مدخل/
لست ابن صلبها ..فأنا من نسل جارتها العزيزه..
ولكن ولدت ونشأت في كنف مدينتي الغاليه...
في ذاك المستشفى الحكومي المزدحم..صرخت صرختي الاولى..
وهاهي امي ولاول مره تبتســم لبكـائي..
خٌـلدت تلك الذكرى بصوره أُقلَبها حينما يختنق بي عالم البشر..
أٌقلبها ليطمئن قلبي..فرغم كبري..لن يتعذرني حضن امــي...
لم تكن طفولتي مميزه الا من ذكريات ازمه الخليج
لم اكن حينها قد تجاوزت الخامسه من عمري...
أما حارتنا القابعه وسط الرياض فقد تميزت بتلك الكتابه
(لتبقى الكويت حرَه أبيه)..
بقيت تلك العباره سنين في ذاك الجدار..
بقيت لانها تُريد خالداً يقرأها بذاته لا تُملى عليه...
وبقيت الكويت حرَه ...
وبقي خالد يتنفس عبق طفولته من شخبطه جدار..!!
*.*.*.*
هاهي الحياه قد ماتت في ذلك الشارع الصاخب.. فالساعه تشير الى 12 ليلاً.. وشارع الكهرباء قد أفل ضوئه... لم يكن الوضع عادياً. .فهناك من يجذب الانتباه!! شخص حافي القدمين.. أشعث الرأس..متسخ الثياب.. يهيم هنا وهناك بلا معنى... يمشي مده ويجلس لثواني ثم يفز ويبدأ بالركض وهكذا دواليك!!!! وفي احدى محطات الوقود.. طرق نافذة سيارتي رجل (جنتل مان)... خُـيَل لي بأنه سيسأل عن مكان ما.. فإذا به يتمتم بكلام عشوائي متداخل.. ليعطيني ظهره فجأه ويدخل في نوبه ضحك هستيريه!!! ليطرق سياره أخرى وينسحب منها بترنح وضحك!! هؤلاء فقط نماذج لحالات كثيره أصبحوا جزءاً من شوارعنا.. من لــهم..؟؟ ومن المسئول عن ايوائهم!! لماذا تُهــان كرامتهم في (مزابل) الشوارع!! لماذا حجمت قيمتهم بخرقٍ باليه يرتدونها!! من يعيد انسانيتهم المسلوبه!! (أهلٌ عاجزون...أم مسئولون نائمون))...!!!*.*.*.*
في نهايه الدوام ..
ودقائق انتظار امام تلك ااشاره طويله
تحت اشعه شمس حارقه!
تعبٌ مضني..
ونفسيه تحتاج الى اعاده شحن..
تُصعق بصوت نشاز يخترق أذنك قهراً...
(هيفاء وهبي في سيارتي...ويحي))..!!!
تثقل على نفسك وتزيد عناءها
لتلتفت لترى مصدر الصوت..
فإذا به رجل كبير (عليه الشرهه)...
أكاد اجزم بانه للتو قد استبدل جلسات عزازي
بهيفاء ليثبت للعالم بانه (مودرن)!!
واخر تهتز سيارته مع الراب والروك الاجنبي..
ولو سألته من هو الفيس بريسلي لهز رأسه !!
مجرد تبعيه اجبرته على اقتناء مالا يفقهه!!
لن انتهك حقوقه وارغمه ان لا يسمع!!
ولكن لماذا يجبرني على سماع غثاء لا استلطفه!
بعضهم من نظره يخجل!!
والبعض نظراتك
لن تزيده الا عناداً ومجاهره!!
*.*.*.*
قدر لي قبل شهر من الان ان اتسبب في حادث مروري.
.كنت المخطأ فيه 100% بلا تقدير مروري...
كان الطرف الاخر شيخ كبير قد قارب السبعين من العمر...
كان مكفهر الوجه...
عاقد الحاجبين..
والشرر يتطاير من عينيه ولا يُلام ابداً..
اخذ يزمجر بلهجه سريعه يستحق دخول
موسوعه غينيس فعدد الكلمات
في الدقيقه لا يعد ولا يحصى...
وبلكنه عجزت عن فك رموزها واستيعابها...
ولكن مما فهمته ..
انه يفترض على من يرتدي نظارات
طبيه لا يسمح له بالقياده!!
لا يعلم بان سبب الحادث
خلل بالبصيره لا البصر..!!
اقتراحه وطريقه مطالبته بتنفيذ القرار
اثارت نوبه ضحك عارمه في صديق كان يرافقني...
فما كان منه الا ان امطرني بوابلٍ من اللعنات المقيته...
لعنات شملت ابي وامي
وكل من عرفت ومن سأعرف
واعتقد حتى خادمتنا اتاها نصيبها..!!
بعد ان اتى المرور وهدأ روعه...
وتأكد بأني سأصلح سيارته..
اخذته جانباً لاقدم له اعتذاري الشديد..
واوضحت له بأنه له الحق في قول مايريد...
لاني انا من اخطات..انا فقط ولست سواي!!
وليس له الحق ان يتطاول باللعن على من انجبوني!!
فما كان منه الا ان تأسف على تلك الكلمات
وعلقها على شماعه
(معليش ..اذا عصبت مدري شقول)..!!
تلك النفسيات الحانقه..
قد تخفي ورائها بريقاً لا يصدأ...
قد تجد لهم العذر أحياناً...
فضغوطات المدينه قد اخذت منا مأخذها..
*.*.*.*
جاء تقرير صحيفه (بزنس ويك) الامريكيه
قاسياً الى حد اللامعقول!
اختيرت الرياض ثالث اسوامدينه
في العالم من حيث العمل فيهــا..
المصيبه هي من يعتليها
ومن يقبع خلفها في القائمه!!
اعلم...
ان جونا..
ونفسيات شعبنا..
خدماتنا..
شوارعنا..
بعض عاداتنا...
/ لا يطيقها الا من أُرغــم عليها /...
وهاهم بعض ابنائها المرغمون
يصفقون لهذا التصنيف بحراره..
داعين المولــى لها الصداره!!
ولكن...
عاصمه اكبر دوله نفطيه
اليس من الخزي ان تدخل القائمه.
..فكيف بها تعتليها!!
*.*.*.*
خاتمه/
يقولون ان زامر الحي لا يطرب... ولكن لحن مدينتي اطربني حتى الثماله... رغم عيوبها ستظل في عيني مدينه فاضله.. ادين لها بالكثير.
أخــــوكم/خالد
الوضع الشجري
