
23/07/2002, 03:41 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/07/2002 المكان: حيث تسكن الحروف
مشاركات: 205
| |
الليل ذلك الجزء المعتم لوحة أبدعها خالق السماء الليل ذلك الجزء المعتم لوحة أبدعها خالق السماء والحد الفاصل ما بين الحقيقة وأقنعة الوجوه الزائفة به تنطوي الأرض لتتقارب أجزائها لتحاكِ الطبيعة وجه القمر على سطح الماء ...
تنكشف به الأجرام السماوية لتظهر جمالها لتعلن عن قدوم النور مولد شهر قمري تتناثر النجوم على صدر السماء عقد فريد تنظمه تلك الأجرام لتزين به عنق عذراء تورد خداها خجلا حين خرج فارس أحلامها من صمت الكلام لبوح الحروف ..
الليل محرك شعور وإحساس الشعار واللصوص ومن يجدون فيه ستر لتنفيذ خططهم يستلذ به آكلي لحوم البشـر من قادة وساسه وعلماء جعلوا علمهم فقط لإبادة أحلام اليقظة به تستيقظ كائنات الطبيعة من جحورها و أوكارها لتقتات تحت جناحه بعيد عن أعين المتطفلين و الباحثين عن الثراء على حساب شركائنا على هذا الكوكب ..
اثمن الليالي ليلة القدر وأروعها ليلة العرس وأصعب الليالي ليلة الامتحان حين ترتمي العيون على الحروف وتناجي الأفئدة ذلك الخوف من المجهول أطولها ألف ليلة وليلة تلك الحكايات التي قرأناها أو الأساطير تبدأ في أوله وتنتهي مع بزوغ شمس يوم آخر تحتفل البشرية في عرس لتزين الأرض بابها حللها حين مولد سنة جديده ...
الليل فوضى يخفي تحت ستره من لا ترى أطرافهم ولا يسمع لهم صوت خشوع سكينه جريمة ينتشر تحت عيونه حراس الأسواق و البنوك و الحدود وعلى النقيض يجد فيه اللصوص متعتهم لمزاولة افضل ما يستطيعون و ليس المعنيين به هم فقط بل يجد فيه عشاق القلوب راحتهم تنهمر به عواطف حبست داخل صدورهم ترى على عيونهم تلك الدموع ترتقب موعد حبيب أو طارق يطرق أركان القلب به يزاول القلب عمله الدؤوب في الخفقان فتزداد مع مرور الوقت يضخ كميات هائلة من الدماء لتناسب ذلك الموقف ممارسة الحب كعمل بديل عن ضخ الدماء لتجري في مجاري الأوردة فتنساب مورده خدود الأحبة خجلا وكبرياء وشموخ ..
لليل عدة وجوه ليل الدعاء و ليل الشعراء وليل الأحبة وليل السـهر وليل الوحدة والقلق والأرق يعرفه جيدا من فقد نصفه الآخر ولعلي ممن يخط دائما أفكاره ويمتزج بنانه بالقلم كي ينسج من الحروف مقال أو قصيده معبرا عما يجول داخل ذلك التركيب المعقد المبهم بعتمة الليل و وحدته تنساب المعاني بهدوء كرقة من جعلتني أهجر ضوء النهار وأستبدله بنور وجهها البراق فكانت لي القمر ومصباح الظلام ..
دمتم أحبتي ..
الهارف ... |