في غداة ذاك اليوم .... في دولة الحرية .... وشعب يتسم بالديمقراطيه ...
هذا يومي المشؤم ,, فهذا ماحصل !!
ببداية الصباح وبفنجان القهوة الذي في يدي ..وبعد الأنتهاء من جريدة الاخبار الممله !!قررت الخروج من جدران شقتي التي هي اشبه بالسجن !! لابل هي اشبه بتقييد الحرية !!
,,,,,,,
فخرجت لأتنفس هواء الحرية في بلد الحرية !!
وبدأ يومي من طريق شقتي إلى مقر عملي ,,
وفي الطريق قابلت صديقي القديم فأخبرني بأمراً ما حيره وبعدها أراد مني ان ابدي رأيه في ماقاله ,,
فتكلمت وتكلمت وبما يراه رأيي ولكن,, لم أكمل حتى ولى غاضباً من رأيي ,,
لاأعلم لماذا غضب ؟ ربما لأنني تكلمت !!
وتنفست الصعداء حينما وصلت إلى عملي لأنسى ماحصل من موقفي مع الصديق القديم
فجلست على مكتبي والأوراق تملئ المكان لا بل تملئ طاولتي ..
فجاء الخادم ليعطيني قهوتي المعتادة ,, بعد ان شربتها ,, احسست بطعمها الغريب ,,فقلت له يا ابا مازن قهوتك اليوم لم تكن كعادتها وطعمها لم يروق لي ,,
ولكن صرخ في وجهي وقال من أنت حتى تتكلم وولى غاضباً من رأيي ,,
لا أعلم لماذا غضب؟ ربما لأنني تكلمت !!
وبعد مده , ذهبت إلى المدير لأخبره بالآليات التي يفترض ان نقوم بها لمشاريعنا كون عملي يتطلب مني ذلك ,,
فتكلمت واخبرته وفصلت له آليات العمل المقترحه ,, ولكن غضب مني كثيراً ورمى بالأوراق في وجههي وخصم من راتبي لانه لم يوافق رأيه وغضب مني ,,
لا اعلم لماذا غضب ؟ ربما لأنني تكلمت !!
وبعد النهاية التعيسة من العمل ,,
ذهبت إلى ندوة كان عنوانها الثقافات والحضارات في المجتمع ,,
وبعد ان اتي دوري تكلمت وأبديت رأيي حتى أتهمت بالتحجر والتخلف والتزمت والتعنت!!
وطبعاَ غضبوا مني فطُردت ,,
لا أعلم لماذا غضبوا؟ ربما لأني تكلمت !!
وبعدها ذهبت إلى المحكمة لأرى ماحصل في قضيتي التي طال عليها الزمن وقابلت الشيخ القاضي
وأخبرني بالحكم,, ولكنني رفضت الحكم واخبرته بالظلم واجحاف حقي
ولكن لم اكمل حتى اتهمني بالزندقة والتعدي على رجال الدين والقضاة .. وطبعاً غضب
ولا أعلم لماذا غضب ؟ ربما لأنن تكلمت !!
وبعدها ذهبت لأحد تجار الحديد لأشتري منه الحديد الصلب لبناء بيت المستقبل ,,
وبعد ان قابلته واخبرني بسعر الحديد ,, تفاجئت بالسعر الذي يكاد ان يكون مستحيلاً شرائه حتى بأقل كمية ,,
وأخبرته بان السعر مبالغ فيه وهذا استغلال للمواطن ,, ولم يدعني أكمل حتى صفعني وأذلني
لا أعلم لماذا صفعني؟ ربما لأنني تكلمت !!
وسارعت هارباً من هول الموقف لأذهب للمسؤل وأخبره باعتداء أحدهم على مواطن مسكين ليأخذ حقي منه!!,
ولكن لم أدخل إلى المسؤل ورفضوا ذلك بحجة انني احمل شكوى لأحد الرجال المعروفين في دولة الحرية ,,
لا أعلم لماذا لم يدخلونني ؟ ربما لأنني سأتكلم !!
وبعد نهاية هذ اليوم الكئيب ,, المشؤوم قررت في صباح الغد ان ابدأ يوماً جديد سأطبق من خلاله قاعدة جديدة في حياتي ,,,
وبدأهذا اليوم ,,,
انا في شقتي وبدأت بطقوسي المعتاده حتى نزلت إلى الشارع لأبدا يومي الجديد ارتوي منه نسمات الهواء الصافي
وفي الطريق قابلت صديقي القديم ,, واخبرني بأمراً ما ,, واراد رأيي فيه لكنني التزمت الصمت ,,
فولاني بأبتسامة وتحية حارة وغادر عني وهو راضي عني تماماً
وفي عملي جاء الخادم بالقهوة وتذوقتها لكنني هذه المره التزمت الصمت ,, فأعطاني تحية وقبل رأسي وقال لي شكراً ياسيدي وغادر طبعا وهو راضي عني تماماً
وعند المدير نناقش امور العمل ولكني إلتزمت الصمت فأكرمني بمكافئة وترقية وغادرت المدير وبالطبع كان راضي عني تماماً
وبعدها ذهبت إلى الندوة وانا مطبق الفم وحينما اتى دوري إلتزمت الصمت قابلني الجمهور بتصفيق حار حينما التزمت الصمت بقول (لاتعليق!!)وبالطبع بعدها لم يطردونني
بعدها ذهبت إلى المحكة وقرأوا علي الحكم الصادر والتزمت الصمت ,, فقابلني القاضي بأبتسامه حاره
وطبعاً لم يتهمني بالزندقة ,,بل قال لي أنت مواطن مثالي ,,
وبعدها ذهبت إلى التاجر وأخبرني بسعر بضاعته وانا ملتزم بالصمت ,, فأكرمني وطبعاً لم يصفعني
وطبعاً لم اذهب إلى المسؤولين لأنني لم أُصفع !!
وبعدها أيقنت
ان شقتي هي الحرية
وانا شعب الديموقراطية
وأن الصمت كلِمة ,, 
الوضع العادي
