في حمى القبيلة سأنشدُ واقفًا:
لا تجسرُ الفصحاء تنشد ههنا .. بيتا ولكنّي الهزبر الباسلُ
قطعتُ القبيلةُ رأسَ كلِّ هزبرٍ باسلٍ
...
بينا أنا أحلق ذقني في الصباح، نظرتُ إلى وجهي في المرآةِ، كنتُ أحاولُ أن أجدَ وجه الشبهِ بين وجهي ووجهِ أمّي، ولم أجد شيئا .. قالَ لي الرجلُ البدويّ يومًا: وش يقرب لك محمد أبو شنب؟ فقلتُ: هو أبي.. قالَ: سبحان من وضع هذا الشبهَ بينكما.. لا أذكرُ أنّ امرأةً قالت لي: وش تقرب لك مريم بنت عبد الله. لكن بعض النساء قلن أنّ شبهًا حاصلٌ بيننا ..
بينا أنا أحلق ذقني في الصباح، نظرتُ إلى وجهي في المرآةِ، وسألتُ نفسي: هل يعرفنَ وجهي هذا؟
وصلَتْ شفرة الحلاقةِ إلى أطرافِ شاربِي لأحدده، تذكّرت أنني لن أقابلَ أبي ولا شيخَ القبيلة اليوم، فحلقته دون تردد. وبكيتُ قليلا على ما هوى معه من أمجاد تليدةٍ، ثم تجاوزتُها. فعادتِي ألا أعطي البكاءَ أكثر من وقته، سبق وأن بكيت على الرجال والنساءِ، ولم يبكِ عليّ أحدٌ، وقد قال عبد الكريم المعتوق: لن تحزن امرأة عليك أغير أمك تبتغي حزنًا؟!
وأودّ لو أن أمي لا تحزن أبدا، أود لو أنني لا أغضبها، لو أنني أقبل الزواج الليلة، ولكنني فُطرتُ على التمرّد، والغياب، كأن شأني شأن أبي الطيّب المتنبي:
لا أقمنا على مكانٍ وإن طا .. ب ولا يمكنُ المكانَ الرحيلُ
شأني شأن المهاجرِ والغائبِ والراحل، أمرّ بالأطلال فأبكي واقفًا، ثم أتدارك نفسي وأجلس كيما يضحكَ عليّ أبو نواس.
أزيلُ شاربي بشفرة الحلاقة، ولا أكثر البكاء على ما ضاع معهُ من الماضي، لأنّ أنثًى تقفُ هناك على قمة الهاوية، تنتظرني لنسقطَ مرّةً واحدةً فلا نصعدَ، هل أتّبعُها يا أبا الطيب؟ أبو الطيب يصرخ بي: أكُلُّ فصيح قال شعرًا متيمُ؟! لا يا أبا الطيّب، هي الكثافة الشعرية. هي الكثافة.
وقفتُ وقوفًا عظيمًا على بلادٍ من رحيلٍ [ على قلقٍ كأن الريحَ تحتي ] فقلبتني وعبثت بي .. جنوبا أو شمالا. وآه منكَ يا جنوب! يا جنوبُ يا جنوبُ .. هلْ لي بأرضٍ جنوبيّة بلا بشرٍ؟ خضراءَ مليئةٍ بالخوخِ والتين، جنوبيّةِ النسمةِ طاهرةِ الخضرةِ والفاكهةِ.. هل لي بها يا جنوب؟! سأقفُ بها وفي حمَى القبيلة سأنشدُ نشيدًا عن المجدِ القديم والمجدِ اللاحق، عن الأملِ وأحلامي، عن الغيث الذي يقتل ولا يحيي أرضًا ميتًا، عن الحب عن الغياب عن الخيبة عن النصر عن الفخر عن الصولات الفحولية والمواقف التي تذكرني بها الرجال والإناث.
في حمى القبيلة سأنشدُ واقفًا:
لا تجسرُ الفصحاء تنشد ههنا .. بيتا ولكنّي الهزبر الباسلُ
قطعتُ القبيلةُ رأسَ كلِّ هزبرٍ باسلٍ، فإن نجا واحدٌ قتلتهُ عيون في طرفها حورٌ ومثّلت بجسدِه! الله مولانا .. الله مولانا ..
أبا الطيّب .. ألا نكونُ في غيره؟ ألا نكون؟ كيف نستريحُ بالفلاةِ والهجير ونتعب بالإناخة والمقام؟! اليومَ أقفرتِ المنازل والقلوبُ، أقفرتِ الدقائق والمواعيد، وأقفرنا من الماضي ومن كل شيءٍ أيّها الصائحُ المحكيّ، أنا كذلكَ: صائحٌ محكيّ، وأنا الصدى.. وقد مشى أواخِرُنا على هام الأوالي..
مشينا على هام الأوالي، وحملنا عنهم أوزارهم، بحثًا عن أكسيرِ الحياة، وسنجدُه حتمًا، ولو كان في المشقّةِ.
كثيراً ما يخطر ببالي قول ابن زريق .لا تعذليه فإن العذل يولعه .. قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه ..
وهنا ايضاً وانا بين ثنايا حرفك وجدت نفسي اردد هذا البيت الجميل ..
أبو صقر ..
احيانً اظن نفسي بعيد عن ابا الطيب وبيني وبينه قلل الجبال ودونهن حتوف
لكني اتعجب حينما اجده امامي مبتسماً وقد تفجر الغرور من جوانبه ..
شكراً لك هذا النص الجميل والقطعة الادبية الرائعة ...
استمتعت كثيراً بحرفك وحضورك...
أهلاً بأبي صقر ومرحًا بطلةٍ بهية وبمحيًا طلق أعيا الخطوب وعذب قلوب العذارى ,, إنني أغليكـ وأهيم بما تكتبه ومغرم بما تختطه يمينك لا شلت ولا كسرت ,, أتساءل وأنا أقرأ ماكتبت وأقول بعد ثلاثمائة سنة ماذا سيقال عنا ؟؟ فتخيلت أن ابن ابن ابني << , سيتعزوى بجده الأعظم وفعاله , ولكن أي فعال أو أي أقوال , أو قد يدعو رجلاً للعشاء ويحلف عليه بحلق بحلق ماذا ؟! , قد يحلف على حلق شعر سيقانه لكوننا عائلة معروفة بشعر السيقان , يبدو أنني شطحت وولولت في فجٍّ عميقٍّ من الحروف المتقاطعة والخطوط المتضاربة ولكن ليغفر لي تاريخي بالكتابة بينكم أنه لا لي سابق عهد مع الشطحات , ليغفر لي الجميع وليطيب الرحمن ليلتكم ,,
لا ادري ماذا يوجد بالموضوع ولا ماذا يريد ...مره ارحم الشارب من قساوة الموس وابعدها اومن بان الرووس اذا اينعت لا بد لها من قطف واخرى اقول لماذا لم يسلم الشارب الى المختص فالخباز لو اكل نصف الخبز لكن على الاقل ضمن لي نصف جيد ومضمون.. واخرى ارى انك ازلت الشارب حتى تريد ان ترى الشبه بينك وبين امك... واحيانا ارى انك تريد الانفصال عن القبيله وحتى لو كان جزاء ذالك ازالة الشارب العلامه الفارقه في قبيلتك.. و احيانا ارى ان ازالة الشارب تم حتى تضمن قلب الحبيبه و انك تنازلت عن شي عظيم وكبير حتى تضمن قلب امراءة..
وبالنهايه احترت ماذا تريد من شاربك ومن موسك ومن امك ومن حبيبتك ومن ابو الطيب
اسلوبك جميل وادبياتك واضحه لكن الرمزيه اخفت علي المضمون...
يا اهلاً وسهلاً بالكاتب الفذ أخونا "صقر فيصل", وعوداً حميداً يا أخا العرب.. أرجو أن تكون هذه الإطلالة دلالة على إستمرار تواجدك معنا هذه الفترة .
**
النص غارق في الأفكار التي واجهتني من كل حدبٍ وصوب , وجمال النص أضاف طابعاً فريداً يُذكرني بــ أقلام أُحبها كثيراً .. والرمزية هنا رائعة وقد أجدتَ في إستخدامها
**
وبعد أن طاب لي المقام هُنا , أرجو أن تُصافحنا بشيءٍ من هذا الإبداع ثانيةً .
لـ أخفيك فـ كتابتك من ضمن سلسلة الكتابات التي تروق لي بالرغم من عدم قدرتي مجارتها فـ قلمي بسيط تجاهـ عظمة وشموخ حروفك وقد يكون لغموض بعض منها سببا اخر
\
/ صقر فيصل حضور لايشبهه احد فلاتطيل الغياب شكرا لك
إقتباس
لا ادري ماذا يوجد بالموضوع ولا ماذا يريد ...مره ارحم الشارب من قساوة الموس وابعدها اومن بان الرووس اذا اينعت لا بد لها من قطف واخرى اقول لماذا لم يسلم الشارب الى المختص فالخباز لو اكل نصف الخبز لكن على الاقل ضمن لي نصف جيد ومضمون.. واخرى ارى انك ازلت الشارب حتى تريد ان ترى الشبه بينك وبين امك... واحيانا ارى انك تريد الانفصال عن القبيله وحتى لو كان جزاء ذالك ازالة الشارب العلامه الفارقه في قبيلتك.. و احيانا ارى ان ازالة الشارب تم حتى تضمن قلب الحبيبه و انك تنازلت عن شي عظيم وكبير حتى تضمن قلب امراءة..
وبالنهايه احترت ماذا تريد من شاربك ومن موسك ومن امك ومن حبيبتك ومن ابو الطيب
اسلوبك جميل وادبياتك واضحه لكن الرمزيه اخفت علي المضمون...
عندما نذكرُ أبا الطيّب فلا بد لنا من ذكر شاعر المجلس العام، متنبّي الزعيم أبا عمار: الهلالي الثقفي
شاعر ذو خلق جمٍ ومواقفَ نبيلةٍ كريمة.
عسى الله أن يحفظه وأن يوفقه حيثما كان وأن يثبته على الخير.
...
ماجد مقبل
أهلا بأديب المجلس، أتعلم يا عزيزي أن رؤية اسمك تبعث السرور في نفسي، فأنت أخ طيب عهدت عليك علما وأدبا وخلقا رفيعا، جميعها تطرح في النفس حبّك واحترامك .. فأحبك الله
...
أما المتنبي أشعر العرب، مالئ الدنيا شاغل الناس، فشأنه ذلك لفصاحةٍ ولغةٍ تمثّلت كل أحوال الناس فعاش ملكًا في الشعر، مرتزقًا به، سقيمًا بزائرة كأن بها حياءً، مبغضًا لضبّة، مشتاقًا لسيف الدولة، ساخطًا على كافور، قلقًا كأن الريحَ تحته، سعيدًا ولا يهنأ بالعيد!
هو يمثّل كل الأحوال البشرية في شعره، كلها.
...
سعيدٌ بإضافتكَ الكبيرة ولطف حظورك السخي يا صديقي
أسأل الله أن يوفقكَ في شؤونك كلِّها
أهلاً بأبي صقر ومرحًا بطلةٍ بهية وبمحيًا طلق أعيا الخطوب وعذب قلوب العذارى ,, إنني أغليكـ وأهيم بما تكتبه ومغرم بما تختطه يمينك لا شلت ولا كسرت ,, أتساءل وأنا أقرأ ماكتبت وأقول بعد ثلاثمائة سنة ماذا سيقال عنا ؟؟ فتخيلت أن ابن ابن ابني << , سيتعزوى بجده الأعظم وفعاله , ولكن أي فعال أو أي أقوال , أو قد يدعو رجلاً للعشاء ويحلف عليه بحلق بحلق ماذا ؟! , قد يحلف على حلق شعر سيقانه لكوننا عائلة معروفة بشعر السيقان , يبدو أنني شطحت وولولت في فجٍّ عميقٍّ من الحروف المتقاطعة والخطوط المتضاربة ولكن ليغفر لي تاريخي بالكتابة بينكم أنه لا لي سابق عهد مع الشطحات , ليغفر لي الجميع وليطيب الرحمن ليلتكم ,,
00000
أهلا أخي عبد الله
أذكر أنني تركتُ الزعيمُ أقولُ: رحمَ الله أباك، واليوم أيضًا أقول رحم الله أباك.
لطيفٌ في ردك الراقي المؤدب.