المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07/06/2009, 07:18 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة السجده (1)

تفسير سورة السجدة وهي مكية

‏[‏1 ـ 3‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ‏}‏

يخبر تعالى أن هذا الكتاب الكريم، أنه تنزيل من رب العالمين، الذي رباهم بنعمته‏.‏

ومن أعظم ما رباهم به، هذا الكتاب، الذي فيه كل ما يصلح أحوالهم، ويتمم أخلاقهم، وأنه لا ريب فيه، ولا شك، ولا امتراء، ومع ذلك قال المكذبون للرسول الظالمون في ذلك‏:‏ افتراه محمد، واختلقه من عند نفسه، وهذا من أكبر الجراءة على إنكار كلام اللّه، ورمي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأعظم الكذب، وقدرة الخلق على كلام مثل كلام الخالق‏.‏

وكل واحد من هذه من الأمور العظائم، قال اللّه ـ رادًا على من قال‏:‏ افتراه‏:‏ـ

‏{‏بَلْ هُوَ الْحَقُّ‏}‏ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد‏.‏ ‏{‏مِنْ رَبِّكَ‏}‏ أنزله رحمة للعباد ‏{‏لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ‏}‏ أي‏:‏ في حالة ضرورة وفاقة لإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، لعدم النذير، بل هم في جهلهم يعمهون، وفي ظلمة ضلالهم يترددون، فأنزلنا الكتاب عليك ‏{‏لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ‏}‏ من ضلالهم، فيعرفون الحق فيؤثرونه‏.‏

وهذه الأشياء التي ذكرها اللّه كلها، مناقضة لتكذيبهم له‏:‏ وإنها تقتضي منهم الإيمان والتصديق التام به، وهو كونه ‏{‏مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ وأنه ‏{‏الْحَقُّ‏}‏ والحق مقبول على كل حال، وأنه ‏{‏لَا رَيْبَ فِيهِ‏}‏ بوجه من الوجوه، فليس فيه، ما يوجب الريبة، لا بخبر لا يطابق للواقع ولا بخفاء واشتباه معانيه، وأنهم في ضرورة وحاجة إلى الرسالة، وأن فيه الهداية لكل خير وإحسان‏.‏

‏[‏4 ـ 9‏]‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ‏}‏

يخبر تعالى عن كمال قدرته بخلق ‏{‏السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏}‏ أولها، يوم الأحد، وآخرها الجمعة، مع قدرته على خلقها بلحظة، ولكنه تعالى رفيق حكيم‏.‏

‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏ الذي هو سقف المخلوقات، استواء يليق بجلاله‏.‏

‏{‏مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ‏}‏ يتولاكم، في أموركم، فينفعكم ‏{‏وَلَا شَفِيع‏}‏ يشفع لكم، إن توجه عليكم العقاب‏.‏

‏{‏أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ‏}‏ فتعلمون أن خالق الأرض والسماوات، المستوي على العرش العظيم، الذي انفرد بتدبيركم، وتوليكم، وله الشفاعة كلها، هو المستحق لجميع أنواع العبادة‏.‏

‏{‏يُدَبِّرُ الْأَمْرَ‏}‏ القدري والأمر الشرعي، الجميع هو المتفرد بتدبيره، نازلة تلك التدابير من عند المليك القدير ‏{‏مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ‏}‏ فَيُسْعِدُ بها ويُشْقِي، ويُغْنِي ويُفْقِرُ، ويُعِزُّ، ويُذِلُّ، ويُكرِمُ، ويُهِينُ، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ويُنزِّل الأرزاق‏.‏

‏{‏ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ‏}‏ أي‏:‏ الأمر ينزل من عنده، ويعرج إليه ‏{‏فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‏}‏ وهو يعرج إليه، ويصله في لحظة‏.‏

‏{‏ذَلِكَ‏}‏ الذي خلق تلك المخلوقات العظيمة، الذي استوى على العرش العظيم، وانفرد بالتدابير في المملكة، ‏{‏عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏}‏ فبسعة علمه، وكمال عزته، وعموم رحمته، أوجدها، وأودع فيها، من المنافع ما أودع، ولم يعسر عليه تدبيرها‏.‏

‏{‏الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ‏}‏ أي‏:‏ كل مخلوق خلقه اللّه، فإن اللّه أحسن خلقه، وخلقه خلقًا يليق به، ويوافقه، فهذا عام‏.‏

ثم خص الآدمي لشرفه وفضله فقال‏:‏ ‏{‏وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ‏}‏ وذلك بخلق آدم عليه السلام، أبي البشر‏.‏

‏{‏ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ‏}‏ أي‏:‏ ذرية آدم ناشئة ‏{‏مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ‏}‏ وهو النطفة المستقذرة الضعيفة‏.‏

‏{‏ثُمَّ سَوَّاهُ‏}‏ بلحمه، وأعضائه، وأعصابه، وعروقه، وأحسن خلقته، ووضع كل عضو منه، بالمحل الذي لا يليق به غيره، ‏{‏وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ‏}‏ بأن أرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، فيعود

بإذن اللّه، حيوانا، بعد أن كان جمادًا‏.‏

‏{‏وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‏}‏ أي‏:‏ ما زال يعطيكم من المنافع شيئًا فشيئا، حتى أعطاكم السمع والأبصار ‏{‏وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ‏}‏ الذي خلقكم وصوركم‏.‏

‏[‏10 ـ 11‏]‏ ‏{‏وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‏}‏

أي‏:‏ قال المكذبون بالبعث على وجه الاستبعاد‏:‏ ‏{‏أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ‏}‏ أي‏:‏ بَلِينَا وتمزقنا، وتفرقنا في المواضع التي لا تُعْلَمُ‏.‏

‏{‏أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ‏}‏ أي‏:‏ لمبعوثون بعثًا جديدًا بزعمهم أن هذا من أبعد الأشياء، وذلك لقياسهم قدرة الخالق، بقدرهم‏.‏

وكلامهم هذا، ليس لطلب الحقيقة، وإنما هو ظلم، وعناد، وكفر بلقاء ربهم وجحد، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُون‏}‏ فكلامهم علم مصدره وغايته، وإلا، فلو كان قصدهم بيان الحق، لَبَيَّنَ لهم من الأدلة القاطعة على ذلك، ما يجعله مشاهداً للبصيرة، بمنزلة الشمس للبصر‏.‏

ويكفيهم، أنهم معهم علم أنهم قد ابتدئوا من العدم، فالإعادة أسهل من الابتداء، وكذلك الأرض الميتة، ينزل اللّه عليها المطر، فتحيا بعد موتها، وينبت به متفرق بذورها‏.‏

‏{‏قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ‏}‏ أي‏:‏ جعله اللّه وكيلاً على قبض الأرواح، وله أعوان‏.‏ ‏{‏ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‏}‏ فيجازيكم بأعمالكم، وقد أنكرتم البعث، فانظروا ماذا يفعل اللّه بكم‏.‏




تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله واتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08/06/2009, 03:52 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 21/10/2008
مشاركات: 146
جزآك الله خير


والله تفسير القرآن رائع


سبحان الله يصير نقرأ وحنا فاهمين القصص والاحكام



سبحانك ربي ماعبدناك حق عبادتك


الله يعطيك العافيه
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11/06/2009, 06:06 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 12/09/2004
المكان: الرياض ولو جوّها قآسي ..
مشاركات: 4,446
ما كملتها جزاك الله خير , سورة السجدة 3 وجيه يعني صفحة ونص

عموما الله يعطيك العافية


...........................
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:14 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube