المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 31/05/2009, 10:42 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
التوبة والرجوع عن الذنب !!!!!!

كثيرا ما يضل الإنسان الطريق وينحرف عنه بوازع من الجهل أو استجابة لإغراء عابث أو شهوة جامحة، فتنحط شخصيته إلى الدرك الأسفل، فينحرف، ويصرف طاقته في إشباع غرائزه، وإيثار مصالحه الخاصة، ويتنكر للمصالح العامة؛ فتصبح الدنيا خالية من الضمائر الطيبة، والمثل الحسنة، وتتحول إلى صراع أشد غلظة وفظاظة من صراع الحيوانات المتوحشة في الغابات النائية.

لكن قد يغفو ضمير الإنسان، وتستيقظ غرائزه، فتنام قوى الإنسان الروحية، ويسقط صريع الهوى والشهوة. وعليه أن يذكر أنه لم يخلق ملكا كريما، ولا بشرا معصوما، إذ هو إنسان تتنازعه قوى الخير والشر؛ فتارة تتغلب عليه طبيعة الخير الروحية فيسمو ويرتفع، وتارة أخرى تتغلب عليه طبيعة الشر فيخلد إلى الأرض ويتردى في حمأة الرذيلة، وفي هذه الحالة عليه أن يصحح أخطاءه، ويعالج أمره، ويغسل نفسه مما يكون قد ران عليها، ويستأنف العمل في الحياة في ثوب نقي نظيف، قال الله تعالى "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" "النور 31" والتوبة واجبة من جميع الذنوب ما ظهر منها وما بطن.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم عن أنس. والتوبة: الرجوع عن الذنب، وتاب إلى الله توبة ومتابا أي أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة. فالتائب عبد رجع عما نهى الله عنه إلى ما أمر به وطلبه، وعن معصيته إلى طاعته وطلب وده، وعما يكرهه إلى ما رضيه وأحبه وهي تنظم الشعور بالألم.

إنها الحالة التي تطغى فيها الحسرة والندامة، فيندفع إلى الإقلاع عما تورط فيه من الرذيلة ويعزم عزما أكيدا على استئناف حياة صالحة فيما يستقبل من عمره، فيرد حقوق العباد ويتحلل منها، فيقبل الله توبته، ويغفر زلته، قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا" "التحريم 8" توبة خالصة لوجه الله، يرد صاحبها الحق، وتنأى به عن الباطل، توبة مخلصة تخلع على صاحبها ثوب العافية في دينه، وتمزق الحجب بينه وبين خالقه، قال سبحانه "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون" "الشوى 25".

روي عن أنس قول الرسول عليه الصلاة والسلام "لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط على بعيره قد أضله بأرض فلاة" رواه البخاري ومسلم عن أنس، "أي وجد بعيره بعد أن فقده في صحراء" والمقصد المزيد من رضوان الله يوجبه للتائبين. قال تعالى "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" "البقرة 222".

مما لا شك فيه أن "الاعتراف بالخطإ فضيلة" و"الاعتراف الصريح يريح النفس" وكما قال الأحنف بن قيس "لا خير في لذة تعقب ندما". ومن الحكم الخالدة "الأمل هو المشجع الأول الذي يدفعنا إلى الأمام، فهو الذي يردد في أسماعنا دائما الخير في الغد" فمن رحمة الله أن فتح باب الأمل والرجاء أمام المخطئين ليتوب مسيئهم ويثوب إلى رشده شاردهم ويغفر لهم ما اقترفوا من إثم أو معصية، قال الله تعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" "الزمر 53".

وفي الحديث القدسي قال الله تعالى "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".

يا أيها الإنسان، إن كنت من "الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله" "النساء 146" فقد يجازيك الله أجرا عظيما. أما إن كنت من "الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون" "التوبة 125-126" فالمقصود من الآيتين موقف المنافقين من الآيات والسور المنزلة وهو موقف شنيع وخطير يتمثل في استهزائهم بالقرآن وتهربهم من أحكامه حين سماعه، وطعنهم فيه كلما نزل جديد، فتراهم يتغامزن ويتضاحكون في سبيل الطعن والهزء من كل موضوع يمسهم أو لا يمسهم.

هؤلاء "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون" "البقرة 9" "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين" "البقرة 11-16"..

فكيف ينسلخ الإنسان المسلم من ذنوبه؟ هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم روي عن عقبة بن عمر "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض".

وهذا آخر يوجهك أيها الإنسان المسلم أيضا "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة" رواه مسلم، ولهذا جددوا حياتكم بالتوبة والاستغفار، أقلعوا عن المعصية، واندموا على فعلها، واعزموا ألا تعودوا إليها أبدا "واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات" "محمد 19".




--------------------------------------------------------------------------------
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31/05/2009, 10:44 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 30/11/2008
مشاركات: 43
جزاك الله خير على الموضوع الجميل
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:36 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube