قلت دائماً إن الصداقة هي البديل الوحيد للحب ... قد نمضي في الحياة بلا حبيب ... لكننا لا نستطيع الاستمرار بلا صديق ... في الأحزان والأفراح ... في كل مواقف الحياة التي نمر بنا أو نمر بها نحتاج إلى ابتسامه صديق .. مواساته .. ووقوفه بالجوار ..

كثيرة هي الأشياء التي لا يستطيع أي منا ان يسر بها إلى أهله لكنه يودعها قلوب الأصدقاء ...

ويحضرني هنا القول المعروف : قل لي من أصدقاؤك اقل لك من أنت ..

ذلك أن الأصدقاء هم المرآة التي يقيمك البعض من خلالها ...

إذن.. الصداقة ضرورة والصديق عمله نادرة ... لكن لماذا تغتال الصداقات ... لماذا تقتل أحيانا بطلقة طائشة تأخذ معها نبل المشاعر ... وعمق المواقف وفرح السنوات ... وكيف يجرؤ إنسان على شطب صديق حياته لخطأ عابر أو زلة لسان ؟

عشرات الأسئلة تتبعثر في دواخلي وخواطري تحاول لملمة إجابة واحدة عن مبرر مقنع لاستشهاد صداقة حقيقية

كيف تمضي السنين على المحبة والوئام ثم تنتهي الأمور إلى خصام وربما عداء !

أتعجب من هؤلاء الذين يبادرون إلى القطيعة بدلاً من التعامل مع الخلاف بميزان العمر وحسنات السنوات ...

جماليات المشاعر والمواقف النبيلة التي جمعت بين قلوبهم يوماً ما ... كيف لا ترجح كفة العمر الجميل بدلاً من كفة الفراق ... لِمَ لا يتم احتواء الموقف قبل ان يستحفل إلى قطيعة وفراق ... أليس للصداقة حق علينا بدلاً من تركها تموت وحيده في ظلمات العناد والقسوة والمكابرة ؟!

التساؤلات كثيرة ... وأكثر هذا الكثير بدون إجابة

فلكل حكمته وقدرته على التسامح ... والصداقة الحقة لا تموت ... كما الأصدقاء الحقيقيون لا يختلفون بشطبة قلم أو زر رموت كنترول إذا ما كنا نتعامل مع العلاقات الإنسانية بأسلوب عصري ... بل هم سجلات الحياة ...
لا يستحقون التضحية بهم في مقابل كل ما هو آني وطارئ ويمكن علاجه واحتواؤه ...

الصداقة عملة نادرة فلنتعلم كيف نصادق !