محطات

قبل يومين تعرضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية " تسيبي ليفني " لعاصفةٍ من الاحتجاجات في النادي الصحفي الأمريكي بواشنطن، حيث ابتدرها صحفي أمريكي بقوله : بودي لو أفهم، ما الذي تفعله إرهابية مثلك في هذا النادي ؟! فردت عليه بقولها : لا أريد الإجابة عليك، وما أتيت هنا لمخاطبتك ! في حين قذفها صحفي آخر بقوله : حربكم على ما يوصف بالإرهاب خلفت أكثر من ألف قتيل جلهم من النساء والأطفال، فأين الإرهاب من هؤلاء ؟! ولم تجد تلك الإرهابية بداً من لملمة أوراقها ومغادرة النادي لأحضان ربيبتها كونداليزا عقب توالي أمثال هذه الأسئلة المحرجة، وانهمارها على خدها كالجمر .


نفس الموقف تكرر ولكن بطريقةٍ أخرى، إذ وقفت هذه الوزيرة بجانب الرئيس المصري متوعدةً الفلسطينيين بالويل والثبور وعظائم الأمور قبيل المذبحة بأسابيع، ولم يجرؤ صحفي واحد على أن يسدد لها سؤالاً محرجاً كما فعل أولئك، بسبب عملية الانتقاء المعدة مسبقاً من قبل السلطات، كي لا يحرج أحدهم ضيف الدولة الإرهابي العزيز !


في إسبانيا خرج أكثر من مئتين وخمسين ألف متظاهرٍ ضد الحرب البربرية اليهودية، وفي بلجيكا خرج أكثر من مئة ألف متظاهرٍ، وكذا الحال في اليونان وبريطانيا وتركيا، فنزويلا قامت بطرد السفير اليهودي ولحقتها بوليفيا، في حين قام بعض القانونيين برفع دعاوى قضائية على أركان العصابة اليهودية في بريطانيا، يمكننا أن نخسر هذه القاعدة الشعبية الآخذة في التنامي والتعاظم، وأن يتلاشى هذا التعاطف الشعبي الدولي بضربةٍ واحدةٍ، وبعملٍ أخرقٍ يقوم به متحمس بحجة سداد دينٍ قديمٍ لجماعته مع دولةٍ غربيةٍ !


استخدمت إسرائيل في حربها الأخيرة – ضد المدنيين - جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولية، من قنابل عنقودية وفسفورية بل وقنابل محشوة باليورانيوم، تسبب السرطان والموت خلال ستة أشهرٍ على ذمة خبيرٍ نرويجي، كان قصف طائراتها ومدافعها عشوائياً، طال المدارس والمساجد والمستشفيات وخلف قتلى وجرحى في صفوف النساء والأطفال والشيوخ، ولم تسلم حتى الحيوانات من الموت .


لم تلتزم إسرائيل بأي قرارٍ من قرارات مجلس الأمن الدولي، ولم تلق بالاً للأعراف والمواثيق الدولية، وضربت باتفاقيات جنيف عرض الحائط، بل وقصفت مؤسسات ومدارس الأنروا التابعة للأمم المتحدة بقنابل فسفورية موقعة أكثر من أربعين شهيداً جلهم من النساء والأطفال، وأمام هذه الهمجية والوحشية علا صراخ زوجة حاكمٍ عربيٍ - حكمت دولته على بضعة فدائيين بالسجن المؤبد لمحاولتهم إدخال أسلحةٍ لفلسطين – بأن ما يحدث في غزة كفر بالله !


من قال إن سلك التفكير حكراً على الجماعات الإسلامية فقط ؟!


لمّعت قناة العربية - وفي رواية قناة يدعوت أحرنوت – بطريقةٍ فجةٍ زيارةً قام بها نجل الرئيس المصري " جمال " لمعبر رفح المغلق من قبل السلطات المصرية، وقال مراسل القناة الخائب في تعليقه على الزيارة : تأتي هذه الزيارة تأكيداً لأهمية الدور الذي يلعبه الحزب الوطني، لمؤازرة القضية والشعب والنضال والمقاومة وحماس وأولمرت والأنفاق، وإغلاق المعبر وتجويع الشعب الفلسطيني !


صرّحت منظمة اليونيسيف بأن الآثار النفسية على أطفال غزة، والتي خلفتها الحرب الأخيرة ستكون مدمرةً، حيث فاق عدد القتلى من الأطفال 300 قتيل في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 1400 طفلٍ، وقالت سيغريد كاغ، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة : سيعاني أطفال غزة آثارا نفسية جسيمة جراء مشاهد العنف التي يواجهونها يوميا، وبالطبع ستؤثر عليهم مستقبلا بشكل سلبي.. لذا فإننا سنعمل، بالاشتراك مع مؤسسات غير حكومية فلسطينية ذات علاقة بهذا الشأن من أجل التأسيس لبرنامج تأهيلي، يعيد للأطفال ثقتهم بأنفسهم وبمحيطهم."


والغريب أن رئيس وزراء الإرهابيين قال في خطابه أمس الذي نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية : إنه يشعر بالألم بسبب الدماء التي نزفت، والدمار الذي حل بالشعب الفلسطيني، ويعتذر لجميع الضحايا الأبرياء الذين سقطوا عن طريق الخطأ !


من الذي حنك هذا اليهودي وبصق داخل فمه ؟!


أخيراً : مزقت إسرائيل جميع اتفاقيات السلام المبرمة، وداست على جميع المبادرات العربية، واحتقرت لا أقول العرب بل العالم برمته، ومع هذا لا تزال شرذمة من اللاهثين خلف قطار السلام مع اليهود يعلقون آمالهم الزائفة على مؤتمراتٍ تعقد هنا وهناك، وقمم تقام شرقاً وغرباً، علهم يظفرون من ورائها بشيءٍ !


ثلاثة أسابيع دمويةٍ ما لانت فيها للمقاومة قناة رغم أبواق بعض كتابنا المتصهينيين في صحافتنا المحلية والعربية، وستة أيام فقط عام 67 سحقت فيها قطعان اليهود جيوش ثلاث دولٍ عربيةٍ برمتها، فهل تعي الأجيال المقبلة هذه المعادلة الجديدة ؟!


معادلة المقاومة تحت ظلال العقيدة، والحرب تحت قوائم الكراسي ؟!

شكرا لك والسياسه بكل تفاصيلها والوانها تعتمد على الاعلام المزيف وكل مايقال 00000