هذه مقاله على لسان نصراوي على وشك الموت رعباً

في ناديً فقير يحيط بها النصابين من كل صوب عشت الطفوله التي لا استطيع الي الان التاكيد على براءتها او التاكد منها, الشي الذ ي لازلت اتذكره بكل التفاصيل من تلك الحقبه هو كمية الظلام الذي كان يخيم على نادينا المحتاج من بداية الموسم الي نهايته في هذا الظلام تنشل اطراف نادينا وتغلق كل مساماته لم يكن الظلام يخيم على اعين مشجعي النادي بل انه تعدى ذالك الى عقولهم .
كان الظلام في نادينا غير كان ثقيلاً نشعر اننا نحمله على ظهورنا عندما نسير فيه ليس لاننا لانرى ما يخبئة لنا من مفاجئه ولكن لان المسؤلون في النادي لا يحلوا لهم الحديث عن الهلال الا عندما يحل الظلام ويحتل نادينا بالطبع هم لا يعرفون ان المشجع يتخيل ما يحكى له من قصص وكانه احد ابطال او ضحايا القصه تماماً كما هو حال الاطفال وكنا جميعا في قصص الهلال نعيش ادوار الضحايا كما يعيش الاطفال ادوار الضحايا في قصص الجن والعفريت في سواليف العجائز وبالتاكيد ان التبول الا ارادي الملازم لكل مشجعي النادي لم يكلف احدا للبحث له عن سبب في ذات يوم والحاجه ام العبقره اشتكيت لاحدهم خوفي الشديد من الظلام وقصص المسؤلين عن الهلال التي تحولت معي الي خطرا يهدد عقلي قال لي وكنت انتضر مايقول ولم اكن افكر على الاطلاق لماذا قال ذالك لانني كنت انتضر حلا ولو قال او وصف لي علاج من مزج الطحالب مع البرسيم لاستخدمته في سبيل التخلص من الرعب الذي اعيشه بحلول المساء وطاري الهلال .
انا اكتشفت لاحقا وتحديدا بعد عشرة اعوام من كلام هذا الانسان انه كان فيلسوفا ولكن لم يسعفني عقلي على هذا الاكتشاف الا بعد ان مات رحمه الله قال لي ان الظلام مسكينا ويستحق ان نتاعطف معه فكلنا نرى ورغم ثقله وضخامة حجمه الا انه يتبدد امام القمر
هذا القمر المفتري الذي هو الاصل هلال وكل المصائب تاتي من الهلال و في لحظتها اقنعني ان القمر ظالم ومفتري فما الذي احل له مصادرة الاغلبيه والسواد الاعظم (ولذالك شلناه من منارة المسجد واصبح بدعه عثمانيه )
وقال رحمه الله القمر يشبه الزعيم واورد لي ثلاثين وجهاً للتشابه بينهما غير الظلم ولكن لازلت اتامل احد الوجوه التي قالها وهو اننا نرى الاثنين ونشعر بهما ونخاف منهم ولكنهم لايروننا ولا يشعرون بنا ولايخافون منا
و بعد محاضرة طالت انضممت الي حزب معارضه القمر وقمت ارفع شعرات سريا الظلام المهجره
لكنني صرخت في وجهه وكيف اتخلص من الخوف مع حكايات الهلال قال لي تعود ان لا تغمض عينك عندما ترى او تسمع ما يخيفك لانك بالتاكيد ستتذكر وسترى في مخيلتك ما هو ابشع من الحقيقه بكثير
كما قال لي رحمه الله ان الخيال مثله مثل نظم الاقتصاد الراس ماليه في العالم تزيد الغني غنا والفقير فقر الخيال يزيد العاشق عشقاً بتحسين صورة المعشوق ويزيد الخائف خوفاً بتبشيع صورة العفاريت ووموكد انه يزيد النصراوي رعباً من الهلال بينما تستطيع بعينك ان ترى (المعشوق والعفريت والهلال ) اشياء جميله ومخيفه تبعاً لزاويه روياك
واورد لي قرابة الستين وجه للشبه بين الراس ماليه والخيال وبين الحبيب والهلال لازلت اتذكر منها ان الهلال والحبيب يحتلون القلب احدهم بالاغراء والاخر بالترهيب
اما انا فاقول لكم وستكتشفون انني كنت عبقريا بعد خمسة عشر عام وقد اكون قد مت اقول (ان الظلام والقمر والزعيم والراس ماليه والاحبه والعفاريت والهلال والهلال خاصه يسببون التبول الا ارادي