نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة سبأ (2) (http://vb.alhilal.com/t753217.html)

سامي صعب يتكرر 13/04/2009 08:43 PM

تفسير سورة سبأ (2)
 
‏[‏10 ـ 11‏]‏ ‏{‏وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏
أي‏:‏ ولقد مننا على عبدنا ورسولنا‏,‏ داود عليه الصلاة والسلام‏,‏ وآتيناه فضلا من العلم النافع‏,‏ والعمل الصالح‏,‏ والنعم الدينية والدنيوية، ومن نعمه عليه‏,‏ ما خصه به من أمره تعالى الجمادات‏,‏ كالجبال والحيوانات‏,‏ من الطيور‏,‏ أن تُؤَوِّب معه‏,‏ وتُرَجِّع التسبيح بحمد ربها‏,‏ مجاوبة له، وفي هذا من النعمة عليه‏,‏ أن كان ذلك من خصائصه التي لم تكن لأحد قبله ولا بعده‏,‏ وأن ذلك يكون منهضا له ولغيره على التسبيح إذا رأوا هذه الجمادات والحيوانات‏,‏ تتجاوب بتسبيح ربها‏,‏ وتمجيده‏,‏ وتكبيره‏,‏ وتحميده‏,‏ كان ذلك مما يهيج على ذكر اللّه تعالى‏.‏
ومنها‏:‏ أن ذلك ـ كما قال كثير من العلماء‏,‏ أنه طرب لصوت داود، فإن اللّه تعالى‏,‏ قد أعطاه من حسن الصوت‏,‏ ما فاق به غيره‏,‏ وكان إذا رجَّع التسبيح والتهليل والتحميد بذلك الصوت الرخيم الشجيِّ المطرب‏,‏ طرب كل من سمعه‏,‏ من الإنس‏,‏ والجن‏,‏ حتى الطيور والجبال‏,‏ وسبحت بحمد ربها‏.‏
ومنها‏:‏ أنه لعله ليحصل له أجر تسبيحها‏,‏ لأنه سبب ذلك‏,‏ وتسبح تبعا له‏.‏
ومن فضله عليه‏,‏ أن ألان له الحديد‏,‏ ليعمل الدروع السابغات‏,‏ وعلمه تعالى كيفية صنعته‏,‏ بأن يقدره في السرد‏,‏ أي‏:‏ يقدره حلقا‏,‏ ويصنعه كذلك‏,‏ ثم يدخل بعضها ببعض‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ‏}‏
ولما ذكر ما امتن به عليه وعلى آله‏,‏ أمره بشكره‏,‏ وأن يعملوا صالحا‏,‏ ويراقبوا اللّه تعالى فيه‏,‏ بإصلاحه وحفظه من المفسدات‏,‏ فإنه بصير بأعمالهم‏,‏ مطلع عليهم‏,‏ لا يخفى عليه منها شيء‏.‏
‏[‏12 ـ 14‏]‏ ‏{‏وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ * فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ‏}‏
لما ذكر فضله على داود عليه السلام‏,‏ ذكر فضله على ابنه سليمان‏,‏ عليه الصلاة والسلام‏,‏ وأن اللّه سخر له الريح تجري بأمره‏,‏ وتحمله‏,‏ وتحمل جميع ما معه‏,‏ وتقطع المسافة البعيدة جدا‏,‏ في مدة يسيرة‏,‏ فتسير في اليوم‏,‏ مسيرة شهرين‏.‏ ‏{‏غُدُوُّهَا شَهْرٌ‏}‏ أي‏:‏ أول النهار إلى الزوال ‏{‏وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ‏}‏ من الزوال‏,‏ إلى آخر النهار ‏{‏وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ‏}‏ أي‏:‏ سخرنا له عين النحاس‏,‏ وسهلنا له الأسباب‏,‏ في استخراج ما يستخرج منها من الأواني وغيرها‏.‏
وسخر اللّه له أيضا‏,‏ الشياطين والجن‏,‏ لا يقدرون أن يستعصوا عن أمره‏,‏ ‏{‏وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ‏}‏ وأعمالهم كل ما شاء سليمان‏,‏ عملوه‏.‏
‏{‏مِنْ مَحَارِيبَ‏}‏ وهو كل بناء يعقد‏,‏ وتحكم به الأبنية‏,‏ فهذا فيه ذكر الأبنية الفخمة، ‏{‏وَتَمَاثِيلَ‏}‏ أي‏:‏ صور الحيوانات والجمادات‏,‏ من إتقان صنعتهم‏,‏ وقدرتهم على ذلك وعملهم لسليمان ‏{‏وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ‏}‏ أي‏:‏ كالبرك الكبار‏,‏ يعملونها لسليمان للطعام‏,‏ لأنه يحتاج إلى ما لا يحتاج إليه غيره ، ‏"‏ و ‏"‏ يعملون له قدورا راسيات لا تزول عن أماكنها‏,‏ من عظمها‏.‏
فلما ذكر منته عليهم‏,‏ أمرهم بشكرها فقال‏:‏ ‏{‏اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ‏}‏ وهم داود‏,‏ وأولاده‏,‏ وأهله‏,‏ لأن المنة على الجميع‏,‏ وكثير من هذه المصالح عائد لكلهم‏.‏ ‏{‏شُكْرًا‏}‏ للّه على ما أعطاهم‏,‏ ومقابلة لما أولاهم‏.‏ ‏{‏وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ‏}‏ فأكثرهم‏,‏ لم يشكروا اللّه تعالى على ما أولاهم من نعمه‏,‏ ودفع عنهم من النقم‏.‏
والشكر‏:‏ اعتراف القلب بمنة اللّه تعالى‏,‏ وتلقيها افتقارا إليها‏,‏ وصرفها في طاعة اللّه تعالى‏,‏ وصونها عن صرفها في المعصية‏.‏
فلم يزل الشياطين يعملون لسليمان‏,‏ عليه الصلاة والسلام‏,‏ كل بناء، وكانوا قد موهوا على الإنس‏,‏ وأخبروهم أنهم يعلمون الغيب‏,‏ ويطلعون على المكنونات، فأراد اللّه تعالى أن يُرِيَ العباد كذبهم في هذه الدعوى‏,‏ فمكثوا يعملون على عملهم، وقضى اللّه الموت على سليمان عليه السلام‏,‏ واتَّكأ على عصاه‏,‏ وهي المنسأة، فصاروا إذا مروا به وهو متكئ عليها‏,‏ ظنوه حيا‏,‏ وهابوه‏.‏
فغدوا على عملهم كذلك سنة كاملة على ما قيل‏,‏ حتى سلطت دابة الأرض على عصاه‏,‏ فلم تزل ترعاها‏,‏ حتى باد وسقط فسقط سليمان عليه السلام وتفرقت الشياطين وتبينت الإنس أن الجن ‏{‏لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ‏}‏ وهو العمل الشاق عليهم، فلو علموا الغيب‏,‏ لعلموا موت سليمان‏,‏ الذي هم أحرص شيء عليه‏,‏ ليسلموا مما هم فيه‏.‏
‏[‏15 ـ 21‏]‏ ‏{‏لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ‏}‏
سبأ قبيلة معروفة في أداني اليمن‏,‏ ومسكنهم بلدة يقال لها ‏"‏مأرب‏"‏ ومن نعم اللّه ولطفه بالناس عموما‏,‏ وبالعرب خصوصا‏,‏ أنه قص في القرآن أخبار المهلكين والمعاقبين‏,‏ ممن كان يجاور العرب‏,‏ ويشاهد آثاره‏,‏ ويتناقل الناس أخباره‏,‏ ليكون ذلك أدعى إلى التصديق‏,‏ وأقرب للموعظة فقال‏:‏ ‏{‏لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ محلهم الذي يسكنون فيه ‏{‏آيَةٌ‏}‏ والآية هنا‏:‏ ما أدرَّ اللّه عليهم من النعم‏,‏ وصرف عنهم من النقم‏,‏ الذي يقتضي ذلك منهم‏,‏ أن يعبدوا اللّه ويشكروه‏.‏ ثم فسر الآية بقوله ‏{‏جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ‏}‏ وكان لهم واد عظيم‏,‏ تأتيه سيول كثيرة‏,‏ وكانوا بنوا سدا محكما‏,‏ يكون مجمعا للماء، فكانت السيول تأتيه‏,‏ فيجتمع هناك ماء عظيم‏,‏ فيفرقونه على بساتينهم‏,‏ التي عن يمين ذلك الوادي وشماله‏.‏ وتُغِلُّ لهم تلك الجنتان العظيمتان‏,‏ من الثمار ما يكفيهم‏,‏ ويحصل لهم به الغبطة والسرور، فأمرهم اللّه بشكر نعمه التي أدرَّها عليهم من وجوه كثيرة، منها‏:‏ هاتان الجنتان اللتان غالب أقواتهم منهما‏.‏
ومنها‏:‏ أن اللّه جعل بلدهم‏,‏ بلدة طيبة‏,‏ لحسن هوائها‏,‏ وقلة وخمها‏,‏ وحصول الرزق الرغد فيها‏.‏
ومنها‏:‏ أن اللّه تعالى وعدهم ـ إن شكروه ـ أن يغفر لهم وَيرحمهم‏,‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ‏}‏
ومنها‏:‏ أن اللّه لما علم احتياجهم في تجارتهم ومكاسبهم إلى الأرض المباركة‏,‏ ـ الظاهر أنها‏:‏ ‏[‏قرى صنعاء قاله غير واحد من السلف‏,‏ وقيل‏:‏ إنها‏}‏ الشام ـ هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم إليها‏,‏ بغاية السهولة‏,‏ من الأمن‏,‏ وعدم الخوف‏,‏ وتواصل القرى بينهم وبينها‏,‏ بحيث لا يكون عليهم مشقة‏,‏ بحمل الزاد والمزاد‏.‏
ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ‏}‏ أي‏:‏ ‏[‏سيرا‏}‏ مقدرا يعرفونه‏,‏ ويحكمون عليه‏,‏ بحيث لا يتيهون عنه ‏{‏لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ‏}‏ أي‏:‏ مطمئنين في السير‏,‏ في تلك الليالي والأيام‏,‏ غير خائفين‏.‏ وهذا من تمام نعمة اللّه عليهم‏,‏ أن أمنهم من الخوف‏.‏
فأعرضوا عن المنعم‏,‏ وعن عبادته‏,‏ وبطروا النعمة‏,‏ وملوها، حتى إنهم طلبوا وتمنوا‏,‏ أن تتباعد أسفارهم بين تلك القرى‏,‏ التي كان السير فيها متيسرا‏.‏
‏{‏وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‏}‏ بكفرهم باللّه وبنعمته‏,‏ فعاقبهم اللّه تعالى بهذه النعمة‏,‏ التي أطغتهم‏,‏ فأبادها عليهم‏,‏ فأرسل عليها سيل العرم‏.‏
أي‏:‏ السيل المتوعر‏,‏ الذي خرب سدهم‏,‏ وأتلف جناتهم‏,‏ وخرب بساتينهم، فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق المعجبة‏,‏ والأشجار المثمرة‏,‏ وصار بدلها أشجار لا نفع فيها‏,‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ‏}‏ أي‏:‏ شيء قليل من الأكل الذي لا يقع منهم موقعا ‏{‏خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ‏}‏ وهذا كله شجر معروف‏,‏ وهذا من جنس عملهم‏.‏

فكما بدلوا الشكر الحسن‏,‏ بالكفر القبيح‏,‏ بدلوا تلك النعمة بما ذكر‏,‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ‏}‏ أي‏:‏ وهل نجازي جزاء العقوبة ـ بدليل السياق ـ إلا من كفر باللّه وبطر النعمة‏؟‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



لاحول ولاقوة الا بالله

اهلالي @@ 13/04/2009 08:44 PM

مشكوووورررروووووووررر ومااقصرت خيوو

بن منيف النهدي 14/04/2009 02:18 AM

مشكووووووور اخي وجزاك الله خيرا


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:38 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd