11/04/2009, 12:54 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
كفالة اليتيم والتبني كثيراً ما تدعو وسائل الإعلام إلي كفالة الأطفال الأيتام وضمهم إلي أفراد العائلة لتلقي الرعاية والاهتمام بالتركيز علي وتر الحرمان من نعمة الانجاب. فما رأي الدين في ذلك؟ وهل يتعارض ذلك مع تحريم الإسلام للتبني؟
** يجيب فضيلة الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فيقول: إذا كان الأب لا يجوز له أن ينكر نسب من ولد في فراشه فإنه لا يحل له كذلك أن يتبني من ليس بابن له من صلبه وقد كان العرب في الجاهلية كغيرهم من الأمم في التاريخ يلحقون بأنسابهم وأسرهم من شاءوا عن طريق التبني فللرجل أن يضيف لبنوته من يختاره من الفتيان. ويعلن ذلك فيصبح واحداً من أبنائه وأسرته له ما لهم وعليه ما عليهم ويحمل بذلك اسم الأسرة ويكون له حقوقها.
وهذا التبني لم يكن يمنع أن يكون للفتي الذي يتم تبنيه أب معلوم ونسب معروف.
وقد جاء الإسلام فوجد هذا التبني منتشراً في المجتمع العربي. حتي إن النبي صلي الله عليه وسلم نفسه كان قد تبني زيد بن حارثة في الجاهلية. فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة. ثم وهبته للنبي صلي الله عليه وسلم بعد أن تزوجته. ولما عرف أبوه وعمه مكانه. وطلباه من النبي صلي الله عليه وسلم خيَّره النبي فما كان منه إلا أن اختار رسول الله صلي الله عليه وسلم وفضله علي أبيه وعمه. فأعتقه النبي وتبناه. وأشهد القوم علي ذلك.
وعُرف منذ ذلك الحين باسم "زيد بن محمد" وكان أول من آمن به من الموالي.
ولكن الإسلام رأي أن التنبي في هذا النظام الجاهلي هو تزوير علي الطبيعة والواقع يجعل شخصاً غريباً عن الأسرة فرداً منها. يخلو بنسائها علي أنهن محارمه وهن عنه غريبات.
فلا زوجة الرجل المتبني أم هذا الولد. ولا أخته ولا عمته كذلك إنما هو أجنبي عن الجميع.
ويرث هذا الابن المدعي من الرجل أو المرأة علي أنه ابنهما. ويحجب ذوي القربي الأصلاء المستحقين وما أكثر ما يحقد الأقارب الحقيقيون علي هذا الدخيل الذي اغتصب حقوقهم وحال بينهم وبين ما كانوا يرجون من ميراث. وما أكثر ما يثور هذا الحقد. ويورث نار الفتن ويقطع الأرحام.
لهذا أبطل القرآن هذا النظام الجاهلي وحرمه تحريماً باتاً وألغي آثاره كلها.
ولنتأمل قوله تعالي: ".. وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم.."
أي أن التبني إنما هو كلمة فارغة ليس وراءها حقيقة خارجية.
والتبني الذي أبطله الإسلام هو الذي يضم فيه الرجل طفلاً إلي نفسه يعلم أنه ولد غيره. ومع هذا يلحقه بنسبه وأسرته ويثبت له كل أحكام النبوة وآثارها من إباحة اختلاط وحرمة زواج واستحقاق ميراث.
ولكن هناك نوعا يظنه الناس تبنياً وهو ليس بالتبني الذي حرمه الإسلام. وذلك أن يضم الرجل إليه طفلاً يتيماً أو لقيطاً ويجعله كابنه في الحنو عليه والعناية به والتربية له. فيحضنه ويطعمه ويكسوه ويعلمه ويعامله كأنه ابنه من صلبه ومع هذا لم ينسبه لنفسه ولم يثبت له أحكام النبوة المذكورة. فهذا أمر محمود في دين الله ويستحق صاحبه عليه المثوبة في الجنة وقد قال عليه الصلاة والسلام: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرَّج بينهما".
واللقيط في معني اليتيم. وهو أيضاً أول من يطلق عليه "ابن السبيل" الذي أمر الإسلام برعايته.
وإذا لم يكن للرجل ذرية وأراد أن يعطي هذا الولد شيئاً من ماله. فله أن يهبه ما يشاء في حياته. وأن يوصي له في حدود الثلث من التركة قبل وفاته.
والله أعلم |