المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 29/03/2009, 10:12 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة يس (4)

[‏51 - 54‏]‏ ‏{‏وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏

النفخة الأولى، هي نفخة الفزع والموت، وهذه نفخة البعث والنشور، فإذا نفخ في الصور، خرجوا من الأجداث والقبور، ينسلون إلى ربهم، أي‏:‏ يسرعون للحضور بين يديه، لا يتمكنون من التأنِّي والتأخر، وفي تلك الحال، يحزن المكذبون، ويظهرون الحسرة والندم، ويقولون‏:‏ ‏{‏يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا‏}‏ أي‏:‏ من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور، فيجابون، فيقال ‏[‏لهم‏:‏‏]‏ ‏{‏هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ‏}‏ أي‏:‏ هذا الذي وعدكم اللّه به، ووعدتكم به الرسل، فظهر صدقهم رَأْيَ عين‏.‏
ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع، لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم، سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، كقوله‏:‏ ‏{‏الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ‏}‏ ‏{‏وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ‏}‏ ونحو ذلك، مما يذكر اسمه الرحمن، في هذا‏.‏
‏{‏إِنْ كَانَت‏}‏ البعثة من القبور ‏{‏إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً‏}‏ ينفخ فيها إسرافيل في الصور، فتحيا الأجساد، ‏{‏فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ‏}‏ الأولون والآخرون، والإنس والجن، ليحاسبوا على أعمالهم‏.‏
‏{‏فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا‏}‏ لا ينقص من حسناتها، ولا يزاد في سيئاتها، ‏{‏وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ من خير أو شر، فمن وجد خيرا فليحمد اللّه على ذلك، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه‏.‏
‏[‏55 - 58‏]‏ ‏{‏إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ‏}‏
‏[‏لما ذكر تعالى‏]‏ أن كل أحد لا يجازى إلا ما عمله، ذكر جزاء الفريقين، فبدأ بجزاء أهل الجنة، وأخبر أنهم في ذلك اليوم ‏{‏فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ‏}‏ أي‏:‏ في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون‏.‏
ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات، كما قال‏:‏ ‏{‏هُمْ وَأَزْوَاجُهُم‏}‏ من الحور العين، اللاتي قد جمعن حسن الوجوه والأبدان وحسن الأخلاق‏.‏ ‏{‏فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ‏}‏ أي‏:‏ على السرر المزينة باللباس المزخرف الحسن‏.‏ ‏{‏مُتَّكِئُونَ‏}‏ عليها، اتكاء على كمال الراحة والطمأنينة واللذة‏.‏
‏{‏لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ‏}‏ كثيرة، من جميع أنواع الثمار اللذيذة، من عنب وتين ورمان، وغيرها، ‏{‏وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ‏}‏ أي‏:‏ يطلبون، فمهما طلبوه وتمنوه أدركوه‏.‏
ولهم أيضا ‏{‏سَلَامٌ‏}‏ حاصل لهم ‏{‏مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ‏}‏ ففي هذا كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم، وأكده بقوله‏:‏ ‏{‏قَوْلًا‏}‏ وإذا سلم عليهم الرب الرحيم، حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، وحصلت لهم التحية، التي لا تحية أعلى منها، ولا نعيم مثلها، فما ظنك بتحية ملك الملوك، الرب العظيم، الرءوف الرحيم، لأهل دار كرامته، الذي أحل عليهم رضوانه، فلا يسخط عليهم أبدا، فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا يموتوا، أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرور، لحصل ذلك‏.‏
فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم، وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم‏.‏

‏[‏59 - 67‏]‏ ‏{‏وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ‏}‏
لما ذكر تعالى جزاء المتقين، ذكر جزاء المجرمين ‏{‏و‏}‏ أنهم يقال لهم يوم القيامة ‏{‏امْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ‏}‏ أي‏:‏ تميزوا عن المؤمنين، وكونوا على حدة، ليوبخهم ويقرعهم على رءوس الأشهاد قبل أن يدخلهم النار، فيقول لهم‏:‏ ‏{‏أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُم‏}‏ أي‏:‏ آمركم وأوصيكم، على ألسنة رسلي، ‏[‏وأقول لكم‏:‏‏]‏ ‏{‏يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ‏}‏ أي‏:‏ لا تطيعوه‏؟‏ وهذا التوبيخ، يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي، لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له، ‏{‏إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ‏}‏ فحذرتكم منه غاية التحذير، وأنذرتكم عن طاعته، وأخبرتكم بما يدعوكم إليه، ‏{‏و‏}‏ أمرتكم ‏{‏أَنِ اعْبُدُونِي‏}‏ بامتثال أوامري وترك زواجري، ‏{‏هَذَا‏}‏ أي‏:‏ عبادتي وطاعتي، ومعصية الشيطان ‏{‏صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ‏}‏ فعلوم الصراط المستقيم وأعماله ترجع إلى هذين الأمرين، أي‏:‏ فلم تحفظوا عهدي، ولم تعملوا بوصيتي، فواليتم عدوكم، فـ ‏{‏أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا‏}‏ أي‏:‏ خلقا كثيرا‏.‏
‏{‏أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ‏}‏ أي‏:‏ فلا كان لكم عقل يأمركم بموالاة ربكم ووليكم الحق، ويزجركم عن اتخاذ أعدى الأعداء لكم وليا، فلو كان لكم عقل صحيح لما فعلتم ذلك، فإذا أطعتم الشيطان، وعاديتم الرحمن، وكذبتم بلقائه، ووردتم القيامة دار الجزاء، وحق عليكم القول بالعذاب فـ ‏{‏هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ‏}‏ وتكذبون بها، فانظروا إليها عيانا، فهناك تنزعج منهم القلوب، وتزوغ الأبصار، ويحصل الفزع الأكبر‏.‏
ثم يكمل ذلك، بأن يؤمر بهم إلى النار، ويقال لهم‏:‏ ‏{‏اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ‏}‏ أي‏:‏ ادخلوها على وجه تصلاكم، ويحيط بكم حرها، ويبلغ منكم كل مبلغ، بسبب كفركم بآيات اللّه، وتكذيبكم لرسل اللّه‏.‏
قال الله تعالى في بيان وصفهم الفظيع في دار الشقاء‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِم‏}‏ بأن نجعلهم خرسا فلا يتكلمون، فلا يقدرون على إنكار ما عملوه من الكفر والتكذيب‏.‏ ‏{‏وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏}‏ أي‏:‏ تشهد عليهم أعضاؤهم بما عملوه، وينطقها الذي أنطق كل شيء‏.‏
‏{‏وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِم‏}‏ بأن نُذْهِبَ أبصارهم، كما طمسنا على نطقهم‏.‏ ‏{‏فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ‏}‏ أي‏:‏ فبادروا إليه، لأنه الطريق إلى الوصول إلى الجنة، ‏{‏فَأَنَّى يُبْصِرُونَ‏}‏ وقد طمست أبصارهم‏.‏
‏{‏وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِم‏}‏ أي‏:‏ لأذهبنا حركتهم ‏{‏فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا‏}‏ إلى الأمام ‏{‏وَلَا يَرْجِعُونَ‏}‏ إلى ورائهم ليبعدوا عن النار‏.‏ والمعنى‏:‏ أن هؤلاء الكفار، حقت عليهم كلمة العذاب، ولم يكن بُدٌّ من عقابهم‏.‏
وفي ذلك الموطن، ما ثَمَّ إلا النار قد برزت، وليس لأحد نجاة إلا بالعبور على الصراط، وهذا لا يستطيعه إلا أهل الإيمان، الذين يمشون في نورهم، وأما هؤلاء، فليس لهم عند اللّه عهد في النجاة من النار؛ فإن شاء طمس أعينهم وأبقى حركتهم، فلم يهتدوا إلى الصراط لو استبقوا إليه وبادروه، وإن شاء أذهب حراكهم فلم يستطيعوا التقدم ولا التأخر‏.‏ المقصود‏:‏ أنهم لا يعبرونه، فلا تحصل لهم النجاة‏.‏
‏[‏68‏]‏ ‏{‏وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ نُعَمِّرْهُ‏}‏ من بني آدم ‏{‏نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ‏}‏ أي‏:‏ يعود إلى الحالة التي ابتدأ حالة الضعف، ضعف العقل، وضعف القوة‏.‏ ‏{‏أَفَلَا يَعْقِلُونَ‏}‏ أن الآدمي ناقص من كل وجه، فيتداركوا قوتهم وعقولهم، فيستعملونها في طاعة ربهم‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29/03/2009, 11:41 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالية بنت هلالي,,
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/08/2007
المكان: دار سلمـان بن عبدالعزيز♥ิ.•
مشاركات: 3,164
ج ــزاكـ اللهخ ــير على تفسيركـ المتواصــل
لســور القرآن الكريــم ..,

وجعلك الله فـ خ ـر للإسلام والمسلميــن.,


,
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/03/2009, 06:04 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بن منيف النهدي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/01/2009
المكان: جـدة
مشاركات: 1,954
مشكورررر اخوي وجزاك الله خيرا
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:00 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube