المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 29/05/2009, 11:08 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ دمـوع
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/07/2005
المكان: هناك .. حيث لا أحد
مشاركات: 3,228
Icon18 εïз ‏مـــســـرح الــخــوارق εïз ‏















|| مقدمة ||





الدمية هي غرض ، ولكن بمجرد أن يكون هذا الغرض له شكل يشبه الإنسان أو يشبه مخلوقاً حياً فإن مجرد تحريكها وسط جو قصصي جمالي إبداعي مفعم بعناصر المسرح المختلفة فإنها تعمل العجائب للفرجة . و أما الدمية الجامدة المنفصلة عن هذا الجو اللإبداعي المسرحي و التي يقتنيها الوالدان لطفلهما لتكون إلى جانبه في سريره ، فلها أثرها ايضا ولكنها تبقى محدودة التأثير إذا ما قارناها مع الدمية التي تصبح جزءاً من قصة و من عالم الخيال المسرحي ، والتي لها شخصية تتفاعل مع شخصيات أخرى في المسرحية و تتحرك في عالم منضبط من العناصر المغنية للحواس والخيال ، والتي يتمتع بها بشكل خاص المجال المسرحي .





||اضاءة||




تعريف مسرح الدمى :
مجسمات إصطناعية يتحكم في حركاتها شخص أو أكثر ، إما باليد أو بخيوط أو أسلاك أو عصي . وقد تمثل الدمية شخصا أو حيواناً أو نباتاً أو شيئاً من الأشياء . و تتقمص هذه الدمى أدوارا في عروض مسرحية .


أنواع مسرح الدمى :
1ـ دمى القفاز
2ـ خيال الظل
3ـ دمى الخيوط
4ـ دمى باستخدام العصا
5ـ دمى السينما


النشأة التاريخية لمسرح الدمى :
الإنسان أهتم بالدمى منذ عصور ما قبل التاريخ ! حيث وجدت آثار تُمثل الدمى في بلاد ما بين النهرين يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد ، و مازال المنقبون بين الآثار يعثرون على دمى صغيرة تمثل مختلف الحيوانات ، كما عُثر في مصر على دمى ذات أذرع وأرجل متحركة ، مما يجعلنا نتساءل :ترى هل يمكن أن يكون الإنسان قد عرف مسرح العرائس و الدمى المتحركة منذ تلك العصور الغابرة ؟
يقال : إن البداية الحديثة لمسرح الدمى ترجع إلى مسرح خيال الظل والذي كان أول من قام بتشخيصه رجل عراقي ، رحل إلى مصر وعمره 19 ربيعاً في أعقاب الغزو المغولي سنة 665 هـ ، و يدعى " الحكيم شمس الدين بن محمد بن دانيال الخزاعي الموصلي " ، وكان قد ذاق المرارة والألم نتيجة احتلال المغول الغزاة ، مما أورثه مقدرة كبيرة على السخرية والتهكم مع الدعابة . وكانت من أهم مسرحياته : طيف الخيال ، المتيم و الصانع اليتيم ، عجيب و غريب .
بعد ذلك انتقل إلى تركيا عام 1517م على يد السلطان سليم الأول ، ثم منها انتشر في أوربا .

أما طريقة أداء مسرحيات الدمى فقد كانت على بساطتها غاية في الذكاء و الإبداع , فمثلاً كانت تُصنع الشخصية من الجلد والورق المقوى وتكون على شكل عرائس و أشخاص ، وتوضع خلف ستار أبيض ، ومن خلفها مصباح , فينعكس ظل تلك النماذج على الستار ليراها المشاهدون من الجهة الأخرى ، وفي نفس الوقت يختفي مقدم التمثيلية خلف الستار في الظلام ، وتحرك اللعب بالعصا والخيوط و ترديد بعض العبارات التي تنطبق على الحركة .


كان أول من يقوم بعروض مسرح دمى غير أسلوب الظل هو الرجل الإغريقي " يوتينوس " , حيث كان يقدم عروضه على المسرح الكبير للإله ديوثيوس في أثينا .

وفي القرون الوسطى كان المشتغلون بهذا الفن ينتقلون في أوروبا من بلد إلى بلد ، عارضين مشاهد دينية تمثل الخليقة و الطوفان و ما إليهما ، أو مشاهد غير دينية بعضها بطولي وبعضها كوميدي يهدف إلى إضحاك النظارة . كما كان المصريون يستخدمون هذا الفن في الدعوة إلى الإسلام من خلال عروضهم .


وفي القرن السابع عشر بلغ فن تحريك الدمى منزلة من الإتقان جعلت من اليسير على أصحابه إمتاع الجمهور بمسرحيات و أوبرات و (باليهات) كاملة .


و تختلف طريقة عروض مسرح الدمى من مكان لآخر , فهناك مسرح الشارع و العلبة المتنقلة بمسرح الساحات و غيرها من الأنواع , و بأحيان يكون للقيم الدينية و الشعبية و العقائدية دور بطريقة العرض , بأندونيسيا مثلاً يشاهد الرجال العرض الذي يسموه "واي آنج " (wayang) رؤيا العين على المسرح ، بينما النساء يشاهدن العرض نفسه من الخلفية بصورة خيال الظل .









||بونراكو ||





بونراكو (باليابانية : 文楽 ) : هو مسرح الدمى التقليدي الياباني , يرجع تاريخه إلى فترة ايدو ( في الفترة من عام 1603 إلى عام 1868 م ), تصاحب العروض مقطوعات للموسيقى التقليدية اليابانية .

يقوم شخص واحد بقراءة كل نصوص العرض يبلغ حجم الدمى المتر تقريبا و يشرف عادتاً ثلاث أشخاص على التحكم في حركات كل واحدة منها . يتحرك الأشخاص المتحكمين في الدمى أمام أنظار الجمهور و يقومون ببعض الإيماءات حسب ما تمليه عليهم ظروف المشهد , وتدعم الحكومة اليابانية مسرح بونراكو بهدف زيادة شعبيته محلياً و عالمياً خاصة بعد أن اعتبرته منظمة اليونسكو كأحد المعالم التراثية العالمية العام الماضي .


أشهر من ألف قصص هذا المسرح روائي الدراما " مونزائمون تشيكاماتسو " الذي كانت أشهر مسرحياته بعنوان (الحب ينتحر في سونيزاكي ) , و كانت إعتمادا على قصة حقيقية نهايتها كانت إنتحار صاحب متجر و عشيقته بعد أحداث درامية تتعلق بالأصول الإجتماعية و المشاعر العاطفية . وظلت هذه القصة و أحداثها المتعلقة بصراع الأصول الاجتماعية و العواطف والنهاية المحزنة للحب كأهم المحاور التي تبنى عليها الروايات التي تكتب لمسرح بونراكو حتى الوقت الحاضر .









||بين مسرح الممثل و مسرح الدمية ||


بعيداً عن إشكالية التهمة التي ترمي إلى أن الممثل المسرحي فيه من النرجسية و حب الظهور مُقارنه بُمحرك الدمى الذي يكون خلف الأضواء , فإن ما يميز الدمية عن المُمثل هو أن الدمية مخلوق يختلف عن الإنسان حتى وإن كانت تشبهه . إنها شكل جامد و فجأة يتحرك و يتصرف بطريقة عجيبة , سرعان ما يكتشف الطفل من خلال عملية المقارنة انها مخلوق يشبه السحرة ، فهو يقوم بحركات حيوية ولكنها لا تشبه بالضبط حركات الإنسان ، وعندما نلمسه نشعر بأنه جماد وعندما نشاهده من بعيد خلال العرض نراه وقد انبعثت روح الحياة فيه . حجمه يختلف عن حجم البشر ، وأحيانا يتكلم بدون أن يحرّك شفتيه ، ويقوم بحركات بهلوانية يستحيل على إنسان القيام بها ، أحيانا يتحدث بأصوات تشبه أصوات الأحياء العاديين و أحيانا يستعمل أصواتاً غريبة تختلف عما نسمعه من أصوات في حياتنا اليومية العادية أو في حياة المسرحية التي ينفذها ممثلون عاديون , و هذه رمزية ذات أهمية لأنها تجعل من الدمية وسيلة تعبير مكتملة ( بما توحي به من دلالات رمزية وبما تنطوي عليه من إمكانيات تعبيرية ) .
و بما أن العملية الإبداعية المسرحية ليست تقليداً للواقع بل إستفادة منه وتجييره إلى عالم الإبداع ، فإن الدمية هي خير مثال لنقل الواقع العادي اليومي الروتيني إلى عالم الخيال والحلم والايهام ، لذا يجد الإنسان في هذا الإبداع نوعاً من المواساة والمساعدة له , ليعيش بمتعة وبحلم و بأمل ، وهو مبدأ يرافقه منذ طفولته الى آخر حياته .
الممثل العادي يتحرك أمامنا ونحن على يقين انه مهما تغيّر فسيبقى يشبهنا و لن يشذّ عنا كثيراً حتى وإن وضع قناعاً على وجهه ، فإن سائر جسده سيتحرك مثلنا ، وإن هذا القناع في النهاية سيُزال عن وجهه وسيعود إلى شكله الطبيعي الذي يشبهنا به ، و أما الدمية فهي تختلف حتى و إن وضعت قناعاً على وجههاً و انزلته عنه ، وحتى إن حاولت تقليد الإنسان في حركاته وشكله و لكنها في النهاية تغرينا في شطحات خيالنا أن نعتبرها مخلوقاً من عالم الخيال والأساطير . انها مخلوق كوني ينقلنا إلى إتساع عالم الكون الغامض بينما الإنسان يبقى مخلوقاً أرضياً زائلاً ، ويشبهنا في كل شيء .




|| النهضة التطويرية ||




تغيرت مناهج المسرح و دراماته بعد استتباب هذا النوع من المسارح عالمياً ، وبعد التقدم العلمي والتطور الفكري للدول المتقدمة , فدخلت عروض ودرامات مسرحية جادة إلى بوابة مسرح العرائس , فأعدت للأطفال دراما تحمل من الفكر الكثير , مثل : " غول " (لويزيتانا لبيتر فايس ) ، زيارة السيدة العجوز (لدورينمات) .

كما دخلت العروسة الخشبية الى أفلام السينما وأفلام الرسم الإيجازي (cartoon) حتى وصلت إلى مكانة الممثل - لحماً و دماً - في المسرح الدرامي ، وهي الدمية الخشبية التي لا روح فيها ولا نفس ، وبنفس النجاح الذي وصلت إليه أفلام الكاريكاتير وشرائط رسوم الأطفال في العصر الحديث التي تملأ ساعات طويلة في الإرسال التلفزيوني المعاصر .
وقد ساعد على انتشار المنهج تصدي عدد من الباحثين في عالم الطفل , ماهيته ونشأته وتنشئته ومستقبله ، مؤلفين العديد من الكتب العلمية الموجهة إلى ثقافة الطفل على غرار كتاب " العروسة الخشبية الى السينما " - تأليف سرجي أورزكوف s. obrazcov - , " فن العروسة " - تأليف سيلاجي رجي s. dezsno - ، " خصائص فن العرائس " - بقلم هافاشي ثاندور h. sandor - .

وبعد الحرب الكونية الثانية ، وبروز التربية كأحد العلوم الحديثة والمتصلة بغالبية العلوم الأخرى ، خطى المسرح خطوات واسعة ، وتم إنشاء مسارح جديدة للأطفال لتغطية العلوم التربوية والإجتماعية تطبيقاً في الفن المسرحي , فظهر مسرح " اسكوبا "(skupa) في تشيكيا الحالية ، و مدرسة " أوبرزكون " لفن العرائس في روسيا ، و "مسرح الخبز والعرائس " ( Bread and puppet ) في الولايات المتحدة الأمريكية , ومائة مسرح للعرائس في بولندا وحدها .


في ما ساهمت التكنلوجيا الحديثة في النقل الكبيرة التي اُحدثتها مؤخراً بجميع أنواع المسرح المختلفة , فالسينوغرافيا جزءاً مُهماً لرقي العمل المسرحي , وأصبح بالإمكان بث تسجيلات مُسبقة و أغاني و مؤاثرات صوتية و موسيقية , كما أن مسرح الدمى بات يولي إهتماماً أكبر بالديكور و الأزياء , في ما أصبحت الإضاءة تمثل طقوساً تعطي للعرض رونقاً إبداعياً .
و لتناول أو فك رموز الصورة المرئية في لحظة عرض المشهد المرئي بالنسبة للمتلقي , سيأتى هذا بطبيعة المزعوم الفكري عبر المحافظة على المناخ التجاذبي والتأثير السمع بصري و الحركي والإحاطة المثلى بالمنظر و الإنارة و الكتلة و اللون و الشكل و إنشاء لغة مُشتركة متبادلة بين ( العرض و الجمهور ) من بداية المشهد الإستهلالي إلى الإظلام .
بأعتبـار أن السينوغرافيا علماً من العلوم المستقلة بذاتها وفق المفاهيم التخصصية الحديثة والتي تستقي علومها وتقنياتها الفنية العالية من منابع شتى من مجمل العلوم الهندسية و المعمارية والإنشائية الهندسية وبالإجمال هي مجموعة علوم وتقنيات تصب في صالح الإبهار للصورة المرئية ( Visible Picture ) , و استطـاع علـم السينوغرافيا أن يداخل الأزمنة و الأمكنة ببعضها ضمن شرائط المتصور العلمي والتلاقح بين الدلالتين الفوقيتين ( الأنـا الحاضرة ) و ( الفكرة المنقرضة ) و الزام الصورتين بأحقية البقاء في ذات النشاط الآني لمنطوق ( اللحظة ) و الـ ( هنا ) في العرض الجمالي المرئي .



\\ اضغط على الصورة لمشاهد مثال على أهمية السيوغرافيا بجمالية الصورة
















||شومان " الخبز و الدمى "||



يُعد " بيتر شومان " من أهم الذين ظهروا في ستينيات القرن العشرين إذ أسس فرقة مسرح " الخبز و الدمى (Bread and Pubber Theatre) " عام 1961 م , وهي فرقة مسرحية أميركية قدمت عروضها معتمدة على الدمى التي تبلغ أطوالها من بضع سنتيمترات إلى خمسة أمتار ونصف المتر . فضلاً عن أقنعة تزين وجه تلك الدمى .
وقد اعتمدت الفرقة منذ (1970-1974) على بعض الممولين والمؤسسات التي ساعدتها لغرض الإستمرار و التواصل ، كما كانت تهدف الفرقة لخلق نوع مسرحي جديد يعتمد الفن والحياة بمزجهما معاً وكانت تؤمن بالمسرح كإيمانها بالخبز الذي يعد من الضرورات الأولية للحياة ، فتقتسم الخبز مع الجمهور بعد أن تصنعه ( الخبز ) بنفسها على شكل أشبه ما يكون إلى الطقس . لقد كانت برامج الفرقة تتيح لها الإشتراك في التظاهرات السياسية بشكل فعلي وصميمي وكذلك في اللقاءات التي تنزل فيها مع الجماهير في تجمعاتها ، ومن أهم عروض تلك الفرقة :
1- الحريق , في السنوات (1962-1966-1967- 1968 م ) و هي صرخة احتجاج ضد الحرب في فيتنام .
2- جان دارك (1974)
3- فينوس (1980)

4- غويا (1980)





:: أسلوبه ::


عروضه تقدم لنا صوراً للإتصال ، وتحقق طقساً مسرحياً يمنح ثقة عالية مستخدماً الدمى والأقنعة المتأثرة بفكرة (السوبر ماريونيت) لـ(ادوارد كوردن كريك) .


ان العروض المسرحية التي قدمتها فرقة مسرح ( الخبز و الدمى ) كانت أغلبها عروضاً جماهيرية يلتحم فيها العرض بالمتلقي ، إذ كانت للحركة ودلالاتها أهمية خاصة في تشكيل محور الأحداث فحركة الممثل ذات الدلالة تتصارع في جدلية مفادها يقع بين الدلالة الحقيقية والدلالة بالتضمين من اجل خلق صورة بصرية , فاللباس مثلاً قد يُعبر عن خصائص إجتماعية و إقتصادية و نفسية وكذلك أخلاقية نتيجة الإلتباس الدلالي تكون حيوية ، بالنسبة إلى أكثر أشكال المسرح التعليمي مُقاومة تقريباً ، وكذلك بالنسبة إلى أي مسرح شاعري تجاوز التمثيل السردي ابتداءً بمسرحية الصور البصرية الخاصة بـ(مسرح الخبز والدمى) .


إن مسرح شومان يهدف لالحصول على إيماءات أوسع وأبسط وأعمق من إيماءات العنصر البشري لإرتباطها بفكرة السوبر ماريونيت التي تحتاج إلى توسيع في مساحات التعبير سواء على مستوى الإيماءة أو الحركة التي تمتاز بسعة مساحة الإنتقال وبطئ الحركة إذ أن الحركة في مسرح شومان تستمد دلالاتها من بيئة العرض نفسه فإذا كانت العروض تُقدم في الشوارع فأنها تأخذ شكلاً يُلائم بيئة العرض ومكانها المفتوح ، وعندما تقدم عروضها على خشبة المسرح فأنها تحافظ على ذلك الإتصال بينها وبين المتلقي مع إختلاف فضاء العرض إذ تخلق من خلال الحركة و دلالاتها معايشة حميمية بإقتسامهم الخبز فيما بينهم وهذا مرتبط بالشعور .
إن الحركة و دلالاتها في مسرح شومان تعمل وفق متغيرات تحكمها فرضية العرض ، سواء أكانت خرافية أو فولكلورية أو حكايات رمزية ذات مغزى أخلاقي أو مسرحيات تقدم لتخاطب الطفل من خلال نصوص مسرحية مباشرة وعلى الرغم من وجود تلك النصوص فإن شومان يعتمد على الأصوات لا الكلمات ، ويرى أن الصوت كالكلمة يذكي شرارة الفعل .
إن عملية التأسيس لطقس مسرحي في مسرحه قد أعطى أولويات للحركة بعدّها قيمة عليا في العرض فضلاً عن توظيف الدمى إذ خلق بينهما إنسجاماً وفق منظور جمالي فني معبر , من خلال المشاركة التي تتمثل بتحقيق الإتصال الفعلي بين المتلقي والعرض إذ تمتد حركات الممثلين باتجاه الصالة ، ليمتزج الإثنان مع بعضهما في حركة وإن كانت موحدة .



كان شومان يسير على نظرية الإبداع الجماعي ( Collective creation ) وهي أحد الأساليب في تحضير العرض المسرحي , تقوم على مشاركة عدد من الإختصاصيين في المسرح : كالكاتب - المخرج – الدراماتورج – السينوغرافي – الممثلين – مهندسي وفني الإضاءة .
وقد أطلق على هذا النوع من التجارب المسرحية اسم " البروفة الخلاقة " , هذه الصيغة لا تنفي وجود مدير أو مسير لهذه الفرقة بل بالعكس فأن وجود هكذا شخص ضروري جداً , لأن مهمته تقوم على الربط بين المخرج و الدراماتورج وعلاقتهما بالممثلين , ومع بقية العاملين في العرض , ويكون هدف المدير حينها توحيد الرؤية عند كافة العاملين في هذا العرض . وهذا الأسلوب في العمل قديم عرفته الفرق المسرحية الإيطالية مثل فرقة كوميديا ديلارته الجوالة – فرقة الممثلين الإيطاليين – فرقة موليير , فقد بدأ هذا الأسلوب عام 1622 م , كما انتشر في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبدأ بعد ذلك يتلاشى هذا النوع من الإبداع الجماعي حتى ستينات القرن العشرين , وجاء هذا النوع من الإبداع حينها كرد فعل على التخصص الذي فرزه النظام الرأسمالي والذي يسعى إلى عزل الفرد عن مجتمعه . و مع عزل الفرد ضمن تخصصه ظهرت حالة الإبداع الجماعي من جديد والتي كان هدفها استعادة شكل الحياة الجماعية وتكريس أخلاقية الجماعة , ومحاولة إلغاء الفروق بين الفن والحياة وتحقيق التداخل بينها , و هذا ما برز في إيطاليا أيضا بعد عام 1968 م , وكان هذا الظهور على شكل تعاونيات مسرحية كسرت الشكل التقليدي للمسرح وشكلت رفضاً للمركزية . كما إن صيغة الإبداع الجماعي محاولة من أطر المسرح التقليدي والذي يبحث عن الربح المادي من جهة وكان وسيلة للتخلص من أزمة النص و الربرتوار , ورد الفعل على طغيان المخرج من جهة ثانية . ففي هذا النوع من الإبداع عاد الممثل إلى صدارة العرض المسرحي , وجاء ارتجال الممثل أساسيا في بناء العمل المسرحي .


:: القضية الفلسطينية جزء من مسرح شومان ::
شومان يولي اهتماماً بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى الأوضاع المتردية في السودان , لذا فقد نزل بعروضة في ساحات " رام الله " و بالعديد من الشوارع الفلسطينية التي سار بعرائسه فيه وسط اقبال كبير من الجمهور الذي تفاعل معه , وقدم ( مسرح عشتار ) بالتعاون مع مسرح ( الخبز و الدمى ) عرضاً مسرحياً شارك فيه ما يقارب 30 ممثلاً تناول مواضيع الجدار وعملية السلام والإقتتال الداخلي الفلسطيني بأسلوب مسرح الشارع الذي يعتمد بشكل اساسي على دمى كبيرة الحجم .
ويأتي العرض في إطار النقد لوضع الفلسطينيين على مختلف الأصعدة , فمثلاً قدم العرض نقداً حول مشكلة الجدار الفاصل من خلال لوحة تعلن أن الشعب سيظهر ليخرج ثلاثة ممثلين أحدهم يرقص و الآخر يعزف و الثالث يدق على المهباج (أداة لطحن البن) ثم يضع كل منهم يديه اما على عينيه أو اذنيه أو فمه في إشارة إلى مقولة : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، ثم يختفون خلف الجدار .
كما قدمت المسرحية وصفاً لحياة الفلسطينيين كأنها جسد مقطع من خلال دمية كبيرة لإنسان مفصول الرأس عن الجسد .

و حول فكرة مسرح الشارع قال بيتر شومان : ( إن ما يميز مسرح الشارع أن المال ليس مها و كل ما يحتاج إليه هي الفكرة أما أدوات العرض تكون من المواد المستعملة )" . وفي كل مشهد من هذه المشاهد كان الجدار الفاصل يتقدم بينما يستمر العرض إلى أن يظهر عصفور أبيض كبير يحمله شخص تسير بجانبه فتاة تغني بصوت شجي ( و سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعون بمنازلكم قلبي معكم و سلامي لكم ) أمام مجموعة من الممثلين و هنا يتوحد الجميع , و سويا يبدؤون في لحظة واحدة بالنفخ على الجدار حتى يسقط .
وقال الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني "ادوارد معلم" : ( هذه رسالتنا , بالوحدة والتلاحم يمكن تحقيق كل شيء , لا يجب ان ننتظر من يخلصنا مما نحن فيه . هذا هو مسرح الشارع يدعو إلى التمرد على الواقع ) .
فيما صرح " عمر الجلاد " الممثل الفلسطيني الذي شارك في هذا العرض : ( تعلمنا اسلوباً جديداً في إيصال الفكرة للناس و أن تذهب إلى الناس في أماكن تواجدهم وليس أن تنتظر حتى يأتوا إليك ) .
و قالت " آلسن وير " من الولايات المتحدة التي كانت تشاهد العرض ( كان العرض واضحاَ حتى لو لم تفهم اللغة التي يتحدثون بها . اتمنى أن تعرض هذه المسرحية في الولايات المتحدة التي يمكن أن تعطي صورة عن أثر الجدار على حياة الفلسطينيين ) .






||شخصيات||






:: بينوكيو ::



تُعتبر شخصية " بينوكيو " أشهر شخصية بمسرح دمى الأطفال , و هي مستقاه من قصة الروائي الإيطالي " كولودي " والذي كتبها سنة 1880 م , و تُرجمت لكثير من لغات العالم ، كما تحولت لعشرات الأفلام ، منها ما أنتجته ديزني بالرسوم المتحركة في عام 1940 م ، والتلفزيون الإيطالي في خمس حلقات كل حلقة بمدة ساعة وذلك في عام 1972م , و بلغت ميزانية الفيلم الإيطالي " بينوكيو " للمخرج روبرتو بينيني 45 مليون يورو و هي تعتبر أعلى ميزانية فى تاريخ السينما الايطالية .

وتحكي القصة أن نجاراً صنع دمية من خشب الصنوبر , أطلق عليها اسم بينوكيو . و ما إن انتهى هذا النجار من صنع الدمية حتى بدأت تتحرك وفرت هاربة من منزله ، و عندما شعرت هذه الدمية الخشبية خارج المنزل بالبرد كأنها إنسان اقتربت من المدفأة لتشعر بالدفء ولكن كيف ترى النار الخشب و تقاوم التهامه, شعر بينوكيو الدمية الخشبية أن قدمه تحترق فخاف كثيراً وفرَّ هارباً ، عائداً إلى صاحبه النجار الطيب الذي تمنى أن يتحول بينوكيو إلى صبي حقيقي لأن ليس عنده أولاد . ولأن بينوكيو كان حديث الولادة قليل التجربة في هذه الدنيا ، و لم يميز الصواب من الخطأ ، فقد كان كثير الكذب , فكان عندما يكذب يطول أنفه الخشبي فينفضح أمره .

اما بقية الشخصيات المُصاحبة له فهم :
الأصدقاء : ( جدجد الليل ) و ( شقاوة ) و ( شعلة ) .
الخصوم : و الثعلب المحتال ( دويهي ) , و القط ( جدعون ) , و صاحب استعراض الدمى ( طمبولي ) .


~ تعلم كيف تصنع بينوكيو في المنزل ~

\\ اضغط على الصور للتكبير








:: الأراجوز ::



هو شخصية من أبطال مسرح العرائس ، تتخذ مكانها في خيال الظل .
ولم تحدد المراجع العلمية تاريخاً محدداً لظهور هذه الشخصية الكوميدية الشعبية، والدائمة العراك والشجار مع صديقين من ناحية ، ومع تاجرين من الشعب من ناحية أخرى , عراك لطيف يكشف السلوكيات أمام الطفل ويعلمه العبرات , لكنه عراك لا يؤذي قدر مايدفع بالتربوية والتعليمية وتعديل السلوك الى الأمام في عقول الأطفال .
مثل هذه الشخصية التي اشتهرت في المسرح العربي نعثر على أصلها في مسارح أوربا , فهي شخصية الأحدب في كوميديا الفن الايطالية، , وهي بوليشينل polichinelle في المسرح العرائسي الفرنسي ، وبونش punch في المسرح الانجليزي ، شخصية باتروشكا petrusa في المسرح الروسي ، هانزفيرست hanswurst المسرح الألماني ، كاسبارك kasparek التشيكي ، كاسبرل kasperl في المسرح النمساوي .




:: شارلي شاربلين ::



بعد النجاح الكبير الذي حققه الممثل الإنجليزي " شارلي شاربلين " (Charlie Chaplin), و الذي لُقب بـ " السير " .
" شاربلين " الذي حاز على الأوسكار في التمثيل الصامت , كان مُتوقعاً أن يتم استحداث دمية على شكله و طقوسها المُعدمه في قالب كوميدي ساخر , و هذا ما حدث بالفعل , حيث أن دمية شاربلين تُقدم عروضها بمختلف دول العالم و خصوصاً بالمسرح المتنقل الذي يجوب الساحات الأوربية .




:: ماهبا هاراتا & رامايانا ::

الأسطورتين الهنديتين ماهبا هاراتا (mahbharata) ، و رامايانا (ramajana) , وهما أسطورتان مليئتان بالطقس الديني السري الذي كان يعتقد أنه يوقع السعادة في قلوب الداخلين الجدد, عمل مسرح العروسة الهندي على نوعين , الأول قمة أسطورية عن حب راما rama للشاب سيتا sita، حب أسطوري غير واقعي, والنوع الثاني قصة حب حقيقية بين البشر جميعاً ينتزع علاقات الحياة العامة بكل مافيها من ود و رحمة و إحترام و تعاملات و أخلاقيات .







:: ايزيس & أوزيريس ::

أسطورة ايزيس و أوزيريس الفرعونية القديمة كان لها أهمية كبرى فى عالم العرائس الفرعونية لما بها من صراع بين الخير والشر والحب والوفاء وأن الكهنة فى معابد مصر القديمة كانوا يقومون "بتمثيل مسرحية أوزيريس أو الاله المعذب فى معابدهم بعرائس الماريونيت .








بالإضافة إلى ذلك فقد ارتكن المسرح في كل البلاد التي ظهر فيها على شخصيات عرائسية بأسمائها كنماذج وأنماط , و تأكدت هذه الصيغة في القرن التاسع الميلادي , فإشتهرت الشخصيات العرائسية مثل :
رشفيتافون جاندرشايم ( horsvitha von gandersheim )
المسيح - عليه السلام - ( christ ) في ارتفاعه إلى السماء
يوديت ( Judit )
هولوفرنس ( holofernes )
القديسة دوروتيا ( sant dorottya )
دون كيشوت ( don quijote )
بدرو ( pedro )





||الطفل و مسرح الدمى||




حب الطفل للعبته و حب الطفلة لعروستها هو من الدوافع الكبرى لميلاد مسرح العرائس في العالم ، و لعل اختفاء هذا النوع من مسارح العرائس المخصص للأطفال هو أحد الأسباب التي غيّبت المهمة التربوية والتعليمية التي تستهدف بناء الطفل منذ نعومة أظفاره كما حجبت كثيراً من الترفيه الذي يسعد الأطفال في كل مكان من العالم .

من بين عدة عناصر كثيرة تهتم بثقافة الطفل كالرسم والأشغال العامة وإستعمال خامات البيئة ، يقف مسرح الطفل بتاريخه وعصريته اليوم يمثل حجر الزاوية بالنسبة لثقافة الطفل ، في تأكيد لمكانة فكرية بسيطة في بناء عقول أطفالنا بكل ما يعرضه مسرح العرائس من عروض منتقاة انتقاء نظيفاً مناسباً للمراحل العمرية الخمس التي حددها علماء النفس و رجال الإجتماع .

عندما نتساءل إن كان الأفضل من خلال المسرح الوصول إلى هذا الإبداع عن طريق استعمال المسرحيات الدميوية أو مسرحيات الممثلين نجد أن هذين الأسلوبين إنما هما وسيلتان تساعدان على خلق العملية الإبداعية ، وليس بالضرورة أن يكون أحدهما أفضل من الآخر لأداء المهمة الإبداعية النهائية . القاعدة الأساسية أن المهم هو العملية الإبداعية ذاتها والنتيجة هي التي تقرر المستوى الإبداعي الكامن فيها مهما تنوّعت العناصر التي نستعملها من اجل تنفيذ هذا الإبداع .
و اما بالنسبة للطفل فهو إنسان خام , ذهنه متأهّب للتخزين والتلقي ، و خياله واسع ، كما أن للدمية سحر خاص إذا ما استعملناها في مسرح الطفل كي ننمي عنده عنصر التخيل و التفاعل .
في جيل مبكر يتفاعل الطفل مع الدمية وكأنها مخلوق حيّ حقيقي ، وعندما يكبر و ينمو عقله بشكل أفضل فهو يميل إلى تصديق أن الدمية مخلوق حقيقي مع العلم أنه في الحقيقة يعرف أنها مجرد دمية أو غرض ، و لكن خياله الجامح يرغّبه في أن يراها مخلوقاً مثيراً للخيال و بالتالي فهو يفضّل أن يراها في عالمها الإبداعي الخيالي حيث اتساع الرحلة يكون لا نهائياً . هذا الشكل من التلقي يرافق الإنسان طوال حياته ولو بشكل متفاوت بين فترة و أخرى ، فهو يحب أن يستفيد من العملية الإبداعية التي توسّع له أفق الحياة و خيالاتها كي يبتعد عن الاإغلاق و الروتين .








:: دراسة عملية للدكتورة منال الهنيدي ::



أجرت الدكتورة منال الهنيدي دراسة حول أثر إستخدام مسرح الدمى كمدخل لتعليم الطفل بعض المهارات الفنية والإجتماعية المتعلقة بمفهوم الدور الذي يقوم به .
و أثبتت الدراسة استفادة الطفل بنواحي عديدة كأساليب الكلام ( الإخبار - التأكيد - الإستفهام - النفي ... ) , و تعلم بعض المفردات اللغوية و مهارات عقلية و علمية و التعرف على الشخصيات .
كما انه يكسب الطفل مهارات إجتماعية مثل : النظام - النظافة - التعاون - إدراك مشاعر الآخرين .
و ايضا توصلت نتائج الدراسة أن العروض ذات الحوار القصير تعطي نتائج أفضل في التعلم .






لا أعتقد أنه من الصعب أن تقوم روضات الأطفال و مدارس الإبتدائي على الأقل بإدخال مسرح العرائس ضمن نشاطاتها , فحتى الدُمى يمكن صناعتها بمواد بسيطة غير مُكلفه , وبإمكان أي شخص صُنع مسرحاً للدمى في منزله , و الشغف قد يزداد بذلك بعد النظر لأهمية دور هذا الفن على الطفل , منها :

1ـ يعمل المسرح علي تجسيد الشخصيات والأفكار بشكل ملموس ومسموع .
2ـ يساعد المسرح علي إدراك الأطفال أن لهم دورا في تغيير واقعهم .
3ـ تمثل شخصية العروسة بالنسبة للطفل عالم خاص جداً .
4ـ شكل العروسة جذاب للطفل وتثير إنتباههم وتجعلهم يتواصلون مع العرض دون ملل .
5ـ يساعد المسرح علي توصيل القيم والمبادئ السلوكية الإيجابية للأطفال وتقديم الرسائل لتغيير السلوكيات السلبية بطريقة غير مباشرة .
6ـ يساعد التمثيل و المسرح علي تثبيت المعلومة للأطفال .
7ـ يساعد مسرح العرائس علي تنمية خيال الأطفال .
8ـ ينمي التمثيل القدرات الإبداعية و المواهب للأطفال من خلال التمثيل و رواية القصة .
9ـ يساعد التمثيل الأطفال علي اكتساب مهارات التواصل و الحديث و الإنصات للآخرين .
10ـ يعمل مسرح العرائس علي إثارة التفكير والرغبة في البحث في ما يقدم من خبرات متنوعة للأطفال .
11ـ تنمية الثروة اللغوية للأطفال.
12ـ الإمتاع و التسلية.
13ـ إشباع الحاجة إلى المغامرة .



:: غياب الكاتب العربي ::

بالإطلاع على الشخصيات العربية اللإبداعية التي رسمها فنانون تشكيليون عرب من كل الوطن العربي , شخصيات عربية مبتكرة سندباد عربي يرمز الى الخيال ، خلود البنت الداعية إلى الخير و الحب و الجمال ، فكور الصبي الباحث عن الفكر ، ابن بطوطة المغربي العربي الذكي خفيف الظل و سريع الحركة و التنقل ، الفارس الأشهب الذي يبذر بذور الإقدام و روح البطولة والشجاعة ، ثم شخصية جملون الجمل رمز الشموخ والألفة العربية الأصيلة ، أصيل العربي بنجمته الإسلامية المضيئة التي علمت أوروبا و هي غارقة في عصور ظلام القرون الوسطى ، وعشرات من شخصيات عربية درامية مكانها التطبيقي العملي هو مسرح العرائس .
بقي أن يتحمس كتاب لثقافة الطفل ليخرجوا لنا عشرات المسرحيات طريقاً رائعا لأطفالنا وإثراء لهذا النوع التعليمي و التربوي للأجيال القادمة , فالتجسيد الفعلي لهذه الشخصيات ، جنباً إلى جانب العوامل السيكولوجية التي تؤثر لا محالة على الأطفال , الألوان الساخنة , اضاءة المسرح ، الموسيقى ، الحركة المسرحية ، الأغاني المصاحبة , كل هذه العناصر قادرة على جذب أطفالنا الى طرق الحق والصدق والعدل والأمانة و السلام و المستقبل من خلال مسرح الدمى .



قد يشكل عائق النص مشكلة لدى إقدام البعض لهذه الخطوة , خصوصاً في ظل الغياب الجلي للكاتب العربي في هذا المجال , لذا فقد اخترت لكم 5 نصوص تربوية للطفل يمكن تنفيذها في المنزل , تمتاز بالبساطة المُفرطة , ولكنها نواة لبداية فكرة اطلاعك على هذا النوع , عناوين النصوص [ حلوى النجاح - العصفورة الشقية - صلاتي - كيف أتوضأ - السلحفاة و الأرنب ] .


:: لتحمل النصوص اضغط هنا ::







||الدمية الطبيب||




لا عجب أن يحدثنا رائد مسرح الدمى اللبناني " كريم دكروب " على انه بدراسته الأكاديمية لهذا المجال في روسيا , كانت الأكاديمية الروسية تجبرهم على دراسة مناهج علم النفس أكثر من المناهج الفنية لمسرح الدمى .

الأثر العلاجي العظيم الذي تقوم به الدمية ، باتت تُشكّل طبيباً نفسياً من الدرجة الأولى ، و خصوصاً لمرضى التوحد , حيث أثبتت الدراسات أن الإرتكاز على مسرح الدمى لعلاج مرضى التوحد بات كأحد الحلول الرئيسية , فكان لطبيعة حال مرضى التوحيد بعدم رغبه الحديث مع البشر سبباً للجوء لدمية القفاز خصوصاً , تلك التي توهم مريض التوحد على انه يتحدث لالدمية لا شخصاً بشرياً , و بالتالي يمكن لمحرك الدمية فهم مكنونات المريض الداخلية .

ايضا فإن الطفل الذي يشكو من حالات الخجل أو عدم الثقة بالنفس بالظهور و التحدث عن مشاعره و لواعجه , قد تساهم الدمية في كسر كل تلك الحواجز بينه و المحيط به من خلال الدمية التي تظهر للمشاهدين وتتحرك بإرادة الطفل مشغّلها ، ذلك الجندي المجهول الذي يبعث فيها روح الحياة ويجعل روحه فيها فتنوب عنه في نقل مشاعره الداخلية الملتهبة إليهم ، ظاناً في عقله الباطني انه هو المختبيء والآخرون الدمى . هم الظاهرون عنه والذين ينوبون عنه كمحامي دفاعه ، فإنه من خلال هذا الترقيص للدمى عن طريق الساحر الخفي ( الممثل الطفل ) ، فإننا نساعده على حل عقدة الخوف من مواجهة الآخرين والتعبير عن نفسه أمامهم بحرية ، اما عن خجل أو خوف أو تقوقع . هذه العملية بالسماح للطفل أن يشغل الدمية بالنيابة عن نفسه و عن تشغيل نفسه أمامهم مباشرة ليواجههم ، تساعده وبقوة لاحقاً كي يواجه الآخرين ويشعر أن له شخصية قوية .











||رائد مسرح الدمى اللبناني||






يُعتبر المخرج المسرحي " كريم دكروب " , أحد كبار الرواد المُعاصرين و هو مؤسس مسرح الدمى اللبناني , فبعد دراسته الأكاديمية لإخراج مسرح الدمى في روسيا , هاهو يعود لبلده ويشغل منصب مدير جمعية خيال للتربية و الفنون .



كريم هو أحد مناصرين أن يكون مُحرك الدمى ظاهراً على المسرح , كما انه يحاكي ببعض أعماله أسلوب الراحل البرازيلي أوغستو بوال بمسرح المضطهدين , فبأحد مسرحياته التي تهدف إلى عرض مشكلة العنف تجاه المرأة وبعد ان ينتهي الممثليون من اداء مشاهدهم يتقدم المتفرجون باقتراحاتهم و هم يصعدون إلى المسرح و يناقشون القضية مع طرح حلول لها .


يسعى كريم لتأسيس مركز اتحاد عالمي لمسرح الدمى , بالإضافة لادارته مهرجان مسرح الدمى بلبنان حيث استقطب فرق مسرحية من مختلف بلدان العالم .


يقول كريم قبل سبع سنوات : «ربما هو ضرب من الجنون في بلد خرج لتوه من حرب ويعاني من ازمة اقتصادية، ان ينظم مهرجان عالمي لفن الدمى، وميزة هذا الفن قدرته على تنفيذ المستحيل، واختصار اطول المسافات وتحريك كل ما هو جامد » .







http://www.youtube.com/watch?v=3kUtJFuSsss


و بعرضه " بيتك يا ستي " التي قُدمت على مسرح دوار الشمس (الطيونة) و هي من تأليف " نعمه نعمه " ، مع أنها لم تسهم أو تعطي حلولاً جاهزة للطفل بعد عرض مشكلة عدم تعاون أهالي قرية , ولا تعظ الأطفال أو تحاول إقناعهم بأن في الاتحاد قوة ، فلم تكن النهايات سعيدة كما جرى الروتين بمسرح الطفل , لكنها كانت تدعوهم فقط إلى اعتناق الحلم و الأمل . ابتعدت المسرحية عن الوعظ المباشر , وتنوّعت رسائلها بين توعية بيئية و سياسية و ثقافية ، و اخترقت العمل بهدوء و دون مباشرة فجة , فكان عرضاً تكاملياً يستحق الإشادة , حيث يقول كريم عن العرض :
" حتى ينجح العمل يجب أن يمسّ منتجه . القضية واحدة للصغار وللكبار . يجب أن يبتعد مسرح الطفل عن الإستسهال والتسطيح الذي يلجأ إليه الكثير من منتجيه في عالمنا العربي . التبسيط يأتي على مستوى تطويع التقنيات من لغة ودراما وديكورات فقط " .




||السعوديون و الإطلاله الخجولة||


قبل فترة بسيطة قدم أربعة سعوديون من المنطقة الشرقية عرضاً لمسرح دُمى بعنوان " القرد والعسل " , و هم :
( زهير الصويمل - موسى الثنيان - زهير عفيريت - فتحي درويش ) .

تم تقديم العمل بدعم فردي من قبل المجموعة حيث عملوا دولاب مُتنقل من الألمنيوم و اشتروا دمى لشخصيات حيوانات كما يتطلب النص , كما تكفل الصويمل بترجمة النص إلى اللغة العربية .

و قد أعرب الثنيان عن سعادته بهذا العمل , بالإضافة إلى إسهام إحدى الفتيات بتقديم نص للمجموعة .
و أشار مشرف عام الفرقة " الصويميل " على دور مسرح الدمى بقوله : « أهمية توظيفه كوسيلة للتعليم ، كما يحدث في الخارج , و هدفنا من هذا المشروع هو التوجيه و التسلية . أعمالنا ستستهدف الفئة العمرية من خمس إلى عشرة سنوات , و إن كان مهيأ لإمتاع الكبار أيضاً » .



||الليلة الكبيرة ||

http://www.youtube.com/watch?v=hgjF0iFzOrQ

أوبريت الليلة الكبيرة يُعد أشهر ما قدم مسرح العرائس في مصر . فهو يصف المولد الشعبي بشكل رائع و ممتع من خلال شخصيات :
( الأرجوز - بائع الحمص - بائع البخت - القهوجي - المعلم - العمدة - الراقصة - مدرب الأسود - الأطفال - المصوراتي - معلن السيرك - المنشد - الفلاح )
و تكون فريق العمل من :

كلمات الشاعر : صلاح جاهين
ألحان : سيد مكاوي
تصميم عرائس : ناجي شاكر
ديكور : مصطفى كامل
إخراج : صلاح السقا


:: لتحميل جزء من نص " الليلة الكبيرة " اضغط هنا ::







||فرسان اللقاء||



لخلق العملية التكاملية في الدراسة , قمت بإستضافة شخصيات تضع نقاطاً على الحروف و تبروز الصورة , فكان لي لقاء مع [ زهير صويمل - مؤسس فرقة مسرح دمى بالسعودية ] , [ ايان - مُحرك دمى امريكي ] , [ رانيا برغوث - إعلامية لبنانية ] , [ أحمد سماحة - أديب مصري ] , [ فوزية عوض - أديبة سعودية ] .





- بلمحة موجزة عن مسرح الدمى , ماذا تقول ؟
مسرح الدمى و كما قرأت تاريخياً عُرف عند المصريين القدماء (الفراعنة) و في ثقافة الصينيين و اليابانيين و الأتراك . و عند اليابانيين فهو موجه للصغار والكبار و استغل في التعليم . و عرفته بلاد اليونان منها انتقل إلى كافة أوروبا و عرفه كذلك الرومان . و بداية اعتمد على خيال الظل في مصر و العراق و تركيا .
و هناك نوعان من مسرح الدمى , منها ما يُحرك بالخيوط أو بأيدي المؤدين . و نحن نعتمد الأخير في أعمالنا الحالية مع الفرقة .


- كيف بدأ إهتمامك بمسرح الدمى ؟
جاء إهتمامي بعد أن اتصل بي الأستاذ موسى الثنيان ( صاحب الفكرة ) , وتحمست لحماسه ولإيماني بأن الفرصة ستكون مواتية لتقديم شيء جميل يعود بالمنفعة على أطفالنا و مجتمعنا بشكل عام .


- زودنا بنبذة عن تأسيس و مشاركات الفرقة ؟
تأسست الفرقة من الأخوان موسى الثنيان , و زهير عفيريت , و فتحي درويش .
و قدمت أول عروضها على ملاعب نادي البحاري الرياضي بالمنطقة الشرقية , وضم الحضور أطفال من جميع البلدات والمدن المجاورة .
و هناك العديد من المشاركات القادمة منها مشاركة في يوم البيئة .


- محلياً كيف ترى الإهتمام بهذا النوع من الفنون ؟
الإهتمام بهذا الفن محلياً قد يكون في بداياته و أنا شخصياً يحدوني أمل بأن تتوسع دائرة الإهتمام بهذا المسرح ليعم النفع المأمول من خلال طرح نصوص تعليمية , تربوية , و ترفيهية موجهه للطفل .


- ماذا تقول حيال من يصف هذا الفن بانه مُختص بالأطفال فقط ؟
هو في الأساس موجه للأطفال ولكن فيه مجال للفرجة والعبرة ايضاً للكبار , و كان ذلك واضحاً في تناولنا لبعض الأخطاء التي يرتكبها الكبار و يصلحها الصغار في نصنا ( سروع المزعج ) .


- هل هناك مدارس مختلفة بهذا الفن ؟
ليس لدي علم أكيد بمدارس مسرح الدمى ولكن هناك أنواع متعددة لمسرح الدمى منها : مسرح الأراكوز أو القفاز , العرائس التي تحرك بالخيوط , العرائس التي تحرك بالعصا , و عرائس خيال الظل .


- ما هي طموحاتكم المستقبلية في هذا المجال ؟
طموحنا أن تحدث عروضنا أثراً طيباً في أطفالنا وتكون هناك بصمة توعوية و تربوية في نفس كل من يحضر عروضنا .


- رسالة تحب أن توجهها للمجتمع بهذا الخصوص ؟
رسالتي لمجتمعنا العزيز بأن يزرع الأهل في نفوس أولادهم حب الاقبال على العروض المسرحية لتكون لدينا ثقافة ارتياد المسرح و النهل من فوائده .


- كلمة أخيرة:
أشكر لكم إهتمامكم فأنتم و جمهورنا الصغار الدافع الكبير لنا لتقديم الأفضل باذن الله .






- ايان , صف لنا تجربتك مع شومان .
شاركت مع شومان بأكثر من 35 عملاً مسرحياً للدمى , كنت خلال ذلك اتعلم من شومان التلاعب بالوجوه و ترجمه التراكيب الفلسفية إلى رموز .


- ما علاقة شومان بالقضية الفلسطينية ؟
شومان يُعارض كُل أشكال العنف , وقدمت معه بفلسطين عرضاً بساحة المهد في بيت لحم , اسم العرض " الإستقلال " و يتكون من أربع قصص من الحوادث المحلية في الآونة الأخيرة .


- ما أكبر الصعوبات التي واجهتك كمحرك دمى ؟
أصعب الأمور عند قيامي بذاك العرض في فلسطين ايضا , كنت أخشى أن يؤجج العرض الفلسطينيون فيقومون بعمليات تفجيرية باسرائيل , كان هناك ضغط من أقراني بامريكا بالعدول عن تقديم هذا العمل و لكني لم استسلم لذلك لأني ضمن فكرة منظومة الخبز و الدمى بكل معانيها.








- أنتم كإعلاميون مُتهمون بتغييب مسرح الدمى , فأين دوركم كإعلاميين في ذلك ؟
الأعلاميين يلحقون الخبر المثير و الذي سيجذب مشاهدين له , مسرح الدمى للأسف بدأ بالإنحسار منذ وقت ليس ببعيد اذ أن الأطفال الآن اهتماماتهم تطورت مع تطور الزمن و اصبحوا اسرى التكنولوجيا . هذا لا يمنع أن مسرح الدمى لا زال له جمهوره و لكن خف وهجه و لو كنت تتابع " كلام نواعم " لكنت شاهدت الفقرة التي تحدثنا بها مع ابن الفنان شكوكو و اثرنا موضوع مسرح الدمى و تكلمنا به مطولاً .
عزيزي " دموع " برنامج كلام نواعم يحاول أن يُغطي معظم المواضيع و لكنه لا يستطيع أن يركز على موضوع كمسرح الدمى أكثر من مرة لأنه ليس مسألة اجتماعية و برنامجنا برنامج اجتماعي بالدرجة الأولى .


- مُحرك الدمى , هل قدره أن يعيش بعيداً عن أضواء الإعلام ؟
بالنسبة لقدر هذا الفنان .. لأن محرك الدمى بلا شك فنان , فقدره طوال عمره أن يعيش من خلال هذه الدمى و صوته يوصله بهذه الوسيلة . للأسف هو يقف وراء الأضواء لأن الضوء متوجه ناحية دماه . اما بالنسبة لعدم اهتمام الإعلام به , فلا أجد جواباً شافياً لك الآن انما سأسأل و قد يجيبني أحد ما .


- كإعلامية متميزة , ما رسالتك التي توجهينها للمجتمع حول هذا النوع من الفنون ؟
رسالتي التي اوجهها للمجتمع بدءاً بي حول هذا النوع للفنون , بسيطة . أتمنى من الناس جميعاً أن يتمهلوا و أن يأخذوا وقتاً أطول للإستمتاع بحياتهم و أخذ نفس طويل و العودة إلى الماضي الجميل إن كان للدمى و مسرحها أو للحكواتي أو أي نوع من هذه الفنون التي تذكرنا بالزمن البريء .. و لكن هل يمكن ؟
عزيزي " دموع " .. قد لا أكون قد شفيت غليلك و لكن أنا ايضا ضحية القرن الواحد و العشرين , فلا أجد الوقت الكافي لألتقط انفاسي أحياناً , فأنسى أن البساطة في كل شيء هي أساس السعادة .





- لو طُلب منك كلمة حول مسرح الدمى و رأيك به , فماذا تقول ؟

أخي الأستاذ " دمـوع " .. يعتبر مسرح الدمى من الفنون التي تجذب الجميع رغم توجهه اصلاً الى الصغار , ومن وجهة نظري يعد مسرح خيال الظل نواة لمسرح الدمى . و هو مسرح قوامه تحريك الدمى بالخيوط أو بالأسلاك , عرفته بلاد اليونان ومنها انتقل إلى العالم و في القرن السابع عشر بلغ فن تحريك الدمى منزلة من الإتقان جعلت من اليسير على أصحابه إمتاع الجمهور . وقد ازدهر مسرح الدمى أيضا في الصين واليابان والهند وجاوه ، كما ازدهر في إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا ولا يزال كما تقول الموسوعه العربية .
و الدمية التي تمثل على المسرح الآن غير دمية اولئك الذين اسبغوا عليها القداسة وهي غير الدمية التي يلهو بها الأطفال لأن الدمية في هذا اللون المسرحي كائن يفكر و يخطط وينفذ و يتحرك و يتكلم و يجيب عن كل الاسئلة ويحل العقد والمشكلات ويشارك في مختلف البطولات .
و البداية الحديثة لمسرح الدمى عربياً ترجع إلى مسرح خيال الظل و الذي كان أول من قام بتشخيصه رجل عراقي ، رحل إلى مصر في أعقاب الغزو المغولي ، ويدعى ابن دانيال .
ويتميز مسرح الدمى بالخيال الجامح ولذا فهو مسرح الخوارق . والدمية على المسرح ليست صورة أخرى من الإنسان تقلده وتحاكيه مثلما هي ليست لعبة للأطفال بل هي هيكل يمثل وفق ما يريده الفنان تمثيلاً غير اعتيادي لأن الدمى لا يمكن أن تتحرك و تعبر بنفس الطريقة التي يتحرك و يعبر بها الممثل كما أن الممثل لا يمكن أن يقلدها و هي بهذا تكون أقوى تأثيراً من الممثل بكل آدميته و طاقته البشرية .


- أين القاص العربي من مسرح الدمى ؟
أرى أن هناك بون شاسع بين القاص العربي و مسرح الدمى ومعظم ما يُقدم عربياً في هذا المسرح مُعرب أو مقلد أو إجتهاد خاص أو محاكاة للواقع . ولعل أهم ما طُرح عربياً هو اوبريت " الليلة الكبيرة " الذي أعتبره من مسرح الدمى , والتأليف كان لشاعر وليس لقاص , والشاعر هو صلاح جاهين .


- هل الحبكة القصصية لمسرح الدمى تختلف عن غيرها ؟
بالطبع لابد أن تكون الحبكة القصصية مُختلفة لإختلاف وسيلة التعبير . وهي حبكة لابد أن تكون مقنعة للمتلقي و لا تكون مفتوحه و متروكه للتأويل .


- هل ترى ان ما يُطرح من انتاجات بمسرح الدمى يرتقي لطموح الفرد العربي ؟
يا صديقي .. مفهوم مسرح الدمى غائب عربياً , و ما يحدث إجتهادات ربما ترتبط بالمناهج أو بالوسائل التعليميه عدا أعمال قليله جداً .








المسرح بأنواعه إبداع قائم على الفكر والجمال والتسلية .
ولهذا الإبداع وسائل كثيرة وطرق متعددة ، وليس مهماً تقرير أهمية وسيلةٍ ما عن الأخرى ، إنما الأهم هو مدى ما تساهم به هذه الوسائل في خلق العملية الإبداعية ، والنتيجة النهائية لدى المُتلقّي هي ما يحدد مستوى هذا الإبداع .

ويُطلق على مسرح الدُمى ( مسرح الخوارق ) وذلك لأن الفنان يخلق عالماً متكاملاً من الفانتازيا الطاعنة في الخيال ، فالدُمى هنا كائن خارق الحيوية لا تقلّد الواقع وإنما تنقله إلى عالم اللامعقول بتطرّف جمالي يلامس النفس البشرية في أبسط وأقوى رغباتها ... الحلم بمتعة وأمل بعيداً عن الروتين القاتل .

والفنان حين يبعث الحياة في هذه الدُمى لا يُسحر الأطفال فقط ، بل يُثير نفوس الكبار أيضاً . . . في لحظة ما . . . يتحد المشاهدون وهذه الدمية في ذروة الإبداع فيُخيّل لنا كأن عقولهم كباراً وصغاراً على حد سواء اتفقت على الهمس في أذن مُحرّك الدُمى بأن يبقى خفياً .. مختبئاُ ، مجتهداً أكثر في طاعة وخدمة هذه الدُمى ، وأن يستحضر كل ما لديه من إبداع داخله ويودعه هذه المخلوقات العجيبة ، فيحلّقون جميعاً في عالم السحر والخيال أكثر وأعمق ...

ومسرح الدُمى في أساس نشأته كان مسرحاً للكبار . وقد أدى لاعب العرائس الروسي الشهير سيرجي أبزاروف الكثير من العروض أمام الجنود في جبهات القتال أثناء الحرب العالمية الثانية .
وللدُمى مكانة عميقة في نفوس الأطفال فهي لا تجذب أنظارهم فقط بل تنمّي خيالهم ويتفاعلون معها جميعاً بشكل كبير حتى الهادىء منهم .

فإن لها - أي الدُمى - سحرها الخاص الذي يتغلغل إلى ذهن الطفل الخام المتأهب للتلّقي والتخزين ، فهي تُلقي بظلالها على شخصية الطفل إذا أُجيد استخدامها في جوٍ قصصي جميل مُدعّم بعناصر المسرح المختلفة ( سينوغرافيا ) كالمؤثرات الصوتية ، الديكورات ، الأثاث ، الأزياء ، الإضاءة ، الغناء والموسيقى المُصاحبة ....الخ ، فهذه جميعها تؤثر بعمق في حواس الطفل وتوّسع أفق خياله ومداركه فتؤتي عملية الإيهام خلال هذه الدُمى ثمارها . كما أن لها تأثيراً علاجياً عظيماً على الطفل إذا ما قام هو بتحريكها بنفسه خلف الستار ، فإنها تساعده على حل عقدة الخوف من مواجهته للآخرين والتعبير بحرية عن نفسه أمامهم مما يُنمّي ثقته بنفسه ويُقوّي شخصيته .

وأخيراً ..
مسرح الدُمى بكل ما له و ما عليه لا زال طفلاً يحبو في مجتمعنا فهذا النوع من الفن لم يأخذ حقه بعد كما يستحق رغم أهميته وقيم الجمال والتربية فيه .





||قصاصات||




" سيمونر " :
( العرائس أكمل وسيط فني , و هي لا تخاطب العنصر الطفولي فينا فحسب بل تخاطب العنصر الشاعري أيضاً )


المخرج المسرحي " إدوارد گوردن گريگ " :
( أحلم أن يكون الممثلين بمسرحياتي كـالدمى بل و يتفوقون عليها , أريدهم أن يكونوا دمى خارقة )


" كانجورو كيريتاكي " وهو احد أشهر أساتذة محركي دمى مسرح (بونراكو) :
( أي مسرحية تريد ان تحقق النجاح فلابد لمحركي الدمى أن يملؤوا الدمى بالحياة مهما كانت هذه الدمى معقدة في صنعها )


" آرنوت " :
( العرائس نبع من السحر و الطقوس في روما القديمة حيث كانوا يلقون بدمية من القش في نهر التيجر تخليدا لذكرى الانسان الضحية الذي كانوا يلقون به حيا وهو يقاوم ، حتى أفلاطون أشار إلى ما يؤكد وجود دمى القفاز و أول من نعرفه فتاناً للعرائس هو يوتينوس )


" شارلس نوربيه " :
( ليس هناك ما يمنع أن يكون الطفل قد حدد لأطراف دميته وسائل تحريكها لكي يمنحها أكبر قسط من الواقعية و ذلك لأن الطفل يرى دائماً دميته كائناً حياً ويتعامل معها على هذا الأساس )


" موسى الثنيان " :
( بمرحلة الطفولة كنت ألهو بدمى صغيرة و هي عبارة عن حيوانات ، كنت أنا و إبن عمي نلعب بها و نصنع بها الحكايات , أظن هذا كان له الارتباط بفكرة نشوء مسرح الدمى عندي )


" رنا حايك " :
( الدمى تنشأ خطاً إبداعياً بين الممثل والجمهور الذي يشارك في عملية الإبداع حين يتخيل . العلاقة بين الممثل والجمهور تمر هنا عبر وسيط هو الدمية ، يوجد مساحات من الخيال يتواصل من خلالها الطرفان . وهي كأداة ، لا يقتصر استعمالها على مسرح الأطفال بل يمكن استخدامها في مسرح البالغين أيضاً )


" كريم دكروب " :
( مسرح الدمى لم يفقد جاذبيته )


" نزار صباغ " :
( أفضل مسرحيات الدمى – برأيي - هي التي انتشرت على حلقات باسم " شمشون الأقرع )




||مقطفات فيديوية||

مسرح الدمى الصامت " اضغط هنا "

مقطع من مسرحية ريا و سكينة ( 1 )

مقطع من مسرحية ريا و سكينة ( 2 )





|| المصادر||



المصادر :
المعرفة الشخصي بهذا الفن
موسوعة ويكيبديا
دراسة : علم السينوغرافيا
الأستاذ الدكتور كمال الدين عيد
دراسات الأستاذ راضي شحادة
الأستاذ فرحان الخليل
صحيفة الحياة , الصباح
وكالة الأنباء رويتروز





بالنهاية أتوجه بالشكر الجزيل للأحبة [ زهير صويمل - رانيا برغوث - فوزية عوض - أحمد سماحة - يان ] على سعة صدورهم و قبولهم اجراء اللقاءات

أتمنى ان أكون قد وفقت في تقديم مادة ترتقي لذائقتكم السامية في قالب يُثري مناخ المعلومة

لأرواحكم و أرواح الدمى تحياتي التي لا تبور
أخوكم
دمـوع



خاتمة /


( المسرحي السوري " سعد الله ونوس " : بدون المسرح سيصبح العالم أكثر وحدة و كآبة و بشاعة وفقراً )


©


اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29/05/2009, 01:00 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/11/2007
المكان: دولة النكبه : )
مشاركات: 3,934
ورَجَعَ الحنين للدمى
معلومات شيًقة جداً
الأهم أن هذا الموضوع أثرى جانب مهمل لدي
وبإذن المولى يكون له النصيب الأكبر في تعليمي وعملي


*جاري تحميل فيلم Pinocchio



دموع كل الشكر لك ,
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29/05/2009, 01:03 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 16/11/2008
المكان: العاصمة الرياض
مشاركات: 98
رائع جداً
سلمت الإيادي
جمعة مباركة
^_^
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29/05/2009, 01:11 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ رجل من عالم آخر
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/06/2008
المكان: شبكة الزعيم
مشاركات: 9,761
جمعة مباركة دموع ..
أشكرك على الموضوع الذي لامسنا فيه واقع المسرح .. !
هذهـ الساحة المستطيلة الشكل , و التي يدور فوقها الكثير و الكثير من الأحداث ..
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29/05/2009, 01:27 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مدريدي جداً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/05/2005
المكان: !!! I Dont Know Yet
مشاركات: 2,307
عندما يكون

للتنوع...

للفائدة...

لكل ما هو مبدع معنى...

فهو أنت...

وسام تفتخر به الشبكة...



تحياتـ ي ـــ
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29/05/2009, 02:06 PM
روماوي مميز
تاريخ التسجيل: 23/06/2006
المكان: Il Romanista
مشاركات: 6,045
دموع ..
الصمت في حضرة الجمال جمال ..
بس أعرف أنك منتب صاحي أبداً

اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29/05/2009, 02:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشق الموهوب 10
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/05/2005
مشاركات: 4,911
هلا وغلا دمــوع ..
كلام جميل ومعلومات ثريه عن مسرح الدمى ..
معلومات جديده أضفتها لدي ..

الف شكر يالغالي ..
بالفعل مواضيعك مُتَابعَه ..
دُمتَ في أحسن حال ..
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29/05/2009, 02:07 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
( نص وتنسيق وتصميم ودراسات ولقاءات ) .. أنه عمل رائع

البارحة شاهدت بالصدفة في زيارات نادرة الى قسم العالمية لعدم التفرغ في متابعة البطولات الاوروبية موضوعك عن اعتزال مالديني .. حقيقة لقد بهرني ذلك العمل وحدثت نفسي هل بأمكان ( وسام ) ان يضع شئ من ذلك في مجلسنا ؟

يبدو كأنك قد قرأت افكاري

منحتنا زيارة ثقافية جميلة الى ( عالم الدمى ) اتاحت لنا التعرف على ذلك الجانب الذي لا نملك حقيقة اي معرفة عنه .. اطلعت على ما تفضلت به وسأعود ايضا مرة اخرى وربما ثالثة لكي تتمكن ذاكرتي من اختزان بضع معلومات عن هذا العالم كما يبدو انني لن اتوانى عن حضور مسرح للدمى في قادم الايام اذا ما اتيحت لي الفرصة لذلك .. فأن حضرت فسأقول ان السبب ( وسام ) ،،،

شكرا وسام

والله يعطيك العافية ،،،
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29/05/2009, 02:30 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
هلا ..}

جميل ماطرحت ..!

اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29/05/2009, 08:33 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عريب عبدالله
إشراقة المجلس العام
تاريخ التسجيل: 13/10/2004
المكان: الرياض
مشاركات: 3,979
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

موضوع متكامل عن فن مهمل قليلاً في عالمنا

تمنيت لو أطلت الحديث عن الدمى والسينما

لكن بشكل عام الموضوع رائع والضيوف أروع

كأني أشتم رائحة غير مطمئنة في لوحتك الأخيرة أتمنى أن ما فهمته فيها كان خاطئاً

فقلمك رائع ويستحق الإنصات

بالحب والإشراق
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29/05/2009, 10:23 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Carlitos 32
عضو سابق اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
تاريخ التسجيل: 08/05/2007
المكان: قلوبهم :$
مشاركات: 3,231
دموع

قلم جميل كان وما زال يضخ دماً نقياً في شريان هذه الشبكة الرائدة !!

أعجبني كثيراً هذا الموضوع .. الدمى وإن كانت لاتلقى الإهتمام الكبير
إلاّ أنها فنّ من فنون المسرح ولها متتبعين لايقلونّ شأناً عن غيرهم
من متتبعي الفنون الآخرى

بالنسبة لتاريخ الدمى ومنذ متى بدأت بالظهور !!
آعتقد أن ذلك منذ القدم .. وبلا تاريخٍ محدد .. فنحن الآن نجد دلالة كبيرة على ذلك
لن أتكلف في وضع هذا المثال البسيط .. فبعض المزارع في بلداننا العربية
يوضع بها دمية على شكل رجل .. لكي تكون تلك المزرعة محصنة من اللصوص

وهذه العادة كانت منذ قديم الأزل .. وهي دلالة كبيرة على وجود الدمى منذ ذلك الوقت

الموضوع ذو شجون واستهواني كثيراً

ولكنني قد أكون لمست في حديثك الأخير رغبة الوداع والإبتعاد !!
آتمنى أن آكون مخطئاُ فيما فهمت ..

دمت رآقياً
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29/05/2009, 11:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الخرزه الزرقاء
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 18/08/2008
مشاركات: 1,091
يعطيك العافيه ’,أخوي دموع .,.قد أيش أحب الدمى وخاصة لما .,.

أخذنا كورس عنها بالجامعه .,.(تقنيات تعلم) وأخر الجزء عن الدمى ,.

وطلبت كل مجموعه تبدع وفعلآ ,.,أتينا بقصاصات وبعض الدمى

وعملآ مسرح .,وأنبسطنا في المحاضره ,.,

عمل رائع بكل أمانه ,.,.دمت مبدعآآآآ يالغـــلا .,.
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30/05/2009, 12:04 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ شبوط
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/03/2008
مشاركات: 4,175
هلا وســــام
جميل ماطرحت سلمت اناملك يالغالي
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30/05/2009, 12:31 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بركان أزرق
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/02/2008
المكان: نايم :)
مشاركات: 996
دمووع

لبا قلبك احس انك فاضي



بالنسبة لي اعتبر الدمى والمسرحيات مضيعة وقت ما منها فايدة حتى المتعة مافيها اي متعة

وسام يا مكسب الشبكة

مدري ليه احس انك غريب

موضوع توب وموضوع اسفل سافلين بالعربي مالك روتين محدد


شكرا دموع


سلااام
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30/05/2009, 06:47 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 23/12/2006
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,495
هلا وغلا وساااام ..

ما شاء الله تبارك الله موضوع متكامل من جميع النواحي ..

قرأته على دفعات وحتى كتابة هذا الرد لم اكمل قراءة الموضوع ..

سلطت الضوء على فن اتوقع انه اندثر في ظل صراع التكنولوجيا الحديث ..
وما اتوقع انه رح يرجع بريقه كما كان لوجود الكثير من البدائل الحديثه مكانه ..
واذا خاب توقعي ورجع بيوم من الايام للساحة رح يكون موضوعك هذا السبب في رجوعه ..

يعطيك ربي الف عافية على الموضوع ,,
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:18 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube