27/07/2002, 03:26 AM
|
| رئيس تحرير صحيفة
GOOOLONLINE.COM | | تاريخ التسجيل: 06/09/2001
مشاركات: 285
| |
|
هــــــــــــــل نتـــــعـــــــــظ؟
هل نتعظ؟ قال تعالى
قال تعالى:
(كل نفس ذائقة الموت)·
(إنك ميت وإنهم ميتون)·
(وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)·
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره· ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)·
قال المصطفى النبي الأمين محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)·
نحمد الله سبحانه المتحكم في مخلوقاته الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون·
الثلاثاء الماضي، ووري جثمان الأمير النبيل البار أحمد بن سلمان الثرى، نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يوسع مدخله، وأن ينقيه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس·
قبل عام تماما، كان في مقدمة حاملي نعش شقيقه البار الخيّر الأمير فهد بن سلمان ـ تغمده الله بواسع رحمته·
الإثنين الماضي، كان الأمير سلطان بن فيصل بن تركي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ قد تجاوز أكثر من ثلثي الطريق قادما من جدة ـ برا ـ لإدراك الصلاة على جثمان الأمير أحمد في الرياض، وتعزية والديه، أبنائه، أشقائه، وذويه، لكن، وبينما هو على مشارف الوصول أدركه القدر، وجاور جثمان الأمير أحمد في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض عصرا، قبل أن تنقلهما سيارتان متشابهتان (تتابعا)، إلى موقع واحد في مقبرة العود، ولم يفصل عن انتهاء دفنهما سوى بضع دقائق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة·
لعل من حظهما ـ إن شاء الله ـ أن جموع المصلين والمشاركين في الدفن وحملهما على النعشين حشد كبير، أكثروا من الدعاء لهما، بل حتى الطريق المؤدي إلى المقبرة كان فيه جمع من المواطنين والمقيمين، تأكيدا على مكانتهما و(حظهما)، في يوم فراقهما الدنيا التي هي (دار ممر)·
هذه المواقف وغيرها كثير من الحوادث التي ترتطم هنا وهناك يوميا وتخلف ضحايا كثرا وبإحصائيات هائلة، تحتم علينا الاتعاظ والاستيقاظ من غفلتنا، ولا سيما أن (الموت المفاجئ) بالسكتة القلبية أو حوادث السيارات كثر عن أي مرحلة مضت·
إلى هنا أنوّه بواعظ خطب في المصلين بعد مغرب الأربعاء الماضي في أحد مساجد الرياض، متسائلا عن (قسوة القلوب) التي أشغلتنا عن (تذكر الموت)، مبينا أن من يذكر الموت دائما يكون أسرع عن غيره في (توبة صادقة)، ومن لا يتذكر الموت (قد) يسرقه قبل أن يتوب·
وأبدى دهشته واستغرابه من كثيرين لا يستجيبون مع نداء (إقامة الصلاة)، ويواصلون ما هم سابحون فيه من اللهو أو (الحديث فيما لا ينفع)·
ونبّه ـ جزاه الله خيرا ـ إلى أن كثيرين صاروا يتقبلون خبر الموت وينقلونه دون أن تتحرك مشاعرهم، ويرددون (قضاء وقدر) استهلاكا!
كما استغرب ـ وفقه الله ـ من تصرفات جاهلة يعمد إليها مشاركون في الدفن، أو من يسيرون خلف الجنائز بالتدخين أو التحدث في مشاريع دنيوية، أو شجار، بينما يفترض تذكر الموت والدعاء للأموات، والاتعاظ من تأثير زيارة المقابر·
ووجه الواعظ ـ جزاه الله خير الجزاء ـ كلمة خاصة إلى بعض من يتسكعون على الأرصفة ويسهرون إلى ساعات الصبح وينامون طوال النهار، في الوقت الذي توجد فيه مراكز صيفية تفيد عقولهم وتنور طريق مستقبلهم·
وهنا أقول: هل نتعظ؟
مات كثيرون من الأهل، الأصدقاء، العلماء، والرموز· فهل نتبصر في أحوالنا؟ وهل نتعظ؟
أخي العزيز ·· هل سألت نفسك إلى أي مدى تأثرت، وفيم فكرت، وماذا عملت؟
وفي المقام ذاته نوجه الأسئلة إلى أصحاب المليارات والملايين، الغافلين، وننبههم إلى كثيرين معوزين، بل لا يجدون ما يأكلونه، ولا ما يلبسونه· هل فكرتم في مسن أو ضرير يعول بناتا وليس له دخل ثابت؟
هل جال في خاطركم شأن أرملة تعول صغارا؟
هل فكرتم في شباب وشابات عاطلين لم يجدوا مجالا للعمل؟
ألا تعلمون (جزاء) عطفكم تجاه مثل هؤلاء ومَن على شاكلتهم؟
وفي المقابل، هل حاولتم محاسبة النفس قبل النوم؟ وماذا قدمتم تجاه المجتمع في هذا الجانب؟
هنا ـ استدراكا ـ لا نبخس حق كثيرين يؤدون واجبهم في السر، وآخرين نقرأ عن هباتهم، وكثيرين لا نعرف عن أعمالهم إلا بعد مماتهم، وفي نشرها عظة لغيرهم، ولا سيما أن الدعاء لهم حتى ممن لا يعرفونهم، إحدى فوائد الكشف عن بعض أفعالهم (إعلاميا)·
بالمناسبة .. يطيب لي أن أنوه بموقع ((الزعيم)) وما يطرحه من مواضيع ، لكن هناك من يسئ لبعض الرموز ويستخدم عبارات جارحة أو تجرفه عاطفته خارج إطار النقد. وفي هذا المقام آمل أن يحرص بعض الأعضاء على تجنب الإساءات، وألا يساء استخدام هذه التقنية في التخاطب والنقاش، حيث يستسهل البعض التعدي والتجاوز كونه يكتب باسم مستعار. وأتمنى أن نرتقي بلغة الحوار، بحثا عن المصلحة العامة .
أعتrد أن الإقناع بالحجة أقوى سبل التأثير مهما كانت صفة المحاور أو منصبه، وكذلك المسؤول الذي يخطيْء ستجبره على قبول رأيك بالحجة والكلام الطيب.
أدرك جيدا أن هذا الموقع ـ الزعيم ـ يعتبر الأجود في تعامله مع القضايا ، وهو أقل ضررا عن غيره من المواقع المماثلة، لكن ومن منطلق حرصي على أن يكون مواكبا لما وصل إليه أوردت هذه الملاحظة، سائلا المولى العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
ختاما ·· أكرر الدعاء للأمراء: أحمد، فهد، وسلطان·
وأزيد ـ زادنا الله وإياكم خيرا ـ الدعاء لجميع أموات المسلمين بالرحمة والمغفرة، وأن يمنّ على الأمة الإسلامية بالنصر والعزة، إنه سميع مجيب·
خلف ملفي
[email protected]
:  |
الوضع الشجري
