر!!
النسيان نعمة رحم بها الخالق عباده، فالموت يُنسى وأمور حياتيه أخرى قد ينساها الإنسان، لكن عندما يتعلق الأمر بكلاسيكو تاريخي دائم الإثارة والمتعة يُقام في الرحم الذي وُلدت منه اللعبة الشعبية الأولـى في العالم - إن صح التعبير- فإن الأمر يختلف وتتحول عقلية الإنسان وذاكرته لمادة ضد النسيان ..
فمن منا ينسى انتصارات مانشستر يونايتد على ليفربول موسم 2002/2003 في الدوري وعندما تواجها في نهائي كأس الكارلينج كب توقع الجميع ان يُجهز رفاق بيكهام على أصدقاء أوين وجيرارد في ملعب الألفية بكارديف لكن هذا الثنائي قال كلمته لاكماً الشياطين في مقتل ليفوز بهدفين مع الرأفة في أسوأ مباريات اليونايتد، أي انه حتى لو كان ليفربول في أسوأ حالاته لا يُمكن الاستهانة بإمكانياته وقدرته على مصارعة الكبار حتى لو كان يغيب عنه قائده المحنك "ستيفن جيرارد" ويعيش جنرال دفاعه "كارجير" أتعس أيامه كما هو الحال الآن.!!
الانتقام المزدوج
لا شك انها مباراة تاريخية تعد بالكثير من الإثارة والمتعة فمانشستر رغم فوزه بلقب الدوري الإنجليزي على حساب ليفربول إلا ان عشاقه لم ولن ينسوا ما حدث لهم الموسم الماضي بالخسارة ذهاباً وإياباً 2/1 و1/4 من الريدز، لذا سيسعى رجال فيرجسون للانتقام اليوم عندما يواجهون الحمر على ملعب الأنفيلد روود، ففي هذا اليوم سينطبق عليهم وصف الإنسان الذي لا ينسى، الإنسان صاحب الذاكرة الحديدية التي لا تُنسيه الإنتصارات مرارة الإنكسارات أمام أحد عمالقة أوروبـا والعالم ونفس الأمر يتعلق بليفربول الراغب في تحقيق الفوز لتأكيد احقيته بلقب الدوري الموسم الماضي والذي ذهب كما يقولون "بالحظ" لخزائن اليونايتد في أمتع وأجمل مواسم الريدز منذ فترة بعيدة.!!
يضع عشاق اليونايتد أيديهم على قلوبهم خوفاً من غياب هدافهم المغوار وأحد الأعداء الدودين لليفربول لأصوله المُنحدرة من جار الحمر في المدينة "إيفرتون" الأزرق الملقب بالحلويات الزرق إنه (واين روني) الذي تعرض لإصابة في ربلة الساق أثناء المرحلة قبل الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 ضد المنتخب الأوكراني قبل أسبوعين، ليغيب عن لقاء سيسكا موسكو في المرحلة الثالثة بدوري أبطال أوروبا ويقول الأطباء قبل ساعات بأنه ليس أكيداً الزج به اليوم، ويأمل فيرجسون في ان يكون لائقاً للقاء الميرسيسايد فقد قال فيرجي في تصريحاته الأخيرة: "رونـي لم ييأس بعد، لن يتوقف عن العمل من أجل الظهور أمام ليفربول".
ومع شكوك غياب رونـي فمن المؤكد عودة النجم المُخضرم "ريان جيجيز" - أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في أداء الشياطين لهذا الموسم- بعدما تغلب على إصابة طفيفة تعرض لها في لقاء بولتون الأسبوع المنصرم، واستطاع الظهير الأيسر الفرنسي "إيفرا" التغلب هو الأخر على إصابة تعرض لها في كعب القدم وسيعود لهذه المباراة المُرتقبة، في نفس السياق تحوم شكوك أخرى حول مشاركة متوسط الميدان الأسكتلندي "دارين فليتشر" بداعي إصابة في الفخذ وإصابة لبارك جي سونج في الركبة.
هل تنتهي مسيرة المُجازف ؟
على صعيد أخر سيُعاني ليفربول من غياب ستيفن جيرارد بسبب تعرضه لتفاقم في الإصابة أمام ليون الفرنسي بدوري أبطال أوروبا بعد مرور 25 دقيقة فقط على بداية المباراة فكان يجب على بينيتيز إراحته لكنه جازف بطريقة غريبة، فخسر جيرارد أمام مانشستر وخسر لقاء ليون في الدقيقة الأخيرة، ولكنه سيستعيد مهاجمه الخطير فيرناندو توريس الذي قاد الريدز الموسم الماضي لتلقين اليونايتد بمدافعه "فيديتش" دروساً لا تُنسى على ملعب الأولد ترافولد.
يوجد بعض الشكوك على إمكانية لحاق توريس وجلين جونسون وألبرت رييرا بهذه المباراة لكن توريس هو أكثر اللاعبين قدرة على المشاركة (فهل يُجازف بينيتيز من جديد ويخسر هدافه الذي أحرز 8 أهداف في الدوري و11 هدفاً في كل البطولات، وبالتالي يخسر مركزه على رأس الإدارة الفنية للفريق)؟
على أي حال سيحاول رافا بينيتيز تجنب الخسارة الخامسة له هذا الموسم في الدوري الإنجليزي والسابعة في مُجمل الموسم، فقد خسر على يد ساندرلاند الأسبوع الماضي ومن قبله 3 خسائر من توتنهام وأستون فيلا وتشيلسي، ومعنى خسارته من اليونايتد فإن كل شيء سينتهي وعليه ان يفكر في كيفية منافسة توتنهام وأستون فيلا ومانشستر سيتي على المركز الرابع المؤهل للتصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

ولا يعيش ليفربول حالة فقدان الإتزان في الدوري فهو يُعاني الأمرين بدوري أبطال أوروبا حيث خسر مباراتين مُتتاليتين من "فيورنتينا وليون" 2/صفر و2/1، ما يوضح ان دفاعه يُعاني الأمرين وهذا ما سيستغله مدرب الشياطين بطرقه الشيطانية التي ربما يزج فيها مايكل أوين الذي سيعود لملعب الأنفيلد مرة أخرى لكن ليس برداء نيو كاسل أو على عكازين كما أعتاد عشاقه هناك بل برداء أكثر الأندية كرهاً في الأوساط الليفربولية، كيف لا ومانشستر يُهدد كسر رقم ليفربول القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري الإنجليزي فإذا حقق اللقب هذا الموسم للمرة الرابعة على التوالي سيرفع رصيده لـ19 لقب دوري ليكسر رقم الريدز الصامد منذ بداية تسعينات القرن الماضي حتى الآن.
الخبراء يتوقعون فوز أو تعادل ليفربول في هذه المباراة فلم يسبق وخسر الفريق 5 مباريات على التوالي منذ فترة بعيدة جداً، فالفريق خسر أربع مباريات على التوالي عام 1987 وهذا ما تكرر هذا الموسم بالخسارة أمام تشيلسي ثم فيورنتينا ثم ساندرلاند ثم ليون، والتاريخ قد يلعب دوره ويُوقف هذه الحالة العرضية التي يعيشها الحمر.
تصريحات عادية 
وفيما يخص التصريحاتالتي أطلقها نجوم الفريقين قبل الملحمة بساعات قليلة فاخذت طابع عادي بعض الشيء خالية من الاستفزاز.
قال حارس مرمى ليفربول "رينا": "سنتعامل مع هذه المباراة على انها مباراة نهائية، الخسارة تعني انهيار الفريق والفوز يُقلص الفارق بيننا وبينهم لسبع نقاط".
ورد عليه مدافع مانشستر "فيديتش" قائلاً: "لدينا ثقة أكثر من اللازم لتحقيق النصر، وكان من الضروري لنا الحصول على دفعة معنوية كبيرة بالفوز على سيسكا موسكو في دوري أبطال أوروبا".
ومن المحتمل غياب فيديتش عن المباراة بسبب تعرضه لإصابة الأسبوع الماضي وسيتم استبداله بجوني إيفانز،
وقال مدافع الريدز "جيمي كاراجير": "مباراة مانشستر يونايتد كبيرة دائماً وتحظى بالأحداث المُثيرة، ونحن نحتاج لمثل هذا النوع من المباريات فنتيجة الفوز فيها ستعني استعادتنا لحالتنا الطبيعية وستمنح الجميع هنا دفعة معنوية هائلة".
وتابع: "اللاعبون يريدون اظهار قوتهم الحقيقية ضد اليونايتد لاسعاد الجماهير بعد خيبة أمل ليون الثلاثاء الماضي".
يذكر ان مانشستر يونايتد يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب العام برصيد 22 نقطة بينما يحتل ليفربول المركز الثامن برصيد 15 نقطة بفارق 4 نقاط عن توتنهام الثالث و7 عن اليونايتد الثاني و9 عن تشيلسي الأول بعد مرور 9 جولات.
المباراة ستنطلق في تمام الساعة 14:00 بتوقيت جرينيتش، الرابعة بعد عصر الأحد بتوقيت القاهرة، الخامسة بتوقيت السعودية، وستنقل على شاشة الناقل الحصري للبطولة في الشرق الأوسط "الشو تايم الرياضية" - شو سبورت الأولى- بتعليق المعلق السعودي "فهد العتيبي".
GOAL