كان يمشي مرهقاً من تعب ِ السنين ... قد هدَّ التعب أركانه, عبثت به الحياة و نازعها و نازعته .
تكالبت عليه الضروف فجعلت من ذلك الفتى الغض رجلاً قبل أوانه .
كان مُثقل بهمومه , مُرتهن لآماله و له نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدون , بل ترتفع إلى ما دون النجوم !
و رغم ما هو فيه كان فتىً لمّاحا ً ذكياً بشوشاً ذا خُلق جم و أدب رفيع .
لا يعرف من جهات الأرض ِ الأربعة شيئاً إلا من فوق هامته !
فإذا ما ادلهمّ عليه خطبٌ و نزل به ما لا يطيقه من العناء ,
يمم وجهه إلى السماء و ناجى من سوِّاهن سبعاً طِباقا ً .
لم يكن من أبناء الدنيا الذين يتقلبون في النعيم فلقد كان تعيساً في عُرف القوم .
و رُبَّ تعاسةٍ تتسامى بصاحبها إلى
السماء , و رُبّ سعادةٍ سافلةٍ تهبطُ بصاحبها إلى الأرض !!
لكن الطريق طويل , و الزاد قليل , و الوسيلة تكاد تُعدم !
على رصيف الحياة ...
يغـُذ خطاه ماشيا ً وحيدا ًً إلى لا نهاية ..!
يسير ليُنقـِّـب في البلادِ عن ذاتـِه المفقودة و أحلامه المكتسبة
و يبحث في وجوه العابرين تحت سقف السماء...
و يُـقـلب النظر ذات اليمين وذات الشمال ...
علـَّه يجد على النار هدى !
هُناك ...
حيث السكن لمن لا سُـكنى لهم ..
يهيمُ على وجههِ الممتلئ { هماً } ...
ويصْطنِع ُ رَسم ابتِسَامةٍ زائفةٍ على مُحيَّاه , ليُسعِدَ بِهَا غيْرِه !!
عبثا ً ..
يُحاولُ البَحثَ عَـن ظِلالٍ يتفيَّأ بِهِ من لَهِيب الشمس ِ الحارقة ..
و لا ظِلال حوله .... لا ظلال !!
فياللمحزونين القابعين خلف جدران أحزانهم لا يلوون على شيئ غيره
و يا من يسقون شجرة { بؤسهم } بمداد ٍ من مدامعهم
من يفكُ { قيود } الألم التي تستدير على معاصمهم ....
فتُمِيت من أنفسهم انطلاقتها و تحرُرها نحو فضاءات الأمل !
و بعد ,
فكم من أمثال هذا الفتى من يعيش بيننا و يحتاج يداً حانية تمتد إليه لتنتشله من براثن العوزِ و الحاجة ؟!
و لو أنـَّا بحثنا في وجوه الفقراء و المعدمين لوجدنا فيهم من العباقرة و الأذكياء و من أصحاب المواهب الذين صدَّتهم أحوالهم عن الإهتمام بها و تطويرها و الإستفادة منها .
و قد يصبحوا في أحد الأيام لبنات صالحة تُساعد في بناء مجتمعاتهم .
و لكن من يأخذ بأيدي هؤلاء ليعبر بهم إلى الضفة الأُخرى من النهر ؟!
هؤلاء يا غالي لا يأخذ بأيديهم سوى رحمة منه تنالهم من سبع سموات .. في بعض الأحيان يأخذني تفكيري لماذا لا تكون هنالك دعوة للفقراء والمساكين ان يتوقفوا عن انجاب من سيحملون وزر ابائهم ان خلقوا فقراء ومساكين في واقع لا يعترف بك سوى مدعما بالأنياب والمخالب ودونهما فمكانك ان تستلقي على الارض لكي يسير الآخرين من فوقك !!
لعلي متضايق قليلا وانعكس ضيقي على هذه المشاركة السوداوية !! ولكني ايضا اعتقد انها تحمل شئ من الحقيقة ولكننا لا زلنا نتحلى بالإيمان ونسأل الله الثبات ،،،
من جانب آخر لأننا دائما ما نلقي جرائمنا على عاتق الآخرين كأننا ملائكة نمد الخير ونمنع منه !! من موضوع العزيز عبدالله من الجميل ان نحدث انفسنا ماذا عسانا ان نكون فاعلين لو كانت لدينا القدرة ان نمد ايدينا لهم .. هل نمنحها لهم بكرم نفس أم نفر منهم مبررين لأنفسنا ان هنالك آخرين يستحقونها !!!
A.K.N 505 إبداعكـ في صياغة الموضوع وتسلسل أفكاره وتناغم ألفاظه أشغلنا عن القضية , وصرفنا عن الموضوع وصلبه ( أنا وغالب من سبقني بالرد )
,,,
من رحِم الفقر يولد العضماء , ومن براثن المعاناة والمصاعب يخرج لنا العباقرة ,, نعم أخي فالمطّلع على سيرة العضماء ونشأتهم يعلم مصداقية وصفي هذا , وقد تجره عبقريته وذكاءه إذا اصطدمت بالفقر إلى طرق أبواب الإجرام بأساليب وطرق لا يفكر بها ولا تخطر إلا على بالهم هم ,,
,,
ولدينا في السعودية (( رعاية الموهوبين )) لا أدري من ترعى حقيقةً ولا أعرف أنها خرّجت لنا أو أعدت لنا موهوبًا , لذا أتمنى أن يكونوا داخلين في تلكم الرعاية وأن يؤخذ بأيديهم إلى حيث صالحهم وصالح بلدهم ,,
A.K.N 505 إبداعكـ في صياغة الموضوع وتسلسل أفكاره وتناغم ألفاظه أشغلنا عن القضية , وصرفنا عن الموضوع وصلبه ( أنا وغالب من سبقني بالرد )
,,,
من رحِم الفقر يولد العضماء , ومن براثن المعاناة والمصاعب يخرج لنا العباقرة ,, نعم أخي فالمطّلع على سيرة العضماء ونشأتهم يعلم مصداقية وصفي هذا , وقد تجره عبقريته وذكاءه إذا اصطدمت بالفقر إلى طرق أبواب الإجرام بأساليب وطرق لا يفكر بها ولا تخطر إلا على بالهم هم ,,
,,
ولدينا في السعودية (( رعاية الموهوبين )) لا أدري من ترعى حقيقةً ولا أعرف أنها خرّجت لنا أو أعدت لنا موهوبًا , لذا أتمنى أن يكونوا داخلين في تلكم الرعاية وأن يؤخذ بأيديهم إلى حيث صالحهم وصالح بلدهم ,,
,,,,
A.K.N 505 شكرًا لكـ أخي فقد أبدعت وأفدت ,,
000000
أهلا أخي هلالي الشماسية
كيف حالك , مختفي لك فترة و ما تبين كثير
شكراً على إطرائك و ثناؤك على أخيك .
و لا أزيد على كلامك بشيئ .
لم يكن من أبناء الدنيا الذين يتقلبون في النعيم فلقد كان تعيساً في عُرف القوم . و رُبَّ تعاسةٍ تتسامى بصاحبها إلى السماء , و رُبّ سعادةٍ سافلةٍ تهبطُ بصاحبها إلى الأرض !!
ألله ! هذا القلم يستطيع باقتدار أن يُصوّب الحرف تماماً إلى حيثُ يريد فكره
باقتدار استطعتَ أن تحاكي شيئاً مما يؤرق هذهِ الشخوص و التي أؤكد أنّ شيئاً منهم بنا .
حقيقةً قرأتها أكثر من مرة .. العمق الإنسانيّ بها يدعو لتأملٍ طويل
ألله ! هذا القلم يستطيع باقتدار أن يُصوّب الحرف تماماً إلى حيثُ يريد فكره
باقتدار استطعتَ أن تحاكي شيئاً مما يؤرق هذهِ الشخوص و التي أؤكد أنّ شيئاً منهم بنا .
حقيقةً قرأتها أكثر من مرة .. العمق الإنسانيّ بها يدعو لتأملٍ طويل
شكراً لفرصة قراءة شيء جميل و سجّلني متابعة دائمة
مرحباً ميّادة ,,
ربما وصلت لبعض ما أخفيته في ثنايا الموضوع !
ثم إني أشكرك على كلماتك الرقيقة ... شرف لي تواجدك أختي .
لك
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عقد الياسمين
ذكرتني بـ المُجرمين , فهم أصحاب عقول كبيرة وذكاء مُتقد ولكنها تذهب هدراً وتتجه نحو ذلك المنحى السيء !! ولكن من المسئول في نظرك ليأخذ بأيديهم ؟ فنحن كـأفراد يصعب علينا ذلك ! الا اذا كانت مساعدتهم تعني مادياً فقط .
أخي AKN .. يـا لسفرك القيم .. , أُبارك لك هذا القلم .
أهلاً عقد الياسمين ,,,
بعض المجرمين , كانوا ممن لُعنوا من مجتمعاتهم
في الصغر فردوا تلك اللعنة عليهم عند اقتدارهم ..هكذا بكل بساطة !
أمّا من ناحية المسؤولية , فكُلنا مسؤول !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المجتمع مقصر في حق هذه الفئة ولو ان الزكاة أٌخرجت من الاموال وصرفت لمستحقيها لما وجد المحتاج بيننا والمؤسسات لاتكفي للأخذ بأيدي هؤلاء اذا لم يقف المجتمع من خلفها اما عن الموهوبين فقد تكون الحاجة اخفت الموهبة اخي A.K.N 505 طرح جميل وموضوع لامس وتر حساس امدكـ الله بالصحة والعافية دمنا ودمت في رضا الرحمن
حقيقةً، نشعر بقيمة كتّاب المنتديات ونلمس أثر جمال وصدق حرفهم في نفوس القراء، فقط حين نقرأ صفحةً كهذه..
الفقير إن صدق إيمانه وتوكله على الله وكان بصير القلب عزيز النفس عالي الهمة، فإنه ليس معنياً بصناديق دعم الفقراء ولا يكترث بوجودها من عدمه..
الفقير الذي يملك تلك الصفات، لن تسعده كثرة الأيادي الممدودة لمساعدته مادياً، هو بانتظار يدٍ واحده فقط تمتد نحوه لتلقي عليه سلاماً بلا ازدراء ولا انتقاص، سلامٌ بمعنى أنك أهل للتفكير والعمل والابتكار والاختراع، فهاك الفرصة التي تستحقها، واعمل على أن تجعل الثقة في محلها..
فأين من يؤمن بأن دعم بعض الفقراء قد يكون من خلال وضعهم في مراكز القيادة!