نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة الأحزاب (10) (http://vb.alhilal.com/t778536.html)

سامي صعب يتكرر 05/06/2009 04:43 PM

تفسير سورة الأحزاب (10)
 
[‏56‏]‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏

وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره‏.‏ و ‏{‏إِنَّ اللَّهَ‏}‏ تعالى ‏{‏وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ‏}‏ عليه، أي‏:‏ يثني اللّه عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وتثني عليه الملائكة المقربون، ويدعون له ويتضرعون‏.‏
‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏ اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، ما علم به أصحابه‏:‏ ‏"‏اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد‏"‏ وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة
‏[‏57 ـ 58‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا‏}‏
لما أمر تعالى بتعظيم رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصلاة والسلام عليه، نهى عن أذيته، وتوعد عليها فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏ وهذا يشمل كل أذية، قولية أو فعلية، من سب وشتم، أو تنقص له، أو لدينه، أو ما يعود إليه بالأذى‏.‏ ‏{‏لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا‏}‏ أي‏:‏ أبعدهم وطردهم، ومن لعنهم ‏[‏في الدنيا‏}‏ أنه يحتم قتل من شتم الرسول، وآذاه‏.‏
‏{‏وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا‏}‏ جزاء له على أذاه، أن يؤذى بالعذاب الأليم، فأذية الرسول، ليست كأذية غيره، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يؤمن العبد باللّه، حتى يؤمن برسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وله من التعظيم، الذي هو من لوازم الإيمان، ما يقتضي ذلك، أن لا يكون مثل غيره‏.‏
وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيمًا، ولهذا قال فيها‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا‏}‏ أي‏:‏ بغير جناية منهم موجبة للأذى ‏{‏فَقَدِ احْتَمَلُوا‏}‏ على ظهورهم ‏{‏بُهْتَانًا‏}‏ حيث آذوهم بغير سبب ‏{‏وَإِثْمًا مُبِينًا‏}‏ حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر اللّه باحترامها‏.‏
ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ، وتعزير من سب العلماء، وأهل الدين، أعظم من غيرهم‏.‏

‏[‏59 ـ 62‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا‏}‏
هذه الآية، التي تسمى آية الحجاب، فأمر اللّه نبيه، أن يأمر النساء عمومًا، ويبدأ بزوجاته وبناته، لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر ‏[‏لغيره‏}‏ ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا‏}‏
أن ‏{‏يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ‏}‏ وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي‏:‏ يغطين بها، وجوههن وصدورهن‏.‏
ثم ذكر حكمة ذلك، فقال‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ‏}‏ دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن أنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر‏.‏ فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن‏.‏
‏{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏ حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم، بأن بين لكم الأحكام، وأوضح الحلال والحرام، فهذا سد للباب من جهتهن‏.‏
وأما من جهة أهل الشر فقد توعدهم بقوله‏:‏ ‏{‏لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏}‏ أي‏:‏ مرض شك أو شهوة ‏{‏وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ‏}‏ أي‏:‏ المخوفون المرهبون الأعداء، المحدثون بكثرتهم وقوتهم، وضعف المسلمين‏.‏
ولم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه، ليعم ذلك، كل ما توحي به أنفسهم إليهم، وتوسوس به، وتدعو إليه من الشر، من التعريض بسب الإسلام وأهله، والإرجاف بالمسلمين، وتوهين قواهم، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة، وغير ذلك من المعاصي الصادرة، من أمثال هؤلاء‏.‏
‏{‏لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ نأمرك بعقوبتهم وقتالهم، ونسلطك عليهم، ثم إذا فعلنا ذلك، لا طاقة لهم بك، وليس لهم قوة ولا امتناع، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ أي‏:‏ لا يجاورونك في المدينة إلا قليلاً، بأن تقتلهم أو تنفيهم‏.‏
وهذا فيه دليل، لنفي أهل الشر، الذين يتضرر بإقامتهم بين أظهر المسلمين، فإن ذلك أحسم للشر، وأبعد منه، ويكونون ‏{‏مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا‏}‏
أي‏:‏ مبعدين، أين وجدوا، لا يحصل لهم أمن، ولا يقر لهم قرار، يخشون أن يقتلوا، أو يحبسوا، أو يعاقبوا‏.‏
‏{‏سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ‏}‏ أن من تمادى في العصيان، وتجرأ على ال أذى، ولم ينته منه، فإنه يعاقب عقوبة بليغة‏.‏ ‏{‏وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا‏}‏ أي تغييرًا، بل سنته تعالى وعادته، جارية مع الأسباب المقتضية لأسبابها
‏[‏63 ـ 68‏]‏ ‏{‏يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا * إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا‏}‏
أي‏:‏ يستخبرك الناس عن الساعة، استعجالاً لها، وبعضهم، تكذيبًا لوقوعها، وتعجيزًا للذي أخبر بها‏.‏ ‏{‏قُلْ‏}‏ لهم‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ لا يعلمها إلا اللّه، فليس لي، ولا لغيرى بها علم، ومع هذا، فلا تستبطؤوها‏.‏
‏{‏وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا‏}‏ ومجرد مجيء الساعة، قرباً وبعدًا، ليس تحته نتيجة ولا فائدة، وإنما النتيجة والخسار، والربح، والشقا والسعادة، هل يستحق العبد العذاب، أو يستحق الثواب‏؟‏ فهذه سأخبركم بها، وأصف لكم مستحقها‏.‏
فوصف مستحق العذاب، ووصف العذاب، لأن الوصف المذكور، منطبق على هؤلاء المكذبين بالساعة فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏‏}‏ الذين صار الكفر دأبهم وطريقتهم الكفر باللّه وبرسله، وبما جاءوا به من عند اللّه، فأبعدهم في الدنيا والآخرة من رحمته، وكفى بذلك عقابًا، ‏{‏وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا‏}‏ أي‏:‏ نارًا موقدة، تسعر في أجسامهم، ويبلغ العذاب إلى أفئدتهم، ويخلدون في ذلك العذاب الشديد، فلا يخرجون منه، ولا يُفَتَّر عنهم ساعة‏.‏
ولَا يَجِدُونَ وَلِيًّا فيعطيهم ما طلبوه ‏{‏وَلَا نَصِيرًا‏}‏ يدفع عنهم العذاب، بل قد تخلى عنهم الولي النصير، وأحاط بهم عذاب السعير، وبلغ منهم مبلغًا عظيمًا،

ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ‏}‏ فيذوقون حرها، ويشتد عليهم أمرها، ويتحسرون على ما أسلفوا‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

خالـ الشوق ـد 05/06/2009 05:08 PM

جزاااك الله خير

وربي لايحرمك الاجر

وقت الغروب 05/06/2009 05:38 PM

جزاك الله الف الف الف خيررررررررررررر


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:40 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd