المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 16/04/2009, 04:17 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
حقوق الوالدين في الاسلام

مما لا شك فيه ان القانون البشري العام , النافذ بقدرة خالقه العظيم , يقضي بان يولد الانسان قاصرا من جميع الجهات لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ً . فليس له الا هذا الجسم الغض المهدد بالاخطار ,
والا هذه النفس الصافيه البيضاء الشديده القابلية للتعليم . وقد انعم الله تعالى على هذا الطفل بالوالدين , وبحبهما واستعدادهما بعيد المدى للتضحيه من اجله وتذليل الصعاب في سبيله .
بين يدي الوالدين ينمو الطفل ويفتح عينيه على الدنيا بخيرها وشرها ويتلقى منهما اولى معارفه وركائز عقائده واسس نظرته للكون والحياه . فكان لا بد ان يساهم التشريع توخياً للتربيه الصالحه للولد . وحفظ العلاقه العادله الصحيحه بينه وبين والديه . وان يساهم التشريع في الحث على طاعة الوالدين لكي يتلقى الولد منهما كل ما هو حق وصحيح من حقائق العقيده والمجتمع والكون على مقدار ما يعرفانه من ثقافه ويحتويان عليه من وعي , ليكون بذلك مرتبطاً بهما متعلقاً باقوالهما لاجل صيانته وهو في مقتبل تفكيره عن الانحراف والتمرد ولكي يقفا في صلابه ضد ما يتعرض له من خطأ او زلل مما قد يقوده له التيار من الانحراف والمغريات المضلله الفاسده .
ولا بد للتشريع ايضاً ان يساهم بالامر ببر الوالدين والاحسان اليهما , فانهاما قد بذلا قصارى جهدهما في سبيل راحة الولد حينما كانا قادرين وهو صغير عاجز , اذن فمن الحق والعدل ان يبذل الولد جهد طاقته في سبيل راحة والديه وارضائهما , حينما يكون هو قادراً وهما عاجزين قد بلغا سن الشيخوخه , وقد ساهم التشريع الاسلامي العظيم في هذين الجانبين اطاعة الوالدين والاحسان اليهما , واعطى تعاليمه العادله الحكيمه .
ان طاعة الوالدين اوجبها الاسلام في حدود عقائده وواجباته وندب اليها واستحبها في سائر الموارد بمعنى ان الوالدين لو امرا باعتقاد العقيده الحق في الاسلام او بالقيام بالواجبات الاسلاميه فان قولهما يكون نافذاً واطاعتهما واجبه الزاميه لانهما بذلك يبلغان لولدهما احكام انفسهما , فاطاعتهما في ذلك اطاعه للاسلام فتكون واجبه بوجوده .
ويندرج في ذلك ما لو امراه بالابتعاد عن البيئه الفاسده واصدقاء السوء الذين قد يؤثرون على ايمانه ويشككونه في عقيدته وهو في مقتبل عمره . او امراه بالاعراض عن قراءه كتب الدعايه الكافره اللا اسلاميه الداعيه الى المبادئ الضاله المنحرفه لذلك فان اطاعة الوالدين في كل ذلك واجب الزامي في كل مراحل العمر . واما فيما لا يتصل بالاسلام من الامور الاعتياديه التي قد يصدر الوالدان اوامرهما للولد بتنفيذها فالاسلام وان لم يوجب الطاعه الا انه حث عليها حثاًَ شديداً واستحبها استحباباً اكيداً وقد روي ان رجلاً اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اوصني قال : لا تشرك بالله شيئاً وان احرقت بالنار وان عذبت الا وقلبك مطمئن بالايمان ووالديك فاطعهما وبرهما حيين كانا او ميتين وان امراك ان تخرج من اهلك ومالك فافعل فان ذلك من الايمان .
ان هناك أمرا واحدا تكون فيه طاعة الوالدين محرمه في نظر الاسلام , وهو اذا ما عرف الولد في اوامر والديه الانحراف عن الاسلام وانهما يأمرانه بالمحرمات وينهيانه عن الواجبات ويثقفانه بالأفكار المنحرفة . فعند ذلك يجب على الولد طاعة الله وعصيان الوالدين والالتزام بالحق في العقيدة والسلوك وذلك قوله تعالى " وإن جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما "
ان الاحسان الى الوالدين ثابت وجوبه بنص القرآن مع بالغ الشدة في التأكيد والصرامة في الالزام فقوله تعالى " وقضى ربك الا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قول كريما * وإخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " وقال تعالى في آية اخرى " وصاحبهما في الدنيا معروفا "
وبنظرة تعمق لهذة الآيات وما خصت به الوالدين من الحقوق نستطيع ان نفهم :
ان الله تعالى اقر وجوب الاحسان الى الوالدين بوجوب توحيده في قوله تعالى " ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا " للدلاله على ان ذلك بمكان من الاهمية بحيث يأتي بالدرجة الثانية بعد عقيدة التوحيد وما اعظمها من درجة .
اكد الله تعالى على جانب شيخوخة الوالدين وكبرهما واوجب على الولد بذل اقصى الرعاية لهما والرحمة بهما في عصر ضعفهما واحتياجهما كما كانا قد بذلا في سبيله اضعاف ذلك حينما كان قاصرا محتاجا للعطف والرعاية , وقوله تعالى " وصاحبهما في الدنيا معروفا " فهي تأمر بالاحسان اليهما طيله ايام الحياة سواء في حالة الشيخوخة او قبلها .
نهى سبحانه وتعالى عن أي شكل من اشكال الزجر والاهانة بالنسبة الا الوالدين وذلك في قوله " فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما " وانما ذكر التأفف لانه بصفته اهون اساليب اظهار الامتعاض , فيكون محرحا لما قد يؤثر على عواطف الوالدين تأثيرا ً سيئا ً فكيف بما هو اشد من الزجر او الغضب او الضرب .
ان الله عز وجل امر الولد الا ابداء اقصى التواضع والرحمة والقول الكريم تجاه والديه اذ قال تعالى " وقل لهما قولا ً كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " حتى وان ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك منك قول كريم فما اسمى هذة الاخلاق واعظم هذة المثل وما ابعد واقعنا المؤلم عن الالتزام بها وما احرانا بإطاعتها وتطبيقها .
انه عز وجل الفت نظر الولد الى التضحية والجهاد الذي عاناه الوالدان في تربيته وتدبير شؤونه اثناء صغرة وذلك في قوله تعالى " حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين " ولذك امر الله تعالى الولد بأداء الشكر لوالديه بعد ادائه الى ربه فقال عز وجل " ان اشكر لي ولوالدي " وامره في الاستغفار لهما لعلهما يحضيان برضاء الله وحسن توفيقه وذلك قوله عز وجل " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
وقد اولى الاسلام اهتمامه بإكرام الام ووجوب برها اكثر من اهتمامه بالاب بحيث ان الله تعالى في قرآنه الكريم خص تضحية الام بالذكر وانها حملته وهنا ً على وهن ولم يخص الوالد بشيء اما في السنة النبوية وفي نصوص اسلامية فهو موجود بكثرة . وسر ذلك ان تضحية الام اثناء الحمل والولادة والرضاع والتربية وبذل جهود جبارة تفوق تضحية الاب وجهوده , ويروى ان رجلا جاء الا النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله من ابر ؟ قال امك َ قال : ثم من ؟ قال : امك قال : ثم من ؟ قال : امك قال : ثم من ؟ قال : اباك فقد قدم الام وكرر وجوب برها ثلاث مرات قبل ذكر الاب .
بقي ان نعرف ان وجوب الاحسان الى الوالدين واهميته في نظر الاسلام ليس منحصرا بالوالدين الصالحين المؤمنين فإن تضحية الوالدين في سبيل الولد غير منحة بإيمانهما على أي حال ومن ثم وجب بر الوالدين حتى وان كانا فاسقين فاجرين كبر الوالدين المؤمنين سواءً بسواء وكما قيل وبر الوالدين برين كانا او فاجرين . نعم وجوب اطاعتهما او استحبابهما متوقف على ان لا يأمرا بما يخالف الاسلام .
ان الحكمة من هذا ربما لا تدرك كلها لذلك ان ما لا يدرك كله لا يترك كله وان وجود القليل خير من العدم عسى الله سبحانه ان يكون قد وفقني في نقل رسالة لابنائنا راجيا من الله جلا جلاله ان يهديهم الى التقوى والايمان وعليه التوكل في الشدة والرخاء .
(البعنة)
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:27 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube