السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,,,

جاءتني هذه الرساله عن طريق الايميل , وهي تحكى قصه لشخص يرثى لحاله ,,,,

وهي كما يلي ,,,

هوايته جمع العلب الفارغة وتسليته مع من يبادره التحية
مسن يفترش الرصيف بأحد شوارع الرياض ويتغذى على فتات الخبز
يعيش في المملكة منذ زمن ويرفض علاج إصاباته في المستشفيات

(تحقيق عبد العزيز الرميح )



في أحد الشوارع الرئيسة بالرياض افترش ذلك المسن مساحة من الرصيف واضعا امامه فتاتا من الخبز.

وحوله تناثرت ممتلكاته!! من علب فارغة واكواب وأسلاك ومناديل قام بجمعها من هنا وهناك..

يلتقط بيده اللقمة وبالأخرى يتحسس تلك الممتلكات التي تأخذ مساحة كبيرة من عقله ووقته.

يهتم بها اهتمام الابن بأبنائه والتاجر بثروته!!

عندما تسكن حياة النهار ويسري دبيب حياة المساء يسرقه النوم في اقرب مكان من بضاعته.. قيل لي انه يعيش هنا منذ اعوام!! يعيش برد العزلة وصعيقها ويهاجمه غول الوحدة.

رأيت الناس تسير حوله دون ان يسأله أحد منهم عن شأنه!! دون ان يحاول الكثير منهم مساعدته.

رأيت قدميه تقطران دما .. وعينه غائرتين شاحب الوجه.. ناحل الجسم.. لكن عندما تحدثت اليه شعرت بصفائه وصدقه فهو في العقد السابع من العمر خفيف الظل ويحب الدعابة ويتمتع بروح مرحة يحفظ الكثير من الآيات والأحاديث لكن تخونه الذاكرة احيانا في استرجاعها لكنه يقدم نصائحه اليك بمجرد ان تبادره السلام أو تتحدث اليه.

فاذا علم انك من المدخنين قدم اليك نصائح عن اضرار التدخين وتحريمه مستشهدا ..وهكذا اقتربت منه وقطعت عليه شرود ذهنه وبادرته السلام.

اجابني بابتسامته الطيبة عليكم السلام, رمى بعلبة كان يمسك بها جانبا .. واخذ يتحسس في صندوق صغير بجانبه اخرج لي قطعة من الخبز قال.. لي تفضل.. هذه تكفينا سويا ..

أزددت ألما .. وحزنا قدمت له شكري على حسن الضيافة وسألته عن أسمه؟ وعن ما يواجهه من مشاكل.

قال لي: أنا عبدالله.. وسكت قلت له عبدالله من؟ قال عبدالله.. انت الا تعبد الله قلت نعم قال أنا عبدالله أنا مسلم وأخذ يحدثني عن الإسلام واهمية العبادة وطاعة الله.

* سألته هل يوجد لديك أسرة؟

قال: لا يوجد وأنا أعيش هنا في المملكة من قديم الزمان عندها علمت ان "عبدالله" من الوافدين إلى المملكة.

* سألته ماذا كنت تعمل؟ قال: عملت في مخبز تميس وفي مطعم واعمال كثيرة.

* سألته أين تنام؟

قال هنا.. وفي المسجد.

وعن ما يضايقه قال لي ان عمال البلدية قاموا "بأخذ" اغراضي.. التي جمعتها من هنا وهناك لكنه قال لي انه جمع أشياء أخرى تعوضه عنها.جروح في قدميه

* رأيت آثار جروح في قدميه وسألته هل يأخذ علاجا ؟

قال لي :بسيطة إن شاء الله.. الله الشافي أنا لا أحب المستشفى.. لا فائدة من الأطباء تحاليل وتعب دون فائدة.. الله يشفيني بدونهم.يعيش من سنوات

تركت "عبدالله" يعيش عالمه الخاص وسألت الجيران عن قصته والذين اكدوا لي بدورهم انه يعيش هنا على هذا الرصيف وفي هذا الحي من اعوام وان الجميع هنا يحبه ويستمعون إلى نصائحه ويشاركونه الغذاء أحيانا وهو ينام في المسجد ويذكر ان له منزلا قريبا من هنا.. لكن بعد ان تقدم به العمر ترك المنزل واصبح ينام في المسجد. ويفضل العيش اللي على الرصيف وجمع العلب الفارغة وتقديم النصائح لكل من يبادره السلام أو يتحدث اليه.

ولنا رأي

* في قضية "عبدالله" نجد ان الظروف ليست هي وحدها التي جعلته يعيش حياة "الرصيف" بل ان سلوكنا حيال هذه الظروف هو الذي وضع القواعد الاولى لتلك المشكلة الإنسانية.

فعندما نتفاعل ماديا مع تلك الحالات الإنسانية فقط دون مراعاة للجوانب الاخرى نكون بذلك اغفلنا جانب العلاج الامثل وهو ايداع هؤلاء في الدور او البحث عن اسرهم من خلال الجهات ذات العلاقة وتقديم البلاغات والمعلومات عن كل حالة لتلك الجهات لتتم دراستها وتشخيصها ومن ثم تقديم العلاج المناسب له